هل انتابك شعور مرات عدة بأن لديك قاعدة معارف عديدة، وأن لديك أصدقاء لا يمكن حصرهم، وأنك بالكاد لا تعرف أحداً في البلد؟!
لا تحتاج أن تكون إنساناً مشهوراً في الإعلام أو التلفزيون أو من الناشطين على وسائل التواصل، أو فناناً له أعماله، حتى يكون لديك شبكة علاقات كبيرة ومترامية الأطراف، إذ في حياة كل منا هناك أشخاص يتنوع ارتباطهم بنا، وتتنوع معرفتنا بهم، سواء أكانوا أفراداً من العائلة أو أقرباء تتباين صلات القرب أو تتباعد، أو زملاء عمل أو دراسة، أو أصدقاء نشاطات اجتماعية وغيرها.
بالتالي كل شخص منا لديك قائمته، ولديه «شبكته» من العلاقات، ولن تجد شخصاً سيقول لك بأنه لا يعرف أحداً، ولا تربطه علاقات بأفراد آخرين، أو أنه لا يمتلك أقلها شخصاً واحداً يعتبر من أقرب المقربين لديه.
قد تكون لديك صداقات بالآلاف، ومعارف بعشرات الآلاف، لكن يبقى السؤال الهام هنا، والذي بإمكانه أن يواجهك بـ«الحقيقة البشعة»، ومفاده: كم شخصاً تربطك به علاقة «صلبة» وليست علاقة «هشة»؟!
وهنا بطرح هذا السؤال ندخل أفقاً خصباً رحباً معني بالتفكير الجدي بشأن علاقاتنا وشبكات تواصلنا، وهل جميع من هم في الشبكة يجب أن نتعامل معهم بنفس الأسلوب، وهل هم جميعهم أصدقاء أو معارف يمكنك أن تتبادل معهم الثقة المطلقة في حياتك؟!
هناك علاقات تبدأ منذ الصغر، بعضها يدوم، وآخر يختفي، لكن بعض علماء النفس يقول بأن من تعرفه منذ الصغر وتنشأ معه، خاصة في سن مبكرة، لا تحمل معها أفكاراً للبالغين في العمر، مثل المصلحة أو الاستفادة الشخصية، أو استغلال العلاقة، فتكون بالتالي العلاقات صغيرة السن بريئة في أساسها، بالتالي تجد أنها لو عادت بين الأشخاص بعد عقود زمنية، تجد فيها نقاء ونظافة وبراءة.
ليست حالة تعمم، إذ لكل الحالات نسبيتها، لكن الفكرة مما نطرح هنا، بأن شبكة العلاقات والمعارف قد تكون ضخمة جداً، وقد تكون معروفاً في أوساط المجتمع بشكل يجعلك تحظى بصداقة كل يوم، يبحث عنك الناس، أين تذهب، أين تجلس، وماذا تحب حتى يحبوه، وما هي حساباتك على وسائل التواصل ليتواصلوا معك. تسير في مجمع فيسلم عليك شخص قائلاً: «أنا صديقك»، فترفع حاجبك استغراباً، فيكمل: «صديقك من الفيسبوك، أو التويتر، أو الانستغرام».
لا تركزوا على هذه العلاقات أعلاه، فليس حديثنا عنها، لكن الحديث عن تلك العلاقات المباشرة في حياتنا، ومع أشخاص قد نراهم بشكل يومي ونجلس معهم، وقد نظن بأنهم أقرب إلينا حتى من أشقائنا في الدم أو أعز أقربائنا. إذ السؤال الذي يقفز للذهن هنا: «هل بالفعل هذه علاقات حقيقية؟! أهي علاقات صلبة؟! أهي علاقات نقية خالية من مصلحة تجدها لدى طرف واحد؟! أم هي علاقات وقتية يجمعها الوقت والمكان؟!
دائماً ما أقول لأقرب أصدقائي، خاصة ممن أثبتت تجارب الدنيا أنهم «أهل ثقة»، وأنهم ممن تعطيهم ظهرك فلا تفاجأ بطعنة سكين، قد تكون أقلها «غيبة» أو «نميمة» في حقك، أقول لأصحابي حاولوا أن تضعوا هذه العلاقات موضع اختبار، أقلها لتكتشفوا هل هي «حقيقية» أم أنها «مزورة» وهي علاقات «هشة» تهزها أية ريح وإن لم تكن قوية.
يسألوني كيف، فأجيب: في زمننا هذا، فقط حاول أن تختلف بالرأي مع الأشخاص، وسترى بنفسك كيف تتضح لك قوة العلاقات من خلال ردات الفعل، ستعرف من خلال ردة فعل من يحبك ويعتز بصداقتك، حينما يدير الاختلاف برقي وسعي للتقريب، ويتكلم بنبرة يتضح فيها الحب والود، وبين من يدير الاختلاف بالرأي بطريقة «سل السيف» و«تكسير العظام»، بأسلوب من يتصيد عليك «الزلة» ليخرج ما بداخله، ويكشف حقيقته.
هذا اختبار واحد فقط، من جملة اختبارات عديدة، لكن القصد بعدم خداع النفس و«الظن» بأن جميع علاقاتك البشرية «صلبة» و«حقيقية» وأنك يمكن أن تعول على كثير من هؤلاء البشر. بعض العلاقات مغلفة بـ«المجاملات» و«التجمل» و«زيف المظهر الخارجي»، لأنها في حقيقتها «هشة» لا تحتاج لعاصفة واقعية حتى تقتلع غطائها وتفضحها، بل تحتاج موقف بسيط واحد لترى من خلال غطائها حقيقة ما يوجد تحتها.
