لا يختلف اثنان على أن التهمة الأسهل اليوم لكل المختلف معه هي أنه يعمل على خدمة إسرائيل، فهذا الفرد الذي قال كلاماً لم يعجب مجموعة ترد عليه بالقول بأنه يعمل لصالح إسرائيل أو أن ما قاله يخدمها، وهذا المسؤول الذي أفنى عمره في الدفاع عن القضية الفلسطينية عميل لإسرائيل لأنه قال كذا أو اتخذ موقفاً فهمه البعض الناقص خطأ. الحال نفسه مع الدول، فهذه الدولة تعمل لصالح إسرائيل لأنها فعلت كذا أو قالت كذا أو متوقع أن تعمل كذا.
اليوم كل من يختلف معك ولا تعجبك أقواله أو مواقفه أو أنك تريد أن تسيء إليه ليس عليك سوى اتهامه بهذه التهمة، فكل من يتخذ منه موقفاً أو يتمنى له السوء أو يضمر له الشر سيصدقك وسيزيد على ما تقول. تغريدتك التي نشرتها وفهمت خطأ ستجد من يرد عليها باتهامات على رأسها أنك تخدم إسرائيل. رأيك الذي عبرت عنه في برنامج تلفزيوني أو إذاعي يجعل منك عميلاً لإسرائيل لأنه لم يتفق مع رأي هذه المجموعة أو تلك. ولأن البعض يعاني من فقر مدقع في العقل لذا فإنه لا يتردد عن تصديق مثل هذه التهمة التي تكال لك فيشارك في ترويجها. أما الذي يوافقك في ما تقول فهو مثلك عميل لإسرائيل!
لأنك تنتقد النظام الإيراني، ولأن المهووسين به يؤمنون بأن انتقاده يصب بطريقة أو بأخرى في صالح إسرائيل، لذا فإنك بهذا تعمل لصالح إسرائيل. لأنك تؤيد عقد مؤتمر تأمل أن يعود بالنفع على فلسطين والقضية الفلسطينية ولكن يتخذ منه البعض موقفاً لأنه يعتقد أنه يأتي ضمن ما يسمى بصفقة القرن، لذا تتهم بأنك عميل لإسرائيل وتروج لها وتعمل على التطبيع معها. لأنك تؤيد تواجد القوات الأمريكية في المنطقة بغية توفير الحماية لناقلات النفط من كيد النظام الإيراني الذي يهدد ليلاً ونهاراً بإغلاق مضيق هرمز، لذا فإنك تعتبر عميلاً لأمريكا وبالتالي عميلاً لإسرائيل.
سواء كنت فرداً أو مؤسسة أو حكومة أو رئيس دولة فأنت تعمل لصالح إسرائيل وتسعى للتطبيع معها طالما أن رأيك وموقفك مخالف لرأي وموقف هذه الجماعة أو تلك، وطالما أن تفكيرك يختلف عن تفكير هذا البعض أو ذاك فإن عليك أن تستعد لتحمل ما سيشاع عنك.
لو أنك على استعداد لاتهامك بالعمالة لإسرائيل فاقترح مثلاً أن يسمح بتصدير المنتجات الفلسطينية إلى البلاد العربية. أنت تقترح من باب الإسهام في دعم الاقتصاد الفلسطيني وتقول في نفسك إن هذا سيعود بالنفع على المواطن الفلسطيني، لكنهم لا ينظرون إلى الموضوع من هذه الزاوية فيسارعون إلى القول بأنك تقول هذا لأنك تريد التطبيع مع إسرائيل. والأمثلة في هذا الصدد كثيرة.
كل هذا يقود إلى نتيجة واحدة، هي أن الفكر العربي لا يزال دون القدرة على التعامل مع الواقع وأنه لا يزال يؤمن بالشعارات وغير قادر على قراءة الساحة، فالفكر غير القادر على كل هذا لا يمكن أن ينظر إلى أي أمر يصب في مصلحة الإنسان الفلسطيني والقضية الفلسطينية إلا من هذه الزاوية السالبة، ولهذا لا يتردد أصحابه عن توزيع الاتهامات التي أقلها الدعوة إلى التطبيع مع إسرائيل.
