دعت مصر واليونان وقبرص السبت تركيا لوقف "جميع أعمال المسح الزلزالي الجارية في المناطق البحرية لقبرص" ، في وقت اتهم رئيس جمهورية قبرص تركيا بالقيام ب"اعمال استفزازية" من شانها عرقلة مفاوضات اعادة توحيد الجزيرة المتوسطية المقسمة. واعلنت نيقوسيا في السابع من تشرين الاول/اكتوبر تعليق مشاركتها في المفاوضات مع الطرف القبرصي التركي والرامية الى اعادة توحيد الجزيرة المتوسطية وذلك احتجاجا على تصرفات انقرة التي ارسلت سفنا للتنقيب عن الغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة بقبرص.ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس القبرصي نيكوس اناستازيادس ورئيس الوزراء اليوناني انتونيس ساماراس تركيا الى وقف كافة انشطتها في بيان ثلاثي اعقب قمة ثلاثية لهم في قصر الاتحادية الرئاسي في القاهرة.واكدت مصر واليونان وقبرص في البيان الثلاثي الصادر تحت عنوان "اعلان القاهرة" على "احترام الحقوق السيادية وولاية جمهورية قبرص على منطقتها الاقتصادية الخالصة".وصدر البيان باللغتين العربية والانكليزية.ودعت الدول الثلاث تركيا الى "التوقف عن جميع أعمال المسح الزلزالي الجارية في المناطق البحرية لقبرص والاِمتناع عن أي نشاطات مشابهة في المستقبل".كما دعوا الى "تسوية عادلة وشاملة ودائمة للمشكلة القبرصية، توحِّد الجزيرة وفقاً للقانون الدولي" وهو ما قالت الدول الثلاثة انه "سيساهم بشكل ملموس أيضا في تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة".وتطرقت قمة القادة الثلاثة الى تعزيز التعاون المشترك بين البلدان الثلاثة في مجالات الامن والاقتصاد والطاقة.وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في المؤتمر الصحافي السبت "تولي مصر اهمية كبيرة لاطار التعاون الثلاثي بوصفه خطوة جديدة على طريق ترسيخ التعاون العميق (...) وهو تعاون يحمي مصالحها ويدعم الاستقرار في شرق المتوسط ويهدف الى توفير السلام والرخاء لشعوبها".من جانبه، قال رئيس الوزراء اليوناني انتونيس ساماراس في المؤتمر الصحافي عبر مترجم "نأمل ان ندشن تعاون وطيدا".واضاف "نحن اليوم بصدد تقوية صداقة تاريخية. صداقة تتطور الى مستوى الشراكة في مجالات الامن والاقتصاد والاستثمار".وتعهد قادة اليونان وقبرص بدعم "علاقات مصر مع الاتحاد الاوروبي" لاجراء حوار بين الطرفين.وكان الرئيس القبرصي نيكوس اناستازيادس اتهم السبت في القاهرة تركيا بالقيام ب"اعمال استفزازية" من شانهاعرقلة مفاوضات اعادة توحيد الجزيرة المقسمة منذ العام 1974 وتهديد السلام في شرق البحر المتوسط.وقال بواسطة مترجم الى العربية ان "الاجراءات غير الشرعية التي تقوم بها تركيا في المنطقة الاقتصادية الخالصة لجمهورية قبرص (...) اعمال استفزازية لا تقوض فقط عملية المفاوضات ولكن ايضا الاستقرار العام في منطقة الشرق الاوسط والبحر المتوسط".واضاف "لكي تنجح هذه المفاوضات يجب على الجانب القبرصي التركي وخصوصا تركيا ان تبدي النوايا الحسنة واتخاذ موقف بناء من خلال اتخاذ خطوات ايجابية فعالة في هذا الاتجاه".وتابع ان "حل القضية القبرصية لن يعيد فقط وحدة الجزيرة لكن سيسمح لسكانها الشرعيين ان يتمتعوا برخاء في دولة اوروربية عصرية تحترم حقوق الانسان والحريات الاساسية لكل سكانها الشرعيين القبارصة الاتراك والقبارصة اليونانيين".من جهته، قال رئيس الوزراء اليوناني انتونيس ساماراس ان "الاجراءات التي تحدث من طرف تركيا ضد قبرص هي غير مقبولة بالمرة".واعلنت نيقوسيا في السابع من تشرين الاول/اكتوبر تعليق مشاركتها في المفاوضات مع الطرف القبرصي التركي والرامية الى اعادة توحيد الجزيرة المتوسطية وذلك احتجاجا على تصرفات انقرة.وبالفعل فقد حذرت تركيا في مطلع تشرين الاول/اكتوبر من انها تستعد لارسال سفينة لدراسة الزلازل لسبر اعماق البحر على مقربة من قطاع يقوم فيه كونسورسيوم ايطالي كوري بعمليات استكشاف تهدف الى اكتشاف حقول غاز محتملة بتفويض من نيقوسيا.واعتبرت نيقوسيا ان اعلان ارسال هذه السفينة التركية اعتبارا من منتصف تشرين الاول/اكتوبر الى المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص بمثابة "استفزاز".ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون نهاية الشهر الفائت دول المنطقة الى المساعدة في دفع مفاوضات السلام التي تهدف الى اعادة توحيد الجزيرة التي لا تعترف بشطرها الشمالي سوى تركيا.وقبرص الجزيرة المتوسطية مقسمة الى شطرين منذ الاجتياح التركي للجزء الشمالي في تموز/يوليو 1974 ردا على انقلاب قام به قبارصة يونانيون قوميون بهدف ضم الجزيرة الى اليونان.