بعد أربعين سنة من البغض والاعتداء اليومي على دول الخليج العربي، وبعد المحاولات التي لم تتوقف قط بغية «تصدير الثورة»، وبعد عمليات التخريب ونشر الفوضى وتهريب الأسلحة وإنشاء الميليشيات وبث الفتنة ونشر الإشاعات، بعد كل هذا وكثير غيره جاء وزير خارجية النظام الإيراني جواد ظريف ليدعوها إلى توقيع معاهدة «عدم اعتداء»! هكذا ببساطة، وكأن دول الخليج العربي تمارس الشيء نفسه الذي يمارسه النظام الإيراني. هذه الدول لم تعتد على إيران ولكن إيران هي التي اعتدت وتعتدي عليها باستمرار، لهذا فلا قيمة لمعاهدة من هذا النوع، إذ يكفي أن يتخذ النظام الإيراني قراراً بينه وبين نفسه بالتوقف عن الاعتداء على جيرانه لتتحقق الدعوة!
بعد أربعين سنة من الاعتداء اليومي ومحاولات زعزعة الاستقرار في دول الخليج العربي ونشر الفوضى ودعم كل من يدعي المظلومية مادياً وإعلامياً وحمايته وتوفير الموئل له يأتي النظام الإيراني ليقول كلاماً مثل ذلك. أما الرد عليه فلا يكون إلا بالسؤال نفسه الذي تمت به مواجهة فرعون.. «آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين»؟
اليوم وبعد أن وجد النظام الإيراني نفسه في مأزق وصار يتحسس رأسه خرج على جيرانه بوجه آخر لعله ينقذ نفسه من مصير مجهول. لكن هيهات، فدول الخليج العربي التي عانت من هذا النظام لا يمكن أن تثق به ولا يمكن أن تتعاهد معه، فأثر فأسه لايزال بارزاً، وهي ترى الخيانة التي في دمه وتعرف أنه سيخون بمجرد أن يشعر بشيء من الأمان.
ببساطة وببرود قال ظريف في مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره العراقي «إيران تريد أفضل العلاقات مع دول الخليج العربي.. وترحب بجميع مقترحات الحوار وخفض التوتر». مثل هذا الكلام لم يصدر عن أي مسؤول إيراني على مدى الأربعين سنة الماضية، لهذا فإن أحداً في دول الخليج العربي لا يلتفت إليه ولا يهتم به ويصنفه في باب الكلام معدوم القيمة، لأنه يعرف أنه كلام المأكول طعامه، حيث المأكول طعامه لا حيلة له سوى الترحيب بالآخرين لمشاركته فيه.
بعد أربعين سنة وبعد مئات وربما آلاف محاولات الاعتداء على دول الخليج العربي وبعد كل ما فعله هذا النظام للسيطرة عليها، وبعد كل سيل السباب والشتائم ومحاولات التدخل في شؤونها الداخلية، وبعد كل التصريحات النارية المثيرة التي أبسطها «بحرين مال مو»، بعد كل هذا وغيره كثير جاءها ظريف يدعوها إلى توقيع معاهدة «عدم اعتداء» وإلى طي صفحة الماضي، فكان جواب هذه الدول هو بمواجهته بالسؤال نفسه.. الآن؟ وهو الجواب الذي لن يتغير لسبب بسيط هو أن هذه الدول تعلم جيداً بأن هذا النظام لا يمكن أن يتغير وأنه لم يدع إلى ما دعا إليه إلا بعد أن رأى القطع العسكرية الأمريكية في المنطقة وأدرك أن الولايات المتحدة جادة وأنها قررت تأديبه، وربما إنهاء وجوده.
ما قاله ظريف وكل ما يفعله النظام الإيراني ويقوله هذه الأيام هو بسبب بحثه عن طوق نجاة. ظريف يروج لفكرة أن إيران الملالي ليست عامل عدم الاستقرار في المنطقة بدليل أنها تدعو دول الخليج العربي لتوقيع تلك المعاهدة وأنها مظلومة وأنها طيبة وأن دول الخليج العربي فهمتها خطأ، وأنها كي تتأكد من كل هذا عليها أن تجربها وتثق في ما تقول. هكذا ببساطة.
مثال ما يحدث مع النظام الإيراني اليوم جاء شرحه في الآية 90 من سورة يونس.. «حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين».
بعد أربعين سنة من الاعتداء اليومي ومحاولات زعزعة الاستقرار في دول الخليج العربي ونشر الفوضى ودعم كل من يدعي المظلومية مادياً وإعلامياً وحمايته وتوفير الموئل له يأتي النظام الإيراني ليقول كلاماً مثل ذلك. أما الرد عليه فلا يكون إلا بالسؤال نفسه الذي تمت به مواجهة فرعون.. «آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين»؟
اليوم وبعد أن وجد النظام الإيراني نفسه في مأزق وصار يتحسس رأسه خرج على جيرانه بوجه آخر لعله ينقذ نفسه من مصير مجهول. لكن هيهات، فدول الخليج العربي التي عانت من هذا النظام لا يمكن أن تثق به ولا يمكن أن تتعاهد معه، فأثر فأسه لايزال بارزاً، وهي ترى الخيانة التي في دمه وتعرف أنه سيخون بمجرد أن يشعر بشيء من الأمان.
ببساطة وببرود قال ظريف في مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره العراقي «إيران تريد أفضل العلاقات مع دول الخليج العربي.. وترحب بجميع مقترحات الحوار وخفض التوتر». مثل هذا الكلام لم يصدر عن أي مسؤول إيراني على مدى الأربعين سنة الماضية، لهذا فإن أحداً في دول الخليج العربي لا يلتفت إليه ولا يهتم به ويصنفه في باب الكلام معدوم القيمة، لأنه يعرف أنه كلام المأكول طعامه، حيث المأكول طعامه لا حيلة له سوى الترحيب بالآخرين لمشاركته فيه.
بعد أربعين سنة وبعد مئات وربما آلاف محاولات الاعتداء على دول الخليج العربي وبعد كل ما فعله هذا النظام للسيطرة عليها، وبعد كل سيل السباب والشتائم ومحاولات التدخل في شؤونها الداخلية، وبعد كل التصريحات النارية المثيرة التي أبسطها «بحرين مال مو»، بعد كل هذا وغيره كثير جاءها ظريف يدعوها إلى توقيع معاهدة «عدم اعتداء» وإلى طي صفحة الماضي، فكان جواب هذه الدول هو بمواجهته بالسؤال نفسه.. الآن؟ وهو الجواب الذي لن يتغير لسبب بسيط هو أن هذه الدول تعلم جيداً بأن هذا النظام لا يمكن أن يتغير وأنه لم يدع إلى ما دعا إليه إلا بعد أن رأى القطع العسكرية الأمريكية في المنطقة وأدرك أن الولايات المتحدة جادة وأنها قررت تأديبه، وربما إنهاء وجوده.
ما قاله ظريف وكل ما يفعله النظام الإيراني ويقوله هذه الأيام هو بسبب بحثه عن طوق نجاة. ظريف يروج لفكرة أن إيران الملالي ليست عامل عدم الاستقرار في المنطقة بدليل أنها تدعو دول الخليج العربي لتوقيع تلك المعاهدة وأنها مظلومة وأنها طيبة وأن دول الخليج العربي فهمتها خطأ، وأنها كي تتأكد من كل هذا عليها أن تجربها وتثق في ما تقول. هكذا ببساطة.
مثال ما يحدث مع النظام الإيراني اليوم جاء شرحه في الآية 90 من سورة يونس.. «حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين».