ما حذرنا بشأنه في المقال السابق، ها هو على وشك الحدوث، فالنظام الإيراني يسير نحو مهلكته وإنهاء وجوده، عندما أعلن عن نواياه بشأن إغلاق مضيق «هرمز»، وبالتالي منع أغلبية دول العالم من الحصول على صادرات النفط الخليجي، وهذا الإعلان دفع بالعديد من الدول إلى الوقوف ضد هذا النظام، بمن فيهم دول الاتحاد الأوروبي ذات العلاقات الوثيقة مع النظام الإيراني.
المصالح القومية هي من تحدد حجم العلاقات فيما بين الدول، والنظام الإيراني وإن كان في وقت ما قد وصل في علاقاته من الاتحاد الأوروبي إلى أقصى مداها من التفاهم، وتحديداً فيما يتعلق بالاتفاقية النووية، ولكن الوضع قد اختلف الآن، بسبب إصرار النظام الإيراني على المضي نحو تحدي العالم من خلال تهديده بإغلاق مضيق «هرمز»، وبالتالي تهديد المصالح القومية للدول المستفيدة من النفط الخليجي، ومنها بالتأكيد دول أوروبية.
وخلال الأيام القليلة الماضية، كان هناك تحرك عسكري أمريكي نحو الخليج العربي، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» عن إرسالها بارجة حربية وبطارية صواريخ باتريوت، ونشر قوات عسكرية إلى الشرق الأوسط، رداً على التهديدات الإيرانية، وذلك بعد أيام من إعلان مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، جون بولتون، أن الولايات المتحدة تقوم بنشر حاملة الطائرات «يو إس إس أبراهام لينكولن» وقوة من القاذفات في منطقة القيادة المركزية، مؤكداً أنها رسالة واضحة وغير قابلة للخطأ موجهة للنظام الإيراني، مفادها أن أي هجوم على مصالح الولايات المتحدة أو حلفائها سيقابل بـ«قوة شديدة».
ومع هذه الأحداث المتسارعة، خاصة ردة الفعل الأمريكية، وزيادة قواتها العسكرية في المنطقة، ورفضها القاطع تهديد مصالحها ومصالح حلفائها، فهناك سؤال يفرض نفسه بقوة، وهو هل هناك حرب قادمة بين الولايات المتحدة وإيران؟ في اعتقادي، لا أظن أن ما يحدث الآن هو مقدمة لحرب أمريكية - إيرانية، فهذه الأخيرة لن تصمد أمام الترسانة الأمريكية، ثم إن أمريكا لن تدخل وحيدة في حرب مع إيران، بل لابد من مشاركة حلفائها الرئيسيين وتحديداً بريطانيا وفرنسا، ولا أظن أن الأخيرة تميل إلى الحرب أو تشجع عليه، إلا إذا أرادت تسهيل الدرب لمنظمة مجاهدي «خلق» وجماعة مريم رجوي المعارضة لنظام الولي الفقيه الحالي، في حكم إيران، كما فعلت نفس الشيء قبل 40 عاماً عندما سهلت لنظام الولي الفقيه حكم إيران على حساب نظام الشاه، ولا يمكن استبعاد هذا الحل أيضاً، خاصة وأن فرنسا كانت مقراً للخميني، وهي الآن مقر لمجاهدي «خلق» الذي ينشطون كثيراً ضد النظام الإيراني من الأراضي الفرنسية.
لذلك، فإن الحديث عن حرب مباشرة بين أمريكا وإيران لا أظنها واردة الآن، ولكن هي قد تكون رغبة أمريكية أو دولية لانهيار النظام الحاكم في إيران، عطفاً على مشاكله الداخلية وانهيار اقتصاده تماماً، وأيضاً مشاكله الخارجية وهي الأكبر في المنطقة والتي أعتقد أنها خرجت عن سيطرة أمريكا والمجتمع الدولي، الذي قد يرغب في استبدال هذا النظام تحت أي أعذار، وإحلال نظام أو «شرطي» جديد في الخليج العربي، خصوصاً وأن النظام الإيراني - كما هو ملاحظ - يسهل من زواله، أو بالأحرى انتحاره - كما أشرنا في السابق - إذا أصر على عناده وأغلق مضيق «هرمز»، ومنع ناقلات النفط والسفن التجارية من المرور عبره!
الكل يترقب ما الذي سيحدث خلال الأيام القليلة القادمة، ولكن أشد المترقبين وأكثرهم هم جماعة مجاهدي «خلق» المعارضة للنظام الإيراني، الذين يلاحظ أن نشاطهم مكثف هذه الأيام في نشر أخبار وبيانات حول الأحداث الجارية حالياً في المنطقة، والتقليل من قدرة النظام الإيراني على المقاومة الدولية والتبشير بسقوطه قريباً، وكأن أعضاء مجاهدي «خلق» يهيئون الشارع الإيراني والعالم بأنهم قادمون قريباً لاستلام السلطة في إيران على حساب نظام الملالي، الذي استلم هو الآخر السلطة قبل أربعين عاماً على حساب الشاه.
