أشاد المشاركون، في ختام فعاليات النسخة الثامنة من ندوة "تحالف عاصفة الفكر" التي نظمها مركز عيسى الثقافي بالتعاون مع تحالف مراكز البحوث العربية في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، بمئوية التعليم في البحرين، مبينين أن تجربة البحرين تعد أحد التجارب الرائدة في منطقة الخليج العربي.
وخلصت الندوة التي جاءت بعنوان "مستقبل التعليم والبحث العلمي في العالم العربي"، خلال الفترة من 23 إلى 24 أبريل، إلى 13 توصية استهدفت تطوير التعليم في الوطن العربي بما يتسق مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، من خلال تقديم أطروحات ورؤى غير تقليدية لواقع التعليم في الوطن العربي.
وتضمنت الأطروحات، تحليل موضوعي قائم على دراسات وإحصاءات مقارنة مع مختلف دول العالم المتقدم، للوصول إلى حلول قابلة للتطبيق تسهم في إخراج التعليم في الوطن العربي من أزمته من خلال التعاطي مع مكونات العملية التعليمية المختلفة، والحرص على تطويرها وصولا إلى الغاية المنشودة في جعل التعليم العالي والبحث العلمي قوة دافعة لتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة العربية.
وحرص المشاركون على تهنئة البحرين على مرور مائة عام على التعليم النظامي، والإشادة بالتجربة البحرينية التي تعد أحد التجارب الرائدة في منطقة الخليج العربي.
وطالبوا بوضع مرئيات وتوصيات الندوة أمام الجهات المعنية بالتعليم من أجل العمل على الاستفادة منها حتى لا تبقى حبيسة الأدراج، مؤكدين أن المرحلة الراهنة لم تعد تحتمل التباطؤ في إحداث تغيير جذري في منظومة التعليم في العالم العربي، وتطوير التعليم النظامي وإشراك القطاع الخاص بفعالية في هذا الإطار مع الاهتمام بمنظومة التعليم العالي وتوجيه طاقاتها ناحية البحث العلمي المتصل مع احتياجات المجتمعات العربية.
وأوضحوا، أن أن الاستثمار الحقيقي في العالم العربي لابد أن يوجه إلى الاستثمار في الموارد البشرية للأجيال للوطن العربي.
وشددوا على ضرورة جعل خطة تطوير التعليم في أي دولة عربية لا تتغير بتغير الوزراء، وفق رؤية استراتيجية متكاملة وراسخة، مع التشديد على أن مسؤولية التعليم لا تقع على عاتق الحكومات وحدها، وضرورة المشاركة الفعالة للقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني.
ودعوا إلى الدفع نحو مواكبة المؤسسات التعليمية في مختلف المراحل مع متطلبات العصر الرقمي والتقني من أجل تفعيل أفضل سبل التواصل بين مكونات العملية التعليمية، مع الحرص على تغيير منظومة التعليم القائمة على الحفظ والتلقين إلى الانتقال السريع نحو تنمية التفكير الإبداعي القائم على الاستنباط والتحليل والابتكار وتشجيع مبادرات بناء المدارس الذكية.
وحث المشاركون وزارات التربية والتعليم في العالم العربي، على الاعتماد على نظم تربوية لا مركزية في إدارة القطاعات التعليمية المختلفة من خلال تأكيد أهمية الإدارة التشاركية والإدارة الاستراتيجية تحقيقا للجودة الشاملة في الأنظمة التعليمية.
وأكدوا ضرورة الاهتمام بتعليم القيم التربوية التي تعمل على إعداد المواطن المتزن، وذلك من خلال تشجيع نظم التعليم التي تتولى مخاطبة الوجدان وتساعد في التعرف على قدرات ومهارات كل فرد بما يسهم في تعزيز مشاركته الإيجابية في بناء المجتمع وتنمية قيم الاعتماد على النفس ، الاحترام، التواصل الفاعل، الحرية، العدالة.
