في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك خرجت في عدد من الدول العربية والإسلامية مظاهرات وصف بعضها بالمليونية للتعبير عن التضامن مع القضية الفلسطينية وقامت بعض الفضائيات، الإيرانية وتلك التابعة لها بتغطيتها وخصصت كل برامجها ونشراتها الإخبارية للحديث عنها. السؤال الذي لابد أنه يشاغب الكثيرين هو هل يمكن لأولئك الذين شاركوا في تلك المظاهرات أن يتبرعوا بالمال من أجل القضية الفلسطينية؟ وهل يستجيبون بالفعل لنداء الجهاد ضد إسرائيل لو أنه تم فتح باب الجهاد؟
واقع الحال يقول إن نصف الذين شاركوا لن يمدوا أيديهم في جيوبهم، ويقول أيضاً إن نصف الباقين سيشغلون أنفسهم في أي شيء حتى ينتهي الوقت المخصص لجمع التبرعات والنصف الآخر سيبحث في جيبه عن أصغر قطعة معدنية ليتبرع بها لصالح القضية. من يقول بغير هذا يغالط نفسه، ومن يقول بأن أحداً من أولئك سيدون اسمه في سجل المتطوعين للإنضمام إلى جيش مهمته القيام بتحرير فلسطين يكذب.
هذا أمر مؤلم لكنه واقع وحقيقة، ولو لم يكن كذلك لتحررت فلسطين منذ أربعين سنة. الخروج في مظاهرة والهتاف والصراخ لا يكلف فاعله شيئاً ولهذا فإن العدد يكون كبيراً، لكن ساعة الجد لا تجد أحداً. وليس مبالغة القول بأن البعض يشارك من باب حشر مع الناس عيد.
القضية الفلسطينية لا تحل بهذه الطريقة ولا بهذا الأسلوب والفلسطينيون ليسوا في حاجة إلى التعاطف معهم ومع قضيتهم، ولأنه واقعاً يصعب حل هذه القضية بالسلاح لاعتبارات ليست خافية على أحد لذا لا مفر من الحل السياسي الذي بالتأكيد ليس الخروج في مظاهرات آخر جمعة من شهر رمضان جزءاً منه، فالحل السياسي يتوفر فقط عند السياسيين المعنيين بالقضية الفلسطينية وتوفر السعودية المثال عليه دائما.
مظاهرات الجمعة الأخيرة من رمضان لا تخدم إلا من دعا إليها وابتدعها، والدليل أن الفضائيات التي تقوم بتغطيتها تكرر في ذلك اليوم عشرات المرات القول بأنها «فكرة وإخراج» النظام الإيراني. بهذه الطريقة نصب هذا النظام نفسه حامياً عن الإسلام واعتبر نفسه المسؤول الأول والأخير عن تحرير فلسطين وروج لفكرة أن الدول العربية لا يهمها تحرير فلسطين وأنها على العكس لا تريد لهذه القضية أن تحل لأنها مستفيدة منها!
هذا الكلام قاله أحد المسؤولين عن الفصائل الفلسطينية في كلمة له في ذلك اليوم، حيث قال ما معناه بأن الدول العربية لم تعطي الفلسطينيين شيئاً بينما وفر النظام الإيراني لهم السلاح! هكذا ببساطة، وهكذا ببساطة يعمد النظام الإيراني لمحو كل جهد وكل دعم قدمته وتقدمه الدول العربية وعلى الخصوص المملكة العربية السعودية للقضية الفلسطينية.
هذا يعني أن مظاهرات الجمعة الأخيرة من شهر رمضان ليست لدعم القضية الفلسطينية وإنما للترويج للنظام الإيراني والقول بأنه هو الذي يخدم هذه القضية وأن القضية من دونه تضيع ويضيع من ثم حق الفلسطينيين، وأن العرب لم يقدموا ولن يقدموا شيئا لفلسطين، وأنه لهذا السبب تعمد أمريكا لمحاربة إيران التي إن تمكنت نجحت في تحرير فلسطين وإنهاء دولة إسرائيل!
