كان فندق بارون في مدينة حلب واحداً من أهم الفنادق ليس فقط في هذه المدينة التجارية والصناعية بل في كل أنحاء سوريا.ويرزح اليوم هذا الفندق الذي استقبل أغاثا كريستي وجمال عبدالناصر وكمال أتاتورك تحت الحرب، كما كل شيء في المدينة، فتحول إلى مأوى للنازحين الذين دُمّرت منازلهم.وظل فندق "بارون" الذي أسس في بداية القرن الماضي الأكثر شهرة وعراقة على مر العقود في مدينة حلب، غير أن الحرب غيرته كما غيرت كل شيء هناك.ويجلس آرمين اليوم على شرفة الفندق الذي ورثه عن جده، أمتار قليلة تفصله عن الخط الفاصل بين المنطقة الخاضعة لقوات المعارضة وتلك الخاضعة لقوات النظام.وفي كنف هذا الفندق ألقى الرئيس المصري السابق جمال عبدالناصر خطاباً عام 1958، كما كتبت الروائية البريطانية أجاثا كريستي في الثلاثينيات اثنين من أشهر كتبها فيه، وأقامت فترة طويلة في الجناح 203.يقول آرمين: "التقيت بها في العام 1959 ولكنني لم أعرف من هي كنت أصغر من أن أدرك سبب شهرتها الكبيرة، لاحقاً أبي أخبرني من تكون. هي أغاثا كريستي، وكانت تأتي كل عام بصحبة زوجها عالم الآثار ماكس مالوان".وأقام كمال أتاتورك مؤسس الدولة التركية في الجناح 201، فيما منح الجناح رقم 215 إلى الملك فيصل الأول ملك سوريا ثم العراق، ومكث لورانس العرب في الجناح 202 .لكن "بارون" اليوم لم يعد يشبه "بارون" الأمس، فقد أهمل الأثاث وانهمرت القذائف على سقفه وجدرانه، حيث توقف الفندق عن استقبال الزوار منذ أن اشتعل القتال في حلب صيف عام 2012، في حين أصبح يؤوي نازحين تقطعت بهم السبل. وبتشاؤم يعتقد آرمين أنه لن يعيش ليرى فندقه يعود إلى كما كان عليه .
International
حلب.. فندق استقبل مشاهير في الماضي ولاجئين اليوم
19 نوفمبر 2014