خالد الطيب
ارتسمت التجاعيد على وجهه وملأ الشيب رأسه.. جراء الهموم والديون التي تحاصره والمسؤوليات الكبيرة.. خدم 31 عاماً في وزارة الصحة وقدم على التقاعد الاختياري تلبية لدعوة صاحب السمو الملكي ولي العهد.
المواطن "أبومريم" - الذي دخل العقد الخامس من عمره - يسرد قصته لـ"الوطن"، والدمع يغلب عينيه مطالباً بإعادة هيلكة الفوائد البنيكة وخصوصاً أنه يتم استقطاع حوالي 80% تقريباً من راتبه التقاعدي مما لا يترك له شي يقتات به، وأبناؤه وأبناء أخيه الثمانية".
يسكت "أبومريم" برهة مكابدا دمعه ومطأطئا رأسه ويشير بيده دون أن يلحظه أبناء أخته الذين قدموا معه لمبنى "الصحيفة"، إن منزله خاو من أي طعام ويهمس "لا أملك ما أطعمهم حتى، ولن أمد يدي للسؤال"، و"قد أقتل نفسي.. فقد ضاقت بي الحياة".
ويقول أبو مريم "سقطت زوجتي قبل 10 سنوات من سطح المنزل الذي كنا نسكنه بالإيجار في 2010، وكسرت بعض فقرات عمودها الفقري ولم نجد العلاج حينها في المملكة وبحثنا لنجده في إحدى الدول والتي تتطلب 3 آلاف دينار، ولم أكن أملك مبلغ العملية مما اضطرني للاقتراض من أحد المؤسسات".
ويضيف "بعد أشهر لم أتمكن من دفع قسط القرض فهددوني بالمحاكمة، ولم أحاكم، وبعد مرور 10 سنوات تم إعلامي أن علي مبالغ متراكمة نتيجة للفوائد بلغت 26 ألف دينار، وعلي دفعها قبل أن يتم سجني وقررت الاقتراض من أحد البنوك هذا المبلغ لسداد ما علي من فوائد متراكمة".
ويكمل "خدمت في وزارة الصحة 31 سنة وكان معاشي حينها 900 دينار ويتم استقطاع ما يقارب 526 دينارا شهريا، فكان يتبقى لي ما يحفظ ماء وجهي كمواطن بحريني ولا يدفعني لأمدّ يدي سائلا الناس الكفاف، 374 دينار أتدبر بها القرطاسية الدراسية وحاجات المنزل من كهرباء وماء ويسد جوع بناتي الأربع وأبناء أخي المقعد وزوجته".
وأضاف "ومع الدعوة الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، للبرنامج الوطني "التقاعد الاختياري" قررنا تلبية دعوة سموه كعاداتنا وعادة أجدادنا من مئات السنين في تلبية دعوات القيادة، فهم الأدرى بمصالح الوطن والعوائد العظيمة التي ستعود بالنفع على الاقتصاد الوطني، ولكن لم أدرك أني سأكون ضحية البنوك، فمع التقاعد الاختياري معاشي نزل ليصبح 676 دينارا ولم يقم البنك بعمل إعادة هيكلة للاستقطاعات القسط والذي كان 526 دينار شهريا".
وأضاف "لا يتبقى من معاشي بعد التقاعد الاختياري إلا 150 دينارا لن تحفظ كرامة مواطن بحريني خدم في وزارة الصحة 31 عاما ولبى كل الدعوات الوطنية ووقف مع حكومته طوال الـ51 سنة التي عاشها في هذا البلد الطيب، ولجأت للمصرف المركزي والذي وجه محافظه المركزي رشيد معراج، بإعادة هيكلة كافة المتقاعدين اختياريا ولكن ذلك لم يتم معي".
وأخرج "أبومريم" الأوراق وأشار "لكون المصرف المركزي بعث برسالة بعد أن وصلته حالتي إلى البنك المعني وأمره بإعادة الجدولة، استدعاني البنك بعدها ووقعني على كافة الأوراق ليصبح القسط "413" دينارا ليبقى لي 263 دينارا، ولكن بعد أن أبلغوا المصرف المركزي بأن الأمور قد حلت، تم إبلاغي بأنه لا يمكننا إعادة الهيكلة لإصابتك بمرض "السكري" ونحتاج منك رسم 35 دينارا لإجراء الفحوص الصحية للتأكد من سلامتك، ولم أكن أملك المبلغ وقررت استدانته من أحد الأصدقاء وأجريت الفحوص".
ويكمل "أبومريم" وقد أحمر وجهه "وردني اتصال بعد أيام بأنه تم إلغاء طلب إعادة الهيكلة لإصابتك بمرض الضغط والسكري، لتغلق كافة الأبواب بوجهي ولم يبق لي إلا باب الله ثم حكومتنا الكريمة التي لن ترضى أن يمس مواطن بحريني، ولا أن يجوع أبناؤه".
ارتسمت التجاعيد على وجهه وملأ الشيب رأسه.. جراء الهموم والديون التي تحاصره والمسؤوليات الكبيرة.. خدم 31 عاماً في وزارة الصحة وقدم على التقاعد الاختياري تلبية لدعوة صاحب السمو الملكي ولي العهد.
المواطن "أبومريم" - الذي دخل العقد الخامس من عمره - يسرد قصته لـ"الوطن"، والدمع يغلب عينيه مطالباً بإعادة هيلكة الفوائد البنيكة وخصوصاً أنه يتم استقطاع حوالي 80% تقريباً من راتبه التقاعدي مما لا يترك له شي يقتات به، وأبناؤه وأبناء أخيه الثمانية".
يسكت "أبومريم" برهة مكابدا دمعه ومطأطئا رأسه ويشير بيده دون أن يلحظه أبناء أخته الذين قدموا معه لمبنى "الصحيفة"، إن منزله خاو من أي طعام ويهمس "لا أملك ما أطعمهم حتى، ولن أمد يدي للسؤال"، و"قد أقتل نفسي.. فقد ضاقت بي الحياة".
ويقول أبو مريم "سقطت زوجتي قبل 10 سنوات من سطح المنزل الذي كنا نسكنه بالإيجار في 2010، وكسرت بعض فقرات عمودها الفقري ولم نجد العلاج حينها في المملكة وبحثنا لنجده في إحدى الدول والتي تتطلب 3 آلاف دينار، ولم أكن أملك مبلغ العملية مما اضطرني للاقتراض من أحد المؤسسات".
ويضيف "بعد أشهر لم أتمكن من دفع قسط القرض فهددوني بالمحاكمة، ولم أحاكم، وبعد مرور 10 سنوات تم إعلامي أن علي مبالغ متراكمة نتيجة للفوائد بلغت 26 ألف دينار، وعلي دفعها قبل أن يتم سجني وقررت الاقتراض من أحد البنوك هذا المبلغ لسداد ما علي من فوائد متراكمة".
ويكمل "خدمت في وزارة الصحة 31 سنة وكان معاشي حينها 900 دينار ويتم استقطاع ما يقارب 526 دينارا شهريا، فكان يتبقى لي ما يحفظ ماء وجهي كمواطن بحريني ولا يدفعني لأمدّ يدي سائلا الناس الكفاف، 374 دينار أتدبر بها القرطاسية الدراسية وحاجات المنزل من كهرباء وماء ويسد جوع بناتي الأربع وأبناء أخي المقعد وزوجته".
وأضاف "ومع الدعوة الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، للبرنامج الوطني "التقاعد الاختياري" قررنا تلبية دعوة سموه كعاداتنا وعادة أجدادنا من مئات السنين في تلبية دعوات القيادة، فهم الأدرى بمصالح الوطن والعوائد العظيمة التي ستعود بالنفع على الاقتصاد الوطني، ولكن لم أدرك أني سأكون ضحية البنوك، فمع التقاعد الاختياري معاشي نزل ليصبح 676 دينارا ولم يقم البنك بعمل إعادة هيكلة للاستقطاعات القسط والذي كان 526 دينار شهريا".
وأضاف "لا يتبقى من معاشي بعد التقاعد الاختياري إلا 150 دينارا لن تحفظ كرامة مواطن بحريني خدم في وزارة الصحة 31 عاما ولبى كل الدعوات الوطنية ووقف مع حكومته طوال الـ51 سنة التي عاشها في هذا البلد الطيب، ولجأت للمصرف المركزي والذي وجه محافظه المركزي رشيد معراج، بإعادة هيكلة كافة المتقاعدين اختياريا ولكن ذلك لم يتم معي".
وأخرج "أبومريم" الأوراق وأشار "لكون المصرف المركزي بعث برسالة بعد أن وصلته حالتي إلى البنك المعني وأمره بإعادة الجدولة، استدعاني البنك بعدها ووقعني على كافة الأوراق ليصبح القسط "413" دينارا ليبقى لي 263 دينارا، ولكن بعد أن أبلغوا المصرف المركزي بأن الأمور قد حلت، تم إبلاغي بأنه لا يمكننا إعادة الهيكلة لإصابتك بمرض "السكري" ونحتاج منك رسم 35 دينارا لإجراء الفحوص الصحية للتأكد من سلامتك، ولم أكن أملك المبلغ وقررت استدانته من أحد الأصدقاء وأجريت الفحوص".
ويكمل "أبومريم" وقد أحمر وجهه "وردني اتصال بعد أيام بأنه تم إلغاء طلب إعادة الهيكلة لإصابتك بمرض الضغط والسكري، لتغلق كافة الأبواب بوجهي ولم يبق لي إلا باب الله ثم حكومتنا الكريمة التي لن ترضى أن يمس مواطن بحريني، ولا أن يجوع أبناؤه".