القاهرة – عصام بدوي

فجرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر لمطعم ‏بمحافظة مرسي مطروح شمال غرب مصر، يحمل اسم ‏‏"أرطغرل" مؤسس الحكم العثماني، لغطا واسعا في الشارع ‏المصري بخصوص الجالية السورية وعملها في مصر، خاصة ‏بعدما ادعى البعض أن صاحب المطعم من السوريين المقيمين ‏في مصر، وهو ما دفع إلى إطلاق حملات ضد السوريين تتهمهم ‏بتبييض أموال جماعة "الإخوان المسلمين".‏

تلك الادعاءات، دفعت المحامي المصري سمير صبري، الذي ‏اشتهر بتقديم عدد كبير من البلاغات ضد كافة المشاهير في ‏مصر، وبصورة منتظمة، وفي كافة المجالات الفنية والثقافية ‏والاقتصادية، لتقديم بلاغا للنائب العام المصري، يطالبه باتخاذ ‏الإجراءات القانونية للكشف عن مصادر أموال السوريين ‏الوافدين.‏

واعتبر المحامي أنهم "غزوا المناطق التجارية في أنحاء ‏مصر، واشتروا وأجروا المتاجر بأسعار باهظة، واشتروا الشقق ‏والفيلات، وحولوا بعض ضواحي العاصمة المصرية إلى مدن ‏سورية"، مبديا صدمته مما وصفه بالنمط السائد للعلاقات ‏الاستهلاكية المبالغ بها والترف المفرط لكثير من هؤلاء ‏السوريين قاطني هذه المناطق.‏ وقال صبري في بلاغه، "قدرت إحصاءات حجم استثمارات ‏رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال السوريين، والذين انتقل ‏معظمهم للإقامة في مصر بعد بدء الأزمة، بـ23 مليار دولار، ‏معظمها مستثمرة في عقارات وأراض ومصانع ومطاعم ‏ومحلات تجارية وغيرها، وبات السوريون يملكون أهم مصانع ‏الألبسة والنسيج كما سيطر بعضهم على مناطق تطوير عقاري ‏في أهم وأرقى المناطق المصرية".‏

من جانبها، فجرت مصادر أمنية مطلعة فى تصريح خاص، أن ‏"مالك مطعم "أرطغرل" مواطن مصري من سكان محافظة ‏المنوفية شمال القاهرة يدعى محمود المنوفي، وإنه لا علاقة ‏للمطعم لا من قريب ولا من بعيد بتركيا".‏

وأضافت المصادر الأمنية، أن "الجالية السورية في مصر تعمل ‏بشكل قانوني وتحت إشراف السلطات المصرية"، مشددين على ‏أن "لا دلائل على شبهة تلقي أموال الجالية من تركيا".‏

وردا على الطلب الذي تقدم به المحامي المصري، سمير صبري، ‏بحصر أموال السوريين المستثمرين والعاملين بمصر، أطلق ‏مستخدمو مواقع التواصل في مصر هاشتاج "السوريين منورين ‏مصر".‏

وحظي الهاشتاج بمشاركات عديدة من مستخدمين، هاجموا ‏الطلب الذي تقدم به المحامي المصري، واعتبروه إهانة لهم ‏وللشعب المصري، الذي يكن للسوريين ودا ومحبة، ويرفض ‏إطلاق لفظ "اللجوء" عليهم، حيث أنهم وسط أهلهم وبين ‏أخوتهم في بلدهم الثاني مصر.‏

وكان من بين التعليقات من أثنى على اجتهاد وتفوق السوريين، ‏وامتلاكهم لتراث عريق من الحض على العمل وتقديسه، ‏وحرصهم على النظافة وإتقان العمل والابتسام وتميزهم بعلاقات ‏اجتماعية صحية ووطيدة واحترامهم للآخر.‏

وكذلك تطرقت العديد من التعليقات إلى الألفة التي جمعت بين ‏أبناء الشعبين، اللذين كانت تربطهما في يوم من الأيام الوحدة ‏بين البلدين في ستينات القرن الماضي تحت اسم الجمهورية ‏العربية المتحدة 1958-1961.‏

وتفيد إحصائيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى أن عدد ‏السوريين المقيمين في مصر والمسجلين لديها يبلغ 130 ألف، ‏بينما تتحدث التقارير الحكومية المصرية إلى أن عددهم يتراوح ‏بين 250 ألف إلى 300 ألف سوري.‏