حتى هذا الكلام، وهذا المقال، يمكن تأويله من قبل البعض والقول بأنه يدعو إلى التطبيع مع إسرائيل، فهذا البعض – أفراداً وجماعات وتنظيمات ودولاً – يعتبر كل ما يخالف الشعارات التي يرفعها دعوة للتطبيع وعملاً يخدم إسرائيل.
اليوم كل من يختلف معك ولا تعجبك أقواله أو مواقفه أو أنك تريد أن تسيء إليه ليس عليك سوى اتهامه بهذه التهمة، فكل من يتخذ منه موقفاً أو يتمنى له السوء أو يضمر له الشر سيصدقك وسيزيد على ما تقول. تغريدتك التي نشرتها وفهمت خطأ ستجد من يرد عليها باتهامات على رأسها أنك تخدم إسرائيل. رأيك الذي عبرت عنه في برنامج تلفزيوني أو إذاعي يجعل منك عميلاً لإسرائيل لأنه لم يتفق مع رأي هذه المجموعة أو تلك. ولأن البعض يعاني من فقر مدقع في العقل لذا فإنه لا يتردد عن تصديق مثل هذه التهمة التي تكال لك فيشارك في ترويجها. أما الذي يوافقك في ما تقول فهو مثلك عميل لإسرائيل!
لأنك تنتقد النظام الإيراني، ولأن المهووسين به يؤمنون بأن انتقاده يصب بطريقة أو بأخرى في صالح إسرائيل، لذا فإنك بهذا تعمل لصالح إسرائيل. لأنك تؤيد عقد مؤتمر تأمل أن يعود بالنفع على فلسطين والقضية الفلسطينية ولكن يتخذ منه البعض موقفاً لأنه يعتقد أنه يأتي ضمن ما يسمى بصفقة القرن، لذا تتهم بأنك عميل لإسرائيل وتروج لها وتعمل على التطبيع معها. لأنك تؤيد تواجد القوات الأمريكية في المنطقة بغية توفير الحماية لناقلات النفط من كيد النظام الإيراني الذي يهدد ليلاً ونهاراً بإغلاق مضيق هرمز، لذا فإنك تعتبر عميلاً لأمريكا وبالتالي عميلاً لإسرائيل.
سواء كنت فرداً أو مؤسسة أو حكومة أو رئيس دولة فأنت تعمل لصالح إسرائيل وتسعى للتطبيع معها طالما أن رأيك وموقفك مخالف لرأي وموقف هذه الجماعة أو تلك، وطالما أن تفكيرك يختلف عن تفكير هذا البعض أو ذاك فإن عليك أن تستعد لتحمل ما سيشاع عنك.
لو أنك على استعداد لاتهامك بالعمالة لإسرائيل فاقترح مثلاً أن يسمح بتصدير المنتجات الفلسطينية إلى البلاد العربية. أنت تقترح من باب الإسهام في دعم الاقتصاد الفلسطيني وتقول في نفسك إن هذا سيعود بالنفع على المواطن الفلسطيني، لكنهم لا ينظرون إلى الموضوع من هذه الزاوية فيسارعون إلى القول بأنك تقول هذا لأنك تريد التطبيع مع إسرائيل. والأمثلة في هذا الصدد كثيرة.
كل هذا يقود إلى نتيجة واحدة، هي أن الفكر العربي لا يزال دون القدرة على التعامل مع الواقع وأنه لا يزال يؤمن بالشعارات وغير قادر على قراءة الساحة، فالفكر غير القادر على كل هذا لا يمكن أن ينظر إلى أي أمر يصب في مصلحة الإنسان الفلسطيني والقضية الفلسطينية إلا من هذه الزاوية السالبة، ولهذا لا يتردد أصحابه عن توزيع الاتهامات التي أقلها الدعوة إلى التطبيع مع إسرائيل.
حتى هذا الكلام، وهذا المقال، يمكن تأويله من قبل البعض والقول بأنه يدعو إلى التطبيع مع إسرائيل، فهذا البعض – أفراداً وجماعات وتنظيمات ودولاً – يعتبر كل ما يخالف الشعارات التي يرفعها دعوة للتطبيع وعملاً يخدم إسرائيل.