لقد ترك حدث البدء في مشروع التعليم في البحرين عام 1919 ارتدادات أخرى، منها وصول نخبة من علماء وأساتذة ومفكرين إلى البحرين ساهموا في نهضة البحرين حينها، فانعكس هذا على مناهج مدارس الهداية في تلك الحقبة التاريخية في تاريخ البحرين.
-- - - -- - - - - -- - - - -- - - -- - --
الهداية الخليفية و أركان مشروع التعليم في البحرين
د. إبراهيم عبدالله مطر
لايمكن أن يمر مشهد تأسيس التعليم النظامي في مملكة البحرين والمتمثل في البداية بتأسيس مدرسة الهداية الخليفية الذي حدث خلال العام١٩١٩مروراً سريعاً بهذا النمط و لا يجوز تصوره ومقارنته مع مدارس أخرى لربما خرجت في تلك الحقبة.
يأتي ويمر هذا الحدث النهضوي الكبير بعد قرن من الزمان والذي من خلاله حدثت نقلات لمحطات ولنمط تكوين المعرفة و النهضة في مملكة البحرين.
كم كنت أتمنى الحصول على صور فتوغرافية قديمة ليوم فض ختام كتاب مرسوم التأسيس الذي حدث بحضور الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة و في مجلس الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة الذي كان يقع بين طرقات مدينة المحرق العريقة لتعزيز هذا المشهد، أو حتى صور ليوم إطلاق المشروع على أرض مدرسة الهداية في المحرق وتحديداً يوم وضع السرادق والخيام و السجاد لتدشين هذا المشروع النهضوي على أرض في شمال المحرق والمطلة على ساحل البحرالشمالي الغربي و الذي وضع حجر أساسه بنفسه المغفور له الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين حينها، معلناً عن البدء في بناء مبنى مدرسة الهداية التاريخي و الذي لا يزال قائماً بذات شكله و نمطه و حجره وأروقته. مبنى مدرسة الهداية التاريخي الذي وضع حجر أساسه بنفسه المغفور له الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، هي ذات الأرض التي تبرع بها أحد شيوخ المحرق لإقامة هذا المشروع التعليمي فضلاً عن الدعم المالي في البداية الذي قدمه المغفور له الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حينها.
لا شك أن كتاب مرسوم التأسيس حينها، كان قد حمل هموم كبيرة لهذا المشروع التعليمي الجديد، بل كان واضح المعالم بأن البدء في التعليم في البحرين، بدءاً بمباركة من حاكم البحرين الشيخ عيسى بن علي آل خليفة ومباركة من أعيان ورجالات المحرق والبحرين الذي فاض بهم موقع فض ختام مرسوم التأسيس، لقد تم الإعلان خلال الجلسة التمهيدية للتأسيس، على أنه كمشروع تعليمي وليس كمدرسة و شتان بين بداية المشروع كمشروع تعليمي (الذي احتضنته في البداية مدرسة الهداية) والبداية كمدرسة.
لسنا الآن بصدد الحديث في الفروقات بين المشروع التعليمي الذي تبنته الإدارة الخيرية للتعليم و بين مفهوم المدرسة، لكنه ظهر واضحاً بعدها حين وضع المربي الفاضل السيد عبدالله صدقة دحلان النظام الأساسي لمنظومة التعليم والشكل الحقيقي للإدارة الخيرية للتعليم حينها، فعبدالله صدقة دحلان هو الإمام والمدرس بالمسجد الحرام بمكة المكرمة، حيث شاءت الأقدار أن يكون في المحرق خلال سنوات التأسيس، وهو الذي رسم ملامح منظومة التعليم أمام أعضاء المؤسسة الخيرية للتعليم خلال فترة العشرينيات. أما هيكلة الإدارة الخيرية للتعليم، فتم اختيار أعضائها بدقة فائقة ليشرفوا بكل صدق والمحافظة على نواة التعليم الأول في البحرين على أنه تعليم عربي في المنهج و الطرح، لذا خرج تعريف و هيكل الإدارة الخيرية للتعليم و منها الإشراف على مدرسة الهداية الخليفية بشكل نادر ليس في البحرين فحسب أنما على مستوى الخليج العربي برمته، و لم يوجد نظام متكامل حينها في الهيكلة مثل تلك الهيكلة التي تبنتها الإدارة الخيرية للتعليم في البحرين و في المحرق تحديداً.
