اكتشف العلماء واحدة من أغرب الظواهر الطبيعية التي يمكن رؤيتها على سطح الأرض، تتمثل في "أبراج جليدية" ذات ارتفاعات شاهقة، على شكل مجموعات غامضة وسط الصحراء.

وتسمى هذه التكوينات الغريبة للجليد "الثلوج التائبة"، بسبب تشابهها مع وضعية المصلين المتضرعين للسماء بالدعاء ، وتتشكل على ارتفاعات شاهقة في البيئات الباردة والجافة، مثل البرية شديدة الجفاف في صحراء أتاكاما في تشيلي.

وتعرف التشكيلات الغريبة للجليد أيضاً، باسم nieve penitentes، وهي في الواقع مأوى لأشكال الحياة الميكروبية، في إشارة محتملة إلى أن الحياة الغريبة قد تزدهر على كوكب بلوتو.

وقام فريق من العلماء بقيادة باحثين من جامعة كولورادو بولدر، بجولة بالقرب من ثاني أكبر براكين العالم في تشيلي، بركان ليلولايلاكو، وهي من أقسى البيئات على وجه الأرض، حيث أنها موطن للرياح الشديدة وتقلبات درجة الحرارة والتعرض العالي للأشعة فوق البنفسجية، ووجدوا أن الميكروبات تبني منازلها بين القطع الجليدية الصامتة في المنطقة.

تقول لارا فيميركاتي، باحثة البيولوجيا الميكروبية: "عثر على طحالب الثلج بشكل شائع في جميع أنحاء الغلاف الجليدي على بقع الجليد والثلوج، لكن اكتشافنا أظهر وجودها لأول مرة على ارتفاع شاهق في موقع شديد الجفاف".

وأضافت: "من المثير للاهتمام، أن معظم الطحالب الثلجية الموجودة في هذا الموقع ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالطحالب الثلجية الأخرى المعروفة في البيئات القطبية، وفي الألب".

وكشفت "الثلوج التائبة" لبركان ليلولايلاكو على ارتفاع نحو 5 آلاف متر فوق مستوى سطح البحر، عن بقع حمراء، والتي يقول الفريق إنها علامة تستند إلى صبغة النشاط الميكروبي في تكوينات الثلج والجليد.

وعند أخذ العينات إلى المختبر، حدد الباحثون الميكروبات التي تهيمن عليها أجناس الطحالب، وهي المرة الأولى، كما يقول فريق البحث، إن العلماء أبلغوا فيها عن وجود حياة ميكروبية تسكن في الهياكل الجليدية الغريبة.

وقال العلماء إنه نظراً لقسوة البيئة التي توجد فيها الميكروبات، فإن "الثلوج التائبة" قد تكون بمثابة واحات للحياة، إلى جانب "الداخنة" أو "فومارول"، وهي فتحات تشبه التنفيس في قشرة الأرض، "ما يمثل مصادر مياه متقطعة في البيئات القاحلة".

وأشار العلماء إلى أن هذا ليس مجرد اكتشاف جديد للحياة على الأرض، بل يمكن أيضا أن يصل إلى ما هو أبعد من ذلك من الناحية الافتراضية، حيث أن هياكل "الثلوج التائبة" شبيهة بالهياكل الشاهقة على كوكب بلوتو والمشتري وعلى قمر أوروبا، ما قد يوحي بإمكانية وجود حياة غريبة في أي مكان آخر في النظام الشمسي.