توجيهات جلالة الملك بعدم المساس بمكتسبات المواطن وتوجيهاته بالجلوس مع الشارع التجاري وتوجيهاته بوقف بعض الإجراءات والقرارات ما جاءت إلا بعد أن يستفحل الجدل العلني فيها، فيصل صوته لجلالته حفظه الله ويوجه بالاستماع لتلك الشكاوى والنظر فيها، وكثيراً ما ترتب على تلك التوجيهات تعطيل أو تأجيل أو وقف بعض القرارات الهامة التي أخذت وقتاً في الدراسة واستعراض الخيارات المتاحة قبل إقرارها، ولكن الضرورات تحتم المراعاة السياسية أحياناً على المراعاة الاقتصادية.
نحن نعرف «نتائج» الخطة المالية يوماً بيوم لأنها تمس حياتنا اليومية، ولكن غالبية كبيرة لا تعرف «الجهد» الذي بذل ممن هو مشرف عليها وصعوبة الخيارات التي بين يدي صاحب القرار الاقتصادي، بغض النظر عن صحتها أو سلامتها من عدمه.
أقرأ أنا المتابعة بحكم عملي العديد من الأخبار التي تتناول الجهود المبذولة من أجل تحسين الوضع المالي والاقتصادي للدولة من خلال أخبار منشورة هنا وهناك في الصحف، أخبار في الصفحة الأولى وأخبار في الملاحق الاقتصادية، أجمعها، وأحاول أن أكوّن صورة باجتهادات فردية وعلى قدر محدودية الاختصاص، إنما تلك الأخبار لا تحظى باهتمام غالبية القراء الذين قد يمرون على عناوين بعضها إن جاءت في الصفحة الأولى ويكتفون بها وما جاء في الملاحق والصفحات الداخلية لا أحد يقرؤها غير المعنيين.
لا يهتم الناس عادة بتفاصيل مكتوبة في الصحف حول مهمة ومشروع التوازن المالي وكيف سنصفر العجز وكيف تستنزف فوائد الدين العام وترهق ميزانيتنا، وتجبرنا على أن نملك قوة جبارة وسحرية من أجل دفعها وتسديد ديننا في ذات الوقت، وكل ذلك دون أن نمس مكتسبات المواطن ولا نثقل كاهله كما وجه جلالة الملك حفظه الله السلطة التنفيذية.
الصحافة قامت بدورها في نقل هذه القصص لكن قراءتها وتأثيرها ظل في حدود الراغب في قراءتها ومتابعة تفاصيلها بحكم عمله واهتماماته، رغم أن تلك القصص تمس أصغر تفاصيل حياتنا وتنعكس على أدق حيثياتها، إلا أن عامة الناس لا تقرؤها، لذلك تكثر شكواهم حين نقارب على الانتهاء من أحد الطرق الوعرة ونكاد نجتازها بقرار اقتصادي، لذلك يضج الناس بالشكاوى لأنهم فجأة وجدوا منعطف أمامهم دون أن يعرفوا كيف وصلوا له، في حين سبق ذلك المنعطف قصص من الاجتماعات والمفاوضات واستعراض الخيارات وبحث البدائل وووووو.. كلها جرت خلف الكواليس.
و رغم أن نتائج تلك الخارطة المالية والاقتصادية تمس جودة الخدمات من دواء وتطبيب ومقاعد دراسية وطرق وأسعار بضائع ورسوم يدفعها وتوظيف وكهربائه ومائه وحدائقه وسكنه ودكانه وتجارته الصغيرة وكل تفاصيلنا الصغيرة منها والكبيرة تتعلق بالسياسة المالية والاقتصادية وبتلك الجهود المبذولة للاحتفاظ بتلك المكتسبات والإبقاء بل تحسين جودتها حتى لا تتأثر سلباً بهذه السياسة، الآن إن الناس لا يهتمون إلا بالقرار الأخير الذي اتخذ بشأنها، إنما لماذا وكيف وما هي البدائل التي كانت متاحة وما هو السيناريو الذي سيتبع كل خيار فتلك تفاصيل لم يتابعوها في صحافتنا رغم شح تلك التفاصيل!
مسك العصا والسير على تلك الحبال الأكروباتية التي تسبق القرارات مهمة لا يعرفها الناس، لكنهم قادرين في كثير من الأحيان أما على تثبيتها أو على تعطيلها، ولا تنفع الخطط والبرامج التوعوية التي تهتم في كيفية تطبيق القرار بعد صدوره، فكم من قرار تأجل وكم من قرار أوقف وكم من قرار منع وأعيد النظر فيه وكلها قرارات تمس خطط وبرامج زيادة الإيرادات وترشيد النفقات وتصفير العجز وسداد الدين، وكم من قرار ساهم البحرينيون في نجاحه وتنفيذه، فقدرة المجتمع البحريني كبيرة ومؤثرة في كلا الاتجاهين!!
