الرأي العام البحريني يرفض العودة إلى المربع الأول من تجربتنا المؤسفة مع الإرهابيين
الغاض النظر عن الإرهاب والمتخاذل عن قول الحق إرهابي بدرجة أخرى
زيارة بعض النواب للغريفي زيارة شاذة وغريبة
لا تتماشى مع التوجه العام
بيان «الداخلية» جاء حازماً ومتشدداً بوضع النقاط
على الحروف تجاه منبر الغريفي
أمام سنين طويلة من محاولات التأزيم الأمني القادمة لنا من إيران كان منبر الغريفي على وضعية الصامت
الحريات والزيارات الشخصية تقف عند المساس بالوحدة الوطنية ويتحول الأمر إلى تجاوز للخطوط الحمراء لقيمنا
جهاز الحرس الوطني تطرق لمسألة الإعلان
عن استغلال المنابر الدينية المتطرفة
استنكار الرأي العام البحريني جاء بسبب التخاذل
عن حق دماء شهداء الواجب والتواصل مع المتعاطفين مع قاتليهم
كثير من فئات المجتمع البحريني تجهل الكثير
عن تاريخ وسيرة الغريفي ولا تعرفه ولا تتابعه بالأصل
هناك خبرة تراكمية لدى الشارع البحريني جراء عدائية إيران وتنظيم الحمدين قطر للبحرين تجعله يفطن لأسباب اهتمام الإعلام الإيراني بالغريفي
كثير من فئات الشارع البحريني استنكرت قيام عدد من النواب بزيارة مجلس عبدالله الغريفي، حيث اعتبروها وصمة عار في جبين هذا المجلس وتاريخ التجربة البرلمانية في مملكة البحرين، والقيام بتصرف لا يستقيم مع التوجه الشعبي الذي يرفض العودة إلى المربع الأول من تجربتنا المؤسفة مع الإرهابيين وبإطلاق سراح من اتخذوا من الإرهاب سلوكاً وفكراً ومنهجية، فالمبرر للرهاب والمتعاطف معه والغاض النظر عنه والمتخاذل كما الإرهابي وتبرير الإرهاب إرهاب بالأصل!
جمعية الصحفيين البحرينية خرجت ببيان لافت حيث طالبت النواب الذين قاموا بالزيارة بتقديم اعتذار للمواطن الذي انتخبهم بغية إيصال أصواتهم الحقيقية والمشاركة في إدارة الدولة وفق أرقى التجارب الديمقراطية التي تشهد بها كل دول العالم، فما حدث لا يمثل موقف المواطن البحريني ولا توجهه وتطلعاته خاصة في الدوائر الانتخابية التي يمثلها هؤلاء النواب والمعروفة بمواقف أهلها المشرفة وسيرتهم، كما أن مجلس النواب بالعموم مواقفه واضحة الاتجاه تجاه كافة المستجدات الحاصلة في الساحة والبيانات الصادرة من قبل أعضائه تجاه القضايا التي تمس الأمن القومي وسيادة الدولة وكافة ما يتعلق بالتنمية والاستقرار، لذا كانت هذه الزيارة شاذة وغريبة ولا تتسق مع التوجه العام للنواب.
وعندما نأتي إلى بيان وزارة الداخلية فقد كان أكثر تشدداً وحزماً حينما وضع النقاط على الحروف تجاه منبر الغريفي، من خلال التأكيد على أهمية المبادئ الأساسية التي جاء بها الدستور في الحفاظ على كيان الدولة والمجتمع واحتراماً لحرية الرأي المكفولة قانوناً مع «ركزوا هنا» عدم المساس بالوحدة الوطنية، «هنا تقف الحريات ويصبح أي تجاوز تجاوزاً للخطوط الحمراء ولثوابتنا الوطنية وقيمنا»، وعندما نقول النقاط على الحروف، فبيان وزارة الداخلية تطرق بصراحة إلى مسألة السعي من قبل البعض لاستغلال الانفتاح الذي نعيشه ومرحلة الإصلاح التي ننعم بها من خلال مواقف وتصريحات وبيانات ابتعدت عن المسؤولية الوطنية وامتدت لعدة سنوات من محاولات التأزيم الأمني، في وقت كانت الجهود الأمنية تبذل من أجل استعادة السكينة والاستقرار الاجتماعي، وكان ملاحظاً أن منبر عبدالله الغريفي لم تصدر إدانة منه للأعمال الإرهابية، بل عكس تعاطفاً وقبولاً لها، والتي استهدفت أرواح رجال الشرطة وراح ضحيتها 22 من شهداء الواجب و4 آلاف مصاب، بالإضافة إلى الأهداف الحيوية التي تمت مهاجمتها وترويع حياة المواطنين والمقيمين ومستخدمي الطرق.
بيان الداخلية يفسر موقف الرأي العام البحريني المستنفر لهذه الزيارة، فأمام سنين طويلة من محاولات التأزيم الأمني القادمة لنا من إيران كان منبر الغريفي على وضعية الصامت «وكأن الغريفي لا يعيش في البحرين ولا يعلم عن أمورها شيئاً!»، وكأن الغريفي له مرجعية أخرى غير المرجعية الوطنية التي ينبغي على الكل الثبات عليها وقت الأزمات الأمنية والمحطات الوطنية التي تحتاج لوقفات من قبل المؤثرين وقادة الرأي في المجتمع.
