سماهر سيف اليزل
يبيت عدد كبير من الشباب والشابات النية لإنقاص الوزن في رمضان وعمل "الرجيم"، وينظرون لرمضان على أنه الفرصة الأمثل لهذا الأمر، ولكن تبوؤ محاولاتهم بالفشل لعدة أسباب مختلفة.. فهل يعتبر شهر رمضان فرصة لإنقاص الوزن، أم أن تقديم مالذ وطاب يجعل من هذه المهمة صعبة وعسيرة.
تقول سارة البناي: في كل رمضان أخطط لبدء الرجيم والرياضة، ويكون الحماس فقط في الأيام الأولى، لكن تحول المغريات والأطباق الشهية دون استمراري في هذا الرجيم، كما أن الرياضة قبل الفطور تكون صعبة جدا لضيق الوقت، وبعد الفطور يسيطر إحساس الخمول والكسل لذالك فأنا أفشل دائما في إتمام الأمر بنجاح.
ومن جانبه يقول الشاب محمد عبد المنعم: أعتمد على رمضان في اتباع نظام صحي ورياضي للمحافظة على وزني وعدم السماح له بالازدياد، ورغم أن هذا الأمر صعب فإنني أسعى بجهد لإتمام الشهر بطريقة صحية.
أما محمد عبدالعزيز يقول: يكون الرجيم في رمضان من أصعب الأمور ، لما تزدان به سفرة الطعام من أطباق متنوعة ومختلفة، وتتنافس نساء المنزل في إبراز مهارات الطبخ لذلك فأنا لا أفكر أبدا في اتباع نظام غذائي في رمضان.
وتقول أخصائية التغذية د. ناريمان لطفي "صوموا تصحوا"، لكن الصيام يجب أن يكون بأصول، ومن الملاحظ أننا نزيد من كميات الأكل رغم أن عدد الوجبات يقل، كما يزداد الإسراف في عدد الأصناف على طاولة الإفطار ، والتغذية الصحية في رمضان لا تختلف في أساسها عن الأيام العادية، ما عدا وجوب وضرورة زيادة السوائل إذا كان الجو حارا، فيجب أخذ الكمية الكافية من الماء والسوائل لنعوض ما يفقده الجسم خلال ساعات الصيام، وكل وجبة صحية يجب أن تحوي على كل العناصر الغذائية المتوازنة والضرورية .
وعلى النظام الغذائي في رمضان أن يتضمن النشويات والبروتينات وكمية معتدلة من الدهون الصحية ، وكميات من الخضار والفواكه ، وكمية كافية من السوائل والماء .
وعلى من يرغب في أن يسير بخطى صحية لا تؤدي إلى زيادة الوزن أو الشعور بالتخمة أن يعتمد الترتيب التالي في الفطور ويبدأ بصحن شوربة، حيث أن الشوربة تحتوي على كمية من السوائل ، و لاحتواء الشوربة على البروتينات والفيتامينات وهي أشياء فقدت في فترة الصيام ، كما أن الشوربة سهلة الهضم مما يؤدي إلى تطري المعدة وتعتبر البداية الأمثل للوجبة بعد ساعات الصيام ، ونحن كشعب خليجي فمن الطبيعي أن تحتوي وجبتنا الرئيسية على نوع من النشويات مثل الأرز أو المعكرون أو بعض ما يطبخ في الفرن يتزامن مع نوع من البروتين مثل السمك أو الدجاج أو الحم ولكن يجب أن لا يتم الإكثار منه وأكل الكمية المعقولة ، ومن الضروري جدا أن تحتوي الوجبة على طبق سلطة ليعطي الجسم ما يحتاجه من الفيتامينات والأملاح المعدنية .
وفيما يتعلق بالسوائل تقول أخصائية التغذية ناريمان: إنه من الضروري إرواء العطش قبل الفطور ، وإذا استمر إحساس العطش فيفضل الشرب بعد الوجبة، و لا ينصح بشرب الماء أثناء الوجبة لما يسببه ذلك من سوء وتعسر لعملية الهضم.
وتؤكد ناريمان على ضرورة زيادة شرب السوائل بسبب طول ساعات الصيام التي ستصل إلى 13 ساعة في اليوم ما يزيد حاجة الجسم لها ، فمن السهل تعويض الطعام لكن من الصعب جدا تعويضها فهي توازن نشاط الجسم وعمل الكلية.
وتضيف ليس هناك بديل للماء فهو سر حياة الإنسان والطبيعة وفي اعتقادي ليس هناك ما يغني عن الماء، وأنا ألاحظ أن الغالبية تلجأ للعصير في رمضان وهذا لا يعوض الفرد عن حاجة الجسم للماء لما تحويه من سكريات .
وتقول: أعتقد أن فكرة اخذ رمضان كشهر لتخفيف الوزن فهي فكرة خاطئة في رأي ، ولكن من الممكن أن يكون شهرا مفيدا لمن لديه عدد قليل جدا من الكيلوات الزائدة ويريد استغلال فرصة رمضان للتخلص منها فها ممكن ، فالحقيقة هي أن عدد الوجبات يقل في رمضان إلى وجبتين ، فعلى من يرغب في الاستغلال الصحيح أن يأكل باعتدال في وجبة الفطور ويحاول التخفيف في وجبة السحور بوجبة مشوية أو طبق سلطة أو شوربة وهذا ما يساعد على التخلص من بعض الوزن الزائد .
وعن الرياضة في رمضان فتقول د.ناريمان لطفي : الرياضة قبل الفطور على معدة خالية لا تعد مشكلة ، لكن يجب أن يكون الفرد قد اخذ قدر كافي من السوائل في اليوم السابق ، ذلك بالإضافة إلى وجوب أن يكون الجو معتدلا حتى لا يتسبب بجفاف جسمه ، وعلى من يرغب بأداء الرياضة في رمضان وقبل الفطور خصوصا ، و أن لا يكون من أصحاب الإمراض المزمنة مثل الضغط والسكري حيث قد تسبب الرياضة بحدوث هبوط للفرد .. ومن المهم سؤال الطبيب عن الرياضة سواء بعد الفطور أو قبله.
ولإنقاص بعض الوزن تقدم د. ناريمان بعض النصائح للراغبين في إكمال رمضان بشكل صحي، فتدعو إلى التخفيف من وجبة السحور ، على أن تحتوي على قدر كاف من السوائل، منبهة ألا يحوي السحور على أشياء تسبب العطش.
وتنصح بتجنب المخللات والدهون والبهارات والوجبات الدسمة في السحور، وزيادة السلطات والشوربات والتخفيف من المقليات.
وتوجه إلى الخروج للمشي بعد ساعتين من الفطور على ألا يقل زمن الرياضة أو المشي عن 45 دقيقة، مع مراعاة كمية الحلويات التي تكثر وتزداد في رمضان، منبهة إلى مراجعة طبيب تغذية مختص لتحديد كمية السعرات المطلوبة، وناصحة بزيادة السوائل بنسبة 100% عن الأيام العادية.