دار المعارف الأولى لو صح التعبير، أدارها خلال السنوات الطويلة الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة بكل اقتدار. فكم بكل أسف تلك الخسارة بضياع أوراق و رسائل من مخزون دار الشيخ عبدالله بن عيسى والتي تخص مرحلة تأسيس التعليم عند هدم تلك الدار في المحرق. بحق استطاعت تلك الهيكلة للإدارة الخيرية للتعليم أن تكون هي دار المعارف الوطنية الأولى في منطقة الخليج العربي من رجالات و أبناء البحرين و لم تكن من خارج البحرين، فمنها رصدت رواتب الأساتذة والعاملين و منها تم اختيار طواقم وأساتذة التعليم حينها، و تم وضع و اختيار مناهج دراسية كاملة تلبي متطلبات المرحلة والخطط الدراسية، و منها تم وضع التصور الحقيقي لمبنى مدرسة الهداية الخليفية الذي أشرفت عليه الإدارة الخيرية للتعليم حتى تم الانتهاء منه.
عبر الإدارة الخيرية للتعليم تم التخطيط لافتتاح مدارس أخرى مثل مدرسة الهداية الخليفية بالمنامة، وفي 1927 تم تأسيس مدرستين أخريين للبنين الأولى في منطقة الحد والثانية بمنطقة الرفاع الشرقي حملتا الاسم ذاته «الهداية الخليفية»، فضلا عن تأسيس مدرسة الهداية للبنات في المحرق خلال العام 1928 كأول مشروع تعليمي للبنات في المنطقة بأسرها. بحق كان لتأسيس الهداية الخليفية عام 1919 تعزيزاً لأركان مشروع التعليم في البحرين، فلا يحق أن نقارن بين تأسيس هذا المشروع النهضوي المتكامل حينها و بين غيرها. لقد ترك حدث البدء في مشروع التعليم في البحرين عام 1919 ارتدادات أخرى، منها وصول نخبة من علماء وأساتذة ومفكرين إلى البحرين ساهموا في نهضة البحرين حينها، فانعكس هذا على مناهج مدارس الهداية في تلك الحقبة التاريخية في تاريخ البحرين. وربما في حديث آخر نتحدث باستفاضة عن الأركان التربوية والمناهج الدراسية لمشروع الهداية الخليفية عام 1919 وأركان مشروع التعليم في البحرين الذي انطلق حينها.
-- - - -- - - - - -- - - - -- - - -- - --
الهداية الخليفية و أركان مشروع التعليم في البحرين
د. إبراهيم عبدالله مطر
لايمكن أن يمر مشهد تأسيس التعليم النظامي في مملكة البحرين والمتمثل في البداية بتأسيس مدرسة الهداية الخليفية الذي حدث خلال العام١٩١٩مروراً سريعاً بهذا النمط و لا يجوز تصوره ومقارنته مع مدارس أخرى لربما خرجت في تلك الحقبة.
يأتي ويمر هذا الحدث النهضوي الكبير بعد قرن من الزمان والذي من خلاله حدثت نقلات لمحطات ولنمط تكوين المعرفة و النهضة في مملكة البحرين.
كم كنت أتمنى الحصول على صور فتوغرافية قديمة ليوم فض ختام كتاب مرسوم التأسيس الذي حدث بحضور الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة و في مجلس الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة الذي كان يقع بين طرقات مدينة المحرق العريقة لتعزيز هذا المشهد، أو حتى صور ليوم إطلاق المشروع على أرض مدرسة الهداية في المحرق وتحديداً يوم وضع السرادق والخيام و السجاد لتدشين هذا المشروع النهضوي على أرض في شمال المحرق والمطلة على ساحل البحرالشمالي الغربي و الذي وضع حجر أساسه بنفسه المغفور له الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين حينها، معلناً عن البدء في بناء مبنى مدرسة الهداية التاريخي و الذي لا يزال قائماً بذات شكله و نمطه و حجره وأروقته. مبنى مدرسة الهداية التاريخي الذي وضع حجر أساسه بنفسه المغفور له الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، هي ذات الأرض التي تبرع بها أحد شيوخ المحرق لإقامة هذا المشروع التعليمي فضلاً عن الدعم المالي في البداية الذي قدمه المغفور له الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حينها.
لا شك أن كتاب مرسوم التأسيس حينها، كان قد حمل هموم كبيرة لهذا المشروع التعليمي الجديد، بل كان واضح المعالم بأن البدء في التعليم في البحرين، بدءاً بمباركة من حاكم البحرين الشيخ عيسى بن علي آل خليفة ومباركة من أعيان ورجالات المحرق والبحرين الذي فاض بهم موقع فض ختام مرسوم التأسيس، لقد تم الإعلان خلال الجلسة التمهيدية للتأسيس، على أنه كمشروع تعليمي وليس كمدرسة و شتان بين بداية المشروع كمشروع تعليمي (الذي احتضنته في البداية مدرسة الهداية) والبداية كمدرسة.
لسنا الآن بصدد الحديث في الفروقات بين المشروع التعليمي الذي تبنته الإدارة الخيرية للتعليم و بين مفهوم المدرسة، لكنه ظهر واضحاً بعدها حين وضع المربي الفاضل السيد عبدالله صدقة دحلان النظام الأساسي لمنظومة التعليم والشكل الحقيقي للإدارة الخيرية للتعليم حينها، فعبدالله صدقة دحلان هو الإمام والمدرس بالمسجد الحرام بمكة المكرمة، حيث شاءت الأقدار أن يكون في المحرق خلال سنوات التأسيس، وهو الذي رسم ملامح منظومة التعليم أمام أعضاء المؤسسة الخيرية للتعليم خلال فترة العشرينيات. أما هيكلة الإدارة الخيرية للتعليم، فتم اختيار أعضائها بدقة فائقة ليشرفوا بكل صدق والمحافظة على نواة التعليم الأول في البحرين على أنه تعليم عربي في المنهج و الطرح، لذا خرج تعريف و هيكل الإدارة الخيرية للتعليم و منها الإشراف على مدرسة الهداية الخليفية بشكل نادر ليس في البحرين فحسب أنما على مستوى الخليج العربي برمته، و لم يوجد نظام متكامل حينها في الهيكلة مثل تلك الهيكلة التي تبنتها الإدارة الخيرية للتعليم في البحرين و في المحرق تحديداً.
دار المعارف الأولى لو صح التعبير، أدارها خلال السنوات الطويلة الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة بكل اقتدار. فكم بكل أسف تلك الخسارة بضياع أوراق و رسائل من مخزون دار الشيخ عبدالله بن عيسى والتي تخص مرحلة تأسيس التعليم عند هدم تلك الدار في المحرق. بحق استطاعت تلك الهيكلة للإدارة الخيرية للتعليم أن تكون هي دار المعارف الوطنية الأولى في منطقة الخليج العربي من رجالات و أبناء البحرين و لم تكن من خارج البحرين، فمنها رصدت رواتب الأساتذة والعاملين و منها تم اختيار طواقم وأساتذة التعليم حينها، و تم وضع و اختيار مناهج دراسية كاملة تلبي متطلبات المرحلة والخطط الدراسية، و منها تم وضع التصور الحقيقي لمبنى مدرسة الهداية الخليفية الذي أشرفت عليه الإدارة الخيرية للتعليم حتى تم الانتهاء منه.
عبر الإدارة الخيرية للتعليم تم التخطيط لافتتاح مدارس أخرى مثل مدرسة الهداية الخليفية بالمنامة، وفي 1927 تم تأسيس مدرستين أخريين للبنين الأولى في منطقة الحد والثانية بمنطقة الرفاع الشرقي حملتا الاسم ذاته «الهداية الخليفية»، فضلا عن تأسيس مدرسة الهداية للبنات في المحرق خلال العام 1928 كأول مشروع تعليمي للبنات في المنطقة بأسرها. بحق كان لتأسيس الهداية الخليفية عام 1919 تعزيزاً لأركان مشروع التعليم في البحرين، فلا يحق أن نقارن بين تأسيس هذا المشروع النهضوي المتكامل حينها و بين غيرها. لقد ترك حدث البدء في مشروع التعليم في البحرين عام 1919 ارتدادات أخرى، منها وصول نخبة من علماء وأساتذة ومفكرين إلى البحرين ساهموا في نهضة البحرين حينها، فانعكس هذا على مناهج مدارس الهداية في تلك الحقبة التاريخية في تاريخ البحرين. وربما في حديث آخر نتحدث باستفاضة عن الأركان التربوية والمناهج الدراسية لمشروع الهداية الخليفية عام 1919 وأركان مشروع التعليم في البحرين الذي انطلق حينها.