كرّم المركز العربي للإعلام السياحي الاثنين، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بجائزة "شخصية التراث العربي"، خلال افتتاح "منتدى السياحة والتراث العربي" الذي ينظمه المركز ضمن فعاليات مهرجان صلالة السياحي بسلطة عمان ما بين 21 و25 يوليو برعاية وزير الدولة ومحافظ ظفار محمد بن سلطان البوسعيدي.

وحضر حفل الافتتاح بالإضافة إلى وزير الدولة ومحافظ ظفار، كل من وزير الإعلام د.عبدالمنعم الحسني، ووزير الخدمة المدنية الشيخ خالد بن عمر المرهون، ومؤسس المركز العربي للإعلام السياحي الصحفي خالد خليل، ورئيس المركز العربي للإعلام السياحي بسلطنة عمان د.سلطان بن خميس اليحيائي، ورئيس مجلس أمناء المركز العربي للإعلام السياحي د.طالب الرفاعي، ورئيس بلدية ظفار الشيخ سالم بن عوفيت الشنفري، وسفيرة منظمة اليونسكو للنوايا الحسنة الأميرة دانا فراس.

ووجهت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة الشكر للمركز العربي للإعلام السياحي، مشيرة إلى أهمية وجود هذا المركز الذي يساهم في الترويج عبر السلطة الرابعة لغنى المواقع الثقافية السياحية للعالم العربي، مشيدة بتنظيم المنتدى المنعقد في صلالة التي وضعت نفسها على خارطة السياحة في المنطقة.

وقالت إن الإعلام يلعب دوراً هاماً في الترويج للمكتسبات التاريخية والحضارية لدول الوطن العربي، موضحة أن الحراك الثقافي والإرث التاريخي يشكلان الهوية الوطنية والعامل الأول في جذب سياحية ثقافية نوعية.

وأضافت الشيخة مي، أن البحرين تسعى إلى تجسيد هذا الأمر عبر تعزيز البنية التحتية الثقافية والاهتمام بالمواقع الأثرية ووضعها على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، ونجحت البحرين حتى الآن في تسجيل 3 مواقع على القائمة كان آخرها موقع تلال مدافن دلمون الذي أدرج خلال اجتماع لجنة التراث العالمي هذا العام.

وأعربت الشيخة مي بنت محمد، عن أملها في أن يتمكن منتدى السياحة والتراث العربي من تحقيق أهدافه وتعزيز مكانة التراث في استراتيجيات السياحة العربية، متمنية للمركز العربي للإعلام السياحي التوفيق والتقدم في كافة مشاريعه وبرامجه المستقبلية.

وقبيل تكريمها بالجائزة، استعرض المركز العربي للإعلام السياحي منجزات الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، حيث تمت الإشارة إلى دورها الكبير في تعزيز العلاقة التكاملية بين قطاعي الثقافة والسياحة وتأسيس بنى تحتية للثقافة من أجل التنمية المستدامة، ولحضورها الدولي الذي يسهم في تعزيز الدور الثقافي البحريني على خارطة الثقافة الدولية، بالإضافة إلى دورها البارز في حماية وإبراز التراث الثقافي والإنساني واستثماره كعنصر جذب سياحي يعكس الهوية الوطنية.

ومن خلال فيلم خاص عرضه المركز، تم إلقاء الضوء على معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة كشخصية رائدة في المشهد الثقافي والفني العربي.

يذكر أن الشيخ مي بنت محمد، وقبل ترؤسّها لهيئة البحرين للثقافة والآثار منذ عام 2015، شغلت منذ عام 2008 منصب وزيرة الثقافة والإعلام ومن ثم منصب وزيرة الثقافة البحرينية.

وقبل العمل الرسمي أسست الشيخة مي عام 2002 مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، الذي تميّز منذ تأسيسه بنوعية النشاط الثقافي والحفاظ على التراث العمراني البحريني، كما أطلقت في سبيل ذلك مبادرة "الاستثمار في الثقافة"، والتي ساهمت في بناء شراكة غير مسبوقة بين القطاعين العام والخاص من أجل الحفاظ على التراث، ونقلت التجربة للقطاع العام، إذ جاء ضمن أبرز ثمارها إنشاء متحف موقع قلعة البحرين وتشييد مسرح البحرين الوطني بدعم كريم من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، والذي يعد من أهم عوامل جذب السياحة الثقافية للمملكة.

ومن بين أهم إنجازاتها العديدة إدراج مواقع البحرين ضمن لائحة مواقع التراث العالمي لليونسكو وهي حتى اليوم موقع قلعة البحرين 2005 وموقع طريق اللؤلؤ 2012 وموقع تلال مدافن دلمون 2019، بالإضافة لإنشاء المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، التابع لليونسكو والذي يعمل من البحرين على المحافظة على التراث الطبيعي والثقافي لكافة الدول العربية.

وكانت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أول من حاز على جائزة كولبير للإبداع والتراث في عام 2010. كما كرمتها مؤسسة الفكر العربي بجائزة الإبداع الاجتماعي نظير قيادتها المتميزة للعديد من المبادرات الثقافية والسياحية السنوية مثل مهرجان ربيع الثقافة ومهرجان صيف البحرين.

كما حصلت الشيخة مي عبر مسيرتها الحافلة على العديد من الأوسمة والجوائز منها جائزة المرأة العربية السنوية لعام 2015، جائزة "ووتش أوارد" من الصندوق العالمي للآثار، وعدد من الأوسمة من فرنسا والمملكة المغربية وإيطاليا ومملكة البحرين، كما أعلنتها منظمة السياحة العالمية سفيراً خاصاً للسياحة المستدامة من أجل التنمية بين عامي 2017 و2019.

وسيشهد المنتدى على مدى أيامه عدداً من الجلسات التي تتناول مواضيع تتمحور حول الاستثمار السياحي ومستقبله في المنطقة العربية وعلاقته بالتراث والثقافة المحلية، إضافة إلى تقديم ورش عمل متخصصة يديرها عدد من الخبراء في مجالات الإعلام والسياحة والتراث والاقتصاد.

ويتضمن المنتدى إقامة جلسة حوارية حول دور الإعلام والتراث في تعزيز الوعي السياحي لدى المجتمعات المحلية. ويهدف المنتدى إلى إلقاء الضوء على المقومات السياحية والتراثية العربية، إلى جانب توفير الفرصة لتبادل الخبرات بين العاملين في القطاعين الإعلامي والسياحي بالإضافة إلى مناقشة الترويج لسياحة الفعاليات والمؤتمرات.