أخيرا أزيح الستار عن فيلم "حائط البطولات" الذي يشارك في بطولته عدد كبير من النجوم، ودام منعه من العرض أكثر من 15 عاما، حيث عرض الفيلم ضمن مسابقة العروض الخاصة بمهرجان القاهرة السينمائي مساء الأربعاء.الفيلم الذي شارك في بطولته محمود ياسين،و فاروق الفيشاوي، وخالد النبوي، ومصطفى شعبان، وحنان ترك، وأحمد بدير، لم يحضر من أبطاله سوى محمود ياسين وغسان مطر وعايدة عبدالعزيز، إضافة إلى مخرجه محمد راضي ومنتجه عادل حسني.الجمهور غادر مبكراًورغم كونه واحدا من الأعمال التي أثارت جدلا كبيرا حول عدم عرضها، فإنه لم يكن على قدر طموحات الجمهور الذي حضر لمشاهدته، حيث لم يحضر عدد كبير من أجل متابعته، إضافة إلى مغادرة بعض الحضور لقاعة المسرح الكبير، بعد مرور منتصف الفيلم الذي تجاوزت مدته الساعتين.وعقب انتهاء العرض، لم يتم تنظيم ندوة يتحدث فيها صناع العمل عن الفيلم، وعلى الرغم من توجيه أسئلة للأبطال وهم في طريقهم للمغادرة عن السبب في منع الفيلم طوال الفترة الماضية، فإنه لم يكن هناك رد قاطع من قبلهم، حيث اكتفوا بالتأكيد على كون الفيلم منع، ولكنهم لا يعلمون الأسباب.وفي تصريحات خاصة، أكد الناقد الفني طارق الشناوي، أن السبب في منع الفيلم من العرض يعود إلى الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي كان لديه ما يشبه الغيرة من سلاح الدفاع الجوي، خاصة بعد أن قام بعمل حائط للصد الجوي أطلق عليه "حائط البطولات".وأشار الشناوي إلى أن الرئيس مبارك كان يعتبر أن انتصار 1973 يتلخص في الضربة الجوية، وعلى الرغم من قوة السلاح الجوي فإنه لا يمكن تلخيصه واختزاله في الضربة الجوية فقط.الفيلم من إنتاج الدولةوأوضح الناقد الفني أن "الفيلم على الرغم من كون الدولة هي التي منعته من العرض فإنه من إنتاجها، خاصة أن المنتج هو قطاع الإنتاج، فهل كانت مؤسسات الدولة لا تعلم عما يدور حوله الفيلم حينما وافقت على إنتاجه؟".وأكد الشناوي أنه في حقبة التسعينيات، كان ممنوعا أن يتم كتابة خبر في الصحافة الفنية يتناول فيلم "حائط البطولات"، خاصة مع وجود تعليمات عليا بعدم الإشارة إلى العمل.عمل غير مصدقواعتبر الشناوي أن عدم حضور عدد من نجوم الفيلم إلى عرضه الأول قد يحمل معه نوعا من أنواع التبرؤ من العمل، خاصة أن الفيلم رديء للغاية من الناحية الفنية، كما أنه غير موثوق من حيث تناوله للأحداث التي تظهر العدو بشكل ساذج طوال الوقت، كما أن رداءة مستواه حرمته من الاستفادة من الضجة التي أثيرت حول عدم عرضه طوال السنوات الماضية.وبذلك يسدل مهرجان القاهرة السينمائي الستار على الجدل الذي صاحب الفيلم طوال السنوات الماضية بعد أن عرض خلال فعالياته وصار متاحا للجمهور أن يشاهده.