اعتبرت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام سميرة رجب المتحدث الرسمي باسم الحكومة، وكالات الأنباء الوطنية الرسمية الضامن الأساسي لصوت الدولة والدفاع عن مصالحها أمام المئات من وسائل الإعلام الإقليمية والدولية «التي انخرطت منذ فترة ضمن أهداف سياسية ومشاريع إقليمية مشبوهة، بعيدة كل البعد عن العمل الصحفي أو الإعلامي». وأكدت رجب - في كلمتها أمس في الجلسة الحوارية «الأخلاقية والكفاءة في عمل وكالات الأنباء» بجامعة البحرين، على هامش أعمال «المؤتمر 42 للجمعية العمومية لاتحاد وكالات الأنباء العربية»- أن مملكة البحرين تعرّضت خلال الأربع سنوات الأخيرة إلى هجوم إعلامي إقليمي ودولي غير مسبوق، كان الهدف منه زعزعة الاستقرار والتشكيك فيما وصلت إليه المملكة من تقدّم وإصلاحات على جميع المستويات. إلا أننا تمكننا، رغم إمكاناتنا الإعلامية البسيطة، من مجابهة هذا الأمر، ونجحنا في مقاومة التضليل الإعلامي المشبوه، لافتة إلى أن وزارة الدولة لشؤون الإعلام، تعمل حالياً ضمن الخطة الإستراتيجية الخمسية على تطوير أجهزتنا الإعلامية الرسمية وجعلها من أهم أدوات الدفاع عن مصالح بلدنا وخدمة مجتمعنا.وقالت الوزيرة إن المتتبع لخريطة صناعة ونشر وتوزيع الأخبار، يلاحظ بكل سهولة أن وكالات الأنباء ما زالت تحافظ على مكانتها كمصدر إخباري أساسي ضمن المشهد الإعلامي المحلي والإقليمي والدولي، إلا أننا نلاحظ أيضا أن وكالات الأنباء بدأت تشهد نوعاً من التراجع، في ظل التنافس الشديد لوسائل الإعلام بمختلف أشكالها الورقية والمرئية والمسموعة والإلكترونية وفي ظل التحولات الهامة التي يشهدها قطاع الإعلام والاتصال على المستويين التقني والتكنولوجي.وأضافت إن ظهور مصادر إخبارية الكترونية جديدة، تتميز بسرعة النشر والتحديث وخفّة المعلومة، ربّما تتحول إلى أدوات إخبارية أكثر تأثيراً على الرأي العام العربي عبر شبكة الإنترنت والهاتف النقال، وبالتالي قد تطرح أكثر من سؤال حول مستقبل وكالات الأنباء، مشيرة إلى أنه رغم التحولات الكبيرة التي يشهدها قطاع الإعلام والاتصال منذ سنوات من ناحية تطور التقنيات وأشكال المضامين وأساليب النشر إلا أننا نعتقد بقوة أن وكالات الأنباء الوطنية الرسمية لا زالت تعتبر الضامن الأساسي لصوت الدولة والدفاع عن مصالحها، أمام المئات من وسائل الإعلام الإقليمية والدولية التي انخرطت منذ فترة ضمن أهداف سياسية ومشاريع إقليمية مشبوهة، بعيدة كل البعد عن العمل الصحفي أو الإعلامي، بل ما نراه على أرض الواقع هو تأثير على الرأي العام العربي بطريقة خاطئة، ربّما يؤدي إلى تداعيات خطيرة، أولها بث الفوضى التي بدأت في المنطقة، وما تبعها من عدم الأمن والاستقرار.وأوضحت رجب أن المعلومات والأخبار هي العنصر الأساسي من عناصر الأمن والاستقرار في المجتمع، ولا يمكن لأي بلد مهما كان حجمه العسكري أو السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي، أن يغفل عن الدور المحوري الذي تلعبه وسائل الإعلام داخل المجتمع، خصوصاً منها وكالات الأنباء، مشيرة إلى أن معظم الباحثين في العلوم السياسية والعلوم العسكرية وعلوم الإعلام والاتصال يتفقون في أن المعلومة هي الرصاصة الأولى التي يمكن أن تؤدي إلى حرب شاملة، أو المسكن الأول الذي يمكن أن يساهم في توقيع معاهدة سلام دائمة.وتابعت رجب أن وسائل الإعلام والاتصال تعتبر أيضاً، «القوات الخاصة النفسية والدعائية» التي تناور وتعزّز صفوف الجيوش، وفي أغلب الأحيان لا حاجة لجيوش على الأرض، في ظل وجود أسلحة إعلامية واتصالية يمكن أن تحسم الحروب قبل بدايتها أصلاً.وشددت الوزيرة «يجب أن نعي اليوم أن وكالات الأنباء الوطنية ليست مجرد مؤسسات إعلامية عادية تمد المجتمع بالأخبار فقط، بل هي مؤسسات رسمية يجب أن تنخرط في مفهوم «الأمن الإعلامي للدول» الذي يقوم على مبدأ مقاومة تدفق المعلومات الخاطئة وبث الصورة الصحيحة لبلداننا، وعلى الحكومات، من جهة ثانية، أن توفر لوكالات الأنباء الوطنية الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة لتحقيق هذه الأهداف، ويجب الخروج من الفكر الضيق الذي يعتبر وكالات الأنباء الوطنية مجرد إدارة حكومية، بل يجب ترسيخ فكرة أن وكالة الأنباء هي مؤسسة إستراتيجية هامة في الدولة لا تقل أهمية عن أية مؤسسة عسكرية أو أمنية أو اقتصادية تساهم في الدفاع عن مصالح المجتمع وتساهم في أمنه واستقراره». وأكدت رجب «إننا اليوم أمام مسؤولية كبيرة، وأن بلداننا تحتاج إلينا اليوم أكثر من أي وقت مضى، أمام التحديات الإقليمية والدولية التي أصبحت أكثر تعقيداً. وبات جلياً أن المعارك الجديدة على المستويين الإقليمي والدولي هي بالأساس إعلامية»، مشيرة إلى أنه من هذا المنطلق يأتي دور وكالات الأنباء الوطنية، التي لا يجب أن يقتصر دورها على تزويد المجتمع بالأخبار، بل العمل ضمن فلسفة جديدة تأخذ بعين الاعتبار التحديات الجديدة للدول، وتعي خطورة الرهانات الإقليمية والدولية، وتعمل على تصحيح المسار من خلال نشر الأخبار الصحيحة وبالسرعة والمهنية المطلوبة، وإنارة الرأي العام ومقاومة التضليل الإعلامي وفضح الخطط الإعلامية المشبوهة. وأكدت الوزيرة في هذا الإطار؛ أنه لم يكن تطوير وكالة أنباء البحرين، التي دشنت مقرها الجديد أبريل الماضي، من محض الصدفة، إذ نؤمن أن وكالة الأنباء الرسمية هي إحدى أعمدة التطوير والتنمية في المجتمع وإحدى وسائل الدفاع الأمامية عن مصالح الوطن. وأحيي بهذه المناسبة مدير عام وكالة أنباء البحرين مهند سليمان، على جهوده المبذولة في هذا الشأن.