برشلونة - محمد الأشقر

كان سبباً من نجاح برشلونة الساحق بداية من موسم 2008/2009 مع بيب جوارديولا هو الاعتماد على هوية النادي، واستخدام كنز مدرسة اللا ماسيا التي شربت هوية النادي منذ الصغر.

لكن أصبح من الواضح أن برشلونة بدأ في السير على نهج غريمه ريال مدريد بالتعاقد مع لاعبين جدد للأكاديمية بدلاً من تنمية المواهب المحلية الموجودة بالنادي.

وتراجعت لا ماسيا بشدة في السنوات الأخيرة، فجفت عن إمداد الفريق الأول باللاعبين، أو بمعنى أصبح بات برشلونة يفكر في اللاعب الجاهز بأي ثمن، دون النظر للاعبين الموجودين تحت تصرفه في الأكاديمية، حتى خسر بعضهم بالفعل لبعض الأندية بحثاً عن الفرص.

وتراجع الفريق الثاني لبرشلونة مستواه في السنوات الأخيرة وهبط للدرجة الثالثة الإسبانية عام 2018، ما شجع إدارة النادي على تغيير المسار لمحاولة إعادة أكاديمية "لاماسيا" المرموقة إلى مكانتها الطبيعية.

وللدلالة أكثر على أن النادي الكتالوني بات صاحب استراتيجية جديدة أثرت حتى على جودة الكرة التي يُقدمها والتي كان نجوم لا ماسيا أصحاب الفضل فيها، فقد أنفق برشلونة أكثر من أي نادٍ أوروبي منذ عام 2014.

لويس سواريز، كوتينيو، أوسمان ديمبيلي، مالكوم، فرينكي دي يونج كانوا من بين أغلى التعاقدات التي تمت على مدار السنوات الخمس الماضية، متفوقاً على أندية كمانشستر سيتي ومانشستر يونايتد.

ومع ذلك، يظهر المزيد من التحليل أن صافي إنفاق برشلونة هو 407 ملايين جنيه إسترليني، مقارنة بصافي إنفاق السيتي البالغ 643 مليون جنيه إسترليني ورقم اليونايتد البالغ 553 مليون جنيه إسترليني.

أضاف برشلونة جريزمان ودي يونج ونتو وإيمرسون إلى تشكيلة الفريق بالفعل هذا الموسم.

ليس هذا فحسب بل أن برشلونة أبرم العديد من الاتفاقيات مع عدد من الأندية بحيث يكون له الأولوية في الحصول على المواهب التي يتم تصعيدها، كما حدث مع أياكس.

ويعتقد البعض أن برشلونة بات يفكر بشكل واقعي في تلك الاستراتيجية، فكرة القدم اختلف حالها عن 10 سنوات، وبات جمهور برشلونة لا يقبل سوى الفوز بكل البطولات، وارتفع سقف طموحاته عكس ما كان قائماً قبل ذلك.

ففي موسم 2008 موسم لمعان نجوم لا ماسيا، لم تكن التوقعات كبيرة على ذلك الفريق في موسم بيب جوارديولا الأول، بعد رحيل النجوم الكبار وعلى رأسهم رونالدينيو.