تونس - منال المبروك

انشغل التونسيون الخميس بالوضع الصحي لرئيسهم الباجي قائد السبسي بعد إعلان الرئاسة عن تدهور وضعه الصحي ونقله إلى المستشفى العسكري بالعاصمة للعلاج وسط أنباء تحدثت عن وفاة الرئيس، وهو ما نفته الرئاسة التونسية لاحقا.

وتضاربت الأنباء الخميس، حول الحالة الصحية للرئيس التونسي، وفيما أعلن مستشار الرئيس التونسي في تغريدة له على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن "حالة الرئيس السبسي الصحية حرجة جداً"، كشفت مصادر من داخل المستشفى العسكري في العاصمة تونس أن "الرئيس التونسي وافته المنية"، قبل أن تنفي الرئاسة التونسية صحة الخبر وتؤكد أن حالة الرئيس التونسي مستقرة.

وفي وقت لاحق، قالت الناطقة الرسمية باسم الرئاسة التونسية، سعيدة قراش، في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، الخميس، إن حالة الرئيس الباجي قايد السبسي مستقرة.

وأضافت قراش أن السبسي يخضع حاليا لمزيد من الفحوص الطبية بعد نقله إلى المستشفى العسكري.

وأكدت أن نقل الرئيس البالغ من العمر "92 عاماً" إلى هذا المستشفى العام يؤكد الثقة بالقدرات التونسية والشفافية في التعامل مع صحة الرئيس.

وزار رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، السبسي في المستشفى، حيث دعا لوقف بث الشائعات بشأن صحته.

وقالت الرئاسة التونسية في بيان نشرته على الصفحة الرسمية التابعة لها على موقع "فيسبوك"، إنه تم نقل "رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي الخميس إلى المستشفى العسكري لتلقي العلاج اللازم وحالته الآن في استقرار ويخضع للفحوص اللازمة".

ويأتي إعلان الرئاسة بعد ساعات من كشف وسائل إعلام تونسية، الخميس، عن وقوع تفجيرين انتحاريين وسط العاصمة تونس، مخلفين قتيلاً وعدداً من الجرحى.

وقالت مصادر تونسية، الخميس، إن رئيس البرلمان دعا لاجتماع طارئ، عقب الإعلان عن نقل الرئيس التونسي إلى المستشفى العسكري، بعد تعرضه لوعكة صحية حادة، وسط انتشار أنباء عن تدهور حالته الصحية.

وأعلنت تونس رفع التعزيزيات الأمنية في تونس العاصمة، ومطار قرطاج كإجراء وقائي في إطار حماية مؤسسات الدولة، وذلك بعد العمليتين الانتحاريتين بشارع شارل ديغول ومقر الوحدة الوطنية لمكافحة الإرهاب بالقرجاني.

وأفادت وسائل إعلام تونسية، الخميس، بوقوع تفجيرين انتحاريين في وسط العاصمة، مخلفين قتيلا وعددا من الجرحى، فيما ذكرت مصادر أن التفجير الانتحاري الأول استهدف سيارة شرطة في شارع شارل ديغول، فيما أشارت مصادر أخرى إلى أن الحادث وقع على بعد 100 متر من السفارة الفرنسية.

وكان السبسي قد نقل للمستشفى الأسبوع الماضي، لكن مسؤولي الرئاسة قالوا آنذاك إنها كانت وعكة خفيفة، وفق ما نقلت "رويترز".

وقالت الرئاسة التونسية الخميس إن الرئيس الباجي قائد السبسي "92 عاما"، تعرض الخميس لوعكة صحية حادة استوجبت نقله إلى مستشفى عسكري بالعاصمة تونس

وذكر مستشاره فراس قفراش أن "وضعه حرج للغاية لكن لا يزال على قيد الحياة"، فيما أكدت سعيدة قراش الناطقة الرسمية باسم رئاسة الجمهورية أن "الرئيس الباجي قائد السبسي طلب نقله إلى المستشفى العسكري لتلقي العلاج بعد شعوره بتدهور في وضعه الصحي".

وأشارت إلى أن "الوعكة الصحية التي تعرض لها الرئيس لا علاقة لها بأزمة قلبية كما أنه ليس في غيبوبة مثلما يتم الترويج لذلك"، متابعة "أطمئن التونسيين أن الحالة الصحية لرئيس الجمهورية مستقرة، ولا علاقة لوعكته الصحية"، بالعملية الإرهابية التي شهدها شارع شارل ديغول مثلما يتم الترويج لذلك..".

وتزامن تعرض الرئيس التونسي لوعكة صحية حادة مع عمليتين إرهابيّتين جدتا في قلب العاصمة على مقربة من الأسواق الشعبية مخلفة قتيلا من المؤسسة الأمنية ونحو 8 جرحى من أمنيين ومدنيين .

ومباشرة عقب إعلان الرئاسة عن تدهور صحة الرئيس التونسي دعا رئيس البرلمان محمد الناصر الكتل البرلمانية إلى جلسة انتهت بالاجتماع إلى عدم وجود شغور رسمي في رئاسة الجمهورية.

وكان الرئيس التونسي قد تعرض قبل أسبوع إلى وعكة صحية وتم نقله إلى المستشفى العسكري في العاصمة ليغادره بعد نحو 24 ساعة وسط تطمينات عن استقرار وضعه وقرب عودته إلى سالف نشاطه.

وتداول الثلاثاء نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي صورا للرئيس السبسي في مقر إقامته بصدد متابعة مباراة كرة القدم لفريق بلاده في إطار كأس إفريقيا بصحبة نجله وحفيده.

والرئيس السبسي الذي وصل عقب انتخابات 2014 إلى منصب الرئاسة شخصية بارزة في تونس منذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي عام 2011 التي وضعت البلاد على طريق الديمقراطية وجنبتها الاضطرابات العنيفة التي شهدتها دول أخرى في المنطقة. ويتمتع السبسي "أكبر رئيس في العالم"، بحظوة كبيرة لدى الأوساط السياسية التونسية والدولية بسبب حنكته السياسية وقدرته على إدارة الأزمات التي مرت بها تونس فضلا عما يتميز به من حضور بديهي كبير ودهاء سياسي وقدرة على الخطابة بالرغم من تقدم سنه.

ويبلغ السبسي من العمر 92 عاما، وكان قد أعلن في أبريل الماضي عزمه عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المزمع إقامتها في نوفمبر المقبل.