براءة الحسن
اعتقد البعض أن فوز مانشستر يونايتد على باريس سان جيرمان في حديقة الأمراء 3/1 والتأهل لربع النهائي بعد الخسارة 2/0 في أولد ترافورد، هي أفضل عودة في تاريخ دوري أبطال أوروبا وسيظل التاريخ يتذكرها طويلاً.
لكن هذه العودة الكبيرة من جانب اليونايتد بدت متواضعة، بالمقارنة بما حققه ليفربول أمام برشلونة، عندما نجح في تعويض خسارته بثلاثية نظيفة على ملعب الكامب نو بانتصار عريض بأربعة أهداف دون رد على ملعب آنفيلد ليتأهل للمباراة النهائية للعام الثاني على التوالي، وحتى بالمقارنة بما حققه توتنهام أمام أياكس أمستردام عندما نجح في تعويض خسارته بهدف دون رد على ملعبه بفوز بثلاثة أهداف مقابل هدفين في هولندا.
وأصبح ليفربول هو ثالث فريق ينجح في التأهل في الأدوار الإقصائية لدوري أبطال أوروبا رغم خسارته في مباراة الذهاب بفارق 3 أهداف، منذ عام 2017.
وهي الفترة التي شهدت أيضاً تأهل 3 فرق أخرى رغم خسارتها بفارق هدفين في المباراة الأولى. ويعني ذلك تأهل 6 فرق للأدوار التالية في دوري أبطال أوروبا رغم خسارتها في المباراة الأولى بفارق هدفين أو 3 أهداف، وهو نفس عدد الفرق التي تأهلت بالطريقة نفسها خلال 31 عاماً كاملة من البطولة قبل ذلك. فما هو السبب؟ وما الذي يحدث؟
هناك بكل تأكيد أسباب مؤدية لذلك، منها القانون الذي أقره الفيفا عام 1992 والذي يمنع والذي يمنع حارس المرمى من الإمساك بالكرة العائدة إليهم من زملائهم، وكذلك التطوير المستمر للقوانين المتعلقة بالتسلل، والعقوبات القاسية للتدخلات العنيفة، وهي الأسباب التي ساهمت كثيراً في منع الأندية الفائزة من قتل المباراة حتى تخرج بالنتيجة التي تريدها. جعل ذلك القانون اللعبة أكثر متعة وهجوماً قد حقق نجاحاً ساحقاً.
لقد أصبحت كرة القدم لعبة هجومية بشكل أكبر مما كانت عليه في العقود السابقة، فمنذ موسم 2008-2009، شهدت مرحلة خروج المغلوب من دوري أبطال أوروبا 3 أهداف أو أكثر في المباراة في جميع المواسم، باستثناء موسم واحد فقط، أما في الـ14 عامًا السابقة لذلك، عندما كان الدور ربع النهائي يقام مباشرة بعد مرحلة المجموعات، فشهد موسمان فقط إحراز أكثر من 3 أهداف في المباراة الواحدة في المتوسط.
ومن الواضح أنه كلما زاد عدد الأهداف، كلما زادت احتمالات «الريمونتادا» في المباريات، ومن الملاحظ أن موسم 2008/2009، كان هو الموسم الأول للإسباني بيب جوارديولا مديراً فنيًا.
ومن المؤكد أن نجاح جوارديولا في تغيير طريقة التفكير بين الأندية الكبرى في العالم، وحقيقة أنه جعل الفريق المكون من 11 لاعبًا يلعب كأنه فريق مكون من 5 لاعبين فقط، كان له تأثير واضح على الطريقة التي تُلعب بها المباريات.
لكن هذا التغيير لم يحدث على المستوى المحلي بنفس الطريقة، فعلى مدار السنوات العشر الماضية، شهد موسم واحد فقط إحراز 3 أهداف أو أكثر في المباراة، في الدوريات الأربعة الكبرى في أوروبا، وكان ذلك في الدوري الألماني الممتاز في موسم 2013/2014.