فيما خرج جهاز الحرس الوطني ببيان يؤكد مفاهيم الوطنية الصحيحة، وأن هذه المفاهيم يجب أن تكون ممارسة عملية واقعية لا مجرد شعارات براقة، وأن هناك من يستغل الحرية من خلال منابر دينية متطرفة والتعاطف تجاه الأعمال الإرهابية، وكل هذه البيانات رسائل هامة تختصر مواقف مملكة البحرين بقيادتها وشعبها تجاه المؤامرة الإرهابية ومشروع تأسيس دولة إرهابية داخل دولة «مملكة البحرين» المقتبس من خلايا حزب الله الإرهابية في جنوب لبنان.
هناك حقيقة يجب أن تقال، وهي أن معظم فئات الشعب البحريني التي استنكرت هذه الزيارة ترى أنه لا يمكن أن يضع النواب يدهم مع من يبرر الإرهاب ويتعاطف مع الإرهابيين دون مراعاة مشاعر ذوي وعائلات شهداء الواجب ومن أهدرت دمائهم ظلماً بسبب إرهاب العصابات الإيرانية في البحرين بل ويطالب بتخفيف العقوبات عليهم وإطلاق سراحهم، كما هناك حقيقة أخرى تقال، وهي كثير من هذه الفئات قد تجهل الكثير عن تاريخ وسيرة الغريفي وقد لا تعرفه ولا تتابعه بالأصل، الغريفي كشخصية بالنسبة لها شبه مجهول في جوانب عديدة.. قد يكون مجهولاً كفكر وكمرجعية، فالشارع البحريني المهتم بالشؤون الأمنية والسياسية انشغل بالعديد من الشخصيات المزدوجة الانتماء كمحاولة لكشف عمالتها وإيجاد موقف شعبي حازم رافض لها يردع تجاوزاتها وإساءاتها تجاه الوطن والمواطنين، وتلك مواقف كانت ظاهرة بوضوح خلال المنعطفات الأمنية التي مررنا بها والظروف والمحطات التي جاءت نتيجة الانعكاسات الإقليمية من حولنا، كما لعبت تصريحات تلك الشخصيات، التي تصنف وفق مسمى «خونة الأوطان» وتحريضهم على الإرهاب، دوراً كبيراً في خلق وتشكيل مواقف شعبية وطنية في مملكة البحرين تطالب بتطبيق العقوبات والقوانين وتغليظها تماشياً مع توجه الدولة في الحرب على الإرهاب والقضاء عليه بكافة أشكاله وأنواعه.
الغريفي، لمن لا يعرفه، هو من مدرسة المرجع محمد حسين فضل الله، وهو مرجع دين شيعي لبناني له يد طولى في دعم وتمويل الأمين العام الأسبق لحزب الله الإرهابي عباس الموسوي، وكلامنا هذا لا يعني إنكار تاريخ فضل الله في الاعتدال الديني ومواقفه التي حاولت إيجاد تقارب فكري بين المذهبين السني والشيعي من خلال تعديل بعض الوقائع التاريخية المختلف بشأنها بين مراجعهم الشيعية، إلا أن قضية الشيعة العرب تبقى دائماً معلقة أمام تغرير العقول الشيعية العربية بأجندة طهران وتسييس الدين وفق مناهج الإرهاب والطائفية والعنصرية والتطرف واختراق صفوفهم بعملاء مشروع الولي الفقيه المعادي للعرب.
قد يتساءل البعيدون عن دائرة معرفة حقيقة المنبر الديني لعبدالله الغريفي، لماذا موجة الحنق والغضب والاستياء التي طالعناها تجاه هذه الزيارة التي قد يفسرها البعض أنها مجرد زيارة عادية والناس أحرار في مواقفهم وزياراتهم وفق مبدأ الدولة القائمة على مشروع الديمقراطية والانفتاح والحريات؟
الجواب ببساطة، هي الذاكرة الوطنية التي لن تغفل أبداً وقت المحك الكبير خلال أزمة البحرين الأمنية والاختبار الوطني الذي نجح فيه من نجح وسقط فيه من ثبتت عمالتهم للخارج وخيانتهم الكبرى لأرض الوطن وقيادته وشعبه، وانكشفت أقنعتهم التي كانوا يتسترون بها بمبادئ الوطنية التي جميعها «تبخرت» واختفت أمام ارتفاع موجة الأزمات الأمنية في المنطقة. إن هناك من حرض على ممارسة الإرهاب ومن استغل مفاهيم الديمقراطية والحريات لأجل تبرير إرهابه وسلوكياته الإجرامية الشاذة عن حب الوطن والانتماء له والولاء لقيادته، وكما هناك من حرض، وهناك من حاول أن يكون رمادي المواقف والاتجاهات «الساكت عن الحق شيطان أخرس والساكت عن الإرهاب أخطر من المحرض والمشجع له»، وأن يتخاذل عن قول الحق في وقت احتاج الحق لمن ينصره ويظهره، واحتاج الوطن لمن يقف معه ويسند تاريخه الخليجي والعربي ويبين حق الدولة في سيادتها وتطبيق القوانين الرادعة تجاه كل من تآمر مع الخارج لأجل إسقاط النظام وبث الفتن والفرقة بين كافة مكونات المجتمع البحريني، وتزييف الحقائق وطمس حقوق الناس في العيش بأمن وأمان، أمام إجرام عصابات عملاء إيران وإرهابهم ورد حقوق شهداء الواجب الذين أهدرت دماؤهم دفاعاً عن عروبة مملكة البحرين.
