أخذ نفساً عميقاً وعدل من جلسته وقال في هدوء «الحمد لله على نعمة الوطن».
أعجبني حمده وشكره على «نعمة الوطن» وأثارت فضولي، فالتفت إليه مبتسمة، فبادلني نفس الابتسامة، وبادرني بالسؤال «من أين أنتِ؟».
فلوحت له بجواز السفر الأحمر الذي أحمله ويحمل شعار مملكة البحرين قائلة من البحرين.
فأومأ برأسه مبتسماً ابتسامة عريضة قائلاً: «أعشق البحرين وأراها نموذجاً للدولة المنظمة الآمنة. أسال الله أن يديم على البحرين أمنها وأمانها».
فشكرته على دعائه لوطني بالأمن والأمان، ولم تكن هناك حاجة لسؤاله عن جنسيته فلقد كان يتكلم باللهجة المصرية المميزة. فقلت له «أعجبني حمدك لله على نعمة الوطن». فقاطعني مسترسلاً «أتدرين يا ابنتي، لقد عشت في مراحل مختلفة، وعاصرت العديد من الأحداث، وسافرت إلى العديد من الدول، وعشت في معظمها سنين طوالاً، لهذا أحمد الله ليل نهار على أن لي وطناً، ألوذ له واحتمي به وألجأ إليه».
خفض رأسه وبدأ يتحدث بشجن وكأنه يسترجع ذكريات أليمة، قائلاً: «أعرف العديد من دون وطن، حتى وإن كانت دولتهم موجودة على الخارطة الجغرافية، إلا أنهم لاجئون!! اضطروا للجوء إلى دول أخرى، من أجل هدف واحد وهو «الأمن» فالأمن هو بداية كل تنمية، وهي الغاية الكبرى».
«اسمعي يا ابنتي.. لا تنسي أن تدعي الله دائماً أن يمن على البحرين بالأمن والأمان. فنعمة وجود وطن، تعد نعمة عظيمة». وأكمل: «انظري ما يحدث حولنا، سوريا، العراق، اليمن، السودان، الجزائر، وتوقف عن الكلام لفترة وجيزة وتغيرت ملامحه وقال «مازلت أتذكر لحظات الانفلات الأمني في وطني مصر، أتدرين.. جاءت فترة عصيبة كنت أخشى فيها من الخروج من المنزل خشية أن «يثبتني» أحد الخارجين عن النظام، والمستفيدين من الوضع آنذاك.. وسألني وهو يبتسم « أتعرفين معنى «التثبيت» في القاموس المصري؟؟ أي أن أحد المدنيين من الخارجين عن النظام يطلب منك الوقوف تحت تهديد السلاح وينتزع منك كل ما تملك من أموال وهاتف وسيارة.. كانت أيام مرعبة، أسأل الله ألا يعيدها علينا، فالإنسان يستطيع أن ينام وهو جائع، ولكنه لا يستطيع النوم من غير أمن وأمان».
أكمل: «من خلال عملي أقابل العديد من اللاجئين، أو المضطرين إلى مغادرة بلدانهم أتعرفين يا ابنتي، لماذا يترك هؤلاء أوطانهم «مرغمين»؟.. إنهم يتركونها بحثاً عن الأمن والأمان».
«لذلك يا ابنتي أحمد الله مع كل نفس يخرج مني على أن لي وطناً آمناً يظلني بظله».
* رأيي المتواضع:
في أزمة 2011، أحسست للحظات بعدم الأمن، كانت لحظات مخيفة مرعبة، عرفت من خلال هذه اللحظات معنى ما قاله لي هذا الرجل خلال لقائي به في أحد المطارات.
وبفضل حكمة الدولة والحكومة والتلاحم الشعبي، مرت هذه اللحظات سريعاً، وتعلمنا من خلالها درساً عظيماً وعرفنا قيمة «الأمن والأمان».
إن انغماسنا أحياناً في النعمة، يجعلنا غير مدركين لها، وما أن نشعر بتهديد بزوال هذه النعمة حتى نعرف قيمتها أكثر وأكثر.
وقد تعلمنا من خلال أزمة 2011، العديد من الأمور أهمها من وجهة نظري المتواضعة أن تلاحمنا الشعبي الذي تعتبر الوطنية وقوده المطلق هو أحد الأسباب الهامة في استمرار الأمن والأمان.
تصلني في اليوم مئات الرسائل التي تريد أن تمزق هذا التلاحم مرة باستخدام الطائفية والتعصب الديني، ومرة باستخدام التشكيك السياسي، ولكني كسائر أهل البحرين، بتنا أكثر وعياً بما يحاك لنا من مؤامرات تنوي إضعافنا من الداخل. فلنتلاحم ونكنْ أكثر صلابة، فلكل منا دوره في حفظ الأمن وكلنا نعتبر خط دفاع عن أمن هذا الوطن الغالي.
