براء ملحم

أعلنت البحرين استضافتها المؤتمر الدولي "الزكاة والتنمية الشاملة" تحت رعاية الشيخ خالد بن علي بن عبدالله آل خليفة وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، بالتعاون مع مركزي كمبريدج و لندن للاستشارات والبحوث والتدريب ومجموعة الرقابة للاستشارات الشرعية والمالية بالمملكة الأردنية الهاشمية، المزمع إقامته في الفترة من 15 إلى 17 أكتوبر المقبل بفندق الخليج وبمشاركة متوقعة من قرابة 200 عالماً وعالمة من 23 دولة.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي ضم كلاً من رئيس مجموعة الرقابة للاستشارات الشرعية والمالية رئيس المؤتمر د.رياض الخليفي، ورئيس مركز كامبريدج البريطاني للاستشارات والبحوث والتدريب المشرف العام على المؤتمر د.حفصة الغريب، ورئيس صندوق الزكاة والصدقات الأمين العام للمؤتمر الشيخ صلاح حيدر.

من جهته، أكد رئيس المؤتمر د.رياض الخليفي أن "فكرة المؤتمر قام عليها عدد من علماء الفقه والمحاسبة شهور عديدة حتى تمت بلورته في الشكل النهائي تمهيداً لعرضه في مؤتمر عالمي يخصص لبحث آلياته يستكتب فيه عدد من علماء وباحثي الأمة الإسلامية".

وأضاف أنه "تم عرض مشروع المؤتمر على مركز لندن للبحوث والاستشارات لما للمركز من خبرات متنوعة في عقد المؤتمرات العلمية الدولية، وأبرم الاتفاق بين الجهتين على إقامة المؤتمر، وحمل مركز لندن المشروع إلى مملكة البحرين عبر مركز كمبريدج برئاسة د.حفصة الغريب التي بذلت جهوداً حثيثة لاستضافة مملكة البحرين فعاليات المؤتمر الدولي المهم إلى أن ظفرت برعاية وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الشيخ خالد آل خليفة ليقوم صندوق الزكاة والصدقات بتنظيم المؤتمر".

وأوضح أن "المؤتمر يهدف إلى الترويج لفكرة الزكاة من الناحية التطبيقية وليست النظرية ليصبح هذا المفهوم قابلاً للتطبيق بالواقع، علماً بأن تركيزنا سينصب في المشاريع الابتكارية التي سنعمل على تسليط الضوء عليها من أجل تحويلها لأدوات قابلة للتطبيق بمختلف دول العالم، إضافة إلى استثمار البحث العملي في تعزيز الزكاة في الواقع العملي".

وأضاف أن "مفهوم الزكاة اليوم يحتاج إلى تجديد ذلك أن الزكاة هي المحفز للأموال كي تتحرك لعوائدها على الأيدي العاملة في المشاريع، إذ تعمل على تحويل الفقير من مستفيد وأخذ للمال إلى شريك حقيقي وتحول الحاجة بين الفقير والغني إلى حاجة مشتركة بينهما. علماً بأن أرقى تطبيقات الزكاة تتمثل بألا تكون زكاة على الشخص المليونير الذي يملك مصادر عديدة للأموال ولكنه يوظفها بكفاءة عالية إلى درجة أن الأموال دائمة الحركة، أي أنه كلما زادت حركة الأموال وإنتاجيتها انحسرت الزكاة باتجاه الصفر، لأن الهدف هو تحسين إدارة أموال الغني وعدم السماح بركود المال، مؤكداً على أن الزكاة عبارة عن محفز للثروات المعطلة حتى تحرك وتنفع المجتمع".

وقال الخليفي، إن "انطلاقتنا كانت من مبدأ الشراكة والعمل التكامل يخلق نتيجة أفضل"، مشيراً إلى أن المؤتمر مكمل لقطاعات العمل الخيري ويخدم أكثر من الجانب الفكري، علماً بأن أهم أسباب انطلاق المؤتمر هو وجود حاجة لدى الجمعيات الخيرية لإزالة بعض "الغباش" عن أمور الزكاة وتوضيحها أكثر.

من جهته، أكد رئيس صندوق الزكاة والصدقات الأمين العام للمؤتمر الشيخ صلاح حيدر، أن صندوق الزكاة يسعى لطرح الجانب التطبيقي من الزكاة، علماً بأن الصندوق هو المظلة الرئيسة لهذا المؤتمر، إذ إن من يتكلم عن الصندوق هي المشاريع التي نقوم بها.

وأضاف أن "صندوق الزكاة هو الجهة الرسمية المختصة بتوزيع الزكوات على مستحقيها، وهناك جمعيات أخرى، ويوجد تعاون بيننا ولا نسعى لسحب البساط من تحتهم".

وأشار حيدر إلى أن "الحكمة الحقيقية من مشروع الزكاة هي أن لا يبقى المال مجمداً كي لا تأكله الصدقات، ولذلك لابد من تحريك المال مثل المضاربة والتجارة به لما سيعود به على الاقتصاد بالنمو والذي له أثر إيجابي على المجتمع".

ومنذ الإعلان عن ذلك، شكل مدير الشؤون الدينية في وزارة الأوقاف د.محمد القطان لجاناً للعمل لمتابعة حيثيات المؤتمر ومراحل تنفيذها على الأرض وترأس اللجنة رئيس صندوق الزكاة والصدقات الأمين العام للمؤتمر الشيخ صلاح حيدر، بالتعاون مع د.حفصة الغريب التي وضعت كافة أعضاء مركز كمبريدج المستشار خاطر عبدالله ود.عايد الظفيري وغيرهم من الجنود تحت تصرف يؤول إلى إنجاح المؤتمر وتشريف مملكة البحرين على مختلف الصعد الدولية، وتعاونت وزارات ومؤسسات رسمية وخاصة في مملكة البحرين للاستعداد للمؤتمر وفي القلب منها وزارة الداخلية التي سهلت إجراءات الحصول على تأشيرات دخول الباحثين إلى مملكة البحرين لحضور المؤتمر.

وأكدت رئيس مركز كامبريدج البريطاني للاستشارات والبحوث والتدريب المشرف العام على المؤتمر د.حفصة الغريب، أن "الهدف من تنظيم المؤتمر الدولي هو تحقيق الرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين 2030 التي ترتكز على مبادئ الاستدامة والتنافسية والعدالة، بهدف تشخيص وتحليل واقع الزكاة في المجتمعات الإسلامية لتحديد نقاط القوة والضعف، وتكوين رؤية استشرافية على ضوء الأهداف الشاملة لفريضة الزكاة، فضلاً عن إبراز الإيجابيات والمنافع الشاملة التي تحققها الزكاة في مجتمعاتنا المعاصرة، لا سيما وأن مملكة البحرين تُعد من أهم رواد تنمية قطاع الصيرفة الإسلامية عالمياً، فضلاً عن كونها تعد موطناً لأكثر من 400 مؤسسة مالية، ما يمنح المؤتمر المقام في هذا الحاضنة قيمة كبيرة، خاصة وأن القطاع المالي في المملكة يعد من أهم القطاعات".

وأضاف المتحدثون، أن المؤتمر يهدف إلى استثمار البحث العلمي في تفعيل الأدوار الحضارية والتنموية الشاملة والمستدامة للزكاة المعاصرة، إضافة إلى تشخيص وتحليل واقع الزكاة في المجتمعات الإسلامية بهدف تحديد نقاط القوة والتحسين، وإبراز الإيجابيات والمنافع الشاملة التي تحققها الزكاة في المجتمعات المعاصرة، ودراسة المشاريع العملية والابتكارات التطبيقية المتعلقة بتطوير واقع الزكاة المعاصرة.

وأشاروا إلى أن المؤتمر يأتي في إطار دعم وتفعيل الدور الحضاري لفريضة الزكاة في مختلف مجالات التنمية الشاملة والمستدامة في المجتمعات المعاصرة، ويفتح الباب لمساهمات العلماء والخبراء بأفكارهم وأطروحاتهم المتعلقة بتشخيص واقع الزكاة، ودراسة نقاط التحسين، إلى جانب تسليط الضوء على الفرص والتحديات المتعلقة بالزكاة في العصر الحديث، بالإضافة إلى طرح المشروعات العملية وابتكار الآليات والمنتجات التي تحقق أهداف الزكاة بكفاءة وتعزز تطبيقاتها المعاصرة.

وفي إطار الأبعاد التنموية، يحرص المؤتمر على إبراز المشاريع العملية والمبادرات الابتكارية التي أسهمت بصورة عملية في تحسين جوانب مهمة في واقع الزكاة المعاصرة، حيث تم رصدها واستكتاب الخبراء الذين قادوها في مختلف دول العالم الإسلامي، كما تم فتح آفاق الكتابة واستثمار البحث العلمي في إطاره النظري من خلال عشرة محاور حضارية تركز على جوانب مهمة في فريضة الزكاة المعاصرة، وهي كل من المحور الشرعي، والاجتماعي، والاقتصادي، والتشريعي، والمؤسسي، والتعليمي، والمحاسبي، والإعلامي، والأمني، والسياسي.

وأشار المتحدثون إلى أنه تم تحديد معايير منهجية لكتابة أوراق العمل منها الأصالة والمعاصرة، حيث يتعين على الباحث الالتزام بتقديم الموضوع وفق أسس الأصالة العلمية، والتي تشمل الالتزام بأحكام فريضة الزكاة باعتبارها تشريعاً إلهياً اجتهد الفقهاء في تطبيق أحكامه وتقنينها عبر العصور، هذا بالإضافة إلى الالتزام بأسس وقواعد الأصالة العلمية المتعلقة بالتخصص المعاصر الذي سيدرس الباحث موضوع الزكاة من خلاله.

وفيما يتعلق بالمؤسسات الزكوية، أكد المتحدثون على أن اللجنة المنظمة تواصلت مع العديد من تلك المؤسسات في أرجاء العالم الإسلامي، منها الهيئة العامة للزكاة والدخل بالمملكة العربية السعودية، وصندوق الزكاة الإماراتي، وبيت الزكاة بدولة الكويت، وصندوق الزكاة بالمملكة الأردنية الهاشمية، وصندوق الزكاة، والبنك الإسلامي للتنمية، وهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية "أيوفي" بمملكة البحرين، وديوان الزكاة بالجمهورية السودانية، والجمعية التونسية لعلوم الزكاة، وصندوق الزكاة الجزائري، إضافة إلى بيت المال الماليزي.

وتمكن أهداف المؤتمر في طرح مشروعه الزكوي المعاصر عبر 10 محاور علمية وهي كل من الشرعي، والاجتماعي، والاقتصادي، والتشريعي، والمؤسسي، والتعليمي، والمحاسبي، والإعلامي، والأمني والسياسي.

وتشكلت عدة لجان للعمل داخل الجهات الأربع المنظمة للمؤتمر، وانصهرت في لجنة عليا تناغمت جميعها وتعاونت برئاسة رئيس مركز لندن د.ناصر الفضلي ونائب رئيس اللجنة مدير عام مركز لندن ومدير المؤتمر محمد عبدالعزيز، وانبثقت عنها لجان فرعية منها اللجنة العلمية لتحكيم الأرواق العلمية وترأسها د.صلاح الدين عامر، وقد درست 180 ورقة علمية أجازت منها 146 قدمها 160 باحثاً وباحثة ينتمون لإحدى وعشرين دولة، واعتذرت للبقية منها في جهود كبيرة أكدها رئيس المؤتمر د.رياض الخليفي .