بعد المشاركة الكبيرة التي سجلت الاحد في الاقتراع الرمزي على الاستقلال وعد رئيس كاتالونيا ارتور ماس ببذل كل الجهود لتنظيم استفتاء حقيقي لتقرير مصير هذا الاقليم الاسباني رغم رفض مدريد التي هددت بملاحقات قضائية.ويقول محللون ان ماس فاز بجولة واحدة لكن الجولات الاخرى بين القادة في اسبانيا وكاتالونيا لم تبدا بعد. وحثت صحف الاثنين في كاتالونيا ومدريد رئيس الوزراء ماريانو راخوي على تغيير موقفه وايجاد حل سياسي للازمة التي تتفاقم وتغذي نزعة الاستقلال. ومع استمرار فرز الاصوات اشاد ماس بمشاركة اكثر من مليوني ناخب من اصل 5,4 في في هذا الاستفتاء الذي حظرته حكومة مدريد.وقال "انها خطوة عملاقة" اثبتت مجددا ان كاتالونيا تريد الاستقلال.واضاف "نطلب من العالم مساعدتنا في اقناع المؤسسات الاسبانية بان كاتالونيا تستحق ان تنظم استفتاء لتقرير مستقبلها".وتابع "نستحق التصويت في استفتاء مشروع".وتجاهلت مدريد حتى الان االامر تماما.وقال وزير العدل رفائيل كاتالا باسم الحكومة "دعي المواطنون الى المشاركة في عملية رمزية وعقيمة" معتبرا ان اقتراع الاحد كان "عملية دعائية سياسية نظمتها القوى المؤيدة للاستقلال".وكانت مدريد رفعت شكويين الى المحكمة الدستورية لمنع تنظيم الاستفتاء. واعلن مسؤولون في حزب الشعب المحافظ الحاكم الاثنين ان منظميه قد يواجهوا ملاحقات قضائية بتهمة العصيان المدني.وقالت اليسيا سانشيز كماشو التي تتزعم الحزب الشعبي في كاتالونيا "على كل من ينتهك القانون ان يتحمل العواقب".ونتائج الاقتراع بحد ذاتها غير مقنعة.والارقام الموقتة للاصوات التي ايدت استقلال كاتالونيا قدرت ب1,6 مليون وهي توازي حوالى 1,7 مليون صوت جمعتها الاحزاب المؤيدة للاستقلال في الانتخابات المحلية الاخيرة في 2012. وهذه المرة سمح للاجانب والشباب الذين تزيد اعمارهم عن 16 عاما بالمشاركة في الاقتراع.ويقول المحلل السياسي في جامعة مدريد المستقلة فرناندو فالسبين ان "ذلك يدل على ان شعب كاتالونيا يريد التصويت على الاستقلال لكن اثبات انه يريد الاستقلال موضوع اخر".وقال غابرييل كولوم المحلل السياسي في جامعة برشلونة المستقلة ان الاحزاب التي دعت الى تنظيم الاستفتاء "كانت تامل في تحقيق المزيد".واضاف "هذا يعني انه في استفتاء حقيقي سيواجهون مشكلة"، معتبرا ان ماس خرج منتصرا لانه نظم في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر الاستفتاء كما وعد قبل عامين. وحظي بدعم الاحزاب والجمعيات الداعمة للاستقلال التي كانت تنتقده لانه اكتفى بتنظيم اقتراع رمزي.واضاف كولوم "اذا قارنا هذه العملية بمباراة كرة مضرب من خمس مجموعات يكون ارتور ماس فاز امس بالمجموعة الاولى. الان تبدا المجموعة الثانية والكرة باتت الان في ملعب ماريانو راخوي".واعتبر ان بامكان راخوي الاستمرار في التذرع بالدستور كما فعل حتى الان او ان يلعب لعبة سياسية. وتابع "لكن هنا لا نعلم هامش المناورة الذي تملكه الحكومة الاسبانية" قبل عام من الانتخابات التشريعية.ولم يلق نداء ماس للاسرة الدولية اصداء ايجابية.والاثنين قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "نريد ان تبقى اسبانيا موحدة". واضاف "يجب ان تنظم الاستفتاءات في اطار الدستور والقانون".