البحرينيون كالراكب الذي يزال الغطاء عن عينيه حين يصل إلى الوجهة المعنية، فإما يسعد بها ويصفق للقائد وإما يرفضها ويعيد السائق إلى أول الطريق من جديد.
نحن نعرف «نتائج» الخطة المالية يوماً بيوم لأنها تمس حياتنا اليومية، ولكن غالبية كبيرة لا تعرف «الجهد» الذي بذل ممن هو مشرف عليها وصعوبة الخيارات التي بين يدي صاحب القرار الاقتصادي، بغض النظر عن صحتها أو سلامتها من عدمه.
أقرأ أنا المتابعة بحكم عملي العديد من الأخبار التي تتناول الجهود المبذولة من أجل تحسين الوضع المالي والاقتصادي للدولة من خلال أخبار منشورة هنا وهناك في الصحف، أخبار في الصفحة الأولى وأخبار في الملاحق الاقتصادية، أجمعها، وأحاول أن أكوّن صورة باجتهادات فردية وعلى قدر محدودية الاختصاص، إنما تلك الأخبار لا تحظى باهتمام غالبية القراء الذين قد يمرون على عناوين بعضها إن جاءت في الصفحة الأولى ويكتفون بها وما جاء في الملاحق والصفحات الداخلية لا أحد يقرؤها غير المعنيين.
لا يهتم الناس عادة بتفاصيل مكتوبة في الصحف حول مهمة ومشروع التوازن المالي وكيف سنصفر العجز وكيف تستنزف فوائد الدين العام وترهق ميزانيتنا، وتجبرنا على أن نملك قوة جبارة وسحرية من أجل دفعها وتسديد ديننا في ذات الوقت، وكل ذلك دون أن نمس مكتسبات المواطن ولا نثقل كاهله كما وجه جلالة الملك حفظه الله السلطة التنفيذية.
الصحافة قامت بدورها في نقل هذه القصص لكن قراءتها وتأثيرها ظل في حدود الراغب في قراءتها ومتابعة تفاصيلها بحكم عمله واهتماماته، رغم أن تلك القصص تمس أصغر تفاصيل حياتنا وتنعكس على أدق حيثياتها، إلا أن عامة الناس لا تقرؤها، لذلك تكثر شكواهم حين نقارب على الانتهاء من أحد الطرق الوعرة ونكاد نجتازها بقرار اقتصادي، لذلك يضج الناس بالشكاوى لأنهم فجأة وجدوا منعطف أمامهم دون أن يعرفوا كيف وصلوا له، في حين سبق ذلك المنعطف قصص من الاجتماعات والمفاوضات واستعراض الخيارات وبحث البدائل وووووو.. كلها جرت خلف الكواليس.
و رغم أن نتائج تلك الخارطة المالية والاقتصادية تمس جودة الخدمات من دواء وتطبيب ومقاعد دراسية وطرق وأسعار بضائع ورسوم يدفعها وتوظيف وكهربائه ومائه وحدائقه وسكنه ودكانه وتجارته الصغيرة وكل تفاصيلنا الصغيرة منها والكبيرة تتعلق بالسياسة المالية والاقتصادية وبتلك الجهود المبذولة للاحتفاظ بتلك المكتسبات والإبقاء بل تحسين جودتها حتى لا تتأثر سلباً بهذه السياسة، الآن إن الناس لا يهتمون إلا بالقرار الأخير الذي اتخذ بشأنها، إنما لماذا وكيف وما هي البدائل التي كانت متاحة وما هو السيناريو الذي سيتبع كل خيار فتلك تفاصيل لم يتابعوها في صحافتنا رغم شح تلك التفاصيل!
مسك العصا والسير على تلك الحبال الأكروباتية التي تسبق القرارات مهمة لا يعرفها الناس، لكنهم قادرين في كثير من الأحيان أما على تثبيتها أو على تعطيلها، ولا تنفع الخطط والبرامج التوعوية التي تهتم في كيفية تطبيق القرار بعد صدوره، فكم من قرار تأجل وكم من قرار أوقف وكم من قرار منع وأعيد النظر فيه وكلها قرارات تمس خطط وبرامج زيادة الإيرادات وترشيد النفقات وتصفير العجز وسداد الدين، وكم من قرار ساهم البحرينيون في نجاحه وتنفيذه، فقدرة المجتمع البحريني كبيرة ومؤثرة في كلا الاتجاهين!!
البحرينيون كالراكب الذي يزال الغطاء عن عينيه حين يصل إلى الوجهة المعنية، فإما يسعد بها ويصفق للقائد وإما يرفضها ويعيد السائق إلى أول الطريق من جديد.