فقد اعتبر الشارع البحريني الساكت عن تأكيد انتمائه وولائه للبحرين وقيادتها وشعبها والاعتزاز بهويته الخليجية والعربية وأن انتماءه وولاءه الأول والأخير لتاريخنا الخليجي وللعروبة، خائن ومتعاطف مع زمرة الإرهابيين، وكما يقال «لا تخاف إلا من الساكت، وأخطر من الناطق والمحرض هو الساكت»، فالشارع البحريني يرى أولئك الساكتين عن إصدار البيانات التي تدعم إجراءات الدولة في حربها على الإرهاب والقضاء على الخلايا الإرهابية والرد على التدخلات الإيرانية في الشؤون البحرينية الداخلية، عليهم علامات استفهام كبيرة تطرح أسئلة مفادها هؤلاء ولاؤهم وانتماؤهم لمن؟ هل هم مع قضية البحرين العادلة في سيادتها وحقها الخليجي والعربي؟ أم هم مع من يحاولون تحويلها من مملكة ديمقراطية إلى جمهورية إيرانية تتبع الولي الفقيه في طهران، كما فعلوا مع جنوب لبنان والعراق وعدد من مناطق اليمن؟
المواقف الرمادية لا تصلح أمام قضية تختص بسيادة الدولة، وأمام حرب بين الحق والباطل، وأمام الحرب على الإرهاب، وأمام محك وطني هام يثبت المعادن الوطنية الأصلية وتلك التي اعتلاها صدأ الخيانة والانسلاخ من الهوية العربية إلى هوية أعداء العروبة! حتى في كبار الدول الديمقراطية لا توجد مواقف رمادية تجاه الحرب على الإرهاب، ويوجد تسامح، ولا حرية ولا ديمقراطية عندما تتقاطع هذه الحريات مع مناهج الأمن والأمان وسيادة الدول وحقوقها التاريخية ومحاولات اختراقها إرهابياً ونشر الإرهاب والتطرف والعنصرية بداخلها.
هناك أيضاً جواب آخر حول موجه السخط على الزيارة، لربما حمله بيان جمعية الصحفيين البحرينية، حينما دعت الجمعية النواب الذين قاموا بالزيارة لتوضيح الهدف من الزيارة وتوقيتها، خاصة مع ما صدر من تصريحات مسيئة للبحرين وقيادتها الكريمة من المدعو مقتدى الصدر «البوق الإيراني في العراق»، فالانعكاسات الإقليمية من حولنا، وتحشيد إيران لعصاباتها الإرهابية في المنطقة أمام التصعيد الحاصل بين الولايات المتحدة الأمريكية ونظام الملالي في طهران، وأمام الحزم الأمريكي بإنهاء فترة الإعفاءات من العقوبات على الدول المستوردة للنفط الإيراني، والتهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز «عشم إبليس في الجنة»، وتوقعات بتحريك إيران لخلاياها الإرهابية في المنطقة خاصة الخليج العربي، لأجل إشغال الدول الداعية لمكافحة الإرهاب داخلياً بالصراعات الطائفية والحروب الأمنية مع العصابات الإيرانية الإرهابية والشباب المغرر بهم من قبل نظام طهران الجائر، وقيام بعض الأبواق الإيرانية بمحاولات الاستفزاز والتدخل في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين خلال هذه الفترة، يضعنا أمام علامة استفهام محيرة حول الأسباب الحقيقية التي حملتها هذه الزيارة لشخصية اكتفت بالصمت ولم تحرك ساكناً ولم تتخذ أي موقف واضح تجاه الإرهاب الإيراني في مملكة البحرين طيلة الأزمات الأمنية التي مرت عليها، بل كان منبرها الديني متعاطفاً لآخر المدى مع زمرة الإرهابيين!
السؤال هنا؛ هل الزيارة جاءت مصادفة مثلاً؟ «يعني لم يتذكروا الغريفي الذي هو معروف مكانه وموجود طيلة الوقت إلا هذه الفترة فقط التي تحمل تحديات كبيرة وخطيرة، وتستوجب من الجميع التكاتف والتعاضد والثبات أكثر على المواقف الوطنية المتجهة نحو الحرب على الإرهاب والحفاظ على الوحدة الوطنية؟ «بالعامية» شمعنى الحين اهتموا فيه؟ «لم لم يأتي الاهتمام إلا اليوم وخلال هذا التوقيت؟ ألم يكن الغريفي مثلاً قبلها يعيش في البحرين، أم ماذا؟ هل كان مجلس الغريفي مغلقاً طيلة السنوات الماضية مثلاً؟ هذا السؤال الذي بناءً عليه جاءت الاعتراضات وموجات السخط والغضب.
