(امبارك) عليكم الشهر وتعودونه بصحة وسلامة لا فاقدين ولا مفقودين ويتقبل منكم دعاءكم وحسن عبادتكم وطاعتكم آمين يارب العالمين.
( تعمدت إضافة الألف كي تقرأ بلهجتنا)
يحتاج شهر رمضان منا إلى تقدير البطء من جديد، أو قل تقدير التأني إن صح التعبير فقد أهدرنا تلك القيمة الجميلة وأسأنا إلى سمعتها، فسرعتنا في الحياة أصبحت جنونية وبسببها ومن أجلها نسينا أموراً كثيرة وتغاضينا عن أساسيات بحجة أننا لا نملك الوقت!
من قال إننا لا نملك الوقت؟ بل نملكه ولكننا نحن الذين كيفناه كيف نشاء وأصبحنا أسرى للجري والسرعة في كل شيء، وأسرى لجدول أعمال يومي نحن الذين نضعه ونحن من يشتكي من زحمته، ومع ذلك فكل ما ننجزه قاصر وغير مكتمل لأننا ننجزه على عجل حتى افتقدنا الإتقان.
النظرة إلى الساعة أصبحت مرعبة تذكرنا ببقية مهامنا التي تنتظرنا فنسرع الخطى وكأن هناك من يلاحقنا، نعم فالوقت كالسيف نحن من وضعه على رقابنا، ثم ياللغباء قلنا إن لم تقطعه قطعك!
للبطء متعة افتقدناها، واتهمنا البطء بأنه كسول بأنه فارغ بأنه بارد بأنه ممل ونسينا أن البطء هوأن تتأمل، أليس التأمل متعة؟ حتى السماء نسينا منظرها حتى النجوم لم نعد نعرفها، حتى تجاعيد أمهاتنا لم نعد نحفظها، لأننا نجري ونجري ونجري فلا نطيل النظر ولا نمعن البصر.
أن تنصت بحب لمشتكٍ لعاتب لمتذمر لمريض لمتعب أجراً وصدقة وعطاء إنما لا وقت لهؤلاء بل لا وقت حتى لموسيقى هادئة وكتاب تعيد قراءة صفحاته أكثر من مرة لأنك تقرأه ببطء كل ذلك أصبح صعب المنال فجدول أعمالنا مزدحم .
أن تنتظر في الصف، أن تنتظر توصيل خدمة، أن تنتظر في طابور السيارات أصبح تعذيباً، ونقمة لا تمر دون تذمر وتأفؤف، أن تفسح للكبير والعاجز والحامل مكانك، أن تحتفظ بابتسامتك رغم طول الصف، أن تفرح لوقت الانتظار لأنه منحك وقتاً للتسبيح بحمد الله لتبادل السلام مع من حولك، ترف لا نعرفه، الانتظار إجازة مقتطعة لك وليست عقاباً ولكن من يفهم؟
أن تنام ملء جفنك، أن لا تقفز من سريرك حين تفتح عينيك، أن تختار أن تتوسد وسادتك وتطفئ الأنوار وتهدأ قبل موعد نومك مستحيل، لِمَ لا؟ تلك متعة في يدنا لكننا نرفضها وننكرها.
أن تمضغ الطعام على مهل وتتذوق حلاوته ببطء، تلك نعم جميلة لم نعد نقيمها كما يجب، حتى النظر لألوان الطعام نعمة.
أن تعطي عقلك إجازة من أفكارك المتلاحقة، إطفاء هذه الآلة التي تعمل بلا توقف لدقائق ثم لساعات صدقني لن تنتهي الدنيا، وأمورك لن تتأثر سلباً.
أن تملأ رئتك بالهواء لا أن تتنفس فقط -هناك فرق-أن تهدأ، نعم أن تهدأ فكل الأمور ستنتظر.
اليوم تقلصت قدراتنا على التواصل المباشر وزاد عدد معارفنا عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي فقط لأنها أسرع، ثم أصبحنا نضيق ذرعاً بتهنئتهم في رمضان، واحدة من أمثلتنا الجنونية حتى بتنا لا نعرف ماذا نريد حقاً؟
رمضان فرصة لإعادة الاعتبار لكل قيمة لم نعرف قدرها، فرصة للبطء للتأني حتى يتسنى لنا التأمل والتفكر والتعبد والنظر لوجه أحبتنا وتبادل الحديث معهم على مهل وحتى نملك الوقت الذي نبتسم فيه للآخرين، ونمسح فيه شعر يتيم، ونقف لنستمع لعتاب المحبين. أليس رمضان كريماً؟
( تعمدت إضافة الألف كي تقرأ بلهجتنا)
يحتاج شهر رمضان منا إلى تقدير البطء من جديد، أو قل تقدير التأني إن صح التعبير فقد أهدرنا تلك القيمة الجميلة وأسأنا إلى سمعتها، فسرعتنا في الحياة أصبحت جنونية وبسببها ومن أجلها نسينا أموراً كثيرة وتغاضينا عن أساسيات بحجة أننا لا نملك الوقت!
