القاهرة - عصام بدوي، (وكالات)

قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، إنه من "شبه المؤكد" أن إيران تقف وراء الهجوم على السفن، الذي حدث قبل أيام، قبالة السواحل الإماراتية، مشيراً إلى أن "عدم حدوث اعتداءات جديدة من طهران دليل على نجاح سياسة الردع الأمريكية". في غضون ذلك، أعلنت كل من الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة عن بدء سريان اتفاقية التعاون الدفاعي بينهما، وذلك خلال زيارة مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، جون بولتون، إلى أبوظبي.

وكانت وزارة الخارجية الإماراتية كشفت، في منتصف الشهر الجاري، أن "4 سفن شحن تجارية مدنية من عدة جنسيات تعرضت لعمليات تخريبية بالقرب من المياه الإقليمية للدولة في خليج عمان، باتجاه الساحل الشرقي بالقرب من إمارة الفجيرة وبالقرب من المياه الإقليمية وفي المياه الاقتصادية الإماراتية".

ونقلت وكالة رويترز عن بولتون قوله، صباح الأربعاء "تمت مهاجمة السفن الأربع باستخدام ألغام بحرية، من شبه المؤكد أنها من إيران".

وذكر بولتون، في جلسة مع صحفيين في السفارة الأمريكية في العاصمة الإماراتية أبوظبي "هدفنا أن نوضح لإيران وأذرعها أن هذا النوع من الأنشطة قد يؤدي إلى رد قوي جدا من الولايات المتحدة".

وتابع "نحن على ثقة بأن الإمارات والسعودية وأمريكا متفقون بشأن الأولويات وخطر امتلاك إيران أسلحة نووية".

وأردف قائلاً "نتشاور عن كثب مع حلفائنا في المنطقة ونحاول أن نتحلى بالمسؤولية في ردنا على أنشطة إيران ووكلائها في الخليج".

وتابع بولتون أن "قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني حث ميليشيات عراقية على مهاجمتنا".

وقال "نشعر بقلق بالغ حيال استخدام قاسم سليماني لمقاتلين شيعة في العراق لمهاجمتنا".

يشار إلى أن مستشار الأمن القومي الأمريكي وصل، الثلاثاء، إلى الإمارات، لبحث مستجدات وأمن المنطقة، في خضم التوتر مع طهران.

وعقب وصوله، قال بولتون في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر "نتطلع للقاء حلفائنا الإماراتيين لمناقشة المسائل الأمنية الإقليمية المهمة".

وكانت الولايات المتحدة قد نشرت مؤخراً حاملة طائرات وقاذفات من طراز "بي 52" في الخليج بسبب تهديدات صادرة عن إيران.

كما قامت الإدارة الأمريكية بسحب الدبلوماسيين غير الأساسيين من العراق وأرسلت مئات القوات الإضافية إلى المنطقة.

وفي وقت لاحق، أعلنت الإمارات وأمريكا عن بدء سريان اتفاقية التعاون الدفاعي بينهما وذلك خلال زيارة مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي إلى أبوظبي الأربعاء

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي، مازن العلوي، إن "ما قاله مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون يشير إلى أن الولايات المتحدة تأخذ الأمور بجدية مطلقة بعدما أكد أنه لا أحد يعبث في أمن المنطقة الأن سوى إيران"، لافتاً إلى أن "اتفاق الإمارات والسعودية والولايات المتحدة فيما يخص تهديدات إيران بالأسلحة النووية هو أمر يجب أن يأخذه ساسة إيران بجدية مطلقة".

وأضاف العلوي، خلال مداخلته له بالفقرة الإخبارية المذاعة على قناة "الغد"، التي تبث من القاهرة، أن "أمريكا أرسلت بولتون الان إلى المنطقة بالتزامن مع القمم الثلاثة التي ستقام خلال الأيام القليلة المقبلة"، مشيراً إلى أن "ساسة إيران لابد وأن يفهموا أنه من الممكن وأن تتطور الأمور إلى الحرب".

وأشار المحلل السياسي إلى أن "إيران الآن أدركت الخطر، إذ نادى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بالدعوة إلى حوار للالتفاف حول الأزمة المقبلة مع دول الجوار"، موضحاً أن "قادة دول الخليج ترحب بالحوار الجاد مع إيران"، لافتاً إلى أن "إيران ليست قادرة على مجابهة الحرب مع دول الخليج، كما انها لن تغامر بخوض الحرب لأنها تدرك أنها الطرف الخاسر".

من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة، باتريك شانهان، إن "الوجود العسكري في منطقة الخليج العربي جاء ردعاً لهجوم وشيك على المواطنين الأمريكيين في العراق"، لافتاً في ذات الوقت إلى أن "التهديدات الإيرانية ضد القوات الأمريكية في المنطقة لا تزال قائمة".

وأضاف، "وجودنا العسكري في منطقة الخليج ردع هجوماً كان وشيكاً على مواطنينا في العراق، لكن التهديد لا يزال قائماً".

بدوره، أكد رئيس أركان الجيوش الأمريكية، الجنرال جوزيف دانفورد، الأربعاء، أن "واشنطن لن تتساهل بالرد على إيران".

وأوضح دانفورد هدف الولايات المتحدة من الخطوات العسكرية التي اتخذتها في المنطقة قائلاً إن "الرسالة هي أننا لن نتساهل بالرد على إيران"، إلا أنه استدرك قائلاً إن "أي رد لنا سيكون متناسباً مع حجم الاستفزاز الإيراني".

من جهة ثانية، أفاد تقرير للمخابرات الألمانية بأن "إيران تسعى لتوسيع برنامجها العسكري المثير للجدل لإنتاج أسلحة الدمار الشامل".

وذكرت شبكة "فوكس نيوز " الأمريكية أنها حصلت على وثيقة استخباراتية من مكتب ولاية بافاريا الألمانية، تعود إلى مايو الحالي، توضح بالتفصيل أنشطة التسلح الإيرانية الخطيرة العام الماضي.

من جهة أخرى، كشفت مصادر متطابقة عن "انخفاض الصادرات النفطية الإيرانية بمقدار 400 ألف برميل يومياً خلال شهر مايو".