أحمد عطا
لم يستفق برشلونة من صدمة السقوط المريع في أنفيلد ليلة الثلاثاء الماضي، ولا يبدو وأنه سيستفيق منها قبل أغسطس المقبل على أقل تقدير.
كانت ضربة موجعة جداً للمعسكر الكتالوني، فبعد أن كان الفريق على بعد 90 دقيقة من الوصول للنهائي شريطة تفادي غير المعتاد وهو عدم تلقي البلاوجرانا لثلاثة أهداف نظيفة على أقل تقدير -وهو أمر لم يحدث أبدًا للبرسا هذا الموسم- إذا بالفريق يسقط من علٍ ويتلقى صفعة كبرى لآماله في الفوز بدوري الأبطال.
قبل المباراة (في الحقيقة ليس فقط قبل المباراة بل طوال عام ونصف تقريباً) انقسمت الجماهير الكتالونية حول إرنستو فالفيردي فكان هناك معسكر يراه مدرباً سيئاً يهدد مستقبل الفريق ولا يقدم المطلوب منه وحول الفريق لفريق جبان لا يفكر كثيراً في الهجوم عندما يتقدم في النتيجة، وأقل الأوصاف من هذا المعسكر كانت أنه مدرب غير مناسب لبرشلونة وأن من اختاره لتدريب الفريق هو المذنب في النهاية لأنه لم يكن لفالفيردي أن يرفض عرضاً كهذا.
بينما المعسكر الآخر كان مؤيدًا لفالفيردي مستعيناً بالأرقام التي تقول إنه فاز بالثنائية العام الماضي وكرر الفوز بالليغا كما وصل لنهائي كأس الملك بالإضافة لتمتعه بنسبة فوز ممتازة مستعينًا بما يعرف ب»الواقعية» وأنه لا يمكن اعتباره فاشلاً فقط لسقوطه في ليلة استثنائية في ملعب الأوليمبيكو.
نعم أنت تتمتع بذكاء كافي لتدرك أن أصوات المعسكر الثاني قد خفتت كثيراً طوال هذا الأسبوع بل وانضمت نسبة منه للمعسكر الأول رافعين شعار أن فالفيردي مدرب جيد لكنه غير مناسب للبرسا.
إذاً من المناسب للبرسا؟ ومن يمكن أن يخلف فالفيردي في حالة رحيله وهو الشيء شبه المؤكد حتى لو فاز بنهائي كأس الملك وتوج بالثنائية المحلية من جديد؟
التقارير طرحت 3 أسماء حتى الآن وهي الهولندي مدرب أياكس إريك تين هاخ، مواطنه مدرب منتخب هولندا رونالد كومان والإيطالي مدرب يوفنتوس ماسيمليانو أليغري.
لنبدأ بتين هاخ الذي تلقى هو الآخر صدمة مجحفة مع تحيات لوكاس مورا وشركاه الذين أودوا بآمال المدرب الهولندي إلى الهاوية بعدما ودع أياكس البطولة في الدقيقة 95.
تين هاخ عمل مساعداً مع بيب غوارديولا في بايرن ميونخ لكنه امتلك أسلوبه الخاص لتطبيق رؤيته حول مفهوم الكرة الهجومية واللعب التموضعي والضغط المستمر على الخصم أياً كان اسمه.
انتزع هاخ إعجاب الكثيرين في هذه النسخة من دوري الأبطال فقد قام بتعديلات مميزة على فريقه فبدّل تمركز فرينكي دي يونج ولاس شونة وقام بإعادة اكتشاف قدرات تاديتش عن طريق إشراكه في مركز المهاجم المزور بالإضافة إلى استخدامه عالي الجودة للظهيرين.
كل هذه أمنيات يطمح فيها المشجع البرشلوني الذي يأمل في عودة الكرة الجميلة لفريقه مع فرصة لا بأس بها أبدًا في تحقيق نتائج إيجابية كذلك.
لكن الحقيقة أن ما يعيب تين هاخ هو أن أياكس في أي استراتيجية استخدمها خلال المباريات كان دفاعه ليس بتلك الصلابة الكافية، يعتمد أكثر على التدخلات الفردية أكثر منها للتماسك الجماعي أو لقدرة خط الوسط على حماية قلوب الدفاع وهو أمر قد يثير التخوف في برشلونة الذي كان يعاني في بعض الأحيان قليلاً مع مدرب يميل للدفاع أحياناً فما بالك بمدرب هجومي؟
المدرب المرشح الثاني هو رونالد كومان والذي يدرب منتخب هولندا حالياً لكن القناة الثالثة الإسبانية كشفت عن أن كومان يمتلك بنداً في عقده مع الاتحاد الهولندي يسمح له بالرحيل في حالة تلقيه عرضاً من برشلونة!