ويظهر هذا الأمر أن الأندية الكبرى، التي تهيمن على البطولات المحلية في بلادها، قد نسيت كيف تدافع بطريقة جيدة، وتقضي معظم فترات المباريات وهي تهاجم، بالشكل الذي يجعلها تفقد التنظيم والالتزام داخل الملعب، وهو الأمر الذي يساهم في استقبال هذه الأندية لعدد كبير من الأهداف، وبالتالي حدوث «الريمونتادا» بالشكل الذي رأيناه.
ويجب الإشارة إلى أن مدرب ليفربول يورجن كلوب، الذي أظهر قدرة فائقة على تحفيز لاعبيه، يغامر بشكل كبير للغاية، وبالتالي فإن الطريقة التي يعتمد عليها في اللعب قد تحقق له نجاحات كبيرة، وقد تتسبب في إخفاقات هائلة في الوقت نفسه.
وهذه هي الطريقة التي ساعدته على الفوز على مانشستر سيتي 3 مرات الموسم الماضي، لكنها أدت أيضًا إلى خسارته بخماسية نظيفة أمام الفريق نفسه.
لكن لماذا حدث هذا الأمر الآن في أكثر من مباراة؟ ربما تكمن الإجابة ببساطة في أنه عندما يتمكن فريق من العودة بهذه الطريقة، فإنه يثبت للفرق الأخرى أنه لا يوجد مستحيل، وأنه يمكن القيام بأي شيء، وهو ما يشجع الفريق المتأخر في النتيجة على اللعب بكل قوة وشراسة، ويجعل الفريق المتقدم في النتيجة يميل إلى الانكماش واللعب الدفاعي.
وبين شوطي مباراة توتنهام أمام أياكس، عندما كان الفريق اللندني بحاجة إلى تسجيل 3 أهداف في الشوط الثاني من أجل التأهل، تذكر لاعبو توتنهام أن ليفربول قد نجح بالفعل في إحراز 3 أهداف في مرمى برشلونة في شوط المباراة الثاني في الليلة السابقة، وهو ما جعلهم يؤمنون بأنه يمكنهم أيضاً القيام بذلك.
لذلك يمكن أن يكون العامل النفسي وتطور كرة القدم لتصبح هجومية أكثر للفرق هي من بين أسرار الريمونتادات الشهيرة.
اعتقد البعض أن فوز مانشستر يونايتد على باريس سان جيرمان في حديقة الأمراء 3/1 والتأهل لربع النهائي بعد الخسارة 2/0 في أولد ترافورد، هي أفضل عودة في تاريخ دوري أبطال أوروبا وسيظل التاريخ يتذكرها طويلاً.
لكن هذه العودة الكبيرة من جانب اليونايتد بدت متواضعة، بالمقارنة بما حققه ليفربول أمام برشلونة، عندما نجح في تعويض خسارته بثلاثية نظيفة على ملعب الكامب نو بانتصار عريض بأربعة أهداف دون رد على ملعب آنفيلد ليتأهل للمباراة النهائية للعام الثاني على التوالي، وحتى بالمقارنة بما حققه توتنهام أمام أياكس أمستردام عندما نجح في تعويض خسارته بهدف دون رد على ملعبه بفوز بثلاثة أهداف مقابل هدفين في هولندا.
وأصبح ليفربول هو ثالث فريق ينجح في التأهل في الأدوار الإقصائية لدوري أبطال أوروبا رغم خسارته في مباراة الذهاب بفارق 3 أهداف، منذ عام 2017.
وهي الفترة التي شهدت أيضاً تأهل 3 فرق أخرى رغم خسارتها بفارق هدفين في المباراة الأولى. ويعني ذلك تأهل 6 فرق للأدوار التالية في دوري أبطال أوروبا رغم خسارتها في المباراة الأولى بفارق هدفين أو 3 أهداف، وهو نفس عدد الفرق التي تأهلت بالطريقة نفسها خلال 31 عاماً كاملة من البطولة قبل ذلك. فما هو السبب؟ وما الذي يحدث؟
هناك بكل تأكيد أسباب مؤدية لذلك، منها القانون الذي أقره الفيفا عام 1992 والذي يمنع والذي يمنع حارس المرمى من الإمساك بالكرة العائدة إليهم من زملائهم، وكذلك التطوير المستمر للقوانين المتعلقة بالتسلل، والعقوبات القاسية للتدخلات العنيفة، وهي الأسباب التي ساهمت كثيراً في منع الأندية الفائزة من قتل المباراة حتى تخرج بالنتيجة التي تريدها. جعل ذلك القانون اللعبة أكثر متعة وهجوماً قد حقق نجاحاً ساحقاً.
