يعتبر الصوم نظام حياتي دوري يلتزم به الإنسان المؤمن وهو عبادة بين الإنسان وربه ، وكما ورد في الحديث القدسي " وإن كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي عليه "

و تقول د أمل الجودر مؤسس ورئيس أسباير أكشن اجيفمنت للاستشارات وتنظيم الفعاليات، إن للصوم أثراً عميقاً على الصحة العضوية والنفسية، فهو يُخلص البدن من الشحوم والسموم المتراكمة طوال العام ويقي من السمنة ويعالجها، وهو فرصة لإعطاء المعدة والأمعاء والكلي والدورة الدموية فترات من الراحة .

وتضيف " الصيام فرصة مثالية لمن يريد التوقف عن التدخين فبإمكانه اختيار هذا الشهر للبدء في ذلك وما دام استطاع التوقف طوال النهار فبإمكانه المواصلة على ذلك لو أراد وبمنعه للسمنة والمساهمة في التوقف عن التدخين يكون الصيام مساهماً في الوقاية من الأمراض المزمنة غير المعدية كأمراض القلب والسكري والسرطان ... الخ، ناهيك عن الفائدة الروحية التي تعود على النفس البشرية بالراحة والاطمئنان في عصر أصبح القلق والتوتر سمة من سماته .. وبذلك يساهم الصيام أيضاً في منع التأثيرات السلبيه الناتجة عن القلق والتوتر".



وتوضح أنه " من أجل الحصول على فوائد الصيام العضوية والنفسية يجب على المسلم أن يلتزم بآداب الصيام ويجدر الذكر بأن تمام تقوى الله في هذا الشهر أن يأكل المسلم ويشرب دون إسراف تصديقاً لقوله تعالى ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) .. إن عدم الالتزام بهذا النص القرآني كثيراً ما يؤدي إلى التخمة والمشاكل الهضمية في رمضان وقد يتساءل البعض أليس الصوم صحة فنرد عليهم بالقول نعم ولكن هل التزمتم بآدابه ؟ ".

وتتساءل د أمل : هل شهر الصيام هو استبدال النهار بالليل واستمرار الأكل والسهر طوال الليل والشعور بالخمول والتخمة طوال النهار ؟ ليس هذا ما أراده الإسلام ولن تكون فائدة من الصيام بهذه الطريقة بل على العكس يصبح الصيام ضاراً وقد تفاجأ هذه الفئة من الناس بزيادة نسب السكر والكوليسترول وارتفاع معدل الضغط والأوزان وبدلاً من أن يستفيدوا من التأثير الإيجابي للصوم على الصحة نراهم يضرون أنفسهم . وذلك لانهم لم يلتزموا بأهم مبدأ إسلامي يؤثر على جودة الحياة كلها و ليس على الصحة فقط ألا وهو مبدأ الاعتدال والتوازن ".