وطالبوا بالعمل على تحديث المناهج ووضع برامج علمية جامعية قادرة على خلق مواطن عربي قادر على المنافسة في الاقتصاد العالمي من خلال ربط مخرجات التعليم باحتياجات سوق العمل العالمي، تطوير التعليم المدرسي وإقرار نظام "رخصة المعلم"، والتي يتم من خلالها إجراء فحص وتقييم دوري للمعلمين نفسياً ومعرفياً ومهنياً والتأكد من قدراتهم المعرفية والتكنولوجية، باعتبار أن المعلم هو أحد أهم مكونات العملية التعليمية.
وأكدوا ضرورة مضاعفة إنفاق الحكومات على البحث العلمي، مع جعل الجامعات مراكز للبحث العلمي وليست مراكز للتدريس فقط، وحث القطاع الخاص في العالم العربي على الاضطلاع بدوره ومسؤولياته تجاه مجتمعه من خلال المساهمة الفعالة في التعليم النظامي والتعليم العالي عبر توفير المنح البحثية وفرص التدريب للطلاب والخريجين.
وأشاروا إلى أهمية تعزيز دور الكفاءات العلمية والمراكز البحثية من خلال الاستفادة من رؤيتهم في اتخاذ القرارات التنموية المختلفة، مع ضرورة تفعيل المخرجات البحثية وربطها بخطط التنمية المستدامة.
وحث المشاركون، على العمل على اجتذاب الكفاءات الوطنية المهاجرة في هذا الإطار، والاستفادة منها من خلال برامج البعثات الفعالة بهدف إعداد أجيال وطنية ذات كفاءة عالية.
ودعوا المدرسين وأساتذة الجامعات والأكاديميين إلى التكيف مع العصر الرقمي ومتطلباته وآلياته بغية تحقيق التواصل الأمثل مع الجيل الجديد من الطلاب والدارسين بما يضمن التأثير الايجابي الفعال بين الجانبين، بالإضافة إلى تحفيز خبراء علوم التربية والاجتماع وتقنية المعلومات على دراسة الآثار السلبية لتقنيات المعلومات على القيم المجتمعية واقتراح سبل معالجة هذه الآثار للمحافظة على المجتمعات.
وطالبوا بتضمين مفاهيم المواطنة الرقمية والمواطنة العالمية المشتركة في مناهج وبرامج إعداد المعلمين ومناهج التعليم العام والجامعي.
وطالبوا، بإنشاء صيغة مشتركة تحت لواء جامعة الدول العربية أو تحالف عاصفة الفكر لإيجاد جوانب وحلول عملية للتعاطي مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، إلى جانب المطالبة بوضع وتطوير مواثيق أخلاقية (CODES OF ETHICS) فيما يتعلق بمنتجات التقنية تصميماً وإنتاجاً وتسويقاً واستخداماً بما يتسق ومنظومة القيم المجتمعية للعالم العربي.
من جانبه قال نائب رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي المدير التنفيذي د.الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة "شهدنا تألقاً واضحاً في مستوى المواضيع والأوراق والعروض التي طرحت حول موضوع النسخة الثامنة من ندوة تحالف عاصفة الفكر بعنوان "مستقبل التعليم والبحث العلمي في العالم العربي".
وأضاف "راعينا تنوع اختصاصات المتحدثين في الجلسات، تنوعاً أعطى لنقاشاتنا ثراءً وتوسعاً في فهم وإدراك حقيقة هاجس التعليم والبحث العلمي في عالمنا العربي".
وتابع د.الشيخ خالد بن خليفة:"هذا التنوع يأتي من حقيقة إيماننا بأن التعليم هو معادلة واسعة النطاقات والاختصاصات، ومخرجاتها تمس كل جوانب الحياة، وبذلك فإن وجود المفكر إلى جانب التربوي والأكاديمي والإعلامي والسياسي وغيرهم، بات أمراً في غاية الأهمية لرسم خارطة طريق جادة، نحو مستقبل أكثر قدرة على مواكبة ركب التقدم والتطور والازدهار المعرفي".