كومان مدرب مميز استطاع بنجاح أن يقود -بمساعدة الأندية الهولندية- حملة استعادة المنتخب الهولندي الذي كان فد تاه وسط ظلمات الإحلال والتغيير بين جيل منتهي وجيل لايزال شاباً جداً.
يستطيع الناخب الوطني الهولندي أن يتعامل بسلاسة داخل البيت الكتالوني كونه قضى وقتاً من مسيرته كلاعب في البرسا وهو الذي سجل هدف التتويج الأول للفريق بدوري الأبطال.
يتصور البعض أن كومان من أنصار الفكر الكتالوني تماماً والحقيقة أنه صحيح يسعى إلى تقديم كرة قدم جيدة إلا أنه مدرب يحب الاتزان ويقدمه على فكرة اللعب بشكل مخاطر طول الوقت لذلك لا تتصور أنك ستجد مدرباً هجومياً على طول الخط.
لكن كومان على أية حال مدرب مرن قادر على تطويع فكره ليناسب برشلونة بشكل أكبر.
وصحيح أن كومان اصطدم بنجوم فالنسيا عندما كان مدرباً للفريق الإسباني في موسم 2007 /2008 وأقصى ألبيلدا وكانيزاريس وأنجولو عن الفريق إلا أنه لا يمكن اعتباره مدرباً صدامياً بسبب حدث واحد في مسيرته التدريبية وذلك رغم أن الأجواء إلى حدٍ ما مشابهة في برشلونة إذ ربما يحتاج كومان لبعض القرارات الراديكالية بالتخلص من بعض اللاعبين الذين أعطوا الكثير للبرسا لكن لم يعد يُنتظر منهم الكثير.
كلا المدربين الهولنديين يعتمد طريقة 4/3/3 كما هو الحال مع كل الهولنديين تقريباً إلا أنه يمكن مشاهدة بعض التحورات في الطريقة لتصير أشبه بـ4/2/3/1.
نأتي للخيار الثالت وهو ماسيمليانو أليجري الذي كان اسماً مفاجئاً طرحت بعض الصحف اسمه، ورغم ضعف هذه التقارير إلا أنه في حالة صحتها فسيكون أمراً غريباً أن نشاهد فالفيردي يرحل ويأتي مدرب يشبهه في فكره نوعاً ما.
فأليغري مدرب متحفظ إلى حدٍ بعيد لا يؤمن على الإطلاق بالفلسفة التي تدور في برشلونة أو في عقول مشجعيها بل إنه صاحب واحدة من أشهر المقولات في الأعوام الأخيرة «من يريد المتعة فليذهب إلى السيرك».
الغريب أن أليغري مثل فالفيردي.. مدرب تراه قد اختار اللعب المتحفظ طواعية رغم أنه أظهر في بعض الأوقات قدرة على تقديم كرة هجومية تصل في بعض الأحيان إلى وصفها بالممتعة لكن في كل مرة كان يعود لحالته الأولية.
ربما تكون الميزة التي يتمتع بها أليغري عن فالفيردي هي أنه يمتلك خبرة أكبر وتجربة أكبر في تدريب الأندية الكبرى.
أسماء أخرى ظهرت وخفتت مع الوقت كما هو الحال مع مدرب بيتيس كيكي سيتيين الذي بدا وأنه فقد البوصلة نوعاً ما مع فريقه بعد أن بات أسلوب لعبه محفوظاً إلى حدٍ ما كما أن لديه مشاكل عميقة في إيجاد صلابة دفاعية مقبولة لفريقه.
يمكن القول إنه من خلال تلك المعطيات، فإن اسم رونالد كومان هو الأفضل من بين تلك الأسماء وإن كان ليس مؤكداً مدى إمكانية فك ارتباطه مع الاتحاد الهولندي وهو الذي بالكاد يستعد لحصد أولى ثمار ما بدأه بعدما تأهل المنتخب الهولندي لنصف نهائي دوري الأمم الأوروبية ويتبقى له عام واحد قبل خوض غمار يورو 2020.
لم يستفق برشلونة من صدمة السقوط المريع في أنفيلد ليلة الثلاثاء الماضي، ولا يبدو وأنه سيستفيق منها قبل أغسطس المقبل على أقل تقدير.
كانت ضربة موجعة جداً للمعسكر الكتالوني، فبعد أن كان الفريق على بعد 90 دقيقة من الوصول للنهائي شريطة تفادي غير المعتاد وهو عدم تلقي البلاوجرانا لثلاثة أهداف نظيفة على أقل تقدير -وهو أمر لم يحدث أبدًا للبرسا هذا الموسم- إذا بالفريق يسقط من علٍ ويتلقى صفعة كبرى لآماله في الفوز بدوري الأبطال.
قبل المباراة (في الحقيقة ليس فقط قبل المباراة بل طوال عام ونصف تقريباً) انقسمت الجماهير الكتالونية حول إرنستو فالفيردي فكان هناك معسكر يراه مدرباً سيئاً يهدد مستقبل الفريق ولا يقدم المطلوب منه وحول الفريق لفريق جبان لا يفكر كثيراً في الهجوم عندما يتقدم في النتيجة، وأقل الأوصاف من هذا المعسكر كانت أنه مدرب غير مناسب لبرشلونة وأن من اختاره لتدريب الفريق هو المذنب في النهاية لأنه لم يكن لفالفيردي أن يرفض عرضاً كهذا.
بينما المعسكر الآخر كان مؤيدًا لفالفيردي مستعيناً بالأرقام التي تقول إنه فاز بالثنائية العام الماضي وكرر الفوز بالليغا كما وصل لنهائي كأس الملك بالإضافة لتمتعه بنسبة فوز ممتازة مستعينًا بما يعرف ب»الواقعية» وأنه لا يمكن اعتباره فاشلاً فقط لسقوطه في ليلة استثنائية في ملعب الأوليمبيكو.
نعم أنت تتمتع بذكاء كافي لتدرك أن أصوات المعسكر الثاني قد خفتت كثيراً طوال هذا الأسبوع بل وانضمت نسبة منه للمعسكر الأول رافعين شعار أن فالفيردي مدرب جيد لكنه غير مناسب للبرسا.
إذاً من المناسب للبرسا؟ ومن يمكن أن يخلف فالفيردي في حالة رحيله وهو الشيء شبه المؤكد حتى لو فاز بنهائي كأس الملك وتوج بالثنائية المحلية من جديد؟
التقارير طرحت 3 أسماء حتى الآن وهي الهولندي مدرب أياكس إريك تين هاخ، مواطنه مدرب منتخب هولندا رونالد كومان والإيطالي مدرب يوفنتوس ماسيمليانو أليغري.
لنبدأ بتين هاخ الذي تلقى هو الآخر صدمة مجحفة مع تحيات لوكاس مورا وشركاه الذين أودوا بآمال المدرب الهولندي إلى الهاوية بعدما ودع أياكس البطولة في الدقيقة 95.
تين هاخ عمل مساعداً مع بيب غوارديولا في بايرن ميونخ لكنه امتلك أسلوبه الخاص لتطبيق رؤيته حول مفهوم الكرة الهجومية واللعب التموضعي والضغط المستمر على الخصم أياً كان اسمه.
انتزع هاخ إعجاب الكثيرين في هذه النسخة من دوري الأبطال فقد قام بتعديلات مميزة على فريقه فبدّل تمركز فرينكي دي يونج ولاس شونة وقام بإعادة اكتشاف قدرات تاديتش عن طريق إشراكه في مركز المهاجم المزور بالإضافة إلى استخدامه عالي الجودة للظهيرين.
كل هذه أمنيات يطمح فيها المشجع البرشلوني الذي يأمل في عودة الكرة الجميلة لفريقه مع فرصة لا بأس بها أبدًا في تحقيق نتائج إيجابية كذلك.
لكن الحقيقة أن ما يعيب تين هاخ هو أن أياكس في أي استراتيجية استخدمها خلال المباريات كان دفاعه ليس بتلك الصلابة الكافية، يعتمد أكثر على التدخلات الفردية أكثر منها للتماسك الجماعي أو لقدرة خط الوسط على حماية قلوب الدفاع وهو أمر قد يثير التخوف في برشلونة الذي كان يعاني في بعض الأحيان قليلاً مع مدرب يميل للدفاع أحياناً فما بالك بمدرب هجومي؟
المدرب المرشح الثاني هو رونالد كومان والذي يدرب منتخب هولندا حالياً لكن القناة الثالثة الإسبانية كشفت عن أن كومان يمتلك بنداً في عقده مع الاتحاد الهولندي يسمح له بالرحيل في حالة تلقيه عرضاً من برشلونة!
