أحمد عطا
أخيراً انتهى مسلسل أنتوان جريزمان بأنباء إيجابية للجانب الكتلوني بتوقيع المهاجم الفرنسي على عقدٍ يربطه ببرشلونة بعدما دفع الأخير قيمة الشرط الجزائي في عقده البالغ 120 مليون يورو.
البعض ارتأى أن الفائز بكأس العالم ليس مناسبًا لبرشلونة وسيلاقي نفس مصير فيليبي كوتينيو الذي كان نجم فريقه ليأفل نجمه تمامًا في البلاوجرانا ويتحول للاعب تحلم الجماهير بالتخلص منه.
فإن كانت تلك المقولة وهذا الرأي فقط لأن جريزمان لن يعتاد الأجواء أو أنه ليس مناسبًا لفلسفة الفريق أو أنه لم يلعب بأسلوب لعب البرسا الغالب عليه احتواء المنافس ومحاصرته ومثل هذه الأمور -رغم أنها انحسرت كثيراً في زمن ما بعد غوارديولا- فلن يكون القول الفصل في هذا الأمر سوى بركوب آلة زمن للمستقبل لمعرفة هذا الأمر وستظل الآراء حولها مجرد آراء وليست حقائق دامغة.. أتصور أن هذا واضح بطبيعة الحال.
أما إن كانت تلك المقولة لأن جرييزمان ليس له مكان في خطة لعب برشلونة وأنه فقط لا يلعب سوى مهاجم ثانٍ -وهو مركز غير موجود في برشلونة- فاقرأ الآتي لتعرف خطأ هذا الأمر.
من تابع أنتوان جريزمان في ريال سوسييداد سيعرف أنه بدأ مسيرته كجناح وسيتذكر ذلك المراهق اليافع بالقميص ذي الأكمام الطويلة الفضفاضة والتي تزيدك من الشعور بضآلة جسمه.. وإن كنت تتذكر تلك التفاصيل فمن المؤكد أنه سيكون بإمكانك تذكر أنه لم يكن يلعب حتى كجناح أيمن إلى الداخل لتستشعر الخوف من متلازمة ديبالا وبيرناردسكي التي أعجزت يوفنتوس هذا الموسم وتتوقع أن تتكرر بشكل مشابه قليلاً بينه وبين ليونيل ميسي بل الحقيقة أن جريزمان لعب كجناح أيسر وليس أيمن.. شيء شبيه في بعض الأحيان بالطريقة التي كان يتم بها استخدام موهوب آخر في سوسييداد وهو ميكيل أويارثابال قبل أن يأخذ دوراً أكثر تعمّقًا داخل الملعب.
تخيل كل السيناريوهات التي يمكن أن يلعب بها الجناح الأيسر.. سواء في خطة 4/4/2 أو في 4/3/3 وقت أن كان إيمانول أجيريتشي هو رأس حربة سوسييداد بينما كارلوس فيلا وجرييزمان على جانبيه أو حتى في 4/4/2 عندما كان لعب ريال سوسييداد لا يحتوي على رأس حربة صريح بل كانت الفكرة في تحول "المهاجمين" جريزمان وسوسييداد إلى جانبي الملعب طوال الوقت وهم من يرسلوا العرضيات إلى القادمين من الخلف كتشابي برييتو وثوروتوثا.
الخلاصة أن جريزمان لعب كثيرًا كجناح وجاور الخط الجيري الأبيض كثيراً في مسيرته مع سوسييداد قبل أن يتم استخدامه لفترة قصيرة في نهايات مسيرته مع الفريق كرأس حربة، أي أن المهاجم الفرنسي قادر على النجاح في مركز الجناح الأيسر أكثر حتى مما قدمه دافيد فيا الذي عانى لفترة عندما تم إجباره على التحول من مهاجم رفقة فالنسيا إلى جناح أو مهاجم أيسر رفقة برشلونة.
عندما انتقل جريزمان لأتلتيكو مدريد لعب كمهاجم ثانٍ وتألق في هذا المركز لكن هذا لم يمنع استخدامه كرأس حربة وحيد وصريح في خطة 4/5/1 عندما ضل الأتليتي الطريق بحثًا عن بديل لفالكاو ودييجو كوشتا وتاه ما بين جاكسون مارتينيز وماريو ماندجوكيتش وحتى بعد ذلك مع كالينيتش في ظل إصابات كوشتا عقب عودته من تشيلسي.
جريزمان نجح في مركز رأس الحربة الوحيد ما يدل على أنه يصلح لاستخدامه بديلاً للويس سواريز الذي تراجع منحنى أدائه رغم إيماني بأنه مازال ضمن المهاجمين الأكثر جودة، ونجاح جريزمان في مركز رأس الحربة الوحيد هو إشارة جيدة.
الميزة الأخيرة لجريزمان هو أنه تم إعادة اكتشافه من قبل سيميوني في مسألة صناعة اللعب والتحرك بين الخطوط وذلك في الموسمين الأخيرين وقدم في هذا الصدد براعة كبيرة خاصة مع فريق لا يهاجم بأعداد كبيرة أصلاً، وفي ذلك ميزة جيدة لفكرة أن يكون بديلًا في هذا المركز لإراحة ليونيل ميسي أحياناً دون الشعور بهوة ضخمة ما بين وجود ميسي وغيابه.. لاتزال الهوة كبيرة بين وجود ميسي وغيابه لكن بالتأكيد وجود جريزمان بديلًا له في بعض المباريات في هذا الصدد يقلل من تلك الهوة بعض الشيء.
ما يُراد قوله في النهاية هو أنه قد يفشل جريزمان إن انضم لبرشلونة لاعتبارات التأقلم أو حتى لأن كثيرين فشلوا مع برشلونة رغم جودتهم في السنوات الأخيرة وكوتينيو ليس ببعيد، لكن إن كان أسباب تصورك للفشل يكمن في أنه لن يجيد اللعب في المركز المتاح في هجوم الفريق (سواء كرأس حربة صريح أو كجناح أيسر إلى جانب ميسي وسواريز) فعذراً.. فكر مرة أخرى.
أخيراً انتهى مسلسل أنتوان جريزمان بأنباء إيجابية للجانب الكتلوني بتوقيع المهاجم الفرنسي على عقدٍ يربطه ببرشلونة بعدما دفع الأخير قيمة الشرط الجزائي في عقده البالغ 120 مليون يورو.
البعض ارتأى أن الفائز بكأس العالم ليس مناسبًا لبرشلونة وسيلاقي نفس مصير فيليبي كوتينيو الذي كان نجم فريقه ليأفل نجمه تمامًا في البلاوجرانا ويتحول للاعب تحلم الجماهير بالتخلص منه.
فإن كانت تلك المقولة وهذا الرأي فقط لأن جريزمان لن يعتاد الأجواء أو أنه ليس مناسبًا لفلسفة الفريق أو أنه لم يلعب بأسلوب لعب البرسا الغالب عليه احتواء المنافس ومحاصرته ومثل هذه الأمور -رغم أنها انحسرت كثيراً في زمن ما بعد غوارديولا- فلن يكون القول الفصل في هذا الأمر سوى بركوب آلة زمن للمستقبل لمعرفة هذا الأمر وستظل الآراء حولها مجرد آراء وليست حقائق دامغة.. أتصور أن هذا واضح بطبيعة الحال.
أما إن كانت تلك المقولة لأن جرييزمان ليس له مكان في خطة لعب برشلونة وأنه فقط لا يلعب سوى مهاجم ثانٍ -وهو مركز غير موجود في برشلونة- فاقرأ الآتي لتعرف خطأ هذا الأمر.
من تابع أنتوان جريزمان في ريال سوسييداد سيعرف أنه بدأ مسيرته كجناح وسيتذكر ذلك المراهق اليافع بالقميص ذي الأكمام الطويلة الفضفاضة والتي تزيدك من الشعور بضآلة جسمه.. وإن كنت تتذكر تلك التفاصيل فمن المؤكد أنه سيكون بإمكانك تذكر أنه لم يكن يلعب حتى كجناح أيمن إلى الداخل لتستشعر الخوف من متلازمة ديبالا وبيرناردسكي التي أعجزت يوفنتوس هذا الموسم وتتوقع أن تتكرر بشكل مشابه قليلاً بينه وبين ليونيل ميسي بل الحقيقة أن جريزمان لعب كجناح أيسر وليس أيمن.. شيء شبيه في بعض الأحيان بالطريقة التي كان يتم بها استخدام موهوب آخر في سوسييداد وهو ميكيل أويارثابال قبل أن يأخذ دوراً أكثر تعمّقًا داخل الملعب.
تخيل كل السيناريوهات التي يمكن أن يلعب بها الجناح الأيسر.. سواء في خطة 4/4/2 أو في 4/3/3 وقت أن كان إيمانول أجيريتشي هو رأس حربة سوسييداد بينما كارلوس فيلا وجرييزمان على جانبيه أو حتى في 4/4/2 عندما كان لعب ريال سوسييداد لا يحتوي على رأس حربة صريح بل كانت الفكرة في تحول "المهاجمين" جريزمان وسوسييداد إلى جانبي الملعب طوال الوقت وهم من يرسلوا العرضيات إلى القادمين من الخلف كتشابي برييتو وثوروتوثا.
الخلاصة أن جريزمان لعب كثيرًا كجناح وجاور الخط الجيري الأبيض كثيراً في مسيرته مع سوسييداد قبل أن يتم استخدامه لفترة قصيرة في نهايات مسيرته مع الفريق كرأس حربة، أي أن المهاجم الفرنسي قادر على النجاح في مركز الجناح الأيسر أكثر حتى مما قدمه دافيد فيا الذي عانى لفترة عندما تم إجباره على التحول من مهاجم رفقة فالنسيا إلى جناح أو مهاجم أيسر رفقة برشلونة.
عندما انتقل جريزمان لأتلتيكو مدريد لعب كمهاجم ثانٍ وتألق في هذا المركز لكن هذا لم يمنع استخدامه كرأس حربة وحيد وصريح في خطة 4/5/1 عندما ضل الأتليتي الطريق بحثًا عن بديل لفالكاو ودييجو كوشتا وتاه ما بين جاكسون مارتينيز وماريو ماندجوكيتش وحتى بعد ذلك مع كالينيتش في ظل إصابات كوشتا عقب عودته من تشيلسي.
جريزمان نجح في مركز رأس الحربة الوحيد ما يدل على أنه يصلح لاستخدامه بديلاً للويس سواريز الذي تراجع منحنى أدائه رغم إيماني بأنه مازال ضمن المهاجمين الأكثر جودة، ونجاح جريزمان في مركز رأس الحربة الوحيد هو إشارة جيدة.
الميزة الأخيرة لجريزمان هو أنه تم إعادة اكتشافه من قبل سيميوني في مسألة صناعة اللعب والتحرك بين الخطوط وذلك في الموسمين الأخيرين وقدم في هذا الصدد براعة كبيرة خاصة مع فريق لا يهاجم بأعداد كبيرة أصلاً، وفي ذلك ميزة جيدة لفكرة أن يكون بديلًا في هذا المركز لإراحة ليونيل ميسي أحياناً دون الشعور بهوة ضخمة ما بين وجود ميسي وغيابه.. لاتزال الهوة كبيرة بين وجود ميسي وغيابه لكن بالتأكيد وجود جريزمان بديلًا له في بعض المباريات في هذا الصدد يقلل من تلك الهوة بعض الشيء.
ما يُراد قوله في النهاية هو أنه قد يفشل جريزمان إن انضم لبرشلونة لاعتبارات التأقلم أو حتى لأن كثيرين فشلوا مع برشلونة رغم جودتهم في السنوات الأخيرة وكوتينيو ليس ببعيد، لكن إن كان أسباب تصورك للفشل يكمن في أنه لن يجيد اللعب في المركز المتاح في هجوم الفريق (سواء كرأس حربة صريح أو كجناح أيسر إلى جانب ميسي وسواريز) فعذراً.. فكر مرة أخرى.