كن ذكياً في علاقاتك، ولا تكن ساذجاً يسهل استغفاله.
لا تحتاج أن تكون إنساناً مشهوراً في الإعلام أو التلفزيون أو من الناشطين على وسائل التواصل، أو فناناً له أعماله، حتى يكون لديك شبكة علاقات كبيرة ومترامية الأطراف، إذ في حياة كل منا هناك أشخاص يتنوع ارتباطهم بنا، وتتنوع معرفتنا بهم، سواء أكانوا أفراداً من العائلة أو أقرباء تتباين صلات القرب أو تتباعد، أو زملاء عمل أو دراسة، أو أصدقاء نشاطات اجتماعية وغيرها.
بالتالي كل شخص منا لديك قائمته، ولديه «شبكته» من العلاقات، ولن تجد شخصاً سيقول لك بأنه لا يعرف أحداً، ولا تربطه علاقات بأفراد آخرين، أو أنه لا يمتلك أقلها شخصاً واحداً يعتبر من أقرب المقربين لديه.
قد تكون لديك صداقات بالآلاف، ومعارف بعشرات الآلاف، لكن يبقى السؤال الهام هنا، والذي بإمكانه أن يواجهك بـ«الحقيقة البشعة»، ومفاده: كم شخصاً تربطك به علاقة «صلبة» وليست علاقة «هشة»؟!
وهنا بطرح هذا السؤال ندخل أفقاً خصباً رحباً معني بالتفكير الجدي بشأن علاقاتنا وشبكات تواصلنا، وهل جميع من هم في الشبكة يجب أن نتعامل معهم بنفس الأسلوب، وهل هم جميعهم أصدقاء أو معارف يمكنك أن تتبادل معهم الثقة المطلقة في حياتك؟!
هناك علاقات تبدأ منذ الصغر، بعضها يدوم، وآخر يختفي، لكن بعض علماء النفس يقول بأن من تعرفه منذ الصغر وتنشأ معه، خاصة في سن مبكرة، لا تحمل معها أفكاراً للبالغين في العمر، مثل المصلحة أو الاستفادة الشخصية، أو استغلال العلاقة، فتكون بالتالي العلاقات صغيرة السن بريئة في أساسها، بالتالي تجد أنها لو عادت بين الأشخاص بعد عقود زمنية، تجد فيها نقاء ونظافة وبراءة.
ليست حالة تعمم، إذ لكل الحالات نسبيتها، لكن الفكرة مما نطرح هنا، بأن شبكة العلاقات والمعارف قد تكون ضخمة جداً، وقد تكون معروفاً في أوساط المجتمع بشكل يجعلك تحظى بصداقة كل يوم، يبحث عنك الناس، أين تذهب، أين تجلس، وماذا تحب حتى يحبوه، وما هي حساباتك على وسائل التواصل ليتواصلوا معك. تسير في مجمع فيسلم عليك شخص قائلاً: «أنا صديقك»، فترفع حاجبك استغراباً، فيكمل: «صديقك من الفيسبوك، أو التويتر، أو الانستغرام».
لا تركزوا على هذه العلاقات أعلاه، فليس حديثنا عنها، لكن الحديث عن تلك العلاقات المباشرة في حياتنا، ومع أشخاص قد نراهم بشكل يومي ونجلس معهم، وقد نظن بأنهم أقرب إلينا حتى من أشقائنا في الدم أو أعز أقربائنا. إذ السؤال الذي يقفز للذهن هنا: «هل بالفعل هذه علاقات حقيقية؟! أهي علاقات صلبة؟! أهي علاقات نقية خالية من مصلحة تجدها لدى طرف واحد؟! أم هي علاقات وقتية يجمعها الوقت والمكان؟!
دائماً ما أقول لأقرب أصدقائي، خاصة ممن أثبتت تجارب الدنيا أنهم «أهل ثقة»، وأنهم ممن تعطيهم ظهرك فلا تفاجأ بطعنة سكين، قد تكون أقلها «غيبة» أو «نميمة» في حقك، أقول لأصحابي حاولوا أن تضعوا هذه العلاقات موضع اختبار، أقلها لتكتشفوا هل هي «حقيقية» أم أنها «مزورة» وهي علاقات «هشة» تهزها أية ريح وإن لم تكن قوية.
يسألوني كيف، فأجيب: في زمننا هذا، فقط حاول أن تختلف بالرأي مع الأشخاص، وسترى بنفسك كيف تتضح لك قوة العلاقات من خلال ردات الفعل، ستعرف من خلال ردة فعل من يحبك ويعتز بصداقتك، حينما يدير الاختلاف برقي وسعي للتقريب، ويتكلم بنبرة يتضح فيها الحب والود، وبين من يدير الاختلاف بالرأي بطريقة «سل السيف» و«تكسير العظام»، بأسلوب من يتصيد عليك «الزلة» ليخرج ما بداخله، ويكشف حقيقته.
هذا اختبار واحد فقط، من جملة اختبارات عديدة، لكن القصد بعدم خداع النفس و«الظن» بأن جميع علاقاتك البشرية «صلبة» و«حقيقية» وأنك يمكن أن تعول على كثير من هؤلاء البشر. بعض العلاقات مغلفة بـ«المجاملات» و«التجمل» و«زيف المظهر الخارجي»، لأنها في حقيقتها «هشة» لا تحتاج لعاصفة واقعية حتى تقتلع غطائها وتفضحها، بل تحتاج موقف بسيط واحد لترى من خلال غطائها حقيقة ما يوجد تحتها.
كن ذكياً في علاقاتك، ولا تكن ساذجاً يسهل استغفاله.