أكد الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية أن ورشة الازدهار من أجل السلام التي استضافتها البحرين مؤخراً ليست خطوة للتطبيع مع إسرائيل، وإنما مبادرة اقتصادية من أجل المنطقة بشكل عام والشعب الفلسطيني بشكل خاص، منوها أن البحرين مع أي جهد يأتي بالتنمية والاستقرار ويحقق المستقبل الواعد لشعوب المنطقة.
كما أكد الوزير، في لقاء مع قناة "العربية" الليلة، في برنامج "الشارع الدبلوماسي"، على ثوابت البحرين في دعم القضية الفلسطينية، والتي أكدها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى في قمم مكة المكرمة، والمبنية على القرارات الدولية والمبادرة العربية للسلام، بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يوليو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وحول الأوضاع في المنطقة، أعرب الوزير عن تقديره للموقف الأمريكي من عدم الانجرار لمواجهة عسكرية تسعى لها إيران، مشيرا إلى ان أي مواجهة ستتحمل إيران مسؤوليتها من خلال تناقض مواقفها وسلوكها العدواني.
وفي ما يلي نص اللقاء:
المذيع: ما هو تقييمكم لنتائج ومدى نجاح ورشة البحرين الخاصة بالتنمية من أجل الازدهار والسلام في الأراضي الفلسطينية، هل نجحت هذه الورشة في تقييمك الخاص؟
الوزير: نعم هذه الورشة التي عقدت في اليومين الماضيين في البحرين بذل لإعدادها جهد كبير من مملكة البحرين ومن الولايات المتحدة الأمريكية، ومن عدد كبير من الدول والمؤسسات المشاركة، الحضور كان فيها جيدا جداً وبمستوى عال، من المنطقة، من الدول المهمة في المنطقة، والفاعلة، وأيضا من الدول الفاعلة في العالم من كل القارات، تمثيل كامل من الدول الخمس الكبرى، من صندوق النقد الدولي برئيسته، من البنك الدولي برئيسه، وكثير من قادة القطاع الخاص في المنطقة والعالم ، البداية جيدة ، البداية سليمة، البداية قابلة لأن تنمو وتكبر ونتطلع إلى أنها تستقطب الاهتمام وتستقطب الدعم من كل العالم.
.
المذيع: لماذا قبلت المملكة باستضافة هذه الورشة في المنامة بالرغم من كل الجدل الذي يثار حولها؟
الوزير: من سياسة مملكة البحرين دائما وعلى مر العقود أنها ستقوم بدورها في أي جهد يأتي بالتنمية ويأتي بالاستقرار، ويأتي بالفرص، ويأتي بالمستقبل الواعد لشعوب المنطقة، هذا دائما هو دور مملكة البحرين وأهل البحرين، فحين عرضت علينا هذه الفكرة بإستضافة هذه الورشة من قبل دولة حليفة مهمة في العالم مثل الولايات المتحدة الأمريكية، طبعا درسنا الموضوع وتناقشنا فيه معاهم كثير وصلنا إلى أنه يظهر بهيئته التي ظهر فيها في اليومين الماضيين، وهذا دائما اعتبرناه جزءا من عملنا وجزءا من واجبنا تجاه الأشقاء في المنطقة وبالأخص الشعب الفلسطيني الذي دائما لا نتردد في دعمهم في كل موجب.
.
المذيع: هناك من يتهم مؤتمر المنامة بأنه يهدف إلى استبدال الحقوق الفلسطينية بالاغراءات الاقتصادية الوهمية، مذا تقول لهم؟
الوزير: أبدا هذا ليس صحيحا وهذا ليس المقصود من هذه الورشة، ودعني أذكر العزيز أخي أن هذه ليس أول جهد لدعم المنطقة والشعب الفلسطيني الشقيق من الجانب الاقتصادي، كلنا نتذكر أن رئيس الوزراء السابق سلام فياض قام بعمل في 2008 وبأعمال كثيرة وكبيرة وكانت تحظى بدعمه ودعم الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية لدعم اقتصادي وتنمية حقيقية للشعب الفلسطيني، في 2013 وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري أيضا عمل مع الحكومة الفلسطينية لايجاد نوع من الآلية وأتى برجل أعمال والمستثمر الكبير تم كولنز وكانوا يطمحون إلى استثمار أربعة بليون دولار في بنية تحتية وفي خدمات توجه للشعب الفلسطيني.
اليابان وتايلند يرأسون مجموعة آسيوية مهمة جداً لدعم الاقتصادي للشعب الفلسطيني، الآن جاءت هذه الورشة وجاءت بأفكار وجاءت بدور كبير لأكبر لاعب في شؤون مسألة الوضع في الشرق الأوسط، ألا وهي الولايات المتحدة الامريكية، فكيف نضيع هذه الفرصة، ووجدنا أن مضمونها أيضاً يقدم الكثير من الفرص ويوفر لشعوب المنطقة، وبالأخص الشعب الفلسطيني، مجالا كبيرا للتنمية وللتعليم والحياة الأفضل، فلم نر أي سبب ان لا ندعمها في هذا الشأن، ولم نر أنه نوع من أي شيء غير ما عملنا من أجله في اليومين الماضين.
