عمار عبد العال:

دعا رجل الأعمال البحريني محمد محمود رجال الأعمال البحريني إلى التوجه نحو الاستثمار في الطاقة الشسمية لما لها من أهمية اقتصادية وبيئية في تعزيز التنمية المستدامة في مملكة البحرين.

وأشار محمد محمود إلى أهمية الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة من قبل المستثمرين لما لها من جدوى اقتصادية و بيئية على المدى الطويل، مشدّدًا على مدى أهمية عقد الندوات التي تصب في مصلحة الوطن، ومبينا مدى أهمية جلساتها للخروج بنتائج إيجابية عن طريق الدراسة والبحث والتعاون بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمؤسسات الداعمة. وفي ما يلي نص الحوار :

- لماذا اخترت التوجه الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية ؟ ومن اين كانت الأنطلاقة ؟

بدأت اهتماماتي في مجال الطاقة الشمسية بالمرحلة الثانوية، حيث كنت أطلع على المواقع العلمية المتخصصة للطاقة الشمسية، ووجدت أن هذا العلم يخدم البشرية بشكل كبير لاسيما تبعاتها البيئية الصحية والاقتصادية على البشر.

- أي مجال يتعلق بالطاقة الشسمية وجدت فيه نفسك؟

وجدت نفسي في مجال تطوير اللوائح الشمسية التي تخدم جميع التطبيقات المتعلقة في الطاقة، وإيجاد تطبيقات عملية واقتصادية التب تخدم هذا المجال ليكون متاحا للجميع .

- ما هي العقبات التي واجهتك؟

لا شك أن أي استثمار في مجال جديد وغريب له عقبات وتحديات أبرزها عدم وجود الوعي الكافي لدى المواطنين بأهمية استبدال الطاقة التقليدية بأخرى شمسية والتحدي الأبرز كان من خلال ارتفاع الباهظ في سعر اللوائح الشمسية المستوردة .

ما هدفك الرئيسي من الاستثمار في الطاقة الشسمية؟

ثلاثة أمور رئيسية جعلتني أسعى إلى الاستثمار في الطاقة الشمسية فهي مصدر طاقة صديق للبيئة، ولا تحتاج لعملية الحرق التي تحتاجها أنواع الوقود الأخرى، بل تمنح مستخدميها طاقة نظيفة وصافية لا تؤثر سلبًا على البيئة المحيطة وعناصرها.

أما النقطة الثانية فهي فائدة اقصادية؛ فعلى المدى البعيد تتمتع منطقة الخليج العربي بأكبر معدلات الأشماس في العالم مما يميزها عن باقي دول العالم في إمكانية إنتاج طاقة هائلة من مصدر مجاني وهو الشمس وتماشيا مع رؤية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة 2030 التي تهدف إلى الاعتماد بشكل رئيسي على الطاقة المتجددة.

أما النقطة الثالثة فهي أن الطاقة الشمسية مصدر متجدد ولا ينضب للطاقة ويعلم الجميع أن الوقود الأحفوري الذي تعتمد عليه غالبية الدول في إنتاج الطاقة، سينضب يومًا، بينما الشمس طاقتها مستمرة ولم تنضب منذ ملايين السنين وهذه ما يوفر للاجيال القادمة حياة أفضل.

- أين وصلت نتائج البحوث العلمية في مملكة البحرين ؟

تخطو مملكة البحرين بخطى ثابتة ومساعي حثيثة للاسفادة من مصادر الطاقة المتجددة من خلال المشاريع التي ظهرت في الآونة الأخيرة كمشروع اعتماد المباني الحكومية على الطاقة الشمسية كمصدر رئيسي للطاقة وعدة أفكار طبقت برعاية عبد الحسين بن علي ميرزا وزير الكهرباء والماء كتدريب الكوادر التي تختص في هذه المجال من خلال عقد عدة ورشات للعمل ودورات تدريبية في مبنى وزارة الكهرباء وكنت أحد هؤلاء المتدربين.

وكان الوزير افتتح أيضا أربعة مختبرات للطاقة المتجددة بجامعة البحرين مؤخرا لتعزيز البحث العلمي في هذا المجال وحصلت أيضا على المركز الثاني عالميا في سباق القوارب الشمسية مما يدل على النهضة العلمية في مجال البحث العلمي المهتم بهذه الطاقة.

- ما السبل التي تساعد على بناء شخصية باحثة ناجحة؟

يبدأ بناء الشخصية الباحثة الناجحة من خلال توفير نظام تعليمي قائم على البحث العلمي منذ المرحلة الأبتدائية الى المرحلة الثانوية من خلال إعداد مناهج تعتمد على خلق جيل لديه توجهات البحث العلمي وخصوصا مجال الطاقة الشمسية وعدم حشو المنهاج بالحفظ والواجبات البيتية التقليدية إذ يمكن أن تكون المدرسة مجالا خصبا لتعليم التلاميذ أسس البحث العلمي بطرق تؤدي إلى تنمية الحس البحثي لديهم، والسعي أيضا إلى تبني الاكتشاف والمواهب منذ الصغر وصقلها وترجمتها إلى مشاريع على أرض الواقع.

- هل لك أن تتحدث عن مشروعك الخاص بك ؟

بعد سنوات من الدراسة والأبحاث والتجارب قمت هذا العام بافتتاح مصنع متخصص لإنتاج الألواح الشمسية في مملكة البحرين، واطلقت اسم " سايلنت بور للطاقة المتجددة " ويهدف هذا المصنع إلى إنتاج حلول مبتكرة للطاقة المتجددة وتمكين وصول هذه الطاقة للجميع من خلال استخدام أحدث التقنيات لتوفير الواح ذات كفاءة عالية جدا بسعر يتناسب مع الجميع وإنتاج تطبيقات عملية تخدم المجالات المختلفة ونسعى لافتتاح مختبر ابحاث يضم جميع الموهوبين والمبكرين في مجال الطاقة النظيفة .

-ما هو حلمك الرئيسي الذي يتعلق بالطاقة البديلة؟

يتمثل حلمي في إيجاد مصادر طاقة بديلة بجميع دول العالم، حيث تحقق كل هذه الدول الاكتفاء الذاتي للطاقة مما يدعم عملية السلام لأن أغلب حروب العالم تشتعل بسبب التنزاع على الطاقة التقليدية مما يؤدي الى عدد كبير من الضحايا التي تسقط بسبب هذه النزاعات.

والمهم أيضا هو الحفاظ على كوكب الأرض من الانبعاثات السامة التي تنتجها الطاقة التقليدية والتقليل من نسب الاحتباس الحراري الذي يهددنا.

- ما هي رسالتك إلى العالم؟

لا تكن أنانيا، وكما تريد أن تعيش، دع الأجيال القادمة تعيش، ولا تفكر في اللحظة بل فكر في المستقبل.

كما أدعو إلى عدم سماع الإشاعات المغرضة التي تقول إن هناك من يحارب تفعيل الطاقة البديلة فكلها ادعائات لا صحة لها من الأساس بل على العكس فالحكومات هي الداعم الأول الرئيسي لهذه الأفكار التي تبني الاوطان وتنهض بها الى الأفضل.