«لماذا الآن؟»، بالمناسبة ليس لغزاً، فخبرة الأحداث والمواقف التي مرت بنا في مملكة البحرين جعلتنا نؤمن بمقولة «ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً»، وها هي الأيام تأتي لنا بعلم يكشف لنا أسباب اهتمام الأبواق الإيرانية التي حاولت تصعيد الموقف وتأكيد أن زيارة الغريفي تأتي من باب الحرية وأنها مجرد زيارة عادية، فهناك أيضاً حقيقة بدأت تظهر بوضوح اليوم بعد حملة الغضب والاستياء الشعبي من زيارة الغريفي، فالشارع البحريني ليس مغفلاً والشارع البحريني لربما هو من أكثر اتجاهات الرأي العام الخليجية خبرة ودراية أمام المنعطفات التي مر بها والأجندة الإيرانية الخفية في دولنا، فهو يمتلك خبرة تأتي من تاريخ عدائي حافل من نظام طهران الجائر وتنظيم الحمدين قطر يمتد سنين طوالاً ويحمل محاولات لاختطاف هوية شعب وتاريخ نظام وسيادة دولة، فالعديد من فئات الشارع تدرك بالفطرة قبل الخبرة وتستشعر أن هناك محاولات لتأسيس طابور جديد من العمالة الإيرانية في مملكة البحرين، نظراً لكون معظم الأبواق الإيرانية في أزمة البحرين 2011 قد تم لجمها وكسر شوكتها وتشتيت فرقها الإرهابية وسجن قادتها، وهي متورطة بالأدلة والإثباتات في قضايا إرهابية، علماً أن الغريفي في يوليو 2018 قد أصدر بيان يعلن فيه أن الإرهابي عيسى قاسم قد قرر مع الأطباء متابعة العلاج خارج البحرين، «وكأنه يؤسس لنفسه مكانة دينية ومجتمعية ويحاول أن يكون خليفة الإرهابي عيسى قاسم لدى الشارع التابع له!».
ولعل التعاطف اللافت من الغريفي مع الإرهابيين اتضح جلياً بالبيان الصادر عنه مع المدعو عبدالحسين الستري ومحمد صالح الربيعي ومحمد صنقور، حيث وقعوا على بيان بتاريخ 26 أبريل 2018 يطالبون فيه بتخفيف عقوبة الإعدام الى السجن المؤبد تجاه قضية الشروع باغتيال المشير القائد العام لقوة دفاع البحرين! هنا نؤكد على حقيقة أنه لا حرية تعبير ولا ديمقراطية مع الإرهاب بكافة أشكاله، وكل من يتعاطف معه قولاً وفعلاً ورمزاً هو إرهابي بدرجة أخرى مختلفة! كما كل من يتعاطف مع المبرر والمتعاطف للإرهاب هو أيضا إرهابي، وكل من يبرر لنفسه التواصل مع الإرهابيين أو المتعاطفين مع الإرهابيين أو المبررين للإرهاب أو المتخاذلين عن بيان موقفهم تجاه الإرهاب هو داعم بطريقة وأخرى للإرهاب!!
وها هي الأيام قد أبدت ما يجهله البعض عن تاريخ الغريفي وبياناته أمام حملات الردح واهتمام الإعلام الإيراني الهوى بشخص الغريفي والترويج له، وكأن هناك محاولات تهيئة للغريفي من قبل هؤلاء ليكون قائداً للشارع الذي تركه عيسى قاسم في البحرين وغادره إلى العراق، وأمام قيام العصابات الإيرانية بحمل صور الغريفي جنباً إلى جنب مع الإرهابي عيسى قاسم المعروف بخطبة «اسحقوه» الداعية إلى إزهاق أرواح رجال الأمن والأبرياء، «وكأنهم يوصلون رسالة أن الغريفي بالنسبة لهم خليفة عيسى قاسم بعد مغادرته البحرين للعلاج!»، كما أصدر الإرهابي عيسى قاسم بياناً قدم فيه احتراماته «كما يدعي» إلى عبدالله الغريفي وأنه يدعم تحركاته بإطلاق سراح الإرهابيين!! «إذا عرف السبب بطل العجب»، لمن يقرأ ما بين سطور بيان الإرهابي عيسى قاسم، سيفطن بالتأكيد إلى ما يحاول الآخر إيصاله وفق نظرية «ارفع لي وأنا أكبس لك!»، أليست مفارقة عجيبة ومعادلة غريبة؟ فالإرهابي عيسى قاسم دعا المغرر بهم إلى سفك دماء رجال الأمن، فيما الغريفي يدعو إلى إطلاق سراحهم!! فهل لايزال هناك من يتناقل كلاماً مكرراً من دون وعي، مفاده «زيارة الغريفي حرية شخصية، ولم كل هذا التحامل عليه وهو معروف باعتداله الديني؟».
من يريد ممارسة الاعتدال الديني فليطبقه بحذافيره على أرض الواقع من خلال نبذ الإرهاب والتطرف وسفك دماء الأبرياء فقط، لأنهم ليسوا من مذهب الإرهابيين وليسوا مع توجهاتهم الداعمة لتطبيق الأجندة الإيرانية في دولنا، وليعمل جاهداً على إبراز هويته الوطنية المتسامحة والمتعايشة مع كافة مكونات وأطياف المجتمع البحريني المتعدد الأعراق والمذاهب والديانات والداعمة لاحترام سيادة مملكة البحرين وترسيخ ثوابت الأمن والاستقرار واسترداد حقوق دماء شهداء الواجب، الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الدفاع عن شرعية وعروبة البحرين وحقوق شعبها.. انتهى!