كومان مدرب مميز استطاع بنجاح أن يقود -بمساعدة الأندية الهولندية- حملة استعادة المنتخب الهولندي الذي كان فد تاه وسط ظلمات الإحلال والتغيير بين جيل منتهي وجيل لايزال شاباً جداً.
يستطيع الناخب الوطني الهولندي أن يتعامل بسلاسة داخل البيت الكتالوني كونه قضى وقتاً من مسيرته كلاعب في البرسا وهو الذي سجل هدف التتويج الأول للفريق بدوري الأبطال.
يتصور البعض أن كومان من أنصار الفكر الكتالوني تماماً والحقيقة أنه صحيح يسعى إلى تقديم كرة قدم جيدة إلا أنه مدرب يحب الاتزان ويقدمه على فكرة اللعب بشكل مخاطر طول الوقت لذلك لا تتصور أنك ستجد مدرباً هجومياً على طول الخط.
لكن كومان على أية حال مدرب مرن قادر على تطويع فكره ليناسب برشلونة بشكل أكبر.
وصحيح أن كومان اصطدم بنجوم فالنسيا عندما كان مدرباً للفريق الإسباني في موسم 2007 /2008 وأقصى ألبيلدا وكانيزاريس وأنجولو عن الفريق إلا أنه لا يمكن اعتباره مدرباً صدامياً بسبب حدث واحد في مسيرته التدريبية وذلك رغم أن الأجواء إلى حدٍ ما مشابهة في برشلونة إذ ربما يحتاج كومان لبعض القرارات الراديكالية بالتخلص من بعض اللاعبين الذين أعطوا الكثير للبرسا لكن لم يعد يُنتظر منهم الكثير.
كلا المدربين الهولنديين يعتمد طريقة 4/3/3 كما هو الحال مع كل الهولنديين تقريباً إلا أنه يمكن مشاهدة بعض التحورات في الطريقة لتصير أشبه بـ4/2/3/1.
نأتي للخيار الثالت وهو ماسيمليانو أليجري الذي كان اسماً مفاجئاً طرحت بعض الصحف اسمه، ورغم ضعف هذه التقارير إلا أنه في حالة صحتها فسيكون أمراً غريباً أن نشاهد فالفيردي يرحل ويأتي مدرب يشبهه في فكره نوعاً ما.
فأليغري مدرب متحفظ إلى حدٍ بعيد لا يؤمن على الإطلاق بالفلسفة التي تدور في برشلونة أو في عقول مشجعيها بل إنه صاحب واحدة من أشهر المقولات في الأعوام الأخيرة «من يريد المتعة فليذهب إلى السيرك».
الغريب أن أليغري مثل فالفيردي.. مدرب تراه قد اختار اللعب المتحفظ طواعية رغم أنه أظهر في بعض الأوقات قدرة على تقديم كرة هجومية تصل في بعض الأحيان إلى وصفها بالممتعة لكن في كل مرة كان يعود لحالته الأولية.
ربما تكون الميزة التي يتمتع بها أليغري عن فالفيردي هي أنه يمتلك خبرة أكبر وتجربة أكبر في تدريب الأندية الكبرى.
أسماء أخرى ظهرت وخفتت مع الوقت كما هو الحال مع مدرب بيتيس كيكي سيتيين الذي بدا وأنه فقد البوصلة نوعاً ما مع فريقه بعد أن بات أسلوب لعبه محفوظاً إلى حدٍ ما كما أن لديه مشاكل عميقة في إيجاد صلابة دفاعية مقبولة لفريقه.
يمكن القول إنه من خلال تلك المعطيات، فإن اسم رونالد كومان هو الأفضل من بين تلك الأسماء وإن كان ليس مؤكداً مدى إمكانية فك ارتباطه مع الاتحاد الهولندي وهو الذي بالكاد يستعد لحصد أولى ثمار ما بدأه بعدما تأهل المنتخب الهولندي لنصف نهائي دوري الأمم الأوروبية ويتبقى له عام واحد قبل خوض غمار يورو 2020.