في أواخر أبريل الماضي شاركت في النسخة الثامنة من ندوة تحالف عاصفة الفكر التي نظمها مركز عيسى الثقافي بالتعاون مع تحالف مراكز البحوث العربية في شرم الشيخ، إذ تناولت الندوة موضوع «مستقبل التعليم والبحث العلمي في العالم العربي»، وقد خرجت الندوة بجملة من التوصيات كان من بينها دفع المؤسسات التعليمية في الوطن العربي لمواكبة متطلبات العصر الرقمي والتقني في كافة المراحل الدراسية، وأهمية العمل على تغيير منظومة التعليم القائمة على الحفظ والتلقين والاتجاه نحو تنمية التفكير الإبداعي الذي يقوم على الاستنباط والتحليل والابتكار وتشجيع مبادرات بناء المدارس الذكية. وكان من بين التوصيات أيضاً العمل على إيجاد حلول عملية للتعاطي مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، والمطالبة بوضع وتطوير مواثيق أخلاقية «CODES OF ETHICS» تتعلق بمنتجات التقنية بما يتسق مع منظومة القيم المجتمعية للعالم العربي.
وكان مما لفت انتباهي من أوراق ورقة الإماراتي د. خليفة السويدي التي استهلها بسؤاله هل البنية المعرفية اختلفت بين مدارس اليوم والأمس؟!! لعل الإجابة على هذا السؤال شائكة جداً، فمن الصعب الإجابة بـ«لا» على نحو مطلق، ولكن من الأصعب الإجابة بـ«نعم» أيضاً، والحديث هنا عن مدارس الوطن العربي ككل، ولكن من باب أن أهل مكة أدرى بشعابها، فأميل إلى التعليق على الحالة البحرينية على وجه الخصوص، وإذا أردنا الإجابة عن هذا السؤال في سياق التركيز على مفاهيم ذات علاقة بالثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي، فمن الإنصاف القول إن وزارة التربية والتعليم قد التفتت في السنوات الأخيرة إلى هذا الجانب، وإن كانت التفاتة خجولة.
من الأمثلة البارزة على عناية وزارة التربية والتعليم بعلوم المستقبل والثورة الصناعية الرابعة، قيامها بمعرض «علماء المستقبل»، الذي أبدع فيه كثير من طلاب المدارس بتقديم مشروعاتهم في مجال الذكاء الاصطناعي، وكان من بينها اختراع روبوت، وكثير من المشروعات اللافتة والمبهرة قياساً بالمرحلة العمرية التي عكفت على إعداد هذه المشاريع وتنفيذها. ورغم تميز التجربة التي نأمل استمرارها، إلاَّ أنها تبقى مجرد تجربة، وفي دائرة الأنشطة الإضافية والمشاريع لخوض مسابقات أو مشاركات معارض، غير أن ما نأمله أن يكون ذلك جزءاً من صميم العملية التعليمية القائمة على الابتكار والاختراع عوضاً عن الاكتفاء باكتساب العلم عن طريق التلقين والحفظ.
* اختلاج النبض:
لدينا في البحرين كفاءات طلابية شبابية قادرة على الابتكار في مجال الثورة الصناعية الرابعة، وكل ما تحتاج إليه هذه الكفاءات قليل من الصقل ووفرة الموارد لتنفيذ مشروعاتها، إلى جانب توفير البيئة الملائمة لذلك. في عبارة راقت لي لـ«بيل غيتس» قال «مدارسنا عفا عليها الزمن، لقد تم تصميمها قبل 50 عاماً لتلبية احتياجات عصر آخر»، ولكي لا نكون من الدول صاحبة تلك المدارس، نحتاج فقط إلى إعادة النظر في مناهجنا الدراسية، وتحويلها إلى برامج عملية مثمرة يدعمها العلم النظري، وأن تكون المشروعات والابتكارات كل في مجاله ديدن الدراسة وأسّها، وأن يتم تهيئة المدارس من جديد وتزويدها بالمعامل والمختبرات والورش المتخصصة.
وكان مما لفت انتباهي من أوراق ورقة الإماراتي د. خليفة السويدي التي استهلها بسؤاله هل البنية المعرفية اختلفت بين مدارس اليوم والأمس؟!! لعل الإجابة على هذا السؤال شائكة جداً، فمن الصعب الإجابة بـ«لا» على نحو مطلق، ولكن من الأصعب الإجابة بـ«نعم» أيضاً، والحديث هنا عن مدارس الوطن العربي ككل، ولكن من باب أن أهل مكة أدرى بشعابها، فأميل إلى التعليق على الحالة البحرينية على وجه الخصوص، وإذا أردنا الإجابة عن هذا السؤال في سياق التركيز على مفاهيم ذات علاقة بالثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي، فمن الإنصاف القول إن وزارة التربية والتعليم قد التفتت في السنوات الأخيرة إلى هذا الجانب، وإن كانت التفاتة خجولة.
من الأمثلة البارزة على عناية وزارة التربية والتعليم بعلوم المستقبل والثورة الصناعية الرابعة، قيامها بمعرض «علماء المستقبل»، الذي أبدع فيه كثير من طلاب المدارس بتقديم مشروعاتهم في مجال الذكاء الاصطناعي، وكان من بينها اختراع روبوت، وكثير من المشروعات اللافتة والمبهرة قياساً بالمرحلة العمرية التي عكفت على إعداد هذه المشاريع وتنفيذها. ورغم تميز التجربة التي نأمل استمرارها، إلاَّ أنها تبقى مجرد تجربة، وفي دائرة الأنشطة الإضافية والمشاريع لخوض مسابقات أو مشاركات معارض، غير أن ما نأمله أن يكون ذلك جزءاً من صميم العملية التعليمية القائمة على الابتكار والاختراع عوضاً عن الاكتفاء باكتساب العلم عن طريق التلقين والحفظ.
* اختلاج النبض:
لدينا في البحرين كفاءات طلابية شبابية قادرة على الابتكار في مجال الثورة الصناعية الرابعة، وكل ما تحتاج إليه هذه الكفاءات قليل من الصقل ووفرة الموارد لتنفيذ مشروعاتها، إلى جانب توفير البيئة الملائمة لذلك. في عبارة راقت لي لـ«بيل غيتس» قال «مدارسنا عفا عليها الزمن، لقد تم تصميمها قبل 50 عاماً لتلبية احتياجات عصر آخر»، ولكي لا نكون من الدول صاحبة تلك المدارس، نحتاج فقط إلى إعادة النظر في مناهجنا الدراسية، وتحويلها إلى برامج عملية مثمرة يدعمها العلم النظري، وأن تكون المشروعات والابتكارات كل في مجاله ديدن الدراسة وأسّها، وأن يتم تهيئة المدارس من جديد وتزويدها بالمعامل والمختبرات والورش المتخصصة.