الغاض النظر عن الإرهاب والمتخاذل عن قول الحق إرهابي بدرجة أخرى
زيارة بعض النواب للغريفي زيارة شاذة وغريبة
لا تتماشى مع التوجه العام
بيان «الداخلية» جاء حازماً ومتشدداً بوضع النقاط
على الحروف تجاه منبر الغريفي
أمام سنين طويلة من محاولات التأزيم الأمني القادمة لنا من إيران كان منبر الغريفي على وضعية الصامت
الحريات والزيارات الشخصية تقف عند المساس بالوحدة الوطنية ويتحول الأمر إلى تجاوز للخطوط الحمراء لقيمنا
جهاز الحرس الوطني تطرق لمسألة الإعلان
عن استغلال المنابر الدينية المتطرفة
استنكار الرأي العام البحريني جاء بسبب التخاذل
عن حق دماء شهداء الواجب والتواصل مع المتعاطفين مع قاتليهم
كثير من فئات المجتمع البحريني تجهل الكثير
عن تاريخ وسيرة الغريفي ولا تعرفه ولا تتابعه بالأصل
هناك خبرة تراكمية لدى الشارع البحريني جراء عدائية إيران وتنظيم الحمدين قطر للبحرين تجعله يفطن لأسباب اهتمام الإعلام الإيراني بالغريفي
كثير من فئات الشارع البحريني استنكرت قيام عدد من النواب بزيارة مجلس عبدالله الغريفي، حيث اعتبروها وصمة عار في جبين هذا المجلس وتاريخ التجربة البرلمانية في مملكة البحرين، والقيام بتصرف لا يستقيم مع التوجه الشعبي الذي يرفض العودة إلى المربع الأول من تجربتنا المؤسفة مع الإرهابيين وبإطلاق سراح من اتخذوا من الإرهاب سلوكاً وفكراً ومنهجية، فالمبرر للرهاب والمتعاطف معه والغاض النظر عنه والمتخاذل كما الإرهابي وتبرير الإرهاب إرهاب بالأصل!
جمعية الصحفيين البحرينية خرجت ببيان لافت حيث طالبت النواب الذين قاموا بالزيارة بتقديم اعتذار للمواطن الذي انتخبهم بغية إيصال أصواتهم الحقيقية والمشاركة في إدارة الدولة وفق أرقى التجارب الديمقراطية التي تشهد بها كل دول العالم، فما حدث لا يمثل موقف المواطن البحريني ولا توجهه وتطلعاته خاصة في الدوائر الانتخابية التي يمثلها هؤلاء النواب والمعروفة بمواقف أهلها المشرفة وسيرتهم، كما أن مجلس النواب بالعموم مواقفه واضحة الاتجاه تجاه كافة المستجدات الحاصلة في الساحة والبيانات الصادرة من قبل أعضائه تجاه القضايا التي تمس الأمن القومي وسيادة الدولة وكافة ما يتعلق بالتنمية والاستقرار، لذا كانت هذه الزيارة شاذة وغريبة ولا تتسق مع التوجه العام للنواب.
وعندما نأتي إلى بيان وزارة الداخلية فقد كان أكثر تشدداً وحزماً حينما وضع النقاط على الحروف تجاه منبر الغريفي، من خلال التأكيد على أهمية المبادئ الأساسية التي جاء بها الدستور في الحفاظ على كيان الدولة والمجتمع واحتراماً لحرية الرأي المكفولة قانوناً مع «ركزوا هنا» عدم المساس بالوحدة الوطنية، «هنا تقف الحريات ويصبح أي تجاوز تجاوزاً للخطوط الحمراء ولثوابتنا الوطنية وقيمنا»، وعندما نقول النقاط على الحروف، فبيان وزارة الداخلية تطرق بصراحة إلى مسألة السعي من قبل البعض لاستغلال الانفتاح الذي نعيشه ومرحلة الإصلاح التي ننعم بها من خلال مواقف وتصريحات وبيانات ابتعدت عن المسؤولية الوطنية وامتدت لعدة سنوات من محاولات التأزيم الأمني، في وقت كانت الجهود الأمنية تبذل من أجل استعادة السكينة والاستقرار الاجتماعي، وكان ملاحظاً أن منبر عبدالله الغريفي لم تصدر إدانة منه للأعمال الإرهابية، بل عكس تعاطفاً وقبولاً لها، والتي استهدفت أرواح رجال الشرطة وراح ضحيتها 22 من شهداء الواجب و4 آلاف مصاب، بالإضافة إلى الأهداف الحيوية التي تمت مهاجمتها وترويع حياة المواطنين والمقيمين ومستخدمي الطرق.
بيان الداخلية يفسر موقف الرأي العام البحريني المستنفر لهذه الزيارة، فأمام سنين طويلة من محاولات التأزيم الأمني القادمة لنا من إيران كان منبر الغريفي على وضعية الصامت «وكأن الغريفي لا يعيش في البحرين ولا يعلم عن أمورها شيئاً!»، وكأن الغريفي له مرجعية أخرى غير المرجعية الوطنية التي ينبغي على الكل الثبات عليها وقت الأزمات الأمنية والمحطات الوطنية التي تحتاج لوقفات من قبل المؤثرين وقادة الرأي في المجتمع.