وأعرب عن شكره إلى د. جمال السويدي على إصراره وعزيمته في أن يبقى هذا التحالف شعلة مضيئة في مسيرة دعم صناعة واتخاذ القرار العربي، بجانب أعضاء التحالف من مراكز وشخصيات لها أثرها في رفد واقعنا بمزيد من البحث والارتقاء والتجديد.
وقال "لن ننسى دور اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء على روحه الجميلة التي احتضنتنا هو وكافة منتسبي المحافظة، ما ترك لنا أثراً رائعاً في نجاح انعقاد الندوة".
الجلسات النقاشية
وكانت جلسات اليوم الختامي للندوة، ناقشت محورين الأول حول الثورة الصناعية الرابعة مسيرة تشكيل مستقبل علمي مشترك وأدار الجلسة الأمين العام لمنتدى الفكر العربي بالمملكة الأردنية الهاشمية د.محمد أبو حمور وتحدث فيها كلا من د.صالح المانع الأستاذ المتقاعد بحامعة الإمام محمد بن سعود بالمملكة العربية السعودية ود.عبدالحق عزوزي أستاذ أكاديمي بالمملكة المغربية .
وكشف أبو حمور، عن أن 18.3% من أطفال العرب محرومين من التعليم في كل من ليبيا وسوريا والعراق والصومال واليمن.
فيما دعا د.صالح المانع إلى تشجيع ما أسماه بالتداخل بين العلوم والمعارف والعمل على خلق أجيال جديدة تستطيع العمل الجماعي حتى تكون قادرة على تاسيس مشاريع مستقبلية تنافس في في سوق العمل للخريجين، مشدداً على أن إقامة مشروعات مشتركة بين التخصصات المختلفة سيسهم في توفير فرص العمل في المستقبل.
من جهته أشار الأكاديمي المغربي د. عبدالحق عزوزي، إلى أن دراسة للبنك الدولي صدرت مؤخراً أوضحت أن الوطن العربي يحتاج إلى 230 مليار دولار لتحقيق التنمية المستدامة بينما المتوفر منها نحو 130 مليار دولار فقط أي أن العجز يبلغ نحو مائة مليار دولار.
ولفت إلى أن نحو 30 مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر وأن 57 مليون عربي لا يعرفون مبادئ القراءة والكتابة، مبيناً أن معدل البطالة في الوطن العربي يبلغ 10.6%، وان نسبة 45% من الهجمات الإلكترونية مصدرها المنطقة العربية وأن نحو 20 ألف كتاب يصدر سنوياً من العالم العربي.
أما الجلسة الثانية، فتمحورت حول قضية "التعليم العالي والمدارس الذكية ..التحولات في منظومة القيم"، أدارها الباحث الأكاديمي بجامعة ابوظبي د.سلطان النعيمي، وتحدث فيها كلا من الرئيس التنفيذي لهيئة ضمان جودة التعليم والتدريب بمملكة البحرين د. جواهر المضحكي، واستاذ تطوير النظم التربوية بكلية التربية بجامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية د.بدر الصالح.
واستعرضت المضحكي في مداخلتها المفهوم العام للمدارس الذكية من خلال 7 مبادئ رئيسة وهي المعرفة التوليدية ، ذكاء قابل للتعلم ، التركيز على الفهم العميق ،التعليم للاتقان والنقل ، التقييم المتمركز حول التعليم ، الاعداد للتعقيدية ، المدرسة كمؤسسة تعليمية، مشيرة إلى جهود البحرين في ملف التعليم منذ المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى عام 1999.
وبشأن التحولات العالمية أشارت المضحكي إلى أن التغيير بات حتمياً لكن المتغيرات باتت متسارعة من حيث الوتيرة والفترات الزمنية كما أن المعلوماتية أصبحت غير محدودة من حيث الغزارة والمدى والتوفر، لافتة إلى أن امتلاك المعلومات هي مصدر قوة من يتحكم فيها وفي سبل إنتاجها وعرضها يتحكم في العالم.
