أصدر موقع «تويتر»، التابع لوزارة الداخلية قبل أيام بأن الإدارة العامة للمرور غردت عبر «تويتر»، «أنه تعقيباً على الفيديو المتداول ببعض مواقع التواصل الاجتماعي، والمتضمن سير شاحنة على شارع الحوض الجاف، من دون التقيد باشتراطات السلامة المطلوبة فيما يتعلق بحمولتها، بما يعرض حياة مستخدمي الطريق للخطر، فقد تم ضبط الشاحنة المخالفة وجارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة».

حسناً فعلت الإدارة العامة للمرور حين قامت بالاستجابة الفورية لمقطع الفيديو ومحاسبة صاحب الشاحنة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. فهذا يدل على أن المرور على خط مواقع التواصل الاجتماعي على الدوام. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو، ماذا لو لم يتم تصوير وتداول مخالفة الشاحنة من طرف أحد السائقين، فهل سيتم ضبط الشاحنة؟ أم أنها ستمر القضية مرور الكرام؟ والسؤال الأكثر أهمية هو، هل تعتمد الإدارة العامة للمرور على تصوير المارة وما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟ أم أن اعتمادها على كاميرات المراقبة المزروعة في مختلف شوارع البحرين هو الأساس؟

لا يمكن ولا يعقل أنه في كل مرة يقوم الناس بتصوير مخالفة بعض السائقين المتهورين وإرسالها عبر مواقع التواصل من أجل أن يقوم المرور بدوره، بل يجب أن يكون للمرور الدور الأساسي في المخالفات المخفية وغير المعلنة دون الحاجة لتصويرنا.

كم من المرات ونحن نشاهد الشاحنات -آخر الليل- وهي تسير بسرعة على الجهة اليسرى من الشارع العام محملة بالمواد المختلفة والثقيلة دون أدنى مراعاة للقانون؟ ووقتها كنَّا نتساءل، أين دوريات المرور عن هؤلاء المخالفين من أصحاب الشاحنات؟ وما هو دور الكاميرات حينها؟

هي ليست غفلة من المرور ولا تقصيراً كما يتوهم البعض، لكنها المتابعة التي لا يجب أن تتوقف دقيقة واحدة في شوارعنا، فكل غفلة من الكاميرات ومن يقف خلفها ومن رجال المرور أيضاً يمكن أن تحدث خلالها كوارث مرورية خطيرة، كما هو حال الشاحنة التي ورد ذكرها في الخبر.

نعم، يمكن للمواطنين والمقيمين أن يساعدوا ويتساعدوا مع رجال المرور في هذا الشأن من أجل تخفيض نسب المخالفات والحوادث المرورية في البحرين للحد الأدنى، لكن ما يجب أن يكون عليه الحال هو مراقبة كل الشوارع في البلاد، خاصة تلكم التي فيها كاميرات مراقبة، وهي ذات الشوارع التي تم تصوير مخالفة الشاحنة عليها، وهنا نقول من جديد، أين هي الكاميرات ورصدها من هذه الحوادث ونظائرها لو كانت «تشتغل صح»؟