.
المذيع: هل توافقهم الرأي بأن الدول العربية ستلتزم بقرارات القمة، ولن ترضى إلا بما يرضى به الفلسطينيون سياسيا؟
الوزير: نعم وأقولها بملء فمي نعم نوافقهم موافقة كاملة على هذا الرأي، هذا هو موقفنا هذه هي ورشة اقتصادية، ورشة لتوفير المجال والمناخ الصحيح للشعوب العربية وللشعب الفلسطيني إنهم يسعون الى الحياة الافضل، التي توفر لهم ايضا المناخ السليم لأن يتطلعوا الى السلام في المنطقة، لكن هي ليست مربوطة بأي خطة للسلام لأن لم نسمع ولم نتطلع على أي خطة سياسية لحل قضية الصراع العربي الاسرائيلي والشعب الفلسطيني وحقوقه، موقفنا واضح موقفنا تقرأه في مبادرة السلام العربية، موقفنا تقرأه في قرارات كل القمم العربية الملتزمون بها، موقفنا أبداه جلالة الملك حمد بن عيسى في قمة مكة الاخيرة وبين بكل وضوح أننا ندعم الشعب الفلسطيني وإقامة دولة فلسطينية كاملة الحقوق والسيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحسب القرارات الدولية وحسب المبادرة العربية، هذا هو موقفنا الواضح الان، هذا موقفنا الواضح الذي لم يتغير ولن يتغير ان شاء الله، لأن نتفق معاهم ما يرضي الشعب الفلسطيني في هذا الشأن هو موقفنا، ولن نزايد على هذا الموضوع ولم نزايد في السابق أبدا.
.
المذيع: رئيس الوزراء البريطاني السابق وايضا كان ممثل لجنة الرباعية السابق للامم المتحدة توني بلير قال في جلسة الاربعاء الختامية إنه من الحماقة التطرق إلى الاقتصاد دون التعامل مع الشق السياسي، وتسائل لماذا لا يكون هناك اتفاق سياسي بين الأطراف، ومن ثم التوجه الى الشق الاقتصادي؟
الوزير: أخي الكريم انا لا أدري عن أي حماقة يتكلم هو في هذا الموضوع، أنا أرى نحن نتكلمنا في اليومين الماضيين عن ورشة اقتصادية استثمارية تتطلع إلى تحسين الظروف في المنطقة وللشعب الفلسطيني، هذه هي الورشة ليس للموضوع شق آخر. اذا كان هناك شق آخر فنحن لم نسمع به ولم نره ولم نتطلع عليه، الان نتكلم عن دعم الشعب الفلسطيني ونرى بكل وضوح من يتردد عن دعم الشعب الفلسطيني في كل لحظة، وفي كل موجب سيكون مقصرا، أما إن أتى الحديث عن مسألة حل سياسي أو أفكار تطرح لحل سياسي فنحن سمعنا خططا كثيرة، الولايات المتحدة الامريكية طرحت خططا وافكارا من أيام وليم روجرز إلى اليوم، دائما هناك خطط نجحت وخطط لم يكتب لها التوفيق، إن أتت هناك خطة جديدة فلنسمعها ونرى ما يكون مصيرها، لكن في النهاية نحن تعاملنا مع هذا الشيء بكيانه، ورشة عمل اقتصادية استثمارية وليست شقا من أي شيء آخر.
.
المذيع: قمتم والولايات المتحدة بتنظيم هذه الورشة، ورشة العمل الاستثمارية الاقتصادية، هل تواصلتم مع السلطة الفلسطينية أو تواصلت هي معكم حول عقد هذا المؤتمر وحضوره أو عدم حضوره؟
الوزير: نعم؛ تواصلنا مع السلطة الفلسطينية وأنا في قمة مكة تواصلت مع أخي رياض المالكي وتواصلت مع أخي صائب عريقات، وجلالة الملك التقى بالرئيس الفلسطيني في قمة مكة، وكان هناك بيننا حديث صريح ولازال الأخوة والوئام والتفاهم بينا وبين القيادة الفلسطينية قائمة ولم تتغير لكن لديهم رأي في الموضوع احترمناه وأيضا هم احترموا رأينا واحترموا مسؤوليتنا، وما نطمح إليه من هذه الورشة، وهم ارتأوا أن لا يشاركوا نتمنى إن شاء الله تكون هناك فرص قادمة، إذا ضاعت فرصة نحن لا نفقد الأمل نتطلع إلى الفرصة التي بعدها وإن شاء الله الله يوفق الجميع.
.