وخلصت الندوة التي جاءت بعنوان "مستقبل التعليم والبحث العلمي في العالم العربي"، خلال الفترة من 23 إلى 24 أبريل، إلى 13 توصية استهدفت تطوير التعليم في الوطن العربي بما يتسق مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، من خلال تقديم أطروحات ورؤى غير تقليدية لواقع التعليم في الوطن العربي.
وتضمنت الأطروحات، تحليل موضوعي قائم على دراسات وإحصاءات مقارنة مع مختلف دول العالم المتقدم، للوصول إلى حلول قابلة للتطبيق تسهم في إخراج التعليم في الوطن العربي من أزمته من خلال التعاطي مع مكونات العملية التعليمية المختلفة، والحرص على تطويرها وصولا إلى الغاية المنشودة في جعل التعليم العالي والبحث العلمي قوة دافعة لتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة العربية.
وحرص المشاركون على تهنئة البحرين على مرور مائة عام على التعليم النظامي، والإشادة بالتجربة البحرينية التي تعد أحد التجارب الرائدة في منطقة الخليج العربي.
وطالبوا بوضع مرئيات وتوصيات الندوة أمام الجهات المعنية بالتعليم من أجل العمل على الاستفادة منها حتى لا تبقى حبيسة الأدراج، مؤكدين أن المرحلة الراهنة لم تعد تحتمل التباطؤ في إحداث تغيير جذري في منظومة التعليم في العالم العربي، وتطوير التعليم النظامي وإشراك القطاع الخاص بفعالية في هذا الإطار مع الاهتمام بمنظومة التعليم العالي وتوجيه طاقاتها ناحية البحث العلمي المتصل مع احتياجات المجتمعات العربية.
وأوضحوا، أن أن الاستثمار الحقيقي في العالم العربي لابد أن يوجه إلى الاستثمار في الموارد البشرية للأجيال للوطن العربي.
وشددوا على ضرورة جعل خطة تطوير التعليم في أي دولة عربية لا تتغير بتغير الوزراء، وفق رؤية استراتيجية متكاملة وراسخة، مع التشديد على أن مسؤولية التعليم لا تقع على عاتق الحكومات وحدها، وضرورة المشاركة الفعالة للقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني.
ودعوا إلى الدفع نحو مواكبة المؤسسات التعليمية في مختلف المراحل مع متطلبات العصر الرقمي والتقني من أجل تفعيل أفضل سبل التواصل بين مكونات العملية التعليمية، مع الحرص على تغيير منظومة التعليم القائمة على الحفظ والتلقين إلى الانتقال السريع نحو تنمية التفكير الإبداعي القائم على الاستنباط والتحليل والابتكار وتشجيع مبادرات بناء المدارس الذكية.
وحث المشاركون وزارات التربية والتعليم في العالم العربي، على الاعتماد على نظم تربوية لا مركزية في إدارة القطاعات التعليمية المختلفة من خلال تأكيد أهمية الإدارة التشاركية والإدارة الاستراتيجية تحقيقا للجودة الشاملة في الأنظمة التعليمية.
وأكدوا ضرورة الاهتمام بتعليم القيم التربوية التي تعمل على إعداد المواطن المتزن، وذلك من خلال تشجيع نظم التعليم التي تتولى مخاطبة الوجدان وتساعد في التعرف على قدرات ومهارات كل فرد بما يسهم في تعزيز مشاركته الإيجابية في بناء المجتمع وتنمية قيم الاعتماد على النفس ، الاحترام، التواصل الفاعل، الحرية، العدالة.
