هناك بعض من الناس مهووس باقتناء الأشياء الثمينة سواء أكانت تحفاً نادرة أو لوحات فنية لكبار المشاهير من الفنانين أو سجاداً «عجمياً» أو إكسسوارات قديمة أو حتى أطباقاً نحاسية محفور عليها نقوش أو حتى كتاباً ذا غلاف سميك كاد الزمن أن يمحي ملامحه.
أسمع كثيراً عن هؤلاء الذين يشترون «الأنتيكات» وهي عبارة عن قطع غالية الثمن يزيد عمرها عن المائة عام وعن صالات لعرض وبيع تلك الأنتيكات ضمن مزادات في الدول الغربية والعربية كصالة «كاتساروس» بالقاهرة وهي أقدم صالة لعرض الأنتيك لصاحبها «مجدي محمود» حفيد «جورج ميخايليديس»، والتي كان الملك فاروق أبرز زوارها.
أغلب محبي «الأنتيك» يشعرون بهاجس أن تكون هذه المقتنيات ملكاً خاصاً لهم وأحياناً يكون دافع الحصول عليها بعيداً عن معرفتهم لقيمة تلك الكنوز الفكرية والفنية والأدبية والثقافية بل تكون دوافعهم مادية بحتة، لدرجة أننا نسمع العديد عن هؤلاء المهووسين يشترون بيوتاً بحراس لتخزين مقتنياتهم بها فتصبح «محكورة» لا يستطيع أحد رؤيتها سوى بعض الأقارب والأصدقاء ولا ينقصهم سوى فرض رسوم لمن يحب أن يراها في منازلهم، إذاً هل هم يتاجرون بالفن والآثار والثقافة أم يمارسون هواية؟
إن جامعي هذه النوادر والمقتنيات سواءً من المزادات أو الأسواق هم فعلياً مستثمرون يتاجرون بالفن والآثار وهو فعل مشروع مفهوم المقصد لا ننتقده ولا نرفضه لأنه يشبع اهتماماتهم الجمالية الروحية لتحقيق ذاتهم عبر فعل ما يحبونه، لكن هناك فرقاً كبيراً بين عاشق للفن والآثار وبين محتكر وهواة يسافرون ويقطعون مسافات من أجل النظر والإحساس بقطعة فنية تشرح لهم قدم الدهر ومحطاته متحملين عناء رحلتهم من أجل رؤية ما حلموا أن يروه بشعور يملؤه الدهشة الكاملة منذ النظرة الأولى حتى مغادرة المكان، إلى حد أن الكثير منهم يبتسمون مع اللوحة أو القطعة الأثرية ويدخلون في تفاصيلها بروح جمالية رائعة، فيا لهم من عشاق للثقافة! فهم يعيشون إحساساً مختلفاً عن إحساس هذا المستحوذ المحتكر على كل ثمين بغرض أنه عاشق للأنتيك!
نعم توجد انعكاسات سلبية لهوس تجار «الأنتيك» فهم يحجبون على محبي الفن والآثار والتاريخ فرصة الاطلاع على هذه النوادر باعتبارها ممتلكات خاصة بهم دون النظر إلى أن عملية تكديسها وتجميعها لديهم تمنع محبي الفن والآثار الاستمتاع بها والنظر إليها، بل يوجد منهم من يرى متعة بتجميعها واحدة تلو الأخرى وتخزينها في صناديق معتمة وفِي أماكن لا تليق بقيمتها الجمالية والاعتبارية وسط زحمة مقتنياتهم، وإذا ضاق عليهم المكان لجؤوا لبيعها أو إهدائها لأشخاص لا يعرفون حتى قيمتها.
جميل أن يرى الناس ما يوجد عندك وما هو ذو قيمة لديك ولديهم فينتشر الجمال ولا يحاصر في قبضة يد بسبب حب الامتلاك، فالتاريخ والفن والآثار والآداب ليست ممتلكات خاصة هي ملك للجميع ولَم تأتِ بغرض التباهي والمنافسة والمتاجرة، فهذه المقتنيات أعمال فنية إبداعية ثمينة تقص علينا حكايات وتاريخاً فهي ليس لها قيمة لبُعدها الزمني فقط، بل لما فيها من معانٍ عميقة ومختصرة تُقرأ أثناء النظر إليها، وكل هؤلاء المبدعين والذين رسموا التاريخ بإبداعاتهم يستحقون الاحتفاء بأعمالهم وتحليلها وتفسيرها والكتابة عنها.
عن نفسي كنت ومازلت أحفظ قصص رسومات الفنانين وتواريخ السنوات التي رسموا فيها تلك اللوحات، واليوم ينشغل تفكيري بمن اشترى أعمالهم وأين وضعت ولم فلت الكثير منها وأصبحت لا توجد في المتاحف العالمية؟
إن الثقافة عطاء وهي لي ولكم وللناس جميعاً، فلم لا يساهم عشاق «الانتيك» بمقتنياتهم وكنوزهم بعرضها لكافة الناس سواء في بيوتهم لتصبح مزاراً لعشاق تلك المقتنيات أو بعرضها داخل المتاحف، لتكون متداولة للجميع مع الاحتفاظ بأسماء متبرعيها تقديراً لجهودهم وعرفاناً لما قدموه، فهكذا تكون الثقافة منتشرة وغير محتكره وملكاً للجميع.
