أماني الأنصاري
حذر استشاريو الطب النفسي من استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب بطريقة عشوائية بدون وصفه من طبيب مختص في الطب النفسي، مشددين على أهمية درجها في قائمة العقاقير الخاصة، لما تحتاجه من بروتوكول معين في طريقة استخدامها مؤكدين على أهمية وضع ضوابط لصرف الأدوية المضادة للاكتئاب و المهدئة من قبل هيئة تنظيم المهن الصحية "نهرا".
وشدد استشاري الأمراض النفسية الدكتور شبر القاهري على أهمية وضع ضوابط لصرف الأدوية المضادة للاكتئاب والمهدئة حيث تعد من أهم الأسباب المؤدية للانتحار في حال عدم استخدامها بالشكل الصحيح، مشيراً إلى أن النفس البشرية معرضة للمرض تماماً كالأعضاء البشرية، وأنها تتأثر بالعديد من العوامل منها ما هو ذاتي وآخر موضوعي، إذ يرتبط الاول بشخصية الفرد والثاني بالظروف المحيطة فيه، ويصل البعض لوضع يكون فيها غير قادر على التكيف والموازنة بين الاثنين مما يؤدي لشعوره بعدم الاستقرار .
و أضاف أن أصبحت كتابة هذه الأدوية من قبل الأطباء غير متخصصين في مجال الطب النفسي سهلة، متسائلا كيف لطبيب عظام صرف دواء مضاد للاكتاب، مؤكدا على استقبال حالات يتم صرف لها مضادات للاكتاب من قبل غير مختصين عديدة لذا طالب شدد على أهمية صرفها من خلال وصفة خاصة "البينك " التي تستخرج من وزارة الصحة واصفا فعالية مضاد الاكتئاب أشد من الـ "لا ريكا"، وبهذا يمكن أن يحد من سوء استخدامه من قبل البعض .
وأشار إلى أهمية عدم السماح بها تكتب من قبل دكاترة العظام، و غير المختصين، لتقنين صرفها و التحكم به ، لافتا إلى أنه يجب وضع ضوابط لجميع الأدوية التي يمكن أن يساء استخدامها للحد من مخاطرها ، و إن كانت الـ"بنادول" على سبيل المثال ، ففي بعض الدول الأوربية تضع حتى لبعض الأدوية السهلة ضوابط وقاية من مستقبلها، لما تسببه من أثار جانبية مع استخدامها بقلة وعي رغم أن أصبح الجمهور أكثر اطلاعا.
وذكر أنه على سبيل المثال يرتاد عليه بالعيادة حالات كثيرة يومية تطلب أدوية محدده كـ"اللريكا"، و رغم أنه طبيب نفسي يمتنع عن كتابتها لعدم اعتبارها ضمن تخصص الطبيب النفسي .
ومن جهته أعرب استشاري الطب النفسي د. حميد الرضا ،عن مدى غضبة لعدم الاستجابة لرؤيته المستقبلية لسوء الاستخدام لمثل هذا الدواء منذ 7 سنوات تقريبا، لافتا إلى أنه قرع جرس الخطر خلال أحد الاجتماعات كعضو في لجنة الأدوية بمجمع السلمانية الطبي سابقا حيث طالب بأهمية وضع العديد من الضوابط للكثير من أنواع العقاقير التي لها أثار سلبية تنتج من سوء الاستخدام ولكن لم تنال المطالبة جميع الأصوات حينها.
و أكد على أهمية سرعة إصدار القرارات من قبل الجهات المعنية للتحكم و ضبط عملية صرف بعض الأدوية بمملكة البحرين من ضمنها الأدوية المضادة للاكتاب حيث أنه لا يؤيد وصفها إلا بوصفة طبية خاصة من قبل استشاريون متخصصين في مجال الطب النفسي ، و عدم تركها كأي سلعة معروضة في صيدلية، فهو رغم من إصدار قرارات بمنع صرف المضادات الحيوية على سبيل المثال إلا بوصفة خاصة إلا إنها لا زالت تصرف بدون وصفات رغم التعميم بضرورة عدم صرفة إلا بوصفة.
وأوضح أن بداية الإصابة بمرض الاكتئاب لدى المراهقين و الشباب، تصرف لهم الأدوية المضادة في حالات معينة من ضمنها إذا كان هناك أفكار انتحارية، فتعطي هذه الأدوية في البداية نتائج كتحسين الطاقة و فتح شهية الأكل، وإذا لم يتم معادلته بأخذ أدوية مرافقة له يمكن أن يكون مشجعا قويا على الإقبال والانقياد وراء الأفكار الانتحارية ويصبح من معالج للأفكار لداعم لها، معتبرا أهم مرحلة للعلاج من الاكتئاب البداية .
وأوضح استشاري الطب النفسي حميد رضا أن هذه الأدوية المضادة لا تعطي مفردة، بل بإضافة إلى أدوية أخرى يحددها الطبيب النفسي تناسب الحالة المرضية للشخص، حتى يكون استخدامه بشكل آمنا ويقلل فرصة الأفكار الانتحارية .