عصر قلبي هذا المسن الخليجي الذي اتصل على رقم الطوارئ يبكي، وحين سألوه ما الذي يبكيك؟ قال لا شيء، أشعر بالوحدة فقط بعد أن وضعت عشائي أمامي وعجزت عن تناوله لأنني وحدي، شعرت بالحزن وأردت أن أكلم أحداً. «خبر نشر في عدة صحف أمس».
مسن بحريني يقول: «أطلب من أبنائي إيصالي في سياراتهم رغم أنني أملك رخصة وسيارة، ولكن الناس في الشارع لم تعد -كما كانت- تحترم الكبير وتقدر تأنيه وبطئه لا يعذر السن في الأخلاق المرورية، اخترت البقاء في المنزل انتظاراً لتفرغ أحد الأبناء لقضاء حوائجي على أن أسوق وسط هذا الجنون المروري؟».
ما يجري في وسائل التواصل الاجتماعي من هجوم على شخصيات كبيرة في السن لها مكانتها واحترامها، استدعى تدخل جلالة الملك لحث وزارة الداخلية على التدخل وإنفاذ القانون على المسيئين.
ما الذي يحدث؟ أين الرحمة؟ أين رقة القلب؟ أين التواضع؟ أين دمعتنا؟ هل جفت؟
أصبحنا كالوحوش نغفو عن الرحمة ونسهو عن العطف، ويتم إيقاظنا لالتهام فريسة جديدة كلما أخطأ أحدنا، فلا نتركه إلا ودماء سمعته تقطر من أفواهنا، نتلذذ بنهش فرائسنا، نتفاخر بأكبر قضمة نقتطعها من ظهره وهو صامت، ولا يعذر بعضنا بعضاً.
نعم مساجدنا تكتظ بالمصلين الراكعين الساجدين -ولله الحمد- لكننا لا نتذكر أن رسولنا أتى ليتمم مكارم الأخلاق، أين نحن من قوله عليه أفضل الصلاة والسلام «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا».
لم اختفَ العذر بيننا؟ لم انقرض الصفح عندنا؟ لم استكبرنا على التسامح والعطف؟
هل نأمن على أنفسنا من الخطأ؟ من الكبر؟ من الوحدة؟ من العجز؟ من الضعف؟ من المرض؟ هل نأمن ألا نظلم «بضم الميم»؟ ألا نرحم اتقاء لمصير قد نطلب فيه الرحمة يوماً ما فلا نجدها؟
من أين هذا الغرور الذي جعلنا نصحح أخطاء غيرنا بلا عذر وبوحشية؟ من نحن على سلم الأخلاق؟ من وضعنا أعلاه؟
من نحن حتى نمر على العاجز والوحيد فلا ننتبه له، وكأننا نأمن ألا نكون في موضعه يوماً ما.
لقد أنعم الله علينا بنعم لا تعد ولا تحصى ومنها الستر، فما بالنا حين يزل لسان أحدنا نفرح بهتك سره وفضح زلاته ونحتفي بحفلات الزار على ضريحه؟
ليتنا نوقف الزمن للحظات وندير المرآة لثوانٍ كي نرى أرواحنا على سطحها اللامع.. ارجع البصر إلى نفسك ودواخلها هل تراها كاملة ناصعة أم هل ترى فطور؟
مسن بحريني يقول: «أطلب من أبنائي إيصالي في سياراتهم رغم أنني أملك رخصة وسيارة، ولكن الناس في الشارع لم تعد -كما كانت- تحترم الكبير وتقدر تأنيه وبطئه لا يعذر السن في الأخلاق المرورية، اخترت البقاء في المنزل انتظاراً لتفرغ أحد الأبناء لقضاء حوائجي على أن أسوق وسط هذا الجنون المروري؟».
ما يجري في وسائل التواصل الاجتماعي من هجوم على شخصيات كبيرة في السن لها مكانتها واحترامها، استدعى تدخل جلالة الملك لحث وزارة الداخلية على التدخل وإنفاذ القانون على المسيئين.
ما الذي يحدث؟ أين الرحمة؟ أين رقة القلب؟ أين التواضع؟ أين دمعتنا؟ هل جفت؟
أصبحنا كالوحوش نغفو عن الرحمة ونسهو عن العطف، ويتم إيقاظنا لالتهام فريسة جديدة كلما أخطأ أحدنا، فلا نتركه إلا ودماء سمعته تقطر من أفواهنا، نتلذذ بنهش فرائسنا، نتفاخر بأكبر قضمة نقتطعها من ظهره وهو صامت، ولا يعذر بعضنا بعضاً.
نعم مساجدنا تكتظ بالمصلين الراكعين الساجدين -ولله الحمد- لكننا لا نتذكر أن رسولنا أتى ليتمم مكارم الأخلاق، أين نحن من قوله عليه أفضل الصلاة والسلام «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا».
لم اختفَ العذر بيننا؟ لم انقرض الصفح عندنا؟ لم استكبرنا على التسامح والعطف؟
هل نأمن على أنفسنا من الخطأ؟ من الكبر؟ من الوحدة؟ من العجز؟ من الضعف؟ من المرض؟ هل نأمن ألا نظلم «بضم الميم»؟ ألا نرحم اتقاء لمصير قد نطلب فيه الرحمة يوماً ما فلا نجدها؟
من أين هذا الغرور الذي جعلنا نصحح أخطاء غيرنا بلا عذر وبوحشية؟ من نحن على سلم الأخلاق؟ من وضعنا أعلاه؟
من نحن حتى نمر على العاجز والوحيد فلا ننتبه له، وكأننا نأمن ألا نكون في موضعه يوماً ما.
لقد أنعم الله علينا بنعم لا تعد ولا تحصى ومنها الستر، فما بالنا حين يزل لسان أحدنا نفرح بهتك سره وفضح زلاته ونحتفي بحفلات الزار على ضريحه؟
ليتنا نوقف الزمن للحظات وندير المرآة لثوانٍ كي نرى أرواحنا على سطحها اللامع.. ارجع البصر إلى نفسك ودواخلها هل تراها كاملة ناصعة أم هل ترى فطور؟