المذيع: تصفون هذه الخطة بأنها خطة اقتصادية للمنطقة، وعُرضت المليارات على دول الجوار أيضا الى جانب الفلسطينيين ومن بينها مصر والأردن ولبنان، ولكن الان وانتهت الورشة يتساءل العالم إلى أين نسير الآن، مذا بعد مؤتمر البحرين؟
الوزير: أخي الكريم قبل أن أجيبك على هذا السؤال ماذا بعد مؤتمر البحرين، أود التعليق على كلمة أنت قلت "عرضت المليارات"، هي ليست مليارات عُرضت كهبات أو كعطايا أو كأي شيء لاستبدال شيء بآخر، هذه عرضت كاستثمارات؛ كبرامج؛ كمشاريع تبنى لصالح شعوب المنطقة وللشعب الفلسطيني بالذات، فليس هناك نوع أن مليارات عرضت لاستبدال شيء أرجو أن نوضح الصورة في هذا الموضوع، اما مسألة ماذا بعد الآن نحن سمعنا من الولايات المتحدة الأمريكية أنهم سيواصلون على هذا الطريق ويتطلعون ان يكون هذا الجهد الذي بذل في البحرين في ورشة التي عقدت في المنامة أن هذا الجهد الان يستقطب الاهتمام ويستقطب الدعم ويستقطب الرغبة في المشاركة، هذه اذا نجحنا فيها في الفترة القادمة نكون قد سرنا على الطريق الصحيح للتنمية في المنطقة.
.
المذيع: يتوقع خروج الشق السياسي من صفقة القرن في نوفمبر القادم أو ما شابه، لكن ان لم يضمن الجانب السياسي من صفقة القرن هذا الحد الادنى الذي يطالب به الفلسطينييون والقادة العرب؛ وهو حل الدولتين مع القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، ما الفائدة من هذه الخطة الاقتصادية ومن جهودكم الخيرة المبذولة في مؤتمر السلام من اجل الازدهار؟
الوزير: أخي العزيز وأريد أيضا أن أعلق على كلمة بينتها أنت عندما قلت "صفقة القرن"، هل من الممكن أن توضح لي ما هي هذه الصفقة؟ الصفقة دائما تكون بين طرفين يتفقان عليها أو اتفقا عليها، فأنا لا أعلم عن ماذا يتكلمون دائما عن مسألة ان هناك صفقة، وما نتوقعه أن تأتينا كخطة، كما أتت الخطط السابقة من الولايات المتحدة الامريكية أو من أي جهة أخرى، فإن نجحت هذه الخطة التي نتوقع أن تعرض سيكون شيئاً طيبا، إن لم تنجح ولم تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق وتطلعات الدول في الاستقرار والتنمية وثقتهم فيها انها ستكون خطة ناجحة؛ فستكون كغيرها، التي يمكن أن تنظر لها على مر العقود التي مررنا بها، لكننا نتفاءل، ولكن كيف سيكون تأثيرها على مسألة الورشة الاقتصادية او هذا التوجه الاقتصادي، أرجو ألا يأتي شيء من الخطة الذي يوقف هذا المسار، لأن هذا المسار يجب أن يكتب له أن يستمر، وأن لم تكن هناك خطة سياسية؛ هذا المسار مسار طيب، هذا المسار مسار جيد، ويحقق الكثير من التنمية والحياة الأفضل، والخطط السياسية تأتي دائما وتتكرر.
.
المذيع: لكن الخطة السياسية، اعذرني سيدي الوزير، هي من ستحل المشاكل الحالية والازمات الموجودة الان، والازمة المتفاقمة يعني كيف يمكن توفير بيئة آمنة لهذه الخطة الاقتصادية لكي تنمو؟
الوزير: هذا السؤال هو سؤال مهم جدا ووجيه، ولا اظن انه فات عن ذهن أو تخطيط من يضع هذه الخطة للحل في المنطقة من قبل الولايات المتحدة الامريكية، اكيد فكروا فيها، لكن هذا ايضا يتطلب تعاون من جميع الأطراف؛ ان كان الطرف الفلسطيني ان كان الإسرائيلي، ان كان الدول المجاورة، يجب أن يضعوا نصب أعينهم مسألة توفير الحياة الافضل، ومسألة الأمن أيضا يجب أن يتم التعامل معه، والبيئة الآمنة والسلم المجتمعي في دولنا، فإذا توفر هذا ستنجح الخطة الاقتصادية، لكن لا أظن انها غابت عن ذهن من يفكر في وضع هذه الخطة الاقتصادية وتطويرها للمنطقة.
.
المذيع: لا يخفى عليك ان أحد مؤلفي هذه الخطة الاقتصادية والسياسية هو جاريد كوشنر، كبير مستشارين الرئيس دونالد ترمب في شؤون الشرق الأوسط، وفي لقاء صحافي استمعت إليه قال مستشار الرئيس الامريكي جاريد كوشنر ان المبادرة العربية لم تعد صالحة، وهي مبادرة تبني على حل الدولتين وكذلك القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية مستقلة مستقبلا؟ ماذا تقول له؟
الوزير: هذا الموقف ليس أول مرة نسمعه، ان المبادرة العربية للسلام وان حل الدولتين وان الكثير من الامور المرتبطة به ليس هو الحل الصحيح، لكن هذا الحل الذي نؤمن به، وهذا هو الحل الذي لا نرى غيره، غير ذلك فنقول لمن لا يؤمن بالمبادرة العربية للسلام من اي طرف اننا متمسكون بها، متمسكون بحل الدولتين، كما للإسرائيليين دولة كذلك الفلسطينيين يجب ان تكون لهم دولة، ويجب ان يكون لهم احترامهم ومكانتهم التي يستحقونها بين دول العالم، الشعب الفلسطيني من خيرة الشعوب القادرة والمتعلمة والمثقفة، والتي تسهم حتى في النتاج الفكري في العالم كله، فكيف لا يستحق هذا الشعب ان يكون له دولته المستقلة، نحن نتطلع إلى ذلك وهذا هو موقفنا لم يتغير.
.
المذيع: لماذا قررت الحديث للصحافة الاسرائيلية بعد انعقاد المؤتمر وبصورة غير مسبوقة في واقع الامر، تحدثت الى تلفزيون اسرائيلي (رقم 13)، واجريت حديثا صحفيا من صحيفة (تايمز اوف إسرائيل)، ما هي الرسالة التي كنت تريد توصيلها الى الشعب الاسرائيلي؟
الوزير: أولا اردنا ايصال الرسالة مباشرة الى الشعب الاسرائيلي عن طريق قنواته التي يشاهدها كل يوم، أو صحفه، أو مصادره الصحفية، واردنا أن نوصل. حقيقة قدمت مبادرة عربية للسلام إلى اسرائيل ولم نسمع من اسرائيل شيئاً، ولا حتى كلمة حتى بالموافقة أو التأييد لهذه المبادرة العربية الحقيقية التي قدمها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، الآن يجب أن نفصل موضوعين؛ هناك من يقول ان هذا تطبيع، هذا ليس تطبيعا وليس حتى خطوة تطبيعية، وهو ما يجب ايصاله بشكل صحيح لمن تريد ان تخاطبه وتحل المشكلة معه؛ الا وهو الشعب الإسرائيلي، فإذا أوصلناها نكون قد اسهمنا في خلق نوع من المناخ الذي يمكن معه أن يسمع بعضنا الآخر، اما مسألة انها تطبيع؛ فهي ليست كذلك، فخطوات التطبيع معروفة؛ رفع العلم وفتح السفارة وفتح الحدود، هذه كلها تعتبر خطوات تطبيعية، هناك دول عربية عندها خطوات تطبيعية لكن في هذه المبادرة وفي هذا الموقف وفي الاتصال مع الصحافة والتلفزيونات الإسرائيلية ما هو إلا محاولة للوصول الى ذهن المشاهد والقارئ الاسرائيلي ليعرف ماذا يدور في فكرنا نحن كعرب مباشرة دون وسطاء ودون تحليلات ودون اعادة قولبة في الكلام، مباشرة ما بين المتكلم والمستمع في الشعب الاسرائيلي.
.
المذيع: بالنسبة الملف الايراني، التوتر في الخليج إذا ما عادت إيران الى تخصيب اليورانيوم بقدر يفوق المسموح به، وذلك بعد السابع من يوليو القادم، واستمرت كذلك في سياساتها الحالية من التدخل في شؤون الداخلية للدول العربية؛ دعم أعمال تصنف بأنها ارهابية بل هي جرائم حرب مثل اطلاق الصواريخ على مطار أبها والمدن السعودية واستمرت في مهاجمة الملاحة الدولية وتقييد حريتها، الى اين نتجه؟
الوزير: نحن نرى في السياسة الإيرانية تجاه المنطقة أنها الخطر الكبير الآن، الذي يهدد دولنا كلها ويهدد الاستقرار والسلم العالمي، وأيضا نقدر الانتباه الواضح والدور الكبير الذي تقوم به الولايات المتحدة الامريكية والدول الكبرى في المنطقة للجم وتحجيم السياسة الايرانية التخريبية في المنطقة، هذه نقدرها جدا، لكن أيضا نقدر الحكمة في الموقف، خصوصا موقف الولايات المتحدة الامريكية الأخير، في عدم الانجرار، وهناك من يحاول أن يجرهم الى حرب أو الى مواجهة عسكرية من جانب ايران، نقدر انهم لا يعطون هذه الفرصة لإيران؛ اشعال الحرب شي سهل، وأن أي أحد يمكن أن يشعل الحروب، لكن الحكمة في التعامل معه والابتعاد عنها يتطلب موقف ويتطلب حكمة ويتطلب سياسة واضحة، وهذا نقدره جدا، إلى اين نتجه؟ والى أي طريق سنتجه فيه إن كان ناجح أو كان سلبي يؤدي إلى مواجهة لا سمح الله، ستتحمل إيران مسؤوليته، هي من بيدها الان أن تبعد المنطقة عن أي خطر من هذا النوع، اما اذا استمرت في التدخل في الدول ودعم الارهاب وفي برنامجها النووي وبرنامجها الصاروخي، ماذا ستترك للعالم! تقول حوار وهي تقول تعالوا نوقع معاكم معاهدة عدم اعتداء وفي نفس الوقت تعتدي على المطارات السعودية عن طريق عملائها، وتعتدي على البواخر في بحر عمان، وتعتدي على أمور كثيرة تتعلق بنا.
كما أكد الوزير، في لقاء مع قناة "العربية" الليلة، في برنامج "الشارع الدبلوماسي"، على ثوابت البحرين في دعم القضية الفلسطينية، والتي أكدها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى في قمم مكة المكرمة، والمبنية على القرارات الدولية والمبادرة العربية للسلام، بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يوليو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وحول الأوضاع في المنطقة، أعرب الوزير عن تقديره للموقف الأمريكي من عدم الانجرار لمواجهة عسكرية تسعى لها إيران، مشيرا إلى ان أي مواجهة ستتحمل إيران مسؤوليتها من خلال تناقض مواقفها وسلوكها العدواني.
وفي ما يلي نص اللقاء:
المذيع: ما هو تقييمكم لنتائج ومدى نجاح ورشة البحرين الخاصة بالتنمية من أجل الازدهار والسلام في الأراضي الفلسطينية، هل نجحت هذه الورشة في تقييمك الخاص؟
الوزير: نعم هذه الورشة التي عقدت في اليومين الماضيين في البحرين بذل لإعدادها جهد كبير من مملكة البحرين ومن الولايات المتحدة الأمريكية، ومن عدد كبير من الدول والمؤسسات المشاركة، الحضور كان فيها جيدا جداً وبمستوى عال، من المنطقة، من الدول المهمة في المنطقة، والفاعلة، وأيضا من الدول الفاعلة في العالم من كل القارات، تمثيل كامل من الدول الخمس الكبرى، من صندوق النقد الدولي برئيسته، من البنك الدولي برئيسه، وكثير من قادة القطاع الخاص في المنطقة والعالم ، البداية جيدة ، البداية سليمة، البداية قابلة لأن تنمو وتكبر ونتطلع إلى أنها تستقطب الاهتمام وتستقطب الدعم من كل العالم.
.
المذيع: لماذا قبلت المملكة باستضافة هذه الورشة في المنامة بالرغم من كل الجدل الذي يثار حولها؟
الوزير: من سياسة مملكة البحرين دائما وعلى مر العقود أنها ستقوم بدورها في أي جهد يأتي بالتنمية ويأتي بالاستقرار، ويأتي بالفرص، ويأتي بالمستقبل الواعد لشعوب المنطقة، هذا دائما هو دور مملكة البحرين وأهل البحرين، فحين عرضت علينا هذه الفكرة بإستضافة هذه الورشة من قبل دولة حليفة مهمة في العالم مثل الولايات المتحدة الأمريكية، طبعا درسنا الموضوع وتناقشنا فيه معاهم كثير وصلنا إلى أنه يظهر بهيئته التي ظهر فيها في اليومين الماضيين، وهذا دائما اعتبرناه جزءا من عملنا وجزءا من واجبنا تجاه الأشقاء في المنطقة وبالأخص الشعب الفلسطيني الذي دائما لا نتردد في دعمهم في كل موجب.
.
المذيع: هناك من يتهم مؤتمر المنامة بأنه يهدف إلى استبدال الحقوق الفلسطينية بالاغراءات الاقتصادية الوهمية، مذا تقول لهم؟
الوزير: أبدا هذا ليس صحيحا وهذا ليس المقصود من هذه الورشة، ودعني أذكر العزيز أخي أن هذه ليس أول جهد لدعم المنطقة والشعب الفلسطيني الشقيق من الجانب الاقتصادي، كلنا نتذكر أن رئيس الوزراء السابق سلام فياض قام بعمل في 2008 وبأعمال كثيرة وكبيرة وكانت تحظى بدعمه ودعم الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية لدعم اقتصادي وتنمية حقيقية للشعب الفلسطيني، في 2013 وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري أيضا عمل مع الحكومة الفلسطينية لايجاد نوع من الآلية وأتى برجل أعمال والمستثمر الكبير تم كولنز وكانوا يطمحون إلى استثمار أربعة بليون دولار في بنية تحتية وفي خدمات توجه للشعب الفلسطيني.
اليابان وتايلند يرأسون مجموعة آسيوية مهمة جداً لدعم الاقتصادي للشعب الفلسطيني، الآن جاءت هذه الورشة وجاءت بأفكار وجاءت بدور كبير لأكبر لاعب في شؤون مسألة الوضع في الشرق الأوسط، ألا وهي الولايات المتحدة الامريكية، فكيف نضيع هذه الفرصة، ووجدنا أن مضمونها أيضاً يقدم الكثير من الفرص ويوفر لشعوب المنطقة، وبالأخص الشعب الفلسطيني، مجالا كبيرا للتنمية وللتعليم والحياة الأفضل، فلم نر أي سبب ان لا ندعمها في هذا الشأن، ولم نر أنه نوع من أي شيء غير ما عملنا من أجله في اليومين الماضين.
.
المذيع: هل توافقهم الرأي بأن الدول العربية ستلتزم بقرارات القمة، ولن ترضى إلا بما يرضى به الفلسطينيون سياسيا؟
الوزير: نعم وأقولها بملء فمي نعم نوافقهم موافقة كاملة على هذا الرأي، هذا هو موقفنا هذه هي ورشة اقتصادية، ورشة لتوفير المجال والمناخ الصحيح للشعوب العربية وللشعب الفلسطيني إنهم يسعون الى الحياة الافضل، التي توفر لهم ايضا المناخ السليم لأن يتطلعوا الى السلام في المنطقة، لكن هي ليست مربوطة بأي خطة للسلام لأن لم نسمع ولم نتطلع على أي خطة سياسية لحل قضية الصراع العربي الاسرائيلي والشعب الفلسطيني وحقوقه، موقفنا واضح موقفنا تقرأه في مبادرة السلام العربية، موقفنا تقرأه في قرارات كل القمم العربية الملتزمون بها، موقفنا أبداه جلالة الملك حمد بن عيسى في قمة مكة الاخيرة وبين بكل وضوح أننا ندعم الشعب الفلسطيني وإقامة دولة فلسطينية كاملة الحقوق والسيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحسب القرارات الدولية وحسب المبادرة العربية، هذا هو موقفنا الواضح الان، هذا موقفنا الواضح الذي لم يتغير ولن يتغير ان شاء الله، لأن نتفق معاهم ما يرضي الشعب الفلسطيني في هذا الشأن هو موقفنا، ولن نزايد على هذا الموضوع ولم نزايد في السابق أبدا.
.
المذيع: رئيس الوزراء البريطاني السابق وايضا كان ممثل لجنة الرباعية السابق للامم المتحدة توني بلير قال في جلسة الاربعاء الختامية إنه من الحماقة التطرق إلى الاقتصاد دون التعامل مع الشق السياسي، وتسائل لماذا لا يكون هناك اتفاق سياسي بين الأطراف، ومن ثم التوجه الى الشق الاقتصادي؟
الوزير: أخي الكريم انا لا أدري عن أي حماقة يتكلم هو في هذا الموضوع، أنا أرى نحن نتكلمنا في اليومين الماضيين عن ورشة اقتصادية استثمارية تتطلع إلى تحسين الظروف في المنطقة وللشعب الفلسطيني، هذه هي الورشة ليس للموضوع شق آخر. اذا كان هناك شق آخر فنحن لم نسمع به ولم نره ولم نتطلع عليه، الان نتكلم عن دعم الشعب الفلسطيني ونرى بكل وضوح من يتردد عن دعم الشعب الفلسطيني في كل لحظة، وفي كل موجب سيكون مقصرا، أما إن أتى الحديث عن مسألة حل سياسي أو أفكار تطرح لحل سياسي فنحن سمعنا خططا كثيرة، الولايات المتحدة الامريكية طرحت خططا وافكارا من أيام وليم روجرز إلى اليوم، دائما هناك خطط نجحت وخطط لم يكتب لها التوفيق، إن أتت هناك خطة جديدة فلنسمعها ونرى ما يكون مصيرها، لكن في النهاية نحن تعاملنا مع هذا الشيء بكيانه، ورشة عمل اقتصادية استثمارية وليست شقا من أي شيء آخر.
.
المذيع: قمتم والولايات المتحدة بتنظيم هذه الورشة، ورشة العمل الاستثمارية الاقتصادية، هل تواصلتم مع السلطة الفلسطينية أو تواصلت هي معكم حول عقد هذا المؤتمر وحضوره أو عدم حضوره؟
الوزير: نعم؛ تواصلنا مع السلطة الفلسطينية وأنا في قمة مكة تواصلت مع أخي رياض المالكي وتواصلت مع أخي صائب عريقات، وجلالة الملك التقى بالرئيس الفلسطيني في قمة مكة، وكان هناك بيننا حديث صريح ولازال الأخوة والوئام والتفاهم بينا وبين القيادة الفلسطينية قائمة ولم تتغير لكن لديهم رأي في الموضوع احترمناه وأيضا هم احترموا رأينا واحترموا مسؤوليتنا، وما نطمح إليه من هذه الورشة، وهم ارتأوا أن لا يشاركوا نتمنى إن شاء الله تكون هناك فرص قادمة، إذا ضاعت فرصة نحن لا نفقد الأمل نتطلع إلى الفرصة التي بعدها وإن شاء الله الله يوفق الجميع.
.
المذيع: تصفون هذه الخطة بأنها خطة اقتصادية للمنطقة، وعُرضت المليارات على دول الجوار أيضا الى جانب الفلسطينيين ومن بينها مصر والأردن ولبنان، ولكن الان وانتهت الورشة يتساءل العالم إلى أين نسير الآن، مذا بعد مؤتمر البحرين؟
الوزير: أخي الكريم قبل أن أجيبك على هذا السؤال ماذا بعد مؤتمر البحرين، أود التعليق على كلمة أنت قلت "عرضت المليارات"، هي ليست مليارات عُرضت كهبات أو كعطايا أو كأي شيء لاستبدال شيء بآخر، هذه عرضت كاستثمارات؛ كبرامج؛ كمشاريع تبنى لصالح شعوب المنطقة وللشعب الفلسطيني بالذات، فليس هناك نوع أن مليارات عرضت لاستبدال شيء أرجو أن نوضح الصورة في هذا الموضوع، اما مسألة ماذا بعد الآن نحن سمعنا من الولايات المتحدة الأمريكية أنهم سيواصلون على هذا الطريق ويتطلعون ان يكون هذا الجهد الذي بذل في البحرين في ورشة التي عقدت في المنامة أن هذا الجهد الان يستقطب الاهتمام ويستقطب الدعم ويستقطب الرغبة في المشاركة، هذه اذا نجحنا فيها في الفترة القادمة نكون قد سرنا على الطريق الصحيح للتنمية في المنطقة.
.
المذيع: يتوقع خروج الشق السياسي من صفقة القرن في نوفمبر القادم أو ما شابه، لكن ان لم يضمن الجانب السياسي من صفقة القرن هذا الحد الادنى الذي يطالب به الفلسطينييون والقادة العرب؛ وهو حل الدولتين مع القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، ما الفائدة من هذه الخطة الاقتصادية ومن جهودكم الخيرة المبذولة في مؤتمر السلام من اجل الازدهار؟
الوزير: أخي العزيز وأريد أيضا أن أعلق على كلمة بينتها أنت عندما قلت "صفقة القرن"، هل من الممكن أن توضح لي ما هي هذه الصفقة؟ الصفقة دائما تكون بين طرفين يتفقان عليها أو اتفقا عليها، فأنا لا أعلم عن ماذا يتكلمون دائما عن مسألة ان هناك صفقة، وما نتوقعه أن تأتينا كخطة، كما أتت الخطط السابقة من الولايات المتحدة الامريكية أو من أي جهة أخرى، فإن نجحت هذه الخطة التي نتوقع أن تعرض سيكون شيئاً طيبا، إن لم تنجح ولم تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق وتطلعات الدول في الاستقرار والتنمية وثقتهم فيها انها ستكون خطة ناجحة؛ فستكون كغيرها، التي يمكن أن تنظر لها على مر العقود التي مررنا بها، لكننا نتفاءل، ولكن كيف سيكون تأثيرها على مسألة الورشة الاقتصادية او هذا التوجه الاقتصادي، أرجو ألا يأتي شيء من الخطة الذي يوقف هذا المسار، لأن هذا المسار يجب أن يكتب له أن يستمر، وأن لم تكن هناك خطة سياسية؛ هذا المسار مسار طيب، هذا المسار مسار جيد، ويحقق الكثير من التنمية والحياة الأفضل، والخطط السياسية تأتي دائما وتتكرر.
.
المذيع: لكن الخطة السياسية، اعذرني سيدي الوزير، هي من ستحل المشاكل الحالية والازمات الموجودة الان، والازمة المتفاقمة يعني كيف يمكن توفير بيئة آمنة لهذه الخطة الاقتصادية لكي تنمو؟
الوزير: هذا السؤال هو سؤال مهم جدا ووجيه، ولا اظن انه فات عن ذهن أو تخطيط من يضع هذه الخطة للحل في المنطقة من قبل الولايات المتحدة الامريكية، اكيد فكروا فيها، لكن هذا ايضا يتطلب تعاون من جميع الأطراف؛ ان كان الطرف الفلسطيني ان كان الإسرائيلي، ان كان الدول المجاورة، يجب أن يضعوا نصب أعينهم مسألة توفير الحياة الافضل، ومسألة الأمن أيضا يجب أن يتم التعامل معه، والبيئة الآمنة والسلم المجتمعي في دولنا، فإذا توفر هذا ستنجح الخطة الاقتصادية، لكن لا أظن انها غابت عن ذهن من يفكر في وضع هذه الخطة الاقتصادية وتطويرها للمنطقة.
.
المذيع: لا يخفى عليك ان أحد مؤلفي هذه الخطة الاقتصادية والسياسية هو جاريد كوشنر، كبير مستشارين الرئيس دونالد ترمب في شؤون الشرق الأوسط، وفي لقاء صحافي استمعت إليه قال مستشار الرئيس الامريكي جاريد كوشنر ان المبادرة العربية لم تعد صالحة، وهي مبادرة تبني على حل الدولتين وكذلك القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية مستقلة مستقبلا؟ ماذا تقول له؟
الوزير: هذا الموقف ليس أول مرة نسمعه، ان المبادرة العربية للسلام وان حل الدولتين وان الكثير من الامور المرتبطة به ليس هو الحل الصحيح، لكن هذا الحل الذي نؤمن به، وهذا هو الحل الذي لا نرى غيره، غير ذلك فنقول لمن لا يؤمن بالمبادرة العربية للسلام من اي طرف اننا متمسكون بها، متمسكون بحل الدولتين، كما للإسرائيليين دولة كذلك الفلسطينيين يجب ان تكون لهم دولة، ويجب ان يكون لهم احترامهم ومكانتهم التي يستحقونها بين دول العالم، الشعب الفلسطيني من خيرة الشعوب القادرة والمتعلمة والمثقفة، والتي تسهم حتى في النتاج الفكري في العالم كله، فكيف لا يستحق هذا الشعب ان يكون له دولته المستقلة، نحن نتطلع إلى ذلك وهذا هو موقفنا لم يتغير.
.
المذيع: لماذا قررت الحديث للصحافة الاسرائيلية بعد انعقاد المؤتمر وبصورة غير مسبوقة في واقع الامر، تحدثت الى تلفزيون اسرائيلي (رقم 13)، واجريت حديثا صحفيا من صحيفة (تايمز اوف إسرائيل)، ما هي الرسالة التي كنت تريد توصيلها الى الشعب الاسرائيلي؟
الوزير: أولا اردنا ايصال الرسالة مباشرة الى الشعب الاسرائيلي عن طريق قنواته التي يشاهدها كل يوم، أو صحفه، أو مصادره الصحفية، واردنا أن نوصل. حقيقة قدمت مبادرة عربية للسلام إلى اسرائيل ولم نسمع من اسرائيل شيئاً، ولا حتى كلمة حتى بالموافقة أو التأييد لهذه المبادرة العربية الحقيقية التي قدمها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، الآن يجب أن نفصل موضوعين؛ هناك من يقول ان هذا تطبيع، هذا ليس تطبيعا وليس حتى خطوة تطبيعية، وهو ما يجب ايصاله بشكل صحيح لمن تريد ان تخاطبه وتحل المشكلة معه؛ الا وهو الشعب الإسرائيلي، فإذا أوصلناها نكون قد اسهمنا في خلق نوع من المناخ الذي يمكن معه أن يسمع بعضنا الآخر، اما مسألة انها تطبيع؛ فهي ليست كذلك، فخطوات التطبيع معروفة؛ رفع العلم وفتح السفارة وفتح الحدود، هذه كلها تعتبر خطوات تطبيعية، هناك دول عربية عندها خطوات تطبيعية لكن في هذه المبادرة وفي هذا الموقف وفي الاتصال مع الصحافة والتلفزيونات الإسرائيلية ما هو إلا محاولة للوصول الى ذهن المشاهد والقارئ الاسرائيلي ليعرف ماذا يدور في فكرنا نحن كعرب مباشرة دون وسطاء ودون تحليلات ودون اعادة قولبة في الكلام، مباشرة ما بين المتكلم والمستمع في الشعب الاسرائيلي.
.
المذيع: بالنسبة الملف الايراني، التوتر في الخليج إذا ما عادت إيران الى تخصيب اليورانيوم بقدر يفوق المسموح به، وذلك بعد السابع من يوليو القادم، واستمرت كذلك في سياساتها الحالية من التدخل في شؤون الداخلية للدول العربية؛ دعم أعمال تصنف بأنها ارهابية بل هي جرائم حرب مثل اطلاق الصواريخ على مطار أبها والمدن السعودية واستمرت في مهاجمة الملاحة الدولية وتقييد حريتها، الى اين نتجه؟
الوزير: نحن نرى في السياسة الإيرانية تجاه المنطقة أنها الخطر الكبير الآن، الذي يهدد دولنا كلها ويهدد الاستقرار والسلم العالمي، وأيضا نقدر الانتباه الواضح والدور الكبير الذي تقوم به الولايات المتحدة الامريكية والدول الكبرى في المنطقة للجم وتحجيم السياسة الايرانية التخريبية في المنطقة، هذه نقدرها جدا، لكن أيضا نقدر الحكمة في الموقف، خصوصا موقف الولايات المتحدة الامريكية الأخير، في عدم الانجرار، وهناك من يحاول أن يجرهم الى حرب أو الى مواجهة عسكرية من جانب ايران، نقدر انهم لا يعطون هذه الفرصة لإيران؛ اشعال الحرب شي سهل، وأن أي أحد يمكن أن يشعل الحروب، لكن الحكمة في التعامل معه والابتعاد عنها يتطلب موقف ويتطلب حكمة ويتطلب سياسة واضحة، وهذا نقدره جدا، إلى اين نتجه؟ والى أي طريق سنتجه فيه إن كان ناجح أو كان سلبي يؤدي إلى مواجهة لا سمح الله، ستتحمل إيران مسؤوليته، هي من بيدها الان أن تبعد المنطقة عن أي خطر من هذا النوع، اما اذا استمرت في التدخل في الدول ودعم الارهاب وفي برنامجها النووي وبرنامجها الصاروخي، ماذا ستترك للعالم! تقول حوار وهي تقول تعالوا نوقع معاكم معاهدة عدم اعتداء وفي نفس الوقت تعتدي على المطارات السعودية عن طريق عملائها، وتعتدي على البواخر في بحر عمان، وتعتدي على أمور كثيرة تتعلق بنا.