المصالح القومية هي من تحدد حجم العلاقات فيما بين الدول، والنظام الإيراني وإن كان في وقت ما قد وصل في علاقاته من الاتحاد الأوروبي إلى أقصى مداها من التفاهم، وتحديداً فيما يتعلق بالاتفاقية النووية، ولكن الوضع قد اختلف الآن، بسبب إصرار النظام الإيراني على المضي نحو تحدي العالم من خلال تهديده بإغلاق مضيق «هرمز»، وبالتالي تهديد المصالح القومية للدول المستفيدة من النفط الخليجي، ومنها بالتأكيد دول أوروبية.
وخلال الأيام القليلة الماضية، كان هناك تحرك عسكري أمريكي نحو الخليج العربي، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» عن إرسالها بارجة حربية وبطارية صواريخ باتريوت، ونشر قوات عسكرية إلى الشرق الأوسط، رداً على التهديدات الإيرانية، وذلك بعد أيام من إعلان مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، جون بولتون، أن الولايات المتحدة تقوم بنشر حاملة الطائرات «يو إس إس أبراهام لينكولن» وقوة من القاذفات في منطقة القيادة المركزية، مؤكداً أنها رسالة واضحة وغير قابلة للخطأ موجهة للنظام الإيراني، مفادها أن أي هجوم على مصالح الولايات المتحدة أو حلفائها سيقابل بـ«قوة شديدة».
ومع هذه الأحداث المتسارعة، خاصة ردة الفعل الأمريكية، وزيادة قواتها العسكرية في المنطقة، ورفضها القاطع تهديد مصالحها ومصالح حلفائها، فهناك سؤال يفرض نفسه بقوة، وهو هل هناك حرب قادمة بين الولايات المتحدة وإيران؟ في اعتقادي، لا أظن أن ما يحدث الآن هو مقدمة لحرب أمريكية - إيرانية، فهذه الأخيرة لن تصمد أمام الترسانة الأمريكية، ثم إن أمريكا لن تدخل وحيدة في حرب مع إيران، بل لابد من مشاركة حلفائها الرئيسيين وتحديداً بريطانيا وفرنسا، ولا أظن أن الأخيرة تميل إلى الحرب أو تشجع عليه، إلا إذا أرادت تسهيل الدرب لمنظمة مجاهدي «خلق» وجماعة مريم رجوي المعارضة لنظام الولي الفقيه الحالي، في حكم إيران، كما فعلت نفس الشيء قبل 40 عاماً عندما سهلت لنظام الولي الفقيه حكم إيران على حساب نظام الشاه، ولا يمكن استبعاد هذا الحل أيضاً، خاصة وأن فرنسا كانت مقراً للخميني، وهي الآن مقر لمجاهدي «خلق» الذي ينشطون كثيراً ضد النظام الإيراني من الأراضي الفرنسية.
لذلك، فإن الحديث عن حرب مباشرة بين أمريكا وإيران لا أظنها واردة الآن، ولكن هي قد تكون رغبة أمريكية أو دولية لانهيار النظام الحاكم في إيران، عطفاً على مشاكله الداخلية وانهيار اقتصاده تماماً، وأيضاً مشاكله الخارجية وهي الأكبر في المنطقة والتي أعتقد أنها خرجت عن سيطرة أمريكا والمجتمع الدولي، الذي قد يرغب في استبدال هذا النظام تحت أي أعذار، وإحلال نظام أو «شرطي» جديد في الخليج العربي، خصوصاً وأن النظام الإيراني - كما هو ملاحظ - يسهل من زواله، أو بالأحرى انتحاره - كما أشرنا في السابق - إذا أصر على عناده وأغلق مضيق «هرمز»، ومنع ناقلات النفط والسفن التجارية من المرور عبره!
الكل يترقب ما الذي سيحدث خلال الأيام القليلة القادمة، ولكن أشد المترقبين وأكثرهم هم جماعة مجاهدي «خلق» المعارضة للنظام الإيراني، الذين يلاحظ أن نشاطهم مكثف هذه الأيام في نشر أخبار وبيانات حول الأحداث الجارية حالياً في المنطقة، والتقليل من قدرة النظام الإيراني على المقاومة الدولية والتبشير بسقوطه قريباً، وكأن أعضاء مجاهدي «خلق» يهيئون الشارع الإيراني والعالم بأنهم قادمون قريباً لاستلام السلطة في إيران على حساب نظام الملالي، الذي استلم هو الآخر السلطة قبل أربعين عاماً على حساب الشاه.