أحمد عطا

في مشهد من مشاهد مسرحية «المتزوجون» العبقرية، يقف سمير غانم بشكل كوميدي مرتدياً سروالاً قصيراً على بذلة قائلاً جملته الشهيرة «جيت أضبط الجاكيت، البنطلون ضرب»!

هكذا يمكن وصف حال مانشستر سيتي الحالي .. بعد أن كان خط الوسط الدفاعي هو مشكلة الفريق في الموسم الماضي بعد خطأ فادح من بيب جوارديولا بالاستغناء عن فيرناندو دون تعويضه بلاعب آخر ليجد نفسه مع غياب فيرناندينيو مضطراً للعب بإلكاي جوندوجان كارتكاز للفريق في مراحل حاسمة من الموسم ليدفع الثمن غالياً.

هذا الصيف قام جوارديولا بإصلاح هذا الوضع المعيب باستقدام لاعب وسط أتلتيكو مدريد رودري مقابل 63 مليون جنيها استرلينيا ليعيد التوازن لهذا المركز الحيوي الذي تزداد أهميته في فريق بأسلوب لعب مانشستر سيتي يكون فيه الحمل كبيرًا على اللاعب الذي يقوم بتغطية كل لاعبي الوسط المندفعين للأمام لتنفيذ تكتيكات بيب جوارديولا الهجومية.

لكن البنطلون ضرب! فبعد أن قام جوارديولا بضبط جاكت الوسط كان الموعد مع صداع جديد مع رحيل مدافع السيتي فينسنت كومباني عن صفوف الفريق ليتبقى ثلاثة قلوب دفاع في صفوف السكاي بلوز.

لنكن صرحاء لم تكن الأمور وردية أصلا في خط دفاع السيتي في الموسم الماضي مع انهيار كبير في مستوى جون ستونز وكذلك تراجع مستوى نيكولاس أوتامندي وكثرة إصابات كومباني ليتبقى أيمريك لابورت كلاعب وحيد يمكن الوثوق في مستواه إلى حدٍ ما في ذلك الخط الذي يتضاعف ما هو مطلوب منه قياسًا لفرق أخرى لنفس السبب المذكور آنفا .. قلة عدد من يبقون في الخطوط الخلفية في أسلوب لعب جوارديولا.

لذلك يبدو الأمر ضروريا جدا في مسألة التعاقد مع قلب دفاع آخر إن أراد بيب القيام بخطوة أولى لتفادي ما يعاني منه مرارًا وتكرارا في دوري الأبطال الذي يحتاج لأن يمتلك الفريق خط دفاع قوي قبل كل شيء، فمع مباريات الذهاب والإياب خطأ واحد في الخط الخلفي يكون كفيل بإخراجك من البطولة رغم كل إبداعات الخطوط الأمامية الجوارديولية، وكم كانت كثيرة تلك الأخطاء في مباراة توتنهام.

لكن الأمور ليست بتلك السهولة هذه المرة على ما يبدو، فالسيتي انسحب من سباق مدافع السيتي هاري ماجواير بعد أن ارتفع ثمنه بشدة ولا يبدو وأن الفريق عاقد العزم على الإنفاق ببذخ على جلب قلب دفاع جديد.

يتجلى هذا الأمر في تصريحات بيب جوارديولا التي ألمح فيها إلى أنه قد يعتمد على فيرناندينيو في الخط الخلفي في بعض الأوقات في حالة تعذر التعاقد مع مدافع، كما أن بيب استعان بالمدافع المراهق تايلو هيروود-بيلز في جولته الآسيوية رغم أنه يبلغ من العمر 17 عامًا فقط ولم يستبعد إمكانية تصعيده للفريق الأول.

لكن لماذا كل هذا؟ لماذا لا ينفق السيتي ببذخ على صفقة المدافع؟ على الأرجح يخشى نادي الشمال الإنجليزي من تضييق أكبر عليه من جانب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» خاصة وأنه من المهم أن تعرف أن السيتي لا يبيع لاعبين مهمين بالنسبة له أبدًا وأكبر صفقة بيع قام بها في السنوات الأخيرة لم تتعدَ حاجز ال25 مليون إسترليني.

على كلٍ إن فكر السيتي من جديد في التعاقد مع مدافع ليس باهظ الثمن كهاري ماجواير فربما يجد ضالته في مدافع ريال بيتيس، الموهوب الجزائري عيسى مندي الذي أثبت من جديد في أمم أفريقيا أنه يحمل دي ان ايه بيب جوارديولا واستفاد بشدة من تتلمذه على يد مدرب بيتيس كيكي سيتين .. من يدري، ربما يرشحه رياض محرز لمدربه!