اللهم أني أسألك أن تحفظ لي وطني، وأن تنعم عليه بالأمن والأمان.
أعجبني حمده وشكره على «نعمة الوطن» وأثارت فضولي، فالتفت إليه مبتسمة، فبادلني نفس الابتسامة، وبادرني بالسؤال «من أين أنتِ؟».
فلوحت له بجواز السفر الأحمر الذي أحمله ويحمل شعار مملكة البحرين قائلة من البحرين.
فأومأ برأسه مبتسماً ابتسامة عريضة قائلاً: «أعشق البحرين وأراها نموذجاً للدولة المنظمة الآمنة. أسال الله أن يديم على البحرين أمنها وأمانها».
فشكرته على دعائه لوطني بالأمن والأمان، ولم تكن هناك حاجة لسؤاله عن جنسيته فلقد كان يتكلم باللهجة المصرية المميزة. فقلت له «أعجبني حمدك لله على نعمة الوطن». فقاطعني مسترسلاً «أتدرين يا ابنتي، لقد عشت في مراحل مختلفة، وعاصرت العديد من الأحداث، وسافرت إلى العديد من الدول، وعشت في معظمها سنين طوالاً، لهذا أحمد الله ليل نهار على أن لي وطناً، ألوذ له واحتمي به وألجأ إليه».
خفض رأسه وبدأ يتحدث بشجن وكأنه يسترجع ذكريات أليمة، قائلاً: «أعرف العديد من دون وطن، حتى وإن كانت دولتهم موجودة على الخارطة الجغرافية، إلا أنهم لاجئون!! اضطروا للجوء إلى دول أخرى، من أجل هدف واحد وهو «الأمن» فالأمن هو بداية كل تنمية، وهي الغاية الكبرى».
«اسمعي يا ابنتي.. لا تنسي أن تدعي الله دائماً أن يمن على البحرين بالأمن والأمان. فنعمة وجود وطن، تعد نعمة عظيمة». وأكمل: «انظري ما يحدث حولنا، سوريا، العراق، اليمن، السودان، الجزائر، وتوقف عن الكلام لفترة وجيزة وتغيرت ملامحه وقال «مازلت أتذكر لحظات الانفلات الأمني في وطني مصر، أتدرين.. جاءت فترة عصيبة كنت أخشى فيها من الخروج من المنزل خشية أن «يثبتني» أحد الخارجين عن النظام، والمستفيدين من الوضع آنذاك.. وسألني وهو يبتسم « أتعرفين معنى «التثبيت» في القاموس المصري؟؟ أي أن أحد المدنيين من الخارجين عن النظام يطلب منك الوقوف تحت تهديد السلاح وينتزع منك كل ما تملك من أموال وهاتف وسيارة.. كانت أيام مرعبة، أسأل الله ألا يعيدها علينا، فالإنسان يستطيع أن ينام وهو جائع، ولكنه لا يستطيع النوم من غير أمن وأمان».
أكمل: «من خلال عملي أقابل العديد من اللاجئين، أو المضطرين إلى مغادرة بلدانهم أتعرفين يا ابنتي، لماذا يترك هؤلاء أوطانهم «مرغمين»؟.. إنهم يتركونها بحثاً عن الأمن والأمان».
«لذلك يا ابنتي أحمد الله مع كل نفس يخرج مني على أن لي وطناً آمناً يظلني بظله».
* رأيي المتواضع:
في أزمة 2011، أحسست للحظات بعدم الأمن، كانت لحظات مخيفة مرعبة، عرفت من خلال هذه اللحظات معنى ما قاله لي هذا الرجل خلال لقائي به في أحد المطارات.
وبفضل حكمة الدولة والحكومة والتلاحم الشعبي، مرت هذه اللحظات سريعاً، وتعلمنا من خلالها درساً عظيماً وعرفنا قيمة «الأمن والأمان».
إن انغماسنا أحياناً في النعمة، يجعلنا غير مدركين لها، وما أن نشعر بتهديد بزوال هذه النعمة حتى نعرف قيمتها أكثر وأكثر.
وقد تعلمنا من خلال أزمة 2011، العديد من الأمور أهمها من وجهة نظري المتواضعة أن تلاحمنا الشعبي الذي تعتبر الوطنية وقوده المطلق هو أحد الأسباب الهامة في استمرار الأمن والأمان.
تصلني في اليوم مئات الرسائل التي تريد أن تمزق هذا التلاحم مرة باستخدام الطائفية والتعصب الديني، ومرة باستخدام التشكيك السياسي، ولكني كسائر أهل البحرين، بتنا أكثر وعياً بما يحاك لنا من مؤامرات تنوي إضعافنا من الداخل. فلنتلاحم ونكنْ أكثر صلابة، فلكل منا دوره في حفظ الأمن وكلنا نعتبر خط دفاع عن أمن هذا الوطن الغالي.
اللهم أني أسألك أن تحفظ لي وطني، وأن تنعم عليه بالأمن والأمان.