رجل أعمال بحريني يتفاعل بإنسانية مع طفل من البيرو «بطل المذاكرة» – كما تداوله البعض على مواقع التفاعل الاجتماعي – حيث كان هذا الطفل يذاكر ويتم فروضه المدرسية على ضوء مصباح الشارع أمام منزله في أحد أحياء البيرو الفقيرة متحدياً بذلك المعوقات التي كانت تحول دون إتمام المذاكرة وإتمام الفروض المدرسية مع انقطاع الكهرباء في منزل عائلة الطفل المتواضع. رجل الأعمال يعقوب مبارك تفاعل مع قصة هذا الطفل وأصر على السفر إلى الطفل ليلتقي مع الطفل وأسرته ويلتقي أيضاً مع مدير مدرسته، حيث اشترى رجل الأعمال منزلاً لعائلة الطفل وأمن لهم عملاً تجارياً لتحسين معيشة العائلة وتبرع أيضاً بعدد من أجهزة الحاسوب للمدرسة التي يتعلم بها الطفل كل ذلك بسبب ما لمسه رجل الأعمال من الطفل من حب وشغف للعلم والتعلم، جعل هذا الإحسان الكريم منه في ميزان حسناته وصدقة جارية تفتح له أبواب الخير.

طفل البيرو - بطل المذاكرة على ضوء مصابيح الشارع - أنموذج جميل ومصدر إلهام للجميع، الكبير والصغير، خصوصا لأولئك الذين يتعذرون دائماً بالمعوقات والعقبات التي يظنون أنها تحول بينهم وبين أمنياتهم وتحقيق أحلامهم، مقارنة جد بسيطة أمام الإمكانيات المتعددة التي تتوافر لدى الكثير من طلبة المدارس والجامعات في البحرين من أمن وأمان ومصابيح ومكيفات في منازل الطلبة وفي المدارس والجامعات مع توافر المواصلات والحواسيب وإمكانية كثير من الأسر البحرينية في توفير مدرس خصوصي لكل من يجد صعوبة في الفهم، ومع ذلك، فهذا الطفل من البيرو، كان يتصارع مع الإضاءة، لحل واجباته المدرسية، لا مصباح وهاجاً، ولا كرسي، ولا طاولة مذاكرة، لا جهاز تبريد، أو مدفأة، لا أمان، ومع ذلك وجد أن حب العلم والتعلم مصباح آخر، يمكن تحقيق الأمنيات لمستقبل واعد، هذا الطفل يذكرنا أيضاً بالبعض في البحرين، بجيل نفخر به دائماً، قبل أن تدخل الكهرباء في جميع مناطق البحرين، حيث كان البعض يذاكر ويدرس ويقرأ القرآن على ضوء «الفنر»، حيث تعلم الكثيرون منهم وواصلوا طريقهم من ضوء بسيط ليكونوا قدوة يحتذى بهم في المجتمع البحريني ليستمر العطاء والبناء إلى يومنا هذا ومنا إلى الأجيال القادمة بإذن الله.

* كلمة من القلب:

نحيي ما قام به رجل الأعمال البحريني يعقوب مبارك على مبادرته الطيبة لطفل البيرو، جميع من شاهد الفيديو المتداول عن هذا الطفل تفاعل معه بإنسانية وحب، جميعنا أدرك أن للعلم ثمناً باهظاً لكل من يقدر التعلم، وأن العلم ليس مقتصراً على المقتدرين، وعلى من يمتلك كهرباء، فمع تفاعلنا البسيط إثر رجل الأعمال بتفاعل أكثر إنسانية بسبب إمكانياته من أجل أن يستمر هذا الطفل في التعلم ويترك بصمة خير عندما وجد الخير من بلد بعيد تعنى له مواطن لا يربطه به شيء سوى رابط الإنسانية. هذا المواطن البحريني نثر بذور الخير في البيرو لقصة رائعة وفقه الله بأن يتعنى مشقة السفر من أجل هذا الطفل، وقصص الخير كثيرة لأهل البحرين من داخل المملكة وخارجها.. وفقهم الله جميعاً.