أسمع كثيراً عن هؤلاء الذين يشترون «الأنتيكات» وهي عبارة عن قطع غالية الثمن يزيد عمرها عن المائة عام وعن صالات لعرض وبيع تلك الأنتيكات ضمن مزادات في الدول الغربية والعربية كصالة «كاتساروس» بالقاهرة وهي أقدم صالة لعرض الأنتيك لصاحبها «مجدي محمود» حفيد «جورج ميخايليديس»، والتي كان الملك فاروق أبرز زوارها.
أغلب محبي «الأنتيك» يشعرون بهاجس أن تكون هذه المقتنيات ملكاً خاصاً لهم وأحياناً يكون دافع الحصول عليها بعيداً عن معرفتهم لقيمة تلك الكنوز الفكرية والفنية والأدبية والثقافية بل تكون دوافعهم مادية بحتة، لدرجة أننا نسمع العديد عن هؤلاء المهووسين يشترون بيوتاً بحراس لتخزين مقتنياتهم بها فتصبح «محكورة» لا يستطيع أحد رؤيتها سوى بعض الأقارب والأصدقاء ولا ينقصهم سوى فرض رسوم لمن يحب أن يراها في منازلهم، إذاً هل هم يتاجرون بالفن والآثار والثقافة أم يمارسون هواية؟
إن جامعي هذه النوادر والمقتنيات سواءً من المزادات أو الأسواق هم فعلياً مستثمرون يتاجرون بالفن والآثار وهو فعل مشروع مفهوم المقصد لا ننتقده ولا نرفضه لأنه يشبع اهتماماتهم الجمالية الروحية لتحقيق ذاتهم عبر فعل ما يحبونه، لكن هناك فرقاً كبيراً بين عاشق للفن والآثار وبين محتكر وهواة يسافرون ويقطعون مسافات من أجل النظر والإحساس بقطعة فنية تشرح لهم قدم الدهر ومحطاته متحملين عناء رحلتهم من أجل رؤية ما حلموا أن يروه بشعور يملؤه الدهشة الكاملة منذ النظرة الأولى حتى مغادرة المكان، إلى حد أن الكثير منهم يبتسمون مع اللوحة أو القطعة الأثرية ويدخلون في تفاصيلها بروح جمالية رائعة، فيا لهم من عشاق للثقافة! فهم يعيشون إحساساً مختلفاً عن إحساس هذا المستحوذ المحتكر على كل ثمين بغرض أنه عاشق للأنتيك!
نعم توجد انعكاسات سلبية لهوس تجار «الأنتيك» فهم يحجبون على محبي الفن والآثار والتاريخ فرصة الاطلاع على هذه النوادر باعتبارها ممتلكات خاصة بهم دون النظر إلى أن عملية تكديسها وتجميعها لديهم تمنع محبي الفن والآثار الاستمتاع بها والنظر إليها، بل يوجد منهم من يرى متعة بتجميعها واحدة تلو الأخرى وتخزينها في صناديق معتمة وفِي أماكن لا تليق بقيمتها الجمالية والاعتبارية وسط زحمة مقتنياتهم، وإذا ضاق عليهم المكان لجؤوا لبيعها أو إهدائها لأشخاص لا يعرفون حتى قيمتها.
جميل أن يرى الناس ما يوجد عندك وما هو ذو قيمة لديك ولديهم فينتشر الجمال ولا يحاصر في قبضة يد بسبب حب الامتلاك، فالتاريخ والفن والآثار والآداب ليست ممتلكات خاصة هي ملك للجميع ولَم تأتِ بغرض التباهي والمنافسة والمتاجرة، فهذه المقتنيات أعمال فنية إبداعية ثمينة تقص علينا حكايات وتاريخاً فهي ليس لها قيمة لبُعدها الزمني فقط، بل لما فيها من معانٍ عميقة ومختصرة تُقرأ أثناء النظر إليها، وكل هؤلاء المبدعين والذين رسموا التاريخ بإبداعاتهم يستحقون الاحتفاء بأعمالهم وتحليلها وتفسيرها والكتابة عنها.
عن نفسي كنت ومازلت أحفظ قصص رسومات الفنانين وتواريخ السنوات التي رسموا فيها تلك اللوحات، واليوم ينشغل تفكيري بمن اشترى أعمالهم وأين وضعت ولم فلت الكثير منها وأصبحت لا توجد في المتاحف العالمية؟
إن الثقافة عطاء وهي لي ولكم وللناس جميعاً، فلم لا يساهم عشاق «الانتيك» بمقتنياتهم وكنوزهم بعرضها لكافة الناس سواء في بيوتهم لتصبح مزاراً لعشاق تلك المقتنيات أو بعرضها داخل المتاحف، لتكون متداولة للجميع مع الاحتفاظ بأسماء متبرعيها تقديراً لجهودهم وعرفاناً لما قدموه، فهكذا تكون الثقافة منتشرة وغير محتكره وملكاً للجميع.