هل نحن نكتب من منطلق مهنيتنا ومن أجل إرضاء ضمائرنا، أم من أجل إرضاء رغبات الآخرين؟

من مبادئ المهنة الصحافية الصدق والأمانة، وهذا يعني أننا يجب أن نكتب ما يمليه علينا الضمير وما يلامس الحقيقة والواقع دون الالتفات إلى مرضاة الآخرين الذين كثيراً ما تتعارض رغباتهم مع واقع أعمالهم.

هذه الإشكالية كثيراً ما تطفو على السطح في عديد من الأطروحات التي نقرؤها يومياً في صحافتنا بشكل عام وفي ملاحقنا الرياضية على وجه الخصوص.

نجد الجانب التجميلي وما يحمله من إشادات وتطبيل وتزمير يغلب على الجانب التحليلي الواقعي، الذي لو تمعنا فيه بدقة لوجدنا أنه لا يستحق كل تلك المساحيق التجميلية وكل تلك الهالة المصطنعة.

فعاليات لا تتجاوز حدود الملاعب المحلية نجدها تلتهم جل المساحات الصحافية على حساب استحقاقات رسمية وذات صلة مباشرة بالهوية الرياضية البحرينية، ومشاركات ليست معتمدة رسمياً على الخارطة الدولية أو القارية أو الأولمبية يتم تحويلها إلى إنجازات عالمية وتهويلها إعلامياً بطريقة توحي إلى المتلقي أنها إنجازات رياضية تاريخية.

إن كان من يصر على انتهاج مثل هذه السياسة الإعلامية يعتقد بأنه سيحقق النجاح المنشود فهو مخطئ، بل على العكس من ذلك تماماً مثل هذه السياسة من شأنها أن تؤدي إلى نتائج سلبية لأنها تقوم على قاعدة هشة هدفها التجميل وإخفاء الحقائق وترتكز على إرضاء الآخر وعدم مصارحته واطلاعه بالنواقص، فتستمر الأخطاء وتتراكم ويضيع الجهد والمال والوقت معاً.

لكي نسلك طريق المهنية بكامل مبادئها علينا أن نحكم ضمائرنا وعقولنا قبل عواطفنا ورغباتنا ونكون عادلين في طروحاتنا، فنعطي كل ذي حق حقه، ونجعل من صفحاتنا منارات إصلاح وتنوير لا تخضع لرغبات الآخرين ممن لا يستويهم سوى المدح والإشادة والنفخ ويعكر صفوهم النقد حتى حين يكون بناءً.

الصحافة وجدت لكي تكون مرآة لا يمكن إلا أن ترى من خلالها الواقع حلواً كان أو مراً، أما غير ذلك فلا يمكن أن يجد له مكاناً في بلاط صاحبة الجلالة.