ويظهر مشروع إحياء المحرق تجارة اللؤلؤ في شبه الجزيرة العربية على مر القرون، خاصة خلال فترة ازدهار البحرين في القرن التاسع عشر.
وعبرت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة عن سعادتها بإدراج المحرق في القائمة القصيرة لجائزة الآغا خان للعمارة، معتبرة أن ذلك يعكس العمل الدؤوب من قبل المؤسسات الأهلية والرسمية في إعادة الحياة لعاصمة البحرين القديمة التي تزخر بمعالمها الثقافية والتاريخية والعمرانية.
وأضافت الشيخة مي أن "ذلك ما كان ليتحقق لولا دعم القيادة الحكيمة وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظه الله ورعاه، الداعم الأول لمسيرة التطوير وإحياء تاريخ أرضنا الغنية بمكتسباتها الحضارية"، مؤكدة أن "المحرق، عبر طريق اللؤلؤ المدرج على لائحة التراث العالمي، ومع عمل القطاع الأهلي وبالأخص مركز الشيخ إبراهيم بن محمد ال خليفة للثقافة والبحوث، تظهر عراقة أماكنها وتخبر عن فنون تعكس تاريخها الذي أهلها أن تكون عاصمة للثقافة الإسلامية العام الماضي".
وكانت لجنة تحكيم رئيسية مستقلة استعرضت خلال يناير مئات الترشيحات، في حين تخضع المشاريع العشرون المدرجة على قائمة الترشيحات حالياً لمراجعات ميدانية صارمة من قبل فريق من الخبراء يزور ويقيم كل مشروع في موقعه. وستكون تقارير الخبراء أساس اختيار لجنة التحكيم العليا الفائزين بالجائزة في نهاية المطاف.
ويشار إلى أن المشاريع المنفذة من قبل الآغا خان أو أي من المؤسسات التابعة لشبكة الآغا خان للتنمية غير مؤهلة للترشح للجائزة. وكانت أهلية الترشح للجائزة في دروتها 2019 مشروطة بكون المشاريع منجزة خلال الفترة بين 1 يناير 2012 و 31 ديسمبر 2017 مع كونها قيد الاستخدام لفترة لا تقل عن عام.
وتأسست جائزة الآغا خان للعمارة في العام 1977 من قبل صاحب السمو الآغا خان، بهدف تحديد وتشجيع الأفكار الرائدة في مجالات العمارة والبناء التي تنجح في التصدي لاحتياجات وطموحات المجتمعات التي يكون للمسلمين وجود معتبر فيها. وتركز الجائزة على نماذج المشاريع التي تعتمد معايير جديدة في التميز المعماري في مجالات التصميم المعاصر، الإسكان الاجتماعي، تحسين وتطوير المجتمع، الحفاظ على المواقع التاريخية، الحفاظ على المساحات وإعادة استخدامها، بإضافة إلى هندسة المناظر الطبيعية وتحسين البيئة. ومنذ انطلاق الجائزة قبل 42 سنة حصل عليها 116 مشروعاً، كما وثقت أكثر من 9000 مشروع بناء.
وتتكون لجنة التحكيم العليا للجائزة في 2019 من تسعة أعضاء هم: أنطوني كواميه أبياه، الفيلسوف الأنجلو غاني الأمريكي؛ ميساء بطاينة، مؤسسة شركة ميسم للعمارة والهندسة؛ السير ديفيد تشيبرفيلد الذي تعد شركته المسؤولة عن بناء أكثر من 100 مشروع لكلا القطاعين العام والخاص؛ إليزابيث ديلير، شريك مؤسس لاستوديو التصميم الذي تمتد ممارسته في مجالات العمارة المتعددة الوسائط والوسائط الرقمية؛ أدهم إلدم، برفسور في التاريخ في كلية فرنسا وجامعة بوغازيتشي، باريس واسطنبول، فرنسا-تركيّا؛ منى فواز، برفسورة في الدراسات العمرانية والتخطيط لدى معهد عصام فارس للسياسات العامة في الجامعة الأمريكية في بيروت؛ كريم ابراهيم، معماري مصري وباحث عمراني عمل بشكل مكثف في القاهرة التاريخية؛ علي م. ملكاوي، برفسور في كلية الدراسات العليا للتصميم في جامعة هارفارد والمدير المؤسس لمركز هارفارد للمباني والمدن الخضراء؛ نونديتا كوريا ميهروترا معماريّة تعمل في الهند والولايات المتحدة إضافة لكونها مديرة مؤسسة تشارلز كورية.
وتدار الجائزة من لجنة توجيهية يترأسها صاحب السمو الآغا خا، وتضم أعضاء هم: السير ديفيد أجي المؤسس والمعماري المسؤول عن أجايي وشركاه لندن، المملكة المتحدة. محمد الأسد، مؤسس ورئيس مركز دراسات البيئة المبنية في عمَّان، الأردن. إمري آرولات المدير المؤسس لشركة إمري آرولات للعمارة (EAA)، نيويورك-لندن-استانبول، الولايات المتحدة الأمريكية-تركيا. فرانشيسكو باندارين، مستشار خاص، اليونيسكو، باريس، فرنسا. حنيف كارا، مدير التصميم- AKT II لندن وبرفسور في كلية الدراسات العليا في التصميم في جامعة هارفارد. عظيم نانجي مستشار خاص ،جامعة الآغا خان، نيروبي كينيا. ناصر ربّاط، بروفيسور الآغا خان معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، كامبريدج، الولايات المتحدة الأمريكية. بريجيت شيم، مديرة لشركة شيم – سوتكليف آركيتكتس (Shim-Sutcliffe) تورنتو، كندا. مارينا تبسّم مديرة شركة مارينا تبسّم آركيتكتس (MTA)، داكا، بنغلادش و فَرُخ درخشاني مدير الجائزة.
وتختلف جائزة الآغا خان للعمارة برسالتها عن غيرها من جوائز العمارة كونها تختار مشاريع تتراوح من الارتقاء بالأحياء الفقيرة لتصل إلى المباني الخضراء الشاهقة الارتفاع، التي لا تقدم نموذجاً في التميز المعماري فحسب بل وتسهم نحو جودة حياة أفضل. ولا تكرم الجائزة المهندسين المعماريين فقط، بل يشمل التكريم أطرافاً أخرى مشاركة بالمشاريع مثل البلديات، وعمال البناء، وأصحاب العمل، والعمال المهرة، والمهندسين الذين كان لهم دور مهم في إنجاز المشاريع.
وجائزة الآغا خان للعمارة هي جزء من شبكة الآغا خان للتنمية. وتشغل الشبكة وتدير أكثر من 1000 برنامج ومؤسسة في 30 بلداً يعود عدد منها لأكثر من 60 سنة، بل يمتد بعضها لأكثر من 100 عام. ويعمل لدى الشبكة أكثر من 8 آلاف موظف يوجد معظمهم في دول العالم النامي.
وتصل ميزانية الشبكة للتنمية السنوية للنشاطات التنموية غير الربحية إلى 950 مليون دولار، وذراعها للتنمية الاقتصادية صندوق الآغا خان (AKFED)، الذي يسهم بعائد 4 مليارات و300 مليون دولار سنوياً، في حين يعاد استثمار كل الفائض منه في مشاريع تنموية أخرى تكون عادة في مناطق نائية أو مناطق عانت صراعات.