حوراء الصباغ
لا يزال الكثيرين يعتقدون أن للصيام تأثيراً سلبياً على صحتهم، وينظرون إلى أجسامهم كالآلة الصماء، التي لا تعمل إلا بالوقود، ويظنون أن تناول ثلاث وجبات يوميا هو أمر ضروري لحفظ حياتهم، وأن ترك وجبة طعام واحدة سيكون لها من الأضرار على كافة وظائف الجسم!وهذا يعد جهلا بالحقيقة العلمية للصيام، إذ كشف العلم الحديث أن للصيام فوائد متعددة تعود بالنفع على صحة الصائم.
ومن أهم هذه الفوائد هي المساعدة على تحسين كفاءة الأجهزة الحيوية وتأثيره الصحي على جميع أعضاء الجسم، ومن ضمنها العيون.
استشاري جراحة وأمراض العيون د. حسن إبراهيم تطرق لذكر أكثر أمراض العين شيوعا، واستعرض تأثير الصيام على هذه الأمراض من الناحية الطبية "للوطن"حقيقة علمية.
وأكد أن أمراض العيون بشكل عام تتحسن بشكل ملحوظ عند الصيام بحقيقة علمية ثابتة، لا سيما إذا حافظ المريض على صيام شهر رمضان كاملا.
وفسر ذلك بأنه خلال الصيام يزداد تركيز الدم حيث تقل نسبة الماء الموجودة فيه، مما ينتج عنه حدوث انخفاض في معدل افرازات الغدد المختلفة في الجسم.
"الجلوكوما"
وأشار إلى أن من ضمن أمراض العيون التي تتحسن خلال الشهر الفضيل والتي تعد الأكثر شيوعا هو مرض الجلوكوما أو الماء الأسود، حيث يرتبط حدوث الجلوكوما بارتفاع ضغط العين وانكماش في المجال البصري، ما يؤدي في النهاية إلى حدوث ضمور بالعصب البصري وينتج عنه العمى المستديم.
وأوضح أن زوائد الجسم الهدبي بالعين المسؤولة عن إفراز السائل المائي تتأثر بنفس الطريقة ما يؤدي إلى انخفاض معدل إفراز السائل المائي المسؤول عن ضغط العين، ولذلك الصوم يؤدي إلى انخفاض في معدل إفراز السائل المائي المسؤول عن ضغط العين، وبدوره يسبب انخفاض بضغط العين الداخلي، لافتا إلى أنه المفعول نفسه الذي يحدث نتيجة استعمال القطرات المخفضة لضغط العين والتي تعمل على تقليل إفراز السائل المائي المسؤول عن ضغط العين.
اعتلالات الشبكية ومرضى السكري
وذكر د. إبراهيم أن الدور الذي يؤديه الصوم في حالات تجنب حدوث اعتلالات الشبكية لدى مرضى السكري يعتبر وقائياً، حيث أن الصيام له تأثير ملحوظ في تحسين حالات ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والسكري، ما ينتج عنه كسر سلسلة التغيرات المرضية ومنع تفاقمها في هذه الحالات.
ونتيجة لذلك تقل حدوث المضاعفات إلى حد كبير، إذ تعتبر مضافات اعتلالات الشبكية خطيرة وقد تؤدي إلى تدهور حدة الإبصار إلى حد العمى. مشيرا أنه في حالات اعتلالات الشبكية الموجودة بالفعل فإن الصيام يساعد على استقرار الحالة وعدم تفاقم حدتها وهذا يعتبر في حد ذاته عاملا رئيسيا في استقرار الحالة المرضية للمريض.
الصيام وجراحة العين
أما فيما يتعلق بحالات الحالات الجراحية للعيون، قال د. إبراهيم إن الوضع يختلف حسب نوع العملية الجراحية التي أجريت للمريض في عينيه، إذ تنقسم العمليات الجراحية إلى قسمين: العمليات الصغرى، وهي عمليات بسيطة يمكن إجراءها بشكل اعتيادي لا تؤثر مطلقا على الصيام. ومن الأمثلة عليها عمليات إزالة الكيس الدهني وإزالة حبيبات التراكوما والشعرة وعمليات الظفر واللحمية تسليك مجرى الدموع، فضلا عن عملية وإزالة جسم غريب من على سطح القرنية، لافتا أنه في حالة احتياج المريض إلى علاج يؤخذ عن طريق الفم كالمضادات الحيوية فيمكن أن يصف له الطبيب المعالج أدوية طويلة المفعول يتناولها في الفترة بين المغرب والفجر وبذلك يسمح للمريض الصيام لدى اتباع هذه الطريقة.والقسم الآخر من عمليات العيون الجراحية هي العمليات الكبرى، ومن الممكن أن يتطلب وضع المريض الذي ستجرى له عملية كبرى في عينه الإفطار ويفضل ذلك خوفا عليه من الإجهاد، كعمليات استئصال الماء الأبيض واستئصال الماء الأسود أو الجلوكوما، ترقيع القرنية، الانفصال الشبكي إلى جانب عمليات إزالة أورام العين.