لقد أصبحت كرة القدم لعبة هجومية بشكل أكبر مما كانت عليه في العقود السابقة، فمنذ موسم 2008-2009، شهدت مرحلة خروج المغلوب من دوري أبطال أوروبا 3 أهداف أو أكثر في المباراة في جميع المواسم، باستثناء موسم واحد فقط، أما في الـ14 عامًا السابقة لذلك، عندما كان الدور ربع النهائي يقام مباشرة بعد مرحلة المجموعات، فشهد موسمان فقط إحراز أكثر من 3 أهداف في المباراة الواحدة في المتوسط.
ومن الواضح أنه كلما زاد عدد الأهداف، كلما زادت احتمالات «الريمونتادا» في المباريات، ومن الملاحظ أن موسم 2008/2009، كان هو الموسم الأول للإسباني بيب جوارديولا مديراً فنيًا.
ومن المؤكد أن نجاح جوارديولا في تغيير طريقة التفكير بين الأندية الكبرى في العالم، وحقيقة أنه جعل الفريق المكون من 11 لاعبًا يلعب كأنه فريق مكون من 5 لاعبين فقط، كان له تأثير واضح على الطريقة التي تُلعب بها المباريات.
لكن هذا التغيير لم يحدث على المستوى المحلي بنفس الطريقة، فعلى مدار السنوات العشر الماضية، شهد موسم واحد فقط إحراز 3 أهداف أو أكثر في المباراة، في الدوريات الأربعة الكبرى في أوروبا، وكان ذلك في الدوري الألماني الممتاز في موسم 2013/2014.
ويظهر هذا الأمر أن الأندية الكبرى، التي تهيمن على البطولات المحلية في بلادها، قد نسيت كيف تدافع بطريقة جيدة، وتقضي معظم فترات المباريات وهي تهاجم، بالشكل الذي يجعلها تفقد التنظيم والالتزام داخل الملعب، وهو الأمر الذي يساهم في استقبال هذه الأندية لعدد كبير من الأهداف، وبالتالي حدوث «الريمونتادا» بالشكل الذي رأيناه.
ويجب الإشارة إلى أن مدرب ليفربول يورجن كلوب، الذي أظهر قدرة فائقة على تحفيز لاعبيه، يغامر بشكل كبير للغاية، وبالتالي فإن الطريقة التي يعتمد عليها في اللعب قد تحقق له نجاحات كبيرة، وقد تتسبب في إخفاقات هائلة في الوقت نفسه.
وهذه هي الطريقة التي ساعدته على الفوز على مانشستر سيتي 3 مرات الموسم الماضي، لكنها أدت أيضًا إلى خسارته بخماسية نظيفة أمام الفريق نفسه.
لكن لماذا حدث هذا الأمر الآن في أكثر من مباراة؟ ربما تكمن الإجابة ببساطة في أنه عندما يتمكن فريق من العودة بهذه الطريقة، فإنه يثبت للفرق الأخرى أنه لا يوجد مستحيل، وأنه يمكن القيام بأي شيء، وهو ما يشجع الفريق المتأخر في النتيجة على اللعب بكل قوة وشراسة، ويجعل الفريق المتقدم في النتيجة يميل إلى الانكماش واللعب الدفاعي.
وبين شوطي مباراة توتنهام أمام أياكس، عندما كان الفريق اللندني بحاجة إلى تسجيل 3 أهداف في الشوط الثاني من أجل التأهل، تذكر لاعبو توتنهام أن ليفربول قد نجح بالفعل في إحراز 3 أهداف في مرمى برشلونة في شوط المباراة الثاني في الليلة السابقة، وهو ما جعلهم يؤمنون بأنه يمكنهم أيضاً القيام بذلك.
لذلك يمكن أن يكون العامل النفسي وتطور كرة القدم لتصبح هجومية أكثر للفرق هي من بين أسرار الريمونتادات الشهيرة.