فيما خرج جهاز الحرس الوطني ببيان يؤكد مفاهيم الوطنية الصحيحة، وأن هذه المفاهيم يجب أن تكون ممارسة عملية واقعية لا مجرد شعارات براقة، وأن هناك من يستغل الحرية من خلال منابر دينية متطرفة والتعاطف تجاه الأعمال الإرهابية، وكل هذه البيانات رسائل هامة تختصر مواقف مملكة البحرين بقيادتها وشعبها تجاه المؤامرة الإرهابية ومشروع تأسيس دولة إرهابية داخل دولة «مملكة البحرين» المقتبس من خلايا حزب الله الإرهابية في جنوب لبنان.
هناك حقيقة يجب أن تقال، وهي أن معظم فئات الشعب البحريني التي استنكرت هذه الزيارة ترى أنه لا يمكن أن يضع النواب يدهم مع من يبرر الإرهاب ويتعاطف مع الإرهابيين دون مراعاة مشاعر ذوي وعائلات شهداء الواجب ومن أهدرت دمائهم ظلماً بسبب إرهاب العصابات الإيرانية في البحرين بل ويطالب بتخفيف العقوبات عليهم وإطلاق سراحهم، كما هناك حقيقة أخرى تقال، وهي كثير من هذه الفئات قد تجهل الكثير عن تاريخ وسيرة الغريفي وقد لا تعرفه ولا تتابعه بالأصل، الغريفي كشخصية بالنسبة لها شبه مجهول في جوانب عديدة.. قد يكون مجهولاً كفكر وكمرجعية، فالشارع البحريني المهتم بالشؤون الأمنية والسياسية انشغل بالعديد من الشخصيات المزدوجة الانتماء كمحاولة لكشف عمالتها وإيجاد موقف شعبي حازم رافض لها يردع تجاوزاتها وإساءاتها تجاه الوطن والمواطنين، وتلك مواقف كانت ظاهرة بوضوح خلال المنعطفات الأمنية التي مررنا بها والظروف والمحطات التي جاءت نتيجة الانعكاسات الإقليمية من حولنا، كما لعبت تصريحات تلك الشخصيات، التي تصنف وفق مسمى «خونة الأوطان» وتحريضهم على الإرهاب، دوراً كبيراً في خلق وتشكيل مواقف شعبية وطنية في مملكة البحرين تطالب بتطبيق العقوبات والقوانين وتغليظها تماشياً مع توجه الدولة في الحرب على الإرهاب والقضاء عليه بكافة أشكاله وأنواعه.
الغريفي، لمن لا يعرفه، هو من مدرسة المرجع محمد حسين فضل الله، وهو مرجع دين شيعي لبناني له يد طولى في دعم وتمويل الأمين العام الأسبق لحزب الله الإرهابي عباس الموسوي، وكلامنا هذا لا يعني إنكار تاريخ فضل الله في الاعتدال الديني ومواقفه التي حاولت إيجاد تقارب فكري بين المذهبين السني والشيعي من خلال تعديل بعض الوقائع التاريخية المختلف بشأنها بين مراجعهم الشيعية، إلا أن قضية الشيعة العرب تبقى دائماً معلقة أمام تغرير العقول الشيعية العربية بأجندة طهران وتسييس الدين وفق مناهج الإرهاب والطائفية والعنصرية والتطرف واختراق صفوفهم بعملاء مشروع الولي الفقيه المعادي للعرب.
قد يتساءل البعيدون عن دائرة معرفة حقيقة المنبر الديني لعبدالله الغريفي، لماذا موجة الحنق والغضب والاستياء التي طالعناها تجاه هذه الزيارة التي قد يفسرها البعض أنها مجرد زيارة عادية والناس أحرار في مواقفهم وزياراتهم وفق مبدأ الدولة القائمة على مشروع الديمقراطية والانفتاح والحريات؟
الجواب ببساطة، هي الذاكرة الوطنية التي لن تغفل أبداً وقت المحك الكبير خلال أزمة البحرين الأمنية والاختبار الوطني الذي نجح فيه من نجح وسقط فيه من ثبتت عمالتهم للخارج وخيانتهم الكبرى لأرض الوطن وقيادته وشعبه، وانكشفت أقنعتهم التي كانوا يتسترون بها بمبادئ الوطنية التي جميعها «تبخرت» واختفت أمام ارتفاع موجة الأزمات الأمنية في المنطقة. إن هناك من حرض على ممارسة الإرهاب ومن استغل مفاهيم الديمقراطية والحريات لأجل تبرير إرهابه وسلوكياته الإجرامية الشاذة عن حب الوطن والانتماء له والولاء لقيادته، وكما هناك من حرض، وهناك من حاول أن يكون رمادي المواقف والاتجاهات «الساكت عن الحق شيطان أخرس والساكت عن الإرهاب أخطر من المحرض والمشجع له»، وأن يتخاذل عن قول الحق في وقت احتاج الحق لمن ينصره ويظهره، واحتاج الوطن لمن يقف معه ويسند تاريخه الخليجي والعربي ويبين حق الدولة في سيادتها وتطبيق القوانين الرادعة تجاه كل من تآمر مع الخارج لأجل إسقاط النظام وبث الفتن والفرقة بين كافة مكونات المجتمع البحريني، وتزييف الحقائق وطمس حقوق الناس في العيش بأمن وأمان، أمام إجرام عصابات عملاء إيران وإرهابهم ورد حقوق شهداء الواجب الذين أهدرت دماؤهم دفاعاً عن عروبة مملكة البحرين.