وطالبوا بالعمل على تحديث المناهج ووضع برامج علمية جامعية قادرة على خلق مواطن عربي قادر على المنافسة في الاقتصاد العالمي من خلال ربط مخرجات التعليم باحتياجات سوق العمل العالمي، تطوير التعليم المدرسي وإقرار نظام "رخصة المعلم"، والتي يتم من خلالها إجراء فحص وتقييم دوري للمعلمين نفسياً ومعرفياً ومهنياً والتأكد من قدراتهم المعرفية والتكنولوجية، باعتبار أن المعلم هو أحد أهم مكونات العملية التعليمية.
وأكدوا ضرورة مضاعفة إنفاق الحكومات على البحث العلمي، مع جعل الجامعات مراكز للبحث العلمي وليست مراكز للتدريس فقط، وحث القطاع الخاص في العالم العربي على الاضطلاع بدوره ومسؤولياته تجاه مجتمعه من خلال المساهمة الفعالة في التعليم النظامي والتعليم العالي عبر توفير المنح البحثية وفرص التدريب للطلاب والخريجين.
وأشاروا إلى أهمية تعزيز دور الكفاءات العلمية والمراكز البحثية من خلال الاستفادة من رؤيتهم في اتخاذ القرارات التنموية المختلفة، مع ضرورة تفعيل المخرجات البحثية وربطها بخطط التنمية المستدامة.
وحث المشاركون، على العمل على اجتذاب الكفاءات الوطنية المهاجرة في هذا الإطار، والاستفادة منها من خلال برامج البعثات الفعالة بهدف إعداد أجيال وطنية ذات كفاءة عالية.
ودعوا المدرسين وأساتذة الجامعات والأكاديميين إلى التكيف مع العصر الرقمي ومتطلباته وآلياته بغية تحقيق التواصل الأمثل مع الجيل الجديد من الطلاب والدارسين بما يضمن التأثير الايجابي الفعال بين الجانبين، بالإضافة إلى تحفيز خبراء علوم التربية والاجتماع وتقنية المعلومات على دراسة الآثار السلبية لتقنيات المعلومات على القيم المجتمعية واقتراح سبل معالجة هذه الآثار للمحافظة على المجتمعات.
وطالبوا بتضمين مفاهيم المواطنة الرقمية والمواطنة العالمية المشتركة في مناهج وبرامج إعداد المعلمين ومناهج التعليم العام والجامعي.
وطالبوا، بإنشاء صيغة مشتركة تحت لواء جامعة الدول العربية أو تحالف عاصفة الفكر لإيجاد جوانب وحلول عملية للتعاطي مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، إلى جانب المطالبة بوضع وتطوير مواثيق أخلاقية (CODES OF ETHICS) فيما يتعلق بمنتجات التقنية تصميماً وإنتاجاً وتسويقاً واستخداماً بما يتسق ومنظومة القيم المجتمعية للعالم العربي.
من جانبه قال نائب رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي المدير التنفيذي د.الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة "شهدنا تألقاً واضحاً في مستوى المواضيع والأوراق والعروض التي طرحت حول موضوع النسخة الثامنة من ندوة تحالف عاصفة الفكر بعنوان "مستقبل التعليم والبحث العلمي في العالم العربي".
وأضاف "راعينا تنوع اختصاصات المتحدثين في الجلسات، تنوعاً أعطى لنقاشاتنا ثراءً وتوسعاً في فهم وإدراك حقيقة هاجس التعليم والبحث العلمي في عالمنا العربي".
وتابع د.الشيخ خالد بن خليفة:"هذا التنوع يأتي من حقيقة إيماننا بأن التعليم هو معادلة واسعة النطاقات والاختصاصات، ومخرجاتها تمس كل جوانب الحياة، وبذلك فإن وجود المفكر إلى جانب التربوي والأكاديمي والإعلامي والسياسي وغيرهم، بات أمراً في غاية الأهمية لرسم خارطة طريق جادة، نحو مستقبل أكثر قدرة على مواكبة ركب التقدم والتطور والازدهار المعرفي".