هل هذا الذي يقوم به النظام الإيراني يصنف في باب الضحك على الذقون؟ الجواب الأكيد هو نعم، إذ ليس له معنى آخر ولا اسم آخر، أما المثير فهو أن البعض يصدق أن النظام الإيراني يرمي إلى خدمة القضية الفلسطينية وأنه لا يتاجر فيها بتلك المظاهرات وأن الدول العربية هي التي خذلت وتخذل الفلسطينيين وأن كل تحرك تقوم به هذه الدول مشكوك في الغاية منه وأنه في الغالب يخدم إسرائيل ويسهم في تصفية القضية الفلسطينية!
واقع الحال يقول إن نصف الذين شاركوا لن يمدوا أيديهم في جيوبهم، ويقول أيضاً إن نصف الباقين سيشغلون أنفسهم في أي شيء حتى ينتهي الوقت المخصص لجمع التبرعات والنصف الآخر سيبحث في جيبه عن أصغر قطعة معدنية ليتبرع بها لصالح القضية. من يقول بغير هذا يغالط نفسه، ومن يقول بأن أحداً من أولئك سيدون اسمه في سجل المتطوعين للإنضمام إلى جيش مهمته القيام بتحرير فلسطين يكذب.
هذا أمر مؤلم لكنه واقع وحقيقة، ولو لم يكن كذلك لتحررت فلسطين منذ أربعين سنة. الخروج في مظاهرة والهتاف والصراخ لا يكلف فاعله شيئاً ولهذا فإن العدد يكون كبيراً، لكن ساعة الجد لا تجد أحداً. وليس مبالغة القول بأن البعض يشارك من باب حشر مع الناس عيد.
القضية الفلسطينية لا تحل بهذه الطريقة ولا بهذا الأسلوب والفلسطينيون ليسوا في حاجة إلى التعاطف معهم ومع قضيتهم، ولأنه واقعاً يصعب حل هذه القضية بالسلاح لاعتبارات ليست خافية على أحد لذا لا مفر من الحل السياسي الذي بالتأكيد ليس الخروج في مظاهرات آخر جمعة من شهر رمضان جزءاً منه، فالحل السياسي يتوفر فقط عند السياسيين المعنيين بالقضية الفلسطينية وتوفر السعودية المثال عليه دائما.
مظاهرات الجمعة الأخيرة من رمضان لا تخدم إلا من دعا إليها وابتدعها، والدليل أن الفضائيات التي تقوم بتغطيتها تكرر في ذلك اليوم عشرات المرات القول بأنها «فكرة وإخراج» النظام الإيراني. بهذه الطريقة نصب هذا النظام نفسه حامياً عن الإسلام واعتبر نفسه المسؤول الأول والأخير عن تحرير فلسطين وروج لفكرة أن الدول العربية لا يهمها تحرير فلسطين وأنها على العكس لا تريد لهذه القضية أن تحل لأنها مستفيدة منها!
هذا الكلام قاله أحد المسؤولين عن الفصائل الفلسطينية في كلمة له في ذلك اليوم، حيث قال ما معناه بأن الدول العربية لم تعطي الفلسطينيين شيئاً بينما وفر النظام الإيراني لهم السلاح! هكذا ببساطة، وهكذا ببساطة يعمد النظام الإيراني لمحو كل جهد وكل دعم قدمته وتقدمه الدول العربية وعلى الخصوص المملكة العربية السعودية للقضية الفلسطينية.
هذا يعني أن مظاهرات الجمعة الأخيرة من شهر رمضان ليست لدعم القضية الفلسطينية وإنما للترويج للنظام الإيراني والقول بأنه هو الذي يخدم هذه القضية وأن القضية من دونه تضيع ويضيع من ثم حق الفلسطينيين، وأن العرب لم يقدموا ولن يقدموا شيئا لفلسطين، وأنه لهذا السبب تعمد أمريكا لمحاربة إيران التي إن تمكنت نجحت في تحرير فلسطين وإنهاء دولة إسرائيل!
هل هذا الذي يقوم به النظام الإيراني يصنف في باب الضحك على الذقون؟ الجواب الأكيد هو نعم، إذ ليس له معنى آخر ولا اسم آخر، أما المثير فهو أن البعض يصدق أن النظام الإيراني يرمي إلى خدمة القضية الفلسطينية وأنه لا يتاجر فيها بتلك المظاهرات وأن الدول العربية هي التي خذلت وتخذل الفلسطينيين وأن كل تحرك تقوم به هذه الدول مشكوك في الغاية منه وأنه في الغالب يخدم إسرائيل ويسهم في تصفية القضية الفلسطينية!