فقد اعتبر الشارع البحريني الساكت عن تأكيد انتمائه وولائه للبحرين وقيادتها وشعبها والاعتزاز بهويته الخليجية والعربية وأن انتماءه وولاءه الأول والأخير لتاريخنا الخليجي وللعروبة، خائن ومتعاطف مع زمرة الإرهابيين، وكما يقال «لا تخاف إلا من الساكت، وأخطر من الناطق والمحرض هو الساكت»، فالشارع البحريني يرى أولئك الساكتين عن إصدار البيانات التي تدعم إجراءات الدولة في حربها على الإرهاب والقضاء على الخلايا الإرهابية والرد على التدخلات الإيرانية في الشؤون البحرينية الداخلية، عليهم علامات استفهام كبيرة تطرح أسئلة مفادها هؤلاء ولاؤهم وانتماؤهم لمن؟ هل هم مع قضية البحرين العادلة في سيادتها وحقها الخليجي والعربي؟ أم هم مع من يحاولون تحويلها من مملكة ديمقراطية إلى جمهورية إيرانية تتبع الولي الفقيه في طهران، كما فعلوا مع جنوب لبنان والعراق وعدد من مناطق اليمن؟
المواقف الرمادية لا تصلح أمام قضية تختص بسيادة الدولة، وأمام حرب بين الحق والباطل، وأمام الحرب على الإرهاب، وأمام محك وطني هام يثبت المعادن الوطنية الأصلية وتلك التي اعتلاها صدأ الخيانة والانسلاخ من الهوية العربية إلى هوية أعداء العروبة! حتى في كبار الدول الديمقراطية لا توجد مواقف رمادية تجاه الحرب على الإرهاب، ويوجد تسامح، ولا حرية ولا ديمقراطية عندما تتقاطع هذه الحريات مع مناهج الأمن والأمان وسيادة الدول وحقوقها التاريخية ومحاولات اختراقها إرهابياً ونشر الإرهاب والتطرف والعنصرية بداخلها.
هناك أيضاً جواب آخر حول موجه السخط على الزيارة، لربما حمله بيان جمعية الصحفيين البحرينية، حينما دعت الجمعية النواب الذين قاموا بالزيارة لتوضيح الهدف من الزيارة وتوقيتها، خاصة مع ما صدر من تصريحات مسيئة للبحرين وقيادتها الكريمة من المدعو مقتدى الصدر «البوق الإيراني في العراق»، فالانعكاسات الإقليمية من حولنا، وتحشيد إيران لعصاباتها الإرهابية في المنطقة أمام التصعيد الحاصل بين الولايات المتحدة الأمريكية ونظام الملالي في طهران، وأمام الحزم الأمريكي بإنهاء فترة الإعفاءات من العقوبات على الدول المستوردة للنفط الإيراني، والتهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز «عشم إبليس في الجنة»، وتوقعات بتحريك إيران لخلاياها الإرهابية في المنطقة خاصة الخليج العربي، لأجل إشغال الدول الداعية لمكافحة الإرهاب داخلياً بالصراعات الطائفية والحروب الأمنية مع العصابات الإيرانية الإرهابية والشباب المغرر بهم من قبل نظام طهران الجائر، وقيام بعض الأبواق الإيرانية بمحاولات الاستفزاز والتدخل في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين خلال هذه الفترة، يضعنا أمام علامة استفهام محيرة حول الأسباب الحقيقية التي حملتها هذه الزيارة لشخصية اكتفت بالصمت ولم تحرك ساكناً ولم تتخذ أي موقف واضح تجاه الإرهاب الإيراني في مملكة البحرين طيلة الأزمات الأمنية التي مرت عليها، بل كان منبرها الديني متعاطفاً لآخر المدى مع زمرة الإرهابيين!
السؤال هنا؛ هل الزيارة جاءت مصادفة مثلاً؟ «يعني لم يتذكروا الغريفي الذي هو معروف مكانه وموجود طيلة الوقت إلا هذه الفترة فقط التي تحمل تحديات كبيرة وخطيرة، وتستوجب من الجميع التكاتف والتعاضد والثبات أكثر على المواقف الوطنية المتجهة نحو الحرب على الإرهاب والحفاظ على الوحدة الوطنية؟ «بالعامية» شمعنى الحين اهتموا فيه؟ «لم لم يأتي الاهتمام إلا اليوم وخلال هذا التوقيت؟ ألم يكن الغريفي مثلاً قبلها يعيش في البحرين، أم ماذا؟ هل كان مجلس الغريفي مغلقاً طيلة السنوات الماضية مثلاً؟ هذا السؤال الذي بناءً عليه جاءت الاعتراضات وموجات السخط والغضب.
«لماذا الآن؟»، بالمناسبة ليس لغزاً، فخبرة الأحداث والمواقف التي مرت بنا في مملكة البحرين جعلتنا نؤمن بمقولة «ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً»، وها هي الأيام تأتي لنا بعلم يكشف لنا أسباب اهتمام الأبواق الإيرانية التي حاولت تصعيد الموقف وتأكيد أن زيارة الغريفي تأتي من باب الحرية وأنها مجرد زيارة عادية، فهناك أيضاً حقيقة بدأت تظهر بوضوح اليوم بعد حملة الغضب والاستياء الشعبي من زيارة الغريفي، فالشارع البحريني ليس مغفلاً والشارع البحريني لربما هو من أكثر اتجاهات الرأي العام الخليجية خبرة ودراية أمام المنعطفات التي مر بها والأجندة الإيرانية الخفية في دولنا، فهو يمتلك خبرة تأتي من تاريخ عدائي حافل من نظام طهران الجائر وتنظيم الحمدين قطر يمتد سنين طوالاً ويحمل محاولات لاختطاف هوية شعب وتاريخ نظام وسيادة دولة، فالعديد من فئات الشارع تدرك بالفطرة قبل الخبرة وتستشعر أن هناك محاولات لتأسيس طابور جديد من العمالة الإيرانية في مملكة البحرين، نظراً لكون معظم الأبواق الإيرانية في أزمة البحرين 2011 قد تم لجمها وكسر شوكتها وتشتيت فرقها الإرهابية وسجن قادتها، وهي متورطة بالأدلة والإثباتات في قضايا إرهابية، علماً أن الغريفي في يوليو 2018 قد أصدر بيان يعلن فيه أن الإرهابي عيسى قاسم قد قرر مع الأطباء متابعة العلاج خارج البحرين، «وكأنه يؤسس لنفسه مكانة دينية ومجتمعية ويحاول أن يكون خليفة الإرهابي عيسى قاسم لدى الشارع التابع له!».
ولعل التعاطف اللافت من الغريفي مع الإرهابيين اتضح جلياً بالبيان الصادر عنه مع المدعو عبدالحسين الستري ومحمد صالح الربيعي ومحمد صنقور، حيث وقعوا على بيان بتاريخ 26 أبريل 2018 يطالبون فيه بتخفيف عقوبة الإعدام الى السجن المؤبد تجاه قضية الشروع باغتيال المشير القائد العام لقوة دفاع البحرين! هنا نؤكد على حقيقة أنه لا حرية تعبير ولا ديمقراطية مع الإرهاب بكافة أشكاله، وكل من يتعاطف معه قولاً وفعلاً ورمزاً هو إرهابي بدرجة أخرى مختلفة! كما كل من يتعاطف مع المبرر والمتعاطف للإرهاب هو أيضا إرهابي، وكل من يبرر لنفسه التواصل مع الإرهابيين أو المتعاطفين مع الإرهابيين أو المبررين للإرهاب أو المتخاذلين عن بيان موقفهم تجاه الإرهاب هو داعم بطريقة وأخرى للإرهاب!!
وها هي الأيام قد أبدت ما يجهله البعض عن تاريخ الغريفي وبياناته أمام حملات الردح واهتمام الإعلام الإيراني الهوى بشخص الغريفي والترويج له، وكأن هناك محاولات تهيئة للغريفي من قبل هؤلاء ليكون قائداً للشارع الذي تركه عيسى قاسم في البحرين وغادره إلى العراق، وأمام قيام العصابات الإيرانية بحمل صور الغريفي جنباً إلى جنب مع الإرهابي عيسى قاسم المعروف بخطبة «اسحقوه» الداعية إلى إزهاق أرواح رجال الأمن والأبرياء، «وكأنهم يوصلون رسالة أن الغريفي بالنسبة لهم خليفة عيسى قاسم بعد مغادرته البحرين للعلاج!»، كما أصدر الإرهابي عيسى قاسم بياناً قدم فيه احتراماته «كما يدعي» إلى عبدالله الغريفي وأنه يدعم تحركاته بإطلاق سراح الإرهابيين!! «إذا عرف السبب بطل العجب»، لمن يقرأ ما بين سطور بيان الإرهابي عيسى قاسم، سيفطن بالتأكيد إلى ما يحاول الآخر إيصاله وفق نظرية «ارفع لي وأنا أكبس لك!»، أليست مفارقة عجيبة ومعادلة غريبة؟ فالإرهابي عيسى قاسم دعا المغرر بهم إلى سفك دماء رجال الأمن، فيما الغريفي يدعو إلى إطلاق سراحهم!! فهل لايزال هناك من يتناقل كلاماً مكرراً من دون وعي، مفاده «زيارة الغريفي حرية شخصية، ولم كل هذا التحامل عليه وهو معروف باعتداله الديني؟».
من يريد ممارسة الاعتدال الديني فليطبقه بحذافيره على أرض الواقع من خلال نبذ الإرهاب والتطرف وسفك دماء الأبرياء فقط، لأنهم ليسوا من مذهب الإرهابيين وليسوا مع توجهاتهم الداعمة لتطبيق الأجندة الإيرانية في دولنا، وليعمل جاهداً على إبراز هويته الوطنية المتسامحة والمتعايشة مع كافة مكونات وأطياف المجتمع البحريني المتعدد الأعراق والمذاهب والديانات والداعمة لاحترام سيادة مملكة البحرين وترسيخ ثوابت الأمن والاستقرار واسترداد حقوق دماء شهداء الواجب، الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الدفاع عن شرعية وعروبة البحرين وحقوق شعبها.. انتهى!