من الجهود الواضحة والبارزة التي يقدمها مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» هو إصداراته المميزة في شتى المعارف والعلوم الاستراتيجية المهمة، وعليه لم يألُ رئيس مجلس أمناء مركز «دراسات» سعادة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة جهداً في تقديم كل ما يمكن أن يثري الحركة البحثية في البحرين، ليقدم لنا مشاريع عربية خالصة كمنهج علمي يمكن أن يكون مصدراً من مصادر المعرفة والتاريخ.

من الكتب التي يبدو فيها الكثير من الجهد والعمل الكبير هو الإصدار الأخير للمركز «عقدان مزهران» والذي تم تدشينه في ذات المركز قبل أيام وهو يرصد مسيرة إنجازات العاهل المفدى على مدى عقدين كاملين من الزمان حيث يتكلم الإصدار المميز عن النجاحات والمكتسبات التي تحققت على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها خلال حكم جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه.

وفي استعراض سريع للكتاب لتعريف الجمهور به وبمحتواه. حيث يتألف من عشرة فصول، حيث يقدم الفصل الأول الذي يحمل عنوان «الشرعية.. التاريخ والحاضر والمستقبل»، استعراضاً تاريخياً لحكم آل خليفة منذ تأسيس الدولة حتى اليوم، وجاء الفصل الثاني بعنوان «الضوء الأول.. رؤية ملك»، ويسلط الضوء على مبادرة جلالته بتأسيس قوة دفاع البحرين ورعايتها وانطلاقتها في العام 1968 وما شهدته من تطور، إلى جانب استعراض عدة قطاعات من بينها قوة الدفاع والحرس الوطني ووزارة الداخلية، والدور الذي تضطلع به في حماية منجزات التنمية الوطنية، ومكتسبات المملكة، بالإضافة إلى دورها المشهود في نطاق التعاون الخليجي، وحماية الأمن القومي العربي.

وخصص الفصل الثالث بعنوان «المشروع الإصلاحي ومسيرة التنمية الشاملة»، للحديث عن بشائر العهد الزاهر لجلالة الملك المفدى منذ اللحظة الأولى لتولي جلالته مقاليد الحكم عام 1999، حيث تم التطرق إلى العفو العام، وإقرار ميثاق العمل الوطني، وإجراء الانتخابات النيابية والبلدية، ويتناول الفصل الرابع بعنوان «العدالة والإصلاح القانوني»، حرص جلالة الملك المفدى على وضع دعائم سيادة القانون والعدالة، إيماناً من جلالته بأن ذلك هو السبيل إلى تعزيز الاستقرار والازدهار، وذلك عبر استعراض المراسيم الملكية التي أصدرها جلالته، واستهدفت إيجاد وبناء مؤسسات تعنى بتحقيق العدالة الناجزة والإصلاح القانوني والحقوقي، وتضمن الفصل الخامس بعنوان «المرأة.. من كسب الحقوق إلى عدالة الشراكة»، عرضاً شاملاً للمنجزات التي تحققت للمرأة البحرينية في مختلف الميادين.

وركز الفصل السادس بعنوان «الدبلوماسية عبقرية التوازن» على الرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك بأهمية التنوع الدبلوماسي، وتوسيع المجال الحيوي للسياسة الخارجية البحرينية، وعدم اختزالها بخيارات محدودة، ما يعزز دورها في دعم جهود مملكة البحرين في التنمية بمختلف أبعادها. أما الفصل السابع، فقد حمل عنوان «إرادة ملك وإدارة أزمة»، ويتناول البعد التاريخي والقيادي لجلالة الملك المفدى، وكيف انعكس ذلك على حماية الوطن، وتجنيب المملكة أية تداعيات سلبية للأحداث التي مرت بها.

وتطرق الفصل الثامن بعنوان «حقائق الاقتصاد وآماله»، إلى القضايا الاقتصادية والتنموية من النفط حتى التعليم، ومن التنمية حتى رؤية البحرين الاقتصادية 2030 والجهود التي قام بها جلالة الملك من أجل ترسيخ أسس بنيان اقتصادي قوي ومتين، يمتلك من العناصر ما يضمن القدرة على مواجهة مختلف التحديات، ويوفر مقومات النمو المستدام. وتحدث الفصل التاسع بعنوان «شرعية الإنجاز»، عما شهده العهد الزاهر من استحداث عشرات المؤسسات الوطنية، القانونية والصحية والتعليمية والإسكانية والإدارية والاجتماعية والأهلية والثقافية والدينية والخيرية، والنهضة الاقتصادية الشاملة، لمواكبة متطلبات العصر الحديث.

وجاء الفصل العاشر بعنوان «التنمية ريادة وغاية»، واهتم بالسياسات التي نفذتها مملكة البحرين خلال الفترة من 1999 إلى 2019، وانعكست على مؤشرات مختلفة، تتعلق بمستوى المعيشة وجودة الحياة، ويتناول أيضاً انعكاس تلك السياسات على مؤشرات الأمم المتحدة، ومنها مؤشرات التنمية البشرية، والمؤشرات المتعلقة بالأهداف الإنمائية للألفية، وأهداف التنمية المستدامة 2030، وما وصلت إليه مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك من نهضة وتطور جعلتها نموذجاً يحتذى به في كل المجالات.

هذا هو استعراض سريع لأهم ما ورد في كتاب «عقدان مزهران» الذي أصدره مركز دراسات وهو يعتبر من الكتب الكبيرة من حيث الحجم والمضمون.