وأعرب عن شكره إلى د. جمال السويدي على إصراره وعزيمته في أن يبقى هذا التحالف شعلة مضيئة في مسيرة دعم صناعة واتخاذ القرار العربي، بجانب أعضاء التحالف من مراكز وشخصيات لها أثرها في رفد واقعنا بمزيد من البحث والارتقاء والتجديد.
وقال "لن ننسى دور اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء على روحه الجميلة التي احتضنتنا هو وكافة منتسبي المحافظة، ما ترك لنا أثراً رائعاً في نجاح انعقاد الندوة".
الجلسات النقاشية
وكانت جلسات اليوم الختامي للندوة، ناقشت محورين الأول حول الثورة الصناعية الرابعة مسيرة تشكيل مستقبل علمي مشترك وأدار الجلسة الأمين العام لمنتدى الفكر العربي بالمملكة الأردنية الهاشمية د.محمد أبو حمور وتحدث فيها كلا من د.صالح المانع الأستاذ المتقاعد بحامعة الإمام محمد بن سعود بالمملكة العربية السعودية ود.عبدالحق عزوزي أستاذ أكاديمي بالمملكة المغربية .
وكشف أبو حمور، عن أن 18.3% من أطفال العرب محرومين من التعليم في كل من ليبيا وسوريا والعراق والصومال واليمن.
فيما دعا د.صالح المانع إلى تشجيع ما أسماه بالتداخل بين العلوم والمعارف والعمل على خلق أجيال جديدة تستطيع العمل الجماعي حتى تكون قادرة على تاسيس مشاريع مستقبلية تنافس في في سوق العمل للخريجين، مشدداً على أن إقامة مشروعات مشتركة بين التخصصات المختلفة سيسهم في توفير فرص العمل في المستقبل.
من جهته أشار الأكاديمي المغربي د. عبدالحق عزوزي، إلى أن دراسة للبنك الدولي صدرت مؤخراً أوضحت أن الوطن العربي يحتاج إلى 230 مليار دولار لتحقيق التنمية المستدامة بينما المتوفر منها نحو 130 مليار دولار فقط أي أن العجز يبلغ نحو مائة مليار دولار.
ولفت إلى أن نحو 30 مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر وأن 57 مليون عربي لا يعرفون مبادئ القراءة والكتابة، مبيناً أن معدل البطالة في الوطن العربي يبلغ 10.6%، وان نسبة 45% من الهجمات الإلكترونية مصدرها المنطقة العربية وأن نحو 20 ألف كتاب يصدر سنوياً من العالم العربي.
أما الجلسة الثانية، فتمحورت حول قضية "التعليم العالي والمدارس الذكية ..التحولات في منظومة القيم"، أدارها الباحث الأكاديمي بجامعة ابوظبي د.سلطان النعيمي، وتحدث فيها كلا من الرئيس التنفيذي لهيئة ضمان جودة التعليم والتدريب بمملكة البحرين د. جواهر المضحكي، واستاذ تطوير النظم التربوية بكلية التربية بجامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية د.بدر الصالح.
واستعرضت المضحكي في مداخلتها المفهوم العام للمدارس الذكية من خلال 7 مبادئ رئيسة وهي المعرفة التوليدية ، ذكاء قابل للتعلم ، التركيز على الفهم العميق ،التعليم للاتقان والنقل ، التقييم المتمركز حول التعليم ، الاعداد للتعقيدية ، المدرسة كمؤسسة تعليمية، مشيرة إلى جهود البحرين في ملف التعليم منذ المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى عام 1999.
وبشأن التحولات العالمية أشارت المضحكي إلى أن التغيير بات حتمياً لكن المتغيرات باتت متسارعة من حيث الوتيرة والفترات الزمنية كما أن المعلوماتية أصبحت غير محدودة من حيث الغزارة والمدى والتوفر، لافتة إلى أن امتلاك المعلومات هي مصدر قوة من يتحكم فيها وفي سبل إنتاجها وعرضها يتحكم في العالم.