قال أستاذ التخطيط الحضري بجامعة الخليج العربي أ.د. أحمد الخولي إن طروحات ابن خلدون الفكرية تمثل رؤية متقدمة للتخطيط الحضري، تستند على الخصوصيات الثقافية للمجتمعات العربية والإسلامية.
جاء ذلك في ورقة علمية نشرت للبروفيسور الخولي في المجلة العلمية الدولية للبحوث العمرانية.
وأشار البروفيسور الخولي إلى أن الابتكار لا يتمثل فقط في اكتشاف شيء جديد إنما يكون عبر عن إعادة الاستفادة مما هو موجود، لذا تأتي هذه الورقة في محاولة لإعادة فهم أطروحات ابن خلدون في مجال علوم العمران، لأنها تستند على الخصوصيات الثقافية للمجتمعات العربية والإسلامية بعكس طروحات الأمم المتحدة والبنك الدولي التي تعتبر صيغة عامة لكل الشعوب.
وتابع البروفيسور الخولي قائلا: لم تلق طروحات ابن خلدون التقدير المناسب نتيجة لضعف الترجمات الغربية التي تناولت طروحاته وأخرجت العديد من مفرداتها عن سياقها.
وأشارت الورقة العلمية إلى أن نظرية ابن خلدون "مقدمة في علم الاجتماع" هي في الواقع تتناول التنمية الإنسانية المثلى من خلال التخطيط الحضري بما يشمل التنمية العمرانية، تبني مبادئ الحكم الرشيد، العدالة الاجتماعية، حماية البيئة والموارد الطبيعية، والإصلاح الاقتصادي والإداري، والتنمية المستدامة.
وبين البروفيسور الخولي أن ابن خلدون مر بتجارب تنموية من خلال عمله كمستشار للأنظمة التي حكمت شمال المغرب العربي، والأندلس، ومصر، كما أنه عاصر نماء وانهيار العديد من الدول. إضافة إلى أن ابن خلدون يمتلك ثقافة موسوعية لدراسته المعمقة في القرآن، والحديث، والشريعة، والفقه، واللغة العربية، والتاريخ والجغرافيا، والعلوم، والمنطق والفلسفة.
وأوصى البروفيسور الخولي في ورقته باعتماد أطروحات ابن خلدون النظرية كأساس لأعمال بلورة الخطط الحضرية وتنفيذها وكداعم لتنمية الإحساس بالمواطنة، بهدف تحقيق التنمية الحضرية المستدامة.