حذر الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي من سقوط النظام الإيراني على يد المعارضة بسبب فشل المشروع الإصلاحي في البلاد، حسب وصفه.
وقال خاتمي خلال اجتماعه مع أعضاء نقابة المهندسين، السبت، إنه "كلما تخلى الناس عن الأمل في الإصلاحات في إيران، زاد احتمال استقطابهم نحو قوى المعارضة التي تطالب بإسقاط النظام، بحسب ما جاء في موقعه الرسمي.
ودعا زعيم التيار الإصلاحي إلى بذل الجهود من أجل تشكيل استراتيجية فعالة للإصلاحيين تجذب الناس للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة المزمع إجراؤها بعد حوالي 9 أشهر.
ويخضع خاتمي منذ سنوات عديدة للحظر الإعلامي وتقييد تحركاته بإيعاز من المرشد الإيراني علي خامنئي والحرس الثوري، لاتهامه بتأييد الحركة الخضراء التي نظمت الاحتجاجات ضد ما قيل إنه تزوير في انتخابات الرئاسة عام 2009.
ويقول منتقدو خاتمي والإصلاحيون إن الشعب تجاوز الشعارات البراقة التي اجتذبت الناس منذ عام 1997 على أمل الإصلاح الذي لم يتحقق، بل إن المشروع أطال فقط من عمر النظام ومنحه المشروعية.
ويتهم المنتقدون، الإصلاحيين بـ "الانتهازية" من خلال حث الناس على المشاركة في الانتخابات مقابل بقائهم في السلطة بأي ثمن حتى لو كان على حساب تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي واستمرار القمع وانتهاك الحريات وسياسة النار والحديد التي يتبعها المرشد.
كما يرون أن تصريحات خاتمي جاءت بضوء أخضر من المؤسسة المتشددة التي باتت تشعر بالقلق إزاء تزايد الاستياء الشعبي وسط العقوبات الأميركية وتدهور الاقتصاد.
وقال خاتمي في كلمته: "إذا شعر الناس بخيبة أمل من الإصلاح، فإن خطاب الإطاحة بالنظام يتعزز وقد تنجح القوى المناهضة للنظام في إسقاطه".
ثم أشاد باستراتيجية المرشد الأعلى التي أكد أن مفادها "نعم للمقاومة، لا للحرب"، ووصف العقوبات الأمريكية ضد خامنئي بأنها "عمل رخيص".
وأشار إلى أنه بعد الهجوم على الطائرة الأمريكية بدون طيار توجد الآن "أرضية للوحدة بين مختلف أجنحة نظام الجمهورية الإسلامية".
وفيما يتعلق بحجم الانتقادات التي يواجهها الإصلاحيون، خاصة بعد الاحتجاجات الجماهيرية خلال العام الماضي، علق خاتمي بأن "لدى المجتمع أسئلة حول تصرفات النظام والإصلاحيين والأجنحة الأخرى، ويجب على الحكومة والبرلمان أن يشرحوا للناس الخطوات التي اتخذوها تجاه الإصلاح".
كما شدد على أن "مبادئ الإصلاح حية، لكن خطاب الإصلاحيين يعاني من بعض القضايا التي أدت إلى خلل داخل المجتمع".