من قال إننا لا نملك الوقت؟ بل نملكه ولكننا نحن الذين كيفناه كيف نشاء وأصبحنا أسرى للجري والسرعة في كل شيء، وأسرى لجدول أعمال يومي نحن الذين نضعه ونحن من يشتكي من زحمته، ومع ذلك فكل ما ننجزه قاصر وغير مكتمل لأننا ننجزه على عجل حتى افتقدنا الإتقان.
النظرة إلى الساعة أصبحت مرعبة تذكرنا ببقية مهامنا التي تنتظرنا فنسرع الخطى وكأن هناك من يلاحقنا، نعم فالوقت كالسيف نحن من وضعه على رقابنا، ثم ياللغباء قلنا إن لم تقطعه قطعك!
للبطء متعة افتقدناها، واتهمنا البطء بأنه كسول بأنه فارغ بأنه بارد بأنه ممل ونسينا أن البطء هوأن تتأمل، أليس التأمل متعة؟ حتى السماء نسينا منظرها حتى النجوم لم نعد نعرفها، حتى تجاعيد أمهاتنا لم نعد نحفظها، لأننا نجري ونجري ونجري فلا نطيل النظر ولا نمعن البصر.
أن تنصت بحب لمشتكٍ لعاتب لمتذمر لمريض لمتعب أجراً وصدقة وعطاء إنما لا وقت لهؤلاء بل لا وقت حتى لموسيقى هادئة وكتاب تعيد قراءة صفحاته أكثر من مرة لأنك تقرأه ببطء كل ذلك أصبح صعب المنال فجدول أعمالنا مزدحم .
أن تنتظر في الصف، أن تنتظر توصيل خدمة، أن تنتظر في طابور السيارات أصبح تعذيباً، ونقمة لا تمر دون تذمر وتأفؤف، أن تفسح للكبير والعاجز والحامل مكانك، أن تحتفظ بابتسامتك رغم طول الصف، أن تفرح لوقت الانتظار لأنه منحك وقتاً للتسبيح بحمد الله لتبادل السلام مع من حولك، ترف لا نعرفه، الانتظار إجازة مقتطعة لك وليست عقاباً ولكن من يفهم؟
أن تنام ملء جفنك، أن لا تقفز من سريرك حين تفتح عينيك، أن تختار أن تتوسد وسادتك وتطفئ الأنوار وتهدأ قبل موعد نومك مستحيل، لِمَ لا؟ تلك متعة في يدنا لكننا نرفضها وننكرها.
أن تمضغ الطعام على مهل وتتذوق حلاوته ببطء، تلك نعم جميلة لم نعد نقيمها كما يجب، حتى النظر لألوان الطعام نعمة.
أن تعطي عقلك إجازة من أفكارك المتلاحقة، إطفاء هذه الآلة التي تعمل بلا توقف لدقائق ثم لساعات صدقني لن تنتهي الدنيا، وأمورك لن تتأثر سلباً.
أن تملأ رئتك بالهواء لا أن تتنفس فقط -هناك فرق-أن تهدأ، نعم أن تهدأ فكل الأمور ستنتظر.
اليوم تقلصت قدراتنا على التواصل المباشر وزاد عدد معارفنا عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي فقط لأنها أسرع، ثم أصبحنا نضيق ذرعاً بتهنئتهم في رمضان، واحدة من أمثلتنا الجنونية حتى بتنا لا نعرف ماذا نريد حقاً؟
رمضان فرصة لإعادة الاعتبار لكل قيمة لم نعرف قدرها، فرصة للبطء للتأني حتى يتسنى لنا التأمل والتفكر والتعبد والنظر لوجه أحبتنا وتبادل الحديث معهم على مهل وحتى نملك الوقت الذي نبتسم فيه للآخرين، ونمسح فيه شعر يتيم، ونقف لنستمع لعتاب المحبين. أليس رمضان كريماً؟