براءة الحسن

في عام 2001 علق أسطورة كرة القدم الهولندية يوهان كرويف على فوز ليفربول بكأس الاتحاد الأوروبي، وفوز بايرن ميونيخ بدوري أبطال أوروبا، وكانت تعليقاته حادة للغاية.

قال كرويف "ليفربول مثل بايرن ميونيخ، فهما يملكان كل أسباب الشهرة والهيبة. أما بلغة كرة القدم، فنحن نتحدث عن اثنين من أبشع الفرق. في رأيي، يكون الفريق بشعاً إذا كان عاجزاً عن أداء 3 تمريرات".

في حقيقة الأمر كان الانتقاد موجه للأسلوب الإنجليزي في لعب كرة القدم أكثر من أي شيء آخر، كرويف كان يُحب وعلم أجيال في كرة القدم كرة القدم الجميلة القائمة على لعبها على الأرض، لا في الفضاء.

في حين اشتهرت إنجلترا باللعب البدني والكرات الطويلة واختصار المسافات على اللاعبين، فكان كرويف يندهش.. ما فائدة إذًا اللاعبين إن كنت تريد لعب الكرات من الدفاع للهجوم عبر اثنين أو 3 لاعبين؟!

يعتقد البعض أن بناء الهجمات على الأرض هو الأسلوب الأصعب، لكن كرويف كان له رأي آخر "لعب كرة القدم أمر في غاية السهولة، لكن لعب الكرة البسيطة أصعب ما في الأمر".

في حقيقة الأمر تبدو أن أفكار كرويف انتصرت على الإنجليز، والدليل ما يحدث في دوري أبطال أوروبا بتفوق أياكس وبرشلونة على توتنهام وليفربول في المرحلة الأولى من نصف نهائي الأبطال.

كرويف هو الشخص الذي أشرف على تطوير أكاديمية أياكس، وبرشلونة، وجاء بمدربين يعتمدون على أسلوبه في كرة القدم التي يُريدها.

فلم يكن مدهشاً أن تعرف أن أياكس سيطر بالطول والعرض على توتنهام وعلى الكرة في معقل الفريق الإنجليزي، وظل توتنهام يبحث عن حلول عبر الكرات الطويلة "الأسلوب الإنجليزي" لكن كرويف وأفكاره حضروا في المباراة ومنحوا الأفضلية لأياكس.

ولم يخش أياكس حتى مع امتلاكه لأسماء صغيرة في مهاجمة أندية عملاقة كريال مدريد ويوفنتوس وفي ملاعبها، وهذه الشخصية مكتسبة في المقام الأول بما تعلموه في أكاديميتهم أو الأصح "أكاديمية كرويف".