لا يبدو إصدار رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، لقرار «اندماج الفصائل المسلحة في القوات النظامية»، مانحاً إياها «مهلة محددة لإغلاق مقارها»، أنه بمعزل عن الأحداث الأخيرة التي شهدها العراق والتي كشفت عن الفوضى، وعدم فرض الدولة العراقية لسيادتها، ومدى الإحراج الذي بدت فيه السلطات العراقية أمام المجتمع الدولي.
ووفقاً لوسائل إعلام عربية ودولية، سحبت أمريكا في مايو الماضي، الدبلوماسيين الأمريكيين غير الأساسيين من العراق بسبب «تهديد وشيك على صلة مباشرة بإيران»، بحسب مسؤولين في الخارجية الأمريكية. وأوضح أحد هؤلاء المسؤولين أن «هذا التهديد حقيقي»، لافتاً إلى أن «ميليشيات عراقية بقيادة الحرس الثوري الإيراني» تقف وراءه، في إشارة مباشرة إلى ميليشيات «الحشد الشعبي» العراقية.
والخميس الماضي، قامت ميليشيات مسلحة موالية لإيران بالاعتداء على سفارة البحرين في العراق، وقام عناصرها بتكسير الأبواب والزجاج واقتحموها وتمكنوا من اجتياز التحصينات الأمنية بالمنطقة الخضراء، حيث تدخلت قوات الأمن بقوة لتفريق مثيري الشغب من محيط السفارة، قبل أن تكشف وسائل إعلام عربية أن «مقتحمي السفارة البحرينية في العراق»، ينتمون لكتائب «حزب الله» العراقي.
وبالرغم من اعتقال السلطات العراقية لعشرات المسلحين الموالين لإيران والمتورطين في واقعة الاعتداء على السفارة البحرينية في العراق، إلا أن تلك الأحداث كشفت بما لا يدع مجالاً للشك عن عدم قدرة الدولة العراقية على فرض سيادتها، وفشلها في حماية المقرات الدبلوماسية، لاسيما وأن كتائب «حزب الله» العراقي تعد أحد الفصائل المنضوية تحت ميليشيات «الحشد الشعبي» والتي تأسست قبل 5 سنوات بناء على فتوى من المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني، لقتال تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، حيث وصفت الفتوى آنذاك على نحو فقهي بأنها تندرج تحت باب «الجهاد الكفائي»، حيث دعا السيد السيستاني «كل من يستطيع حمل السلاح إلى التطوع في القوات الأمنية لقتال التنظيم المتطرف»، ونادى «بالتعبئة الشعبية لدرء خطر التنظيم الإرهابي»،
وتكونت الميليشيات آنذاك من نحو 140 ألف مقاتل ينتمون إلى جماعات مسلحة مختلفة أبرزها منظمة بدر، وكتائب «حزب الله» العراق، وعصائب «أهل الحق». ووفقاً لما نشره موقع قناة «سكاي نيوز عربية»، فإن كتائب «حزب الله» العراق، بزعامة جعفر الغانمي، تعلن ولاءها لإيران، وللمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، وتشكلت في عام 2007، بمساعدة من «حزب الله» اللبناني - المصنف إرهابياً بحرينياً وخليجياً وعربياً وأمريكياً - حيث تساهم تلك الميليشيات بنحو أكثر من 8 آلاف مقاتل من أصل نحو 40 ألف مقاتل يندرجون تحت صفوفها.
لكن تلك الميليشيات ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان كادت أن ترقى إلى جرائم حرب لاسيما بحق أهل السنة في العراق.
لذلك لم يكن غريباً أن تحرض تلك الميليشيات أنصارها على اقتحام سفارة البحرين في العراق، وقد أكد تلك الحقيقة، الفيديو الذي بثته قناة «العربية الحدث» والذي أظهر أنصار «حزب الله العراقي» وهم يقومون بالتحريض على اقتحام السفارة البحرينية في بغداد، وترديدهم لهتافات مؤيدة لـ «حزب الله»، تقول «اسمع حزب الله شو قال، للبحرين نذهب حفاة».
ووفقاً لما نقله موقع قناة «العربية» عن تقارير صحفية أن «كتائب «حزب الله» هي من تولت عملية تدريب البحرينيين، في مقرات عسكرية في كربلاء والنجف وبغداد، لتنفيذ هجمات مسلحة ضد قوات الشرطة البحرينية»، انطلاقاً من كون المؤسس هو «حزب الله» اللبناني المعروف بتحريضه المباشر ضد البحرين، ودعمه لعمليات إرهابية استهدفت مدنيين وأفراد من قوات الامن في البحرين.
لذلك لم يكن تصريح مصدر عراقي لقناة «العربية» غريباً حينما أكد أن «قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني هو من أصدر الأمر لقائد ميليشيات «الحشد الشعبي» الموالية لإيران، أبو مهدي المهندس، لاقتحام سفارة البحرين في بغداد»، حيث كانت عناصر ميليشيات «حزب الله» العراقي، هي التي تقود التحريض على الاعتداء على السفارة البحرينية في العراق»، وفقاً للمصدر.
وبالرغم من المعلومات المتداولة التي كشفتها تقارير صحافية عن أن السيد السيستاني هو من أوعز إلى رئيس وزراء العراق، بإصدار قرار «اندماج الفصائل المسلحة في القوات النظامية»، إلا أن مخاوف المرجعية ربما هي التي دفعت لذلك، حيث إن الميليشيات والفصائل المعنية بالأمر، ويأتي على رأسها ميليشيات «الحشد الشعبي»، بلغت مرحلة متقدمة من العنف، لاسيما وأن الأحداث الأخيرة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن الدولة العراقية غير قادرة على السيطرة على الميليشيات المسلحة، والتي من الممكن أن ترتكب حماقات تضر بسيادة العراق، لذلك سارع عبدالمهدي إلى إصدار هذا القرار عله يستطيع لجم الميليشيات التي تعلن ولاءها وانتماءها لإيران في كل وقت وحين.
في الوقت ذاته، فإن الأحداث الأخيرة التي تشهدها المنطقة، والتوتر المتصاعد بين أمريكا وإيران، يجعل العراق في موقف لا يحسد عليه، وبالتالي عليه أن يطبق سياسة «النأي بالنفس»، لأن قيام فصائل مسلحة مثل «حزب الله» العراق» منضوية تحت ميليشيات «الحشد الشعبي» في عمليات واعتداءات إرهابية، يجعل حكومة عادل عبدالمهدي في موقف لا تحسد عليه.
* وقفة:
تواجه الدولة العراقية تحدياً حقيقياً بدمج ميليشيات «الحشد الشعبي» ضمن القوات المسلحة لاسيما وأن تلك الميليشيات تجاهر بولائها وانتمائها لإيران ونصرتها لحلفائها لاسيما «حزب الله» في لبنان والمتمردين الحوثيين في اليمن!!
ووفقاً لوسائل إعلام عربية ودولية، سحبت أمريكا في مايو الماضي، الدبلوماسيين الأمريكيين غير الأساسيين من العراق بسبب «تهديد وشيك على صلة مباشرة بإيران»، بحسب مسؤولين في الخارجية الأمريكية. وأوضح أحد هؤلاء المسؤولين أن «هذا التهديد حقيقي»، لافتاً إلى أن «ميليشيات عراقية بقيادة الحرس الثوري الإيراني» تقف وراءه، في إشارة مباشرة إلى ميليشيات «الحشد الشعبي» العراقية.
والخميس الماضي، قامت ميليشيات مسلحة موالية لإيران بالاعتداء على سفارة البحرين في العراق، وقام عناصرها بتكسير الأبواب والزجاج واقتحموها وتمكنوا من اجتياز التحصينات الأمنية بالمنطقة الخضراء، حيث تدخلت قوات الأمن بقوة لتفريق مثيري الشغب من محيط السفارة، قبل أن تكشف وسائل إعلام عربية أن «مقتحمي السفارة البحرينية في العراق»، ينتمون لكتائب «حزب الله» العراقي.
وبالرغم من اعتقال السلطات العراقية لعشرات المسلحين الموالين لإيران والمتورطين في واقعة الاعتداء على السفارة البحرينية في العراق، إلا أن تلك الأحداث كشفت بما لا يدع مجالاً للشك عن عدم قدرة الدولة العراقية على فرض سيادتها، وفشلها في حماية المقرات الدبلوماسية، لاسيما وأن كتائب «حزب الله» العراقي تعد أحد الفصائل المنضوية تحت ميليشيات «الحشد الشعبي» والتي تأسست قبل 5 سنوات بناء على فتوى من المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني، لقتال تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، حيث وصفت الفتوى آنذاك على نحو فقهي بأنها تندرج تحت باب «الجهاد الكفائي»، حيث دعا السيد السيستاني «كل من يستطيع حمل السلاح إلى التطوع في القوات الأمنية لقتال التنظيم المتطرف»، ونادى «بالتعبئة الشعبية لدرء خطر التنظيم الإرهابي»،
وتكونت الميليشيات آنذاك من نحو 140 ألف مقاتل ينتمون إلى جماعات مسلحة مختلفة أبرزها منظمة بدر، وكتائب «حزب الله» العراق، وعصائب «أهل الحق». ووفقاً لما نشره موقع قناة «سكاي نيوز عربية»، فإن كتائب «حزب الله» العراق، بزعامة جعفر الغانمي، تعلن ولاءها لإيران، وللمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، وتشكلت في عام 2007، بمساعدة من «حزب الله» اللبناني - المصنف إرهابياً بحرينياً وخليجياً وعربياً وأمريكياً - حيث تساهم تلك الميليشيات بنحو أكثر من 8 آلاف مقاتل من أصل نحو 40 ألف مقاتل يندرجون تحت صفوفها.
لكن تلك الميليشيات ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان كادت أن ترقى إلى جرائم حرب لاسيما بحق أهل السنة في العراق.
لذلك لم يكن غريباً أن تحرض تلك الميليشيات أنصارها على اقتحام سفارة البحرين في العراق، وقد أكد تلك الحقيقة، الفيديو الذي بثته قناة «العربية الحدث» والذي أظهر أنصار «حزب الله العراقي» وهم يقومون بالتحريض على اقتحام السفارة البحرينية في بغداد، وترديدهم لهتافات مؤيدة لـ «حزب الله»، تقول «اسمع حزب الله شو قال، للبحرين نذهب حفاة».
ووفقاً لما نقله موقع قناة «العربية» عن تقارير صحفية أن «كتائب «حزب الله» هي من تولت عملية تدريب البحرينيين، في مقرات عسكرية في كربلاء والنجف وبغداد، لتنفيذ هجمات مسلحة ضد قوات الشرطة البحرينية»، انطلاقاً من كون المؤسس هو «حزب الله» اللبناني المعروف بتحريضه المباشر ضد البحرين، ودعمه لعمليات إرهابية استهدفت مدنيين وأفراد من قوات الامن في البحرين.
لذلك لم يكن تصريح مصدر عراقي لقناة «العربية» غريباً حينما أكد أن «قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني هو من أصدر الأمر لقائد ميليشيات «الحشد الشعبي» الموالية لإيران، أبو مهدي المهندس، لاقتحام سفارة البحرين في بغداد»، حيث كانت عناصر ميليشيات «حزب الله» العراقي، هي التي تقود التحريض على الاعتداء على السفارة البحرينية في العراق»، وفقاً للمصدر.
وبالرغم من المعلومات المتداولة التي كشفتها تقارير صحافية عن أن السيد السيستاني هو من أوعز إلى رئيس وزراء العراق، بإصدار قرار «اندماج الفصائل المسلحة في القوات النظامية»، إلا أن مخاوف المرجعية ربما هي التي دفعت لذلك، حيث إن الميليشيات والفصائل المعنية بالأمر، ويأتي على رأسها ميليشيات «الحشد الشعبي»، بلغت مرحلة متقدمة من العنف، لاسيما وأن الأحداث الأخيرة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن الدولة العراقية غير قادرة على السيطرة على الميليشيات المسلحة، والتي من الممكن أن ترتكب حماقات تضر بسيادة العراق، لذلك سارع عبدالمهدي إلى إصدار هذا القرار عله يستطيع لجم الميليشيات التي تعلن ولاءها وانتماءها لإيران في كل وقت وحين.
في الوقت ذاته، فإن الأحداث الأخيرة التي تشهدها المنطقة، والتوتر المتصاعد بين أمريكا وإيران، يجعل العراق في موقف لا يحسد عليه، وبالتالي عليه أن يطبق سياسة «النأي بالنفس»، لأن قيام فصائل مسلحة مثل «حزب الله» العراق» منضوية تحت ميليشيات «الحشد الشعبي» في عمليات واعتداءات إرهابية، يجعل حكومة عادل عبدالمهدي في موقف لا تحسد عليه.
* وقفة:
تواجه الدولة العراقية تحدياً حقيقياً بدمج ميليشيات «الحشد الشعبي» ضمن القوات المسلحة لاسيما وأن تلك الميليشيات تجاهر بولائها وانتمائها لإيران ونصرتها لحلفائها لاسيما «حزب الله» في لبنان والمتمردين الحوثيين في اليمن!!