غـزة ـ هـشام الزياني: افتتح أمين عام المؤسسة الخيرية الملكية الدكتور مصطفى السيد أمس مستشفى البحرين المتكامل في خان يونس بقطاع غزة بالإنابة عن سمو الشيخ ناصر بن حمد رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية، بحضور حشود من المواطنين وممثل وكالة غوث اللاجئين “الانروا” بيتر فورد. وأكد السيد في كلمة بهذه المناسبة أن مملكة البحرين بقيادتها الحكيمة ستواصل تعاونها مع “الأونروا” لما فيه خدمة الفلسطينيين، وأشار إلى أن جلالة الملك وحكومة البحرين الرشيدة وشعبها الكريم ملتزمون بتقديم الدعم للشعب الفلسطيني خاصة في مجالي التعليم والصحة. وأضاف: “يشرفني أن أتقدم لكم بعميق الشكر بقبولكم لهدية البحرين لكم ومنحنا شرف المساهمة في إعمار وتنمية جزء عزيز على قلوبنا جميعاً”. وتابع: “الشكر موصول للإخوة في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين على تعاونهم الكريم معنا في تنفيذ هذه المشاريع”. ويضم مستشفى البحرين خدمات متكاملة لجميع المرضى بما فيها المختبرات، وعيادة لعلاج طب الأسنان، وصالة لتأهيل الأطفال المصابين، من أجل مزاولة حياتهم بشكل طبيعي. وتفقد الوفد البحريني الزائر، عدداً من أقسام المستشفى والتقى العديد من المرضى الذين ثمنوا من جانبهم الجهد الكبير الذي يبذله موظفو “الأونروا” في تقديم الخدمات للاجئين في قطاع غزة، شاكرين في الوقت ذاته تبرع حكومة البحرين بهذا الصرح الذي يشكل قفزة نوعية في تقديم الخدمات لأحد أفقر مخيمات قطاع غزة. وقال فورد إن أهالي مدينة خان يونس كانوا يحتاجون لهذا المستشفى بشكل كبير، وسيقدم خدماته إلى ما يقارب 130 ألف نسمة، ويعالج 10 آلاف طفل فلسطيني، ويقدم خدماته لما يقارب 6 آلاف مريض بضغط الدم والسكري، ويضم المركز ما يقارب 65 موظفاً. كما أكد ممثل المفوض العام للأونروا في كلمة خلال حفل الافتتاح، أن هذا التعاون المثمر بين البحرين والوكالة يجسد اليوم في مشاريع هامة أبرزها المستشفى ومدرسة المنامة في تل الهوا، ومكتبة الفاخورة شمال قطاع غزة إضافة إلى توقيع اتفاقية تأهيل مركز المعاقين بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وأعرب المفوض العام عن تقدير الوكالة لدور مملكة البحرين في إنشاء هذه المرافق الرائعة التي تأتي في إطار بناء قطاع غزة”. وتم تجهيز المستشفى بكافة الأجهزة الطبية الحديثة التي يحتاجها في كافة المجالات، ويوجد به مكان للإقامة القصيرة. فتاة فلسطينية ترفع يدها بالدعاء للملك وخلال تدشين المستشفى، رفعت فتاة فلسطينية صغيرة يدها بالدعاء الى جلالة الملك، وقالت: “ربي يحفظ جلالة الملك حمد بن عيسى، ربي يحفظ البحرين وشعب البحرين”، وكانت الفتاة الصغيرة استوقفت السيد لتعبر له عما يجول في خاطرها من مشاعر تجاه البحرين ملكاً وحكومة وشعباً وفرحتها بافتتاح المستشفى. الساعاتي: خدماتنا تمتـــد لما بعــد الافتتــاح كما قال وكيل وزارة الصحة الدكتور أمين الساعاتي إن التعاون سيستمر مع المستشفى في غزة إلى ما بعد الافتتاح. وأضاف أن وزارة الصحة مستعدة لتدريب الأطباء الفلسطينيين في مستشفيات البحرين، وتقديم كل الخبرات لهم. المستشفى شيدت بأبهى حلة وبنيان وشاهد الجميع، بما فيهم الوفد الصحافي، المبنى الممتاز والمتقن لمستشفى البحرين وقد ظهر في حلة بهية وبممرات واسعة ولوحات إرشادية للمرضى، كما اكتظ بالمراجعين وأطلقت احدى السيدات الزغاريد بمجرد وصول الوفد لمراسم الافتتاح. وتعتبر مملكة البحرين من أول الدول التي رأت مشاريعها النور على أرض الواقع من بعد الحرب الأخيرة على غزة نهاية عام 2008 وبداية عام 2009. فقد جمع شعب البحرين تبرعات للشعب الفلسطيني بلغت قيمتها ثمانية ملايين دولار، ويوجد هذا التفاعل البحريني بالجهد الرسمي المتمثل في افتتاح أحد المشاريع الطبية الكبيرة والهامة بقطاع غزة، وهذا يظهر تصميم الأخوة في المؤسسة الخيرية الملكية وبتوجيهات سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على أن تقام المشاريع بأسرع وقت وأن يشاهد أهل البحرين قيمة تبرعاتهم. ويشار إلى أن مملكة البحرين قدمت أكثر من 6.2 ملايين دولار لصالح مشاريع تنموية في غزة حتى الآن، وذلك من دون الأخذ بعين الاعتبار المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة التي تم إيصالها. فورد: دور رائد للبحرين بالعمل الإنساني كما قال ممثل المفوض العام لوكالة الغوث الدولية “الانروا” بيتر فورد (سفير بيرطانيا السابق في البحرين) إنه اشتاق كثيراً للبحرين بلد الثوابت، لأنها أحد البلدان التي يعيش فيها الأجانب وهم سعداء في مجتمع يحترم التعددية ولديه قيم كبيرة. وأضاف: “قدمت البحرين مشاريع كبيرة وهامة للمجتمع الفلسطيني وهي من أول الدول التي أتت إلى غزة أثناء الحرب، وهذا العمل يؤكد دور البحرين الرائد في العمل الإنساني والخيري”. ولاحظ الوفد البحريني، أن حالة من الإعمار وإعادة البناء تسود الوضع في القطاع من بعد أن شهدت غزة تحسناً نسبياً بعد إعادة فتح معبر رفح. وذكر أحد الفلسطينيين المرافقين للوفد البحريني أن عدد الأنفاق الموجودة حالياً بين القطاع ورفح المصرية يقارب الـ800 نفق، وهي تتفاوت في الأحجام فبعضها بالإمكان أن تمر به صهاريج كبيرة تحمل الوقود إلى غزة.
تدشـين مستشفـى البحريـن بقطـاع غـزة لخدمـة 130 ألـف نسمـة
15 أبريل 2012