موزة فريد

ذكرت دراسة عالمية حديثة أجرتها "أمريكان اكسبريس" بالتعاون مؤسسة إنسستيوشنال إنفستر، أن ما نسبته 67% من كبار المدراء التنفيذيين الماليين المشاركين من البحرين توقعوا زيادة مرتفعة أو معتدلة في النمو الاقتصادي العام الحالي.

وأوضحت الدراسة، التي عرضت نتائجها خلال مؤتمر صحافي نظمته الشركة الأربعاء، أن عينة الدراسة شملت 901 مديراً تنفيذياً عالمياً، بينهم 35 مديراً تنفيذياً في البحرين.

ومن خلال الدراسة - التي ناقشت الأوضاع الاقتصادية الراهنة - تفاءل كبار المديرين التنفيذيين في منطقة الشرق الأوسط حيال الوضع الاقتصادي والتوقعات المستقبلية لشركاتهم واستثماراتهم في المستقبل.

وتستند النتائج، على دراسة استقصائية عالمية، لشركات تبلغ إيراداتها السنوية 500 مليون دولار أو أكثر، حيث يتواجد 180 من هؤلاء المشاركين في الاستبيان في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدا في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والبحرين.

وتم إجراء هذه الدراسة في أواخر شهر نوفمبر العام 2018، وهي السنة الثانية عشر على التوالي التي يتم فيها إجراؤها.

وعلى الرغم من أن كبار المسؤولين التنفيذيين يشيرون إلى أنه من غير المحتمل أن يشهدوا نموا في الاقتصاد في المنطقة كما حدث في العام الماضي 72% في 2019 مقابل 92 في 2018) بسبب انخفاض أسعار النفط، فإن توقعات النمو في الشرق الأوسط تتماشى مع التوقعات في جميع أنحاء العالم، حيث يتوقع 71% من المشاركين في الاستبيان توسعًا كبيرًا أو معتدلا في بلدانهم الأصلية.

وعلاوة على ذلك، فإن توقعات النمو في المنطقة تراوحت بين 67% من المشاركين في البحرين توقعوا زيادة مرتفعة أو معتدلة، وحتى نسبة 77% في مصر.

ولكن 10% فقط من كبار المديرين التنفيذيين في مجال التمويل من الشرق الأوسط يتوقعون حدوث تباين في الانكماش بين قليل أو كبير في عام 2019. ومن بين المشاركين يتوقع 72% منهم أن يشهدوا نمواً في عام 2019، حيث يتوقع 45% منهم حدوث توسع معتدل بينما يتوقع 27% منهم حدوث توسع اقتصادي كبير.

وشهد غالبية المديرين التنفيذيين بارتفاع إيرادات شركاتهم في جميع أنحاء العالم في عام 2018، وأظهرت منطقة الشرق الأوسط أداءً قويًا على مستوى الشركات مقارنةً بأوروبا وآسيا.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "أمريكان إكسبريس الشرق الأوسط" مازن خوري، إنه "على الرغم من العمل في أوقات غير ثابتة، فإن كبار المسؤولين الماليين في المنطقة على أعمالهم اليومية لكنهم يراقبون المستقبل"، "بينما يعملون على موازنة الإنفاق للدفع بعجلة النمو إلى الأعلى مع زيادة الأرباح، إلا أنهم يمضون قدماً في خطط التوسع ، والتي تشمل متابعة فرص التجارة الخارجية ، والتوظيف والاستثمار في تكنولوجيا الجيل التالي".

وبين استطلاع، أنه على الرغم من عدم اليقين حول ما سيحصل للتجارة العالمية، فتوقعت الغالبية، بنسبة (64%)، من كبار المديرين التنفيذيين في الشرق الأوسط أن تؤدي التغيرات الاجتماعية والاقتصادية وسياسة التجارة العالمية إلى تعزيز آفاق نمو شركاتهم في المستقبل القريب، بينما 5% فقط من كبار المسؤولين التنفيذيين يعتقدون أن هذه القضايا ستضعف آفاق النمو.

وتتوافق وجهة النظر هذه مع المشاركين من جميع أنحاء العالم، حيث يعتقد 66% أن التغيرات الاقتصادية والسياسة التجارية العالمية ستقوي فرص نمو شركاتهم.

وبالإضافة إلى ذلك، أشارت الدراسة إلى أن توسع التجارة الخارجية سيعتمد بشكل أكبر على الاستراتيجيات الذاتية بدلا من الشراكات التقليدية، بقيام الشركات على الأرجح بتوسيع نطاق العمليات الأجنبية 75% واستخدام الإعلام الألكتروني عبر الإنترنت لبرامج التسويق 70% لمتابعة فرص النمو العالمية.

وكشفت دراسة هذا العام أيضًا عن وعي متزايد بالتأثير المذهل لتكنولوجيا الجيل-التالي على متغيرات التنافسية داخل الصناعات بارتفاع يصل إلى 31%، عما كان عليه 23% في العام الماضي.

وفي سؤال، عن أكبر التحديات التكنولوجية التي تواجه الوضع الاقتصادي، أشار المدراء التنفيذيين الماليين في دراسة هذا العام إلى أن أكبر التحديات هو تطبيقات واستخدامات الذكاء الاصطناعي 59% وتطبيقات Fintech للمدفوعات وإدارة المخاطر أو إدارة الاستثمار 48% وإنترنت الأشياء، والتي تشمل أجهزة استشعار مدمجة وأجهزة الاتصال بالإنترنت في كل مكان 43%.

وفي ظل هذه الظروف، وبالتوازي مع التركيز على الجيل القادم، فإن العديد من الشركات في الشرق الأوسط أضحت تستثمر في هذه التقنيات الناشئة، وأكثرها شيوعًا هي تقنية الذكاء الاصطناعي، حيث أشار 66% من المشاركين في الدراسة إلى أن هذا كان مجال التركيز الرئيسي لها ومثل ذلك ارتفاعًا من 40% في عام 2018.

وشملت مجالات التركيز الأخرى أيضا تقنية إنترنت الأشياء 57% في 2019 مقابل 24% في 2018، والخدمات التكنولوجية المالية "فينتيك" 44% في 2019 مقابل 27 % في 2018.

ومن أبرز المواضيع الرئيسة التي تم التطرق لها في استطلاع هذا العام هو استمرار ظهور "الجيل Z" في الساحة الاقتصادية، حيث تمثل هذه الظاهرة "الزبون والموظف" في نفس الوقت.

ويمثل هذا الجيل شريحة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 24 عامًا وتبلغ نسبتهم بين 50% و 65% من سكان الشرق الأوسط، ويعتقد كبار المديرين التنفيذيين في المنطقة أن شركاتهم على أهبة الاستعداد لهذا الجيل "الجيل Z" والتغيرات التكنولوجية والاقتصادية التي يجلبونها معهم.

واستجاب 81% من المشاركين في الاستبيان بهذه العبارة، "لدى شركتي خطة طويلة الأجل تراعي التغيرات التكنولوجية والديومغرافية والاقتصادية على مدى 5-10 سنوات القادمة".

وأوضح 78% من المشاركين بالآتي "لشركتي استراتيجيات واضحة لجذب المستهلكين "الجيل Z" المولودون بين عامي 1995 و 2005".

وسوف تستمر الشركات في جميع أنحاء المنطقة في التنافس على استقطاب المواهب في سوق تنافسي جدا حتى العام المقبل، إلا أن كبار المسؤولين التنفيذيين في المالية ينظرون إلى حوافز أخرى غير مادية لاستقطاب أفضل الكفاءات والمهارات من الموظفين والاحتفاظ بهم.

وفي الشرق الأوسط، يتوقع 61% من كبار المديرين التنفيذيين زيادة عدد موظفي شركاتهم في جميع أنحاء العالم بين 8% إلى 15%.