عواصم - (وكالات): أكد مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان لمجلس الأمن الدولي أن سوريا لم ترسل «إشارة السلام» التي ينص عليها الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الرئيس السوري بشار الأسد لوقف العنف في سوريا، فيما دعا مجلس الأمن الدولي سوريا إلى وقف المعارك قبل الساعة السادسة صباح غد الخميس. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشرات الأشخاص قتلوا في أعمال عنف في سوريا، رغم الإعلان الروسي السوري من موسكو عن بدء تنفيذ السلطات السورية خطة الموفد الدولي الخاص كوفي عنان من أجل السلام والشروع في سحب الآليات من الشارع. وفيما شككت عواصم غربية ومعارضون بإعلان دمشق الالتزام بخطة السلام، اقر مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان بأن الجيش السوري «ينسحب من بعض المناطق في سوريا، ولكنه يدخل مناطق أخرى لم تكن مستهدفة»، مضيفاً أن العنف في سوريا يجب أن يتوقف «من دون شروط مسبقة». كما قال عنان في رسالة إلى المجلس إن القوات السورية النظامية انسحبت من بعض المدن قبل مهلة 10 ابريل، إلا أنها تستهدف مواقع جديدة وقال إن على الأسد «تغيير نهجه بشكل جذري» لتحقيق وقف إطلاق النار. وقالت الدول الغربية إن الأسد فشل في الالتزام بتعهداته بموجب خطة انان.وقال البيت الأبيض إنه لم ير أي دليل حتى الآن على انسحاب الجيش السوري من المراكز السكنية وإن أمريكا ستعمل مع شركاء دوليين بشأن «الخطوات المقبلة» ضد دمشق إذا لم تنفذ التزاماتها بموجب خطة وقف إطلاق النار التي توسطت بها الأمم المتحدة. وأعلنت موسكو أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أبلغها أن دمشق بدأت تطبيق خطة وقف العنف، وأنها بدأت سحب قسم من الجيش من حمص إلى الثكنات. وأعلن المعلم في وقت سابق، أن بلاده قامت «بسحب بعض وحدات الجيش من بعض المحافظات، وسمحنا لأكثر من 28 محطة إعلامية بالدخول إلى سوريا، واستقبلنا رئيس لجنة الصليب الأحمر الدولي ووصلنا إلى تفاهمات في شأن استقبال المساعدات وإيصالها إلى المحتاجين، وتم الإفراج عن عدد من المعتقلين». وأشار إلى أن « وقف العنف المستدام يجب أن يكون متزامناً مع وصول بعثة المراقبين الدوليين» الذين تنيط بهم خطة عنان مهمة مراقبة وقف إطلاق النار. وعلى الأثر، طالب رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون كل الأطراف الدولية باتخاذ «الإجراءات اللازمة لوقف فوري للقتل» في سوريا و»إجبار النظام» على تنفيذ تعهداته. وعلى الأرض، اعلنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل أن «لا ثقة» لها بالنظام. وقال المتحدث باسمها العقيد الركن قاسم سعد الدين «لا نتوقع أن يسحب النظام آلياته أو أن يوقف القتل، لكن نحن ملتزمون بالمهلة التي حددها عنان». وأشار إلى أنه يهمل النظام السوري مهلة 48 ساعة لوقف القصف وسحب الآليات تحت طائلة استئناف العمليات الهجومية ضد قواته.وفي باريس، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن سوريا لم تبدأ تنفيذ خطة عنان، واصفة تصريحات النظام السوري بأنها «تعبير جديد عن كذب فاضح وغير مقبول». وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إنه لم تصدر عن سوريا أي مؤشرات على نيتها تنفيذ التزامها بتطبيق خطة وقف العنف في سوريا، متهماً النظام السوري بتصعيد الهجمات ضد المعارضة. وأكد البيت الأبيض أن مجلس الأمن الدولي سيتصرف حيال سوريا إذا استخلص المبعوث الدولي أن نظام دمشق لم يحترم تعهداته بوقف إطلاق النار. وفي نيويورك، قال سفراء الاتحاد الأوروبي في الأمم المتحدة إن سوريا لم تلتزم بتطبيق خطة عنان وانه يجب التفكير بتطبيق إجراءات دولية. في المقابل، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الموفد الدولي كوفي عنان خلال محادثة هاتفية معه إلى تكثيف الضغط على المعارضة السورية. وجاءت الحصيلة الضخمة للضحايا في سوريا أمس لتؤكد الانطباع السائد بعدم تحقيق أي تقدم على صعيد وقف العنف. فقد قتل العشرات في عمليات قصف وإطلاق نار ومداهمات، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان في حمص وحماة ودرعا وحلب من جهة ثانية، ذكر المرصد أن «السلطات السورية اعتقلت عشرات الجنود السوريين غالبيتهم من الأكراد أثناء محاولتهم الفرار إلى الأراضي العراقية»، مشيراً إلى نقلهم إلى مدينة القامشلي في محافظة الحسكة، ثم «في حافلتين إلى جهة مجهولة».وشهدت مناطق سورية عدة تظاهرات رفعت خلالها لافتات تصف النظام بـ «الكذاب»، وتطالب بوقف إعطائه المهل. وزار كوفي أنان مخيماً للاجئين السوريين على الحدود بين تركيا وسوريا حيث استقبله مئات اللاجئين الذين حملوا أعلام «سوريا الجديدة» ورفعوا لافتة كتب عليها «الأسد+روسيا=مجزرة». وأحيطت زيارة عنان بإجراءات أمنية مشددة بعد إصابة 6 سوريين في إطلاق نار من القوات النظامية على الأراضي التركية أمس الأول. واعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أن إطلاق النار من الجانب السوري على مخيم للاجئين في تركيا يشكل «انتهاكاً واضحاً» للحدود، مؤكداً أن بلاده «ستتخذ الإجراءات اللازمة»، و»ستستخدم كل حقوقها بموجب القانون الدولي»، فيما حمل الرئيس السوري بشار الأسد المسؤولية عن قتل عشرات المدنيين يومياً وبعد تركيا، وصل عنان إلى إيران، حليفة دمشق، ليبحث في سبل حل الأزمة السورية، بينما أعلن اردوغان أنه سيتوجه بعد غد الجمعة إلى السعودية للبحث في الملف السوري.من جهة أخرى، جزم مصدر دبلوماسي سعودي في الرياض بعدم تقديم المملكة قطعة سلاح واحدة لأي طرف في المعارضة السورية.وذكرت صحيفة «الشرق» السعودية أن تصريحات المصدر السعودي جاءت عقب مطالبة الحكومة السورية بضمانات من المملكة العربية السعودية ودولة قطر وتركيا بعدم تسليح المعارضة.