رغم ان موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية يبدو بعيدا فان حملتها قد بدات واصبح الجدول السياسي الاميركي مركزا على الانتخابات التمهيدية للانتخابات الرئاسية لسنة 2016.وفي معسكر الديمقراطيين تبدو هيلاري كلينتون السيدة الاولى السابقة ووزيرة الخارجية السابقة الاوفر حظا رغم انها ليست مرشحة رسميا حتى الان. وفي معسكر الجمهوريين يبدو من المستحيل تحديد الاوفر حظا بوجود عشرة اسماء متداولة دون ان يبرز من بينهم اسم اوفر حظا.والانتخابات الرئاسية التي ستحدد اسم الرئيس ال 45 في تاريخ الولايات المتحدة، ستنظم في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2016.وتنطلق الانتخابات التمهيدية في بداية 2016. لكن الاشهر القادمة ستشهد اعلان الترشحات والاصطفاف والتسويات الصغيرة وتنامي جمع التمويلات التي تشكل عصب حرب الانتخابات.ولئن بدت انتخابات التجديد النصفي الثلاثاء اشبه بنكسة للديمقراطيين الذين اصبحوا اقلية في مجلس الشيوخ وفي مجلس النواب، فانها ليست بالضرورة سيئة بالنسبة لهيلاري كلينتون اذا كانت تنوي خوض الانتخابات الرئاسية بعد ثماني سنوات من هزيمتها في الانتخابات التمهيدية امام باراك اوباما.ويمكن ان تستفيد كلينتون من الانقسامات الداخلية للجمهوريين الذين لم يحسموا حتى الان في المكانة التي سيعطونها لنواب "حزب الشاي" المستمرين في المشاكسة.ولم ينتظر السيناتور الجمهوري راند بول الذي يمكن ان يخوض غمار السباق، طلوع نهار يوم جديد لشن هجوم على المرشحة الديمقراطية المحتملة.وقال في تغريدة "ان الخاسرة الاكبر الثلاثاء هي هيلاري كلينتون" قبل ان ينشر على موقع فيسبوك سلسلة صور لكلينتون وهي تقف الى جانب مرشحين ديمقراطيين خاسرين في انتخابات مجلس الشيوخ وارفق الصور بعبارة "خاسرو هيلاري".من جانبها قالت اللجنة الوطنية الجمهورية في وثيقة عددت اسباب الارتباط الوثيق بين المتنافسين الديمقراطيين السابقين "بعد الهزيمة التاريخية امس (الثلاثاء) ستكون سياسات اوباما-كلينتون مجددا في قلب تصويت 2016".نظريا لا تلعب الاحصائيات لصالح تولي ديمقراطي كرسي الرئاسة في 2016 فمن النادر ان يتولى حزب ثلاث ولايات متتالية في الولايات المتحدة. والاستثناء الوحيد في السنوات الستين الاخيرة كان في 1988 حين اعيد انتخاب جورج بوش الجمهوري اثر ولايتين تولاهما رونالد ريغن.ويتوقع ان تعلن هيلاري كلينتون (67 عاما) نواياها في بداية 2015. ومع ان كل شيء يوحي بانها تعد لترشحها مجددا فانه لا يزال هناك بعض الشك. فهيلاري كلينتون تكرر باستمرار انها ترغب في ان تعيش وضعها الجديدة كجدة بعد ولادة حفيدتها الاولى في نهاية ايلول/سبتمبر، وذلك قبل ان تتخذ قرارا بشان مستقبلها السياسي.واذا ما قررت ، بشكل مفاجىء، عدم خوض السباق الرئاسي فان الديمقراطيين قد يجدون انفسهم في موقف ضعيف حيث ان الاضواء كلها كانت مسلطة على هيلاري كلينتون منذ عام. ويلمح نائب الرئيس جو بايدن الذي يكبرها بخمس سنوات، الى احتمال ترشحه لكن لا احد يبدو مؤمنا بذلك.كما ان انتخاب جمهوري الثلاثاء في منصب حاكم ماريلاند اضعف موقف الديمقراطي الحاكم السابق مارتن اومالي الذي كان اشار الى احتمال ترشحه للانتخابات الرئاسية.وفي معسكر الجمهوريين لم يسبق ان كان سباق الترشح للانتخابات الرئاسية مفتوحا كما هو اليوم.والتساؤل الاول يخص جيب بوش (61 عاما) نجل جورج بوش الاب الرئيس ال 41 للولايات المتحدة (1989-1993) وشقيق جورج بوش الابن الرئيس 43 (2001-2009). وهو الحاكم السابق لفلوريدا وقد يحاول ان يصبح الرئيس ال 45.وهو متردد ومعروف بموقف اكثر وسطية من شقيقه. وفي بداية العام قالت امه برباره بوش رايها بشان احتكار عائلتي بوش وكلينتون المشهد السياسي الاميركي. وقالت "نعيش في بلد كبير واذا لم نكن قادرين على العثور على اكثر من عائلتين او ثلاث لخوض السباق الرئاسي، فالامر سخيف". ثم اصبحت بعد هذه التصريحات اكثر تكتما.ومن الاسماء الاخرى المطروحة ماركو روبيو (فلوريدا) وتيد كروز (تكساس) والحكام كريس كريستي (نيوجرسي) وريك بيري (تكساس) وسكوت والكر (وينكونسن) وبوبي جندال (لويزيان) وايضا مايك هوكابي الحاكم السابق لاركنسو.كما عاود الظهور اسم ميت رومني الذي خسر الانتخابات التمهيدية للجمهوريين في 2008 امام جون ماكين ثم الرئاسية في 2012 امام اوباما. وكان استبعد مبدئيا احتمال ترشحه مجددا لكن نفيه يبدو